(هناك حقيقة تقرها كل القبائل العربية ، وفي طليعتها المؤروخون والنسابون ، وهي ان قبيلة بني تميم من أكبر العربية عددا ً وأوسعها مساحة من الأرض العربية وقد ظهرت عنها قبائل وبطون عديدة ، وقد تميزت بالفصاحة والشعر والكرم والشجاعة والمآثر العربية الاصيلة ، فهي مضرية ويعود بها النسابون والموثقُون الى ( العدنانيين ) وان الجد الأول لها هو ( تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر) ، ويتصل نسب تميم بالنسب النبوي الشريف في " الياس بن مضر "
وكان الرسول " صلى الله عليه وسلم " يُعجب بهذه القبيلة ، وقال
"صلى الله عليه وسلم " ( هم أشد أمتي على الدجال ) