المالكي يوعز بإعداد دراسة عاجلة اجراءات عاجلة لانقاذ مرقدي الامام الحسين والعباس من
وصلت إلى معدلات مرتفعة جدا خاصة حول المرقدين الشريفين
كربلاء ـ موفد الصباح مصطفى مجيد
أوعز رئيس الوزراء نوري المالكي بإعداد دراسة متكاملة بعيدة المدى عن مشكلة المياه الجوفية التي تهدد مرقدي الامام الحسين واخيه العباس "عليهما السلام" في كربلاء، تسلم خلال مدة لا تتجاوز الشهر الواحد
بغية اتخاذ الاجراءات العاجلة لحل المشكلة بما يتناسب مع الأهمية الدينية والتاريخية لهما.
كشف ذلك عضو لجنة مبادرة المالكي للنهوض بالزراعة في البلاد الدكتور عبد الحسين الحكيم خلال المؤتمر العلمي الاول لانقاذ كربلاء من خطر المياه الجوفية الذي عقد أمس فيها وحضرته "الصباح"، موضحا أن دولة رئيس الوزراء أمر خلال اجتماع اللجنة الاخير، ان تعد الدراسة التي شدد على اهمية ان تكون علمية ووافية وتقدم حلولا ناجعة للمشكلة، من قبل خبراء من وزارة الموارد المائية بالتعاون مع مجلس محافظة كربلاء وخلال مدة لاتتجاوز شهرا.
محافظ كربلاء الدكتور عقيل الخزعلي بين بتصريح لـ"الصباح" على هامش المؤتمر، ان مدينة كربلاء تعاني من مشكلة خطيرة تتمثل بارتفاع مناسيب المياه الجوفية وهو ما يهدد بشكل كبير الاراضي الزراعية في المحافظة وخاصة المنطقة المحيطة بالمرقدين الشريفيين بسبب انخفاضها عن باقي المناطق بمقدار مترين، مشيرا الى انه برغم وجود شبكة من المبازل في المحافظة الا انها غير ذات جدوى في الوقت الحاضر، مثمنا الجهود المبذولة في هذا السياق التي تنصب في مصلحة انقاذ اراضي المحافظة لما تشــكله من اهمــية دينية وتاريخية.
من جانبه، قال وكيل وزارة الزراعة الدكتور مهدي ضمد القيسي خلال كلمته التي القاها نيابة عن وزير الزراعة، ان الوزارة تسعى بكامل امكانياتها لايجاد معالجات دائمية وجذرية لمشكلة ارتفاع مناسيب المياه الجوفية التي ازدادت بشكل كبير خلال السنوات الماضية بسبب ما عده مشكلة البزل المعقدة في البلاد خاصة المحافظات الجنوبية، والتي طالبت اثرها وزارة الزراعة رئيس الوزراء بضرورة تشكيل كيان مستقل يعنى بمهمة الاستصلاح في البلاد، التي قال انها تسير ببطء ودون المستوى المطلوب، كاشفا عن تشكيل لجنة تضم نخبة من مختصي الوزارة لدراسة البحوث والمقترحات التي قد يرفعها المؤتمر بغية ايجاد صيغة نهائية تتواءم مع رؤية الوزارة لانقاذ اراضي المحافظة من ارتفاع معدلات المـياه الجـوفية فيها وبشكل نهائي.
رئيس مجلس المحافظة عبد العال الياسري اوضح بكلمته خلال المؤتمر الذي عقد تحت شعار "ترشيد الاستهلاك خطوة للتخلص من التغدق والمياه الجوفية " وبحضور مختصين من وزارات الزراعة والموارد المائية والتعليم العالي ومدراء الزراعة بالمحافظات، ان استعمال الوسائل البدائية في الري علاوة على الاهمال المتعمد من النظام المباد للمحافظات الجنوبية عموما وكربلاء خصوصا، وكذلك تقادم شبكة مياه المدينة التي انشئت بداية خمسينيات القرن الماضي، اسهمت في ارتفاع نسب المياه الجوفية في المحافظة بشكل بات يهدد المدينة والمراقد الشريفة فيها، لافتا الى ان الحكومة المحلية تبذل جهودا خاصة في مجال تنفيذ وتجديد شبكات المجاري فيها والتي وصلت معدلاتها الى 70 بالمائة مقارنة بعشرة بالمائة عقب سقوط النظام المباد. مشيرا الى تسخير المجلس لجميع امكانياته التي تجسدت في عقد المؤتمر بشكل عاجل وجذبه لما يقل عن ثمانية ابحاث متخصصة اعتمدتها ثلاث لجان في المجلس شكلت لهذا الغرض، بغية مناقشة اثار المياه الجوفية على المدينة وايجاد الحلول النهائية بشكل علمي يعتمد الراي المتخصص.
في السياق ذاته، بين مدير الشركة العامة للبستنة والغابات في وزارة الزراعة لـ"الصباح" في المؤتمرعينه، ان مشكلة تصريف محطة بزل الرزازة البالغة قدرتها التصميمية 25 مترا مكعبا في الثانية وصلت قدرتها الآن الى اقل من ثلاثة امتار مكعبة في الثانية فيما يتوجب ان تصل قدرتها الحالية الى 35 مترا مكعبا في الثانية بما يضمن تصريف كميات مياه البزل الكبيرة التي رفعت جراءها نسب المياه الجوفية في المحافظة وبالتالي سببت المشكلة الحالية مطالبا الجهات ذات العلاقة في وزارة الموارد المائية بايجاد حلول على وجه السرعة في هذا الشان.
اما عضو فريق اعمار كربلاء من القوات متعددة الجنسية اريك شالتر فاوضح بتصريح لـ"الصباح"، ان الفريق الذي يضم سبعة مهندسين متخصصين سيقدم المساعدة الممكنة للحكومة المحلية بعد دراسة المعطيات الحالية خاصة في ظل ادراكنا للمشكلة المطروحة حاليا، عادا وجود مكتب للاعمار في كربلاء مؤشرا جيدا على تحسن الاوضاع الامنية بالمحافظة وهو ما سيدعم من اية جهود بذلها الجانب الاميركي في هذا السياق.
وياتي عقد المؤتمر بعد نشر تقارير تحدثت عما وصفته بارتفاع كارثي لنسب المياه الجوفية في محافظة كربلاء ووصول معدلاتها الى 29 مترا عن مستوى سطح البحر لمرقد الامام العباس "ع" و30 مترا لمرقد الامام الحسين"ع