بعد فضائح أمراء سفراء آل سعود... جاء دور شيوخ الدين
تجاوزت حالات الفساد والسرقة والدعارة حدودها لدى الطبقة الحاكمة في السعودية، حتى وصل الأمر إلى رجالات الدين المحسوبين والمدعومين من آل سعود، ولم تقف فضائح شيوخ آل سعود عند حدود الفتاوى الخادمة لأسيادهم سواء منها التي تحّرم المقاومة أم التي تبرر انبطاح أمراء السرقة تحت أقدام أسيادهم الأمريكان، بل تجاوزتها إلى الفضائح الجنسية مع بائعات الهوى.
فقد دخل رئيس المركز الثقافي الإسلامي في بريطانيا ورئيس مسجد لندن المركزي الشيخ الدكتور أحمد الدبيان، المحسوب على آل سعود، في مأزق كبير بعد كشف صحيفة (نيوز أوف ذي وورلد) البريطانية واسعة الانتشار عن تفاصيل فضيحة جنسية مدوية تطاله شخصياً.
حيث نشرت الصحيفة مؤخراً أجزاء من كتاب صدر في لندن لـ(سابينا إيلياتا) بائعة الهوى الألمانية التي تعرفت قبل سنوات إلى الشيخ الدبيان، وأصبحت بفضله واحدة من أكثر عاهرات لندن ثراء وأشهرهن على الإطلاق.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن سابينا أن الدبيان -وهو شيخ انتدبته وزارة الأوقاف السعودية ليدير أهم مركز إسلامي في أوربا الذي يضم أحد أكبر مساجد بريطانيا على الإطلاق- أقام معها ومع مجموعة من زميلاتها المومسات اللواتي كن معظمهن أوربيات شرقيات علاقات جنسية مقابل مبالغ طائلة من المال، وأنه أغرى اثنتين من زميلاتها، إحداهن ألمانية تدعى أنجيلا والثانية رومانية أطلق عليها أحمد اسم سلوى، بالعمل لديه في مسجد لندن المركزي، وعمل على ترقيتهما إلى مناصب رفيعة.
وكشفت إلياتا (36 عاماً)، في كتاب مذكراتها التي خصصت بعض صفحاته للحديث عن رئيس المركز الإسلامي السعودي في لندن، أنها أنهت علاقتها مع الدبيان عام 2005، وكتبت أنها التقته عام 2002 بعد أن اتصل بها من خلال أحد مواقع شبكة الإنترنت المخصصة لتأمين بائعات الهوى حيث نشرت سابينا صورتها واسمها مرفقين برقم هاتفها، وأضافت أن أحمد الدبيان قال لها (هل تعرفين ماذا يمكن أن أفعله من أجل مستقبلك؟ هل تعرفين حجم الثروة التي يمكنك أن تمتلكيها؟) وطلب أن تذهب معه إلى شقته في منطقة نايتسبريدغ الراقية في لندن.
وقالت سالينا إن الدكتور الشيخ أحمد الدبيان (كان يتصرف معي كأي رجل متخلف مع مرتبة الشرف، لم يكن متعلماً، وقد أخبرني أنه ولد ونشأ وترعرع في منطقة صحراوية متخلفة).
ومما ذكرته بائعة الهوى أنه بعد كل المطاردات والعلاقات الجنسية التي أنشأها الدبيان مع مومسات لندن، فإنه كان يُجري دائماً حوارات ساخنة مع فتيان يبلغون من العمر 14 و16سنة كانوا يعملون سُعاة في المركز الثقافي الإسلامي الذي يديره.
