مقتل 43 في ثلاثة انفجارات في بغداد
مقتل 43 في ثلاثة انفجارات في بغداد
Wed August 17, 2005 11:44 AM GMT+03:00
بغداد (رويترز) - قتل 43 شخصا في ثلاثة انفجارات بسيارات ملغومة في هجوم منسق على محطة حافلات في بغداد في وقت الذروة الصباحية أنهى فترة هدوء في هجمات المقاتلين في حين يتعثر زعماء العراق في التوصل الى دستور جديد.
وقال مسؤول من وزارة الداخلية ان 43 شخصا على الاقل قتلوا واصيب 76 بجروح. وكان رجال شرطة ومسؤولون طبيون من بين ضحايا الانفجار الثالث الذي وقع قرب العيادة الطبية التي كان ينقل اليها ضحايا الانفجارين السابقين.
وقال مسؤول وزارة الداخلية ان الاحصائيات تستند الى تقارير من اربع مستشفيات نقل اليها القتلى والجرحى من بينها مستشفى الكندي القريب من موقع الهجوم المنسق.
وأضاف "عدد القتلى والجرحى يمكن ان يرتفع لانه توجد جثث متفحمة في انحاء المكان."
وتشير التفجيرات المتتابعة الى أن الهجوم من تنفيذ احدى الجماعات الاسلامية المتشددة التي تنشط في اطار قتال سنة عرب للحكومة التي يقودها الشيعة والمدعومة من الولايات المتحدة وعلى عكس العديد من التفجيرات التي تنفذها جماعات مثل القاعدة قالت الشرطة انه لم يتضح ما اذا كان مهاجمون انتحاريون كانوا يقودون السيارات.
وقال الجيش الامريكي في بيان ان قنبلة فجرها سائق واخرى كانت مخبأة في عربة.
وهذا أعنف هجوم تشهده العاصمة العراقية منذ بضعة أسابيع. ووقع اخر هجوم بهذا الحجم يوم 29 يوليو تموز في شمال العراق.
وربما يكون تم اختيار توقيت الهجوم ليتزامن مع استئناف المفاوضات بين الزعماء العراقيين في بغداد بشأن الدستور الجديد. وانتهت المحادثات دون التوصل لاتفاق يوم الاثنين الماضي وأعطى البرلمان زعماء الجماعات الطائفية والعرقية المتناحرة مهلة مدتها اسبوع اخر لتسوية خلافاتهم. وقال مسؤولون أمريكيون ان الاتفاق على الدستور من شأنه تقويض قتال الاقلية السنية العربية.
وهددت جماعات متشددة بقتل زعماء السنة الذين انضموا للعملية السياسية التي ترعاها الولايات المتحدة وبمواصلة حملتها مهما حدث.
وتسبب انفجار القنبلتين الاولتين قبيل الساعة الثامنة صباحا (0400 بتوقيت جرينتش) في ارتفاع عامود ضخم من الدخان الاسود في السماء الصافية فوق بغداد. وانفجرت قنبلة بالقرب من مدخل محطة النهضة للحافلات حيث يستقل المسافرون الحافلات الصغيرة وسيارات الاجرة بين بلدة واخرى في مختلف ارجاء العراق. وانفجرت القنبلة الثانية داخل المحطة بعد بضع دقائق.
وبعد نحو ربع ساعة عندما بدأ رجال الشرطة والمسعفون في نقل الجرحى الى مستشفى الكندي المجاور انفجرت القنبلة الثالثة وقتلت بعض الذين جاءوا للمساعدة.
وقال احمد جبور وهو شاهد عيان لرويترز في الموقع "سمعنا انفجارا بمرآب السيارات وذهبنا الى هناك وركضنا نحو حافلات متجهة الى الكوت والبصرة والعمارة."
وأضاف "انفجرت عربة ولدى مغادرتنا انفجرت أخرى وسط سيارات الشرطة."
ورأى مراسل لرويترز الحافلات والسيارات المشتعلة وجثتين لا حراك فيهما على الطريق.
ووصف وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد تأجيل وضع مسودة دستور جديد للعراق اسبوعا بأنه "غير مفيد" في تصريحات أكثر شدة من تصريحات الرئيس الامريكي جورج بوش بعد اعلان التأجيل اسبوعا في بغداد.
وقال رامسفيلد "كلما تم الإسراع بانجازه كلما قل عدد العراقيين الذين يقتلون وقل عدد الامريكيين وقوات التحالف الذين يقتلون."
وسئل رامسفيلد هل من المحتمل ان يزيد التأجيل المقاتلين جرأة فأجاب "اعتقد ان التأجيل غير مفيد."
وأوضح المبعوث الامريكي في العراق زلماي خليل زاد الذي يتواجد بكثافة حول المفاوضين ان الفشل "ليس خيارا مطروحا".
وقال جوست هيلترمان من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات والذي حث في تقرير في وقت سابق هذا العام على منح العراقيين المزيد من الوقت للمناقشة ووضع الدستور انه الان وبعد أن وضع الجدول الزمني فان التأخير غير مفيد.
وقال "يتعين استكمال الطريق الذي بدأ السير فيه."
وأضاف "هذا ليس الطريق المفضل بالنسبة لنا. لكن عدم القيام بذلك قد يكون مضرا للغاية. فهناك أمال كبيرة معلقة."
وبمقتضى الدستور المؤقت فان الفشل في وضع دستور العراق الدائم في الوقت المحدد قد يقود الى حل الجمعية الوطنية وانتخاب جمعية أخرى بحلول ديسمبر كانون الاول لتبدأ عملية صياغة الدستور من البداية. لكن بالموافقة على مد المهلة مرة يبدو محتملا أن يوافق البرلمان على مد المهلة مرة أخرى.
ونظرا لما تفضله الولايات المتحدة فان العودة الى نقطة البداية تبدو مستبعدة. كما ان البرلمان الراهن الذي يهيمن عليه الشيعة والاكراد بعد مقاطعة السنة للانتخابات التي جرت في يناير كانون الثاني يبدو ايضا غير مستعد لاحداث أزمة.
ومحاولة المضي المتعثرة حسب الجدول الزمني الذي تدعمه الولايات المتحدة يبدو النتيجة الارجح للسياسة العراقية حتى نهاية العام.
وقال العطية انه لا يستبعد أن يقود تعثر المحادثات الى اعادة النظر بشكل كامل. واثار دودج في لندن احتمال انه حتى اذا وافق الاعضاء السنة غير المنتخبين في لجنة صياغة الدستور على اتفاق فان الناخبين السنة قد يرفضونه في أكتوبر.
وقال انه اذا رفض اغلبية الناخبين في ثلاث محافظات عراقية الدستور فانه سيرفض "وهذه قد تكون اللحظة الحاسمة للولايات المتحدة لتعيد تقييم المشروع برمته."
(شارك في التغطية لطفي ابو عون وفارس المهداوي وأصيل كامي ومصعب الخيرالله)
من الاستير ماكدونالد
============================
تعليق :
الا تستطيع الحكومة ضرب طوق أمني محكم حول بغداد لتمنع دخول السيارات المفخخة إليها
اما إن كانت السيارات المفخخة تصنع في بغداد ، الا تستطيع تفتيش كل منزل ومزرعة وكراج ودكان للبحث عن اماكن تصنيع السيارات المفخخة