وأضافت سابينا إيلياتا أن الشيخ الدبيان المتزوج من سعودية هي ابتسام الهركان المرتبطة منذ عام 2002 برجل أعمال مصري تعيش معه في لندن، كشف لها أن سلوكه يتأثر بسبب إدمانه الكحول والتحرش الجنسي به عندما كان طفلاً، وتابعت إيلياتا في محاولة للدفاع عن صديقها السعودي، على طريقة كتّاب المذكرات في الغرب، أن أحمد الذي يلتزم عادة بارتداء البدلة المودرن طوال الوقت ولم يستبدلها يوماً بالعمة والعباءة، يكون عادة مخموراً عندما يرسل الرسائل الإلكترونية إلى المومسات والفتيان، ولكنه يكون دائماً متزناً عندما يدير عمله الرسمي في المسجد والمركز خلال سنوات معرفتها به.
واعترفت إيلياتا في كتابها أن الدبيان البالغ من العمر 46 سنة مثلي جنسياً، وأنه أبلغها أنه عندما كان في عمر العاشرة حتى السادسة عشرة تعرض إلى انتهاك جنسي على يد رجل دين. وأوضحت المرأة أن الدبيان اقترض أموالاً من أحد البنوك البريطانية بضمانة المركز الثقافي الإسلامي، ثم قام بجمع مئات الألوف من الجنيهات الإسترلينية من المصلين والشخصيات العامة في لندن بدعوى العمل على شراء مزرعة أبقار لتوفير اللحم الحلال، وقدم الأموال التي جمعها للسيدة إيلياتا.
وأخيراً وعلى الرغم من أن السفارة السعودية على عادتها في مثل هذه الحالة تتفادى التعليق، فإن معلومات وصلت (المدار) من مسؤولين في السفارة السعودية في لندن أن السفير الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز يريد إعادة الاعتبار للدبيان مكافأة لما قدمه لبلاده، حيث سيعمل على ترقيته إلى منصب أرفع في وزارة الأوقاف في الرياض خلال الأسابيع المقبلة.
كما علمت (المدار) أن السفارة السعودية في لندن تضغط على النائب العام البريطاني لمنع توقيف الشيخ، خصوصاً بعد وصول عدة طلبات بإيقافه من منظمات بريطانية تعتبر أن بقاء الشيخ حراً قد يمثل خطراً على بعض الأطفال البريطانيين الذين قد يتعرض لهم الشيخ، كما طالبت عدة تقارير وصلت إلى النائب العام البريطاني باعتقال من كان يعلم بممارسات الشيخ المذكور مع الأطفال.
كما علمت (المدار) أن بعض موظفي المركز الإسلامي في بريطانيا قد ضبطوا الشيخ مع فتيات من ألمانيا ورومانيا وروسيا وبولونيا، وكلما كان يُضبط كان يزعم أنه متزوج بهن زواجاً عرفياً، وأخطر ما تسرب لـ(المدار) من معلومات متعلقة بالشيخ هو أن ابنته تدرس في مدرسة دينية كاثوليكية في لندن.
والجدير بالذكر أن هذه الفضيحة تأتي بعد فضيحة الفساد التي أدت مؤخراً بمحكمة أمريكية إلى تجميد أموال بندر بن سلطان على خلفية قضية صفقة اليمامة، وبعد أن أصدرت المحكمة العليا في بريطانيا مؤخراً أمراً غيابياً بحق السفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود، وهو ابن شقيق الملك عبد الله، بدفع أكثر من ثلاثة ملايين جنيه إسترليني لسكرتيره الخاص وأمين أسراره السابق وليد الحاج، وهو بريطاني الجنسية من اصل لبناني، بعد أن قام الحاج برفع دعوى نصب واحتيال وعدم تسديد فواتير المشتريات الباهظة الثمن ومصاريف العاهرات اللواتي كان وليد الحاج يؤمنهن للسفير في لندن وخلال رحلاته، وبعد الفضيحة التي شهدتها لندن على خلفية تهديد بندر بن سلطان للقضاء البريطاني بوقف تعاون بلاده مع بريطانبا في مجال مكافحة الإرهاب إذا استمر التحقيق في قضية صفقة اليمامة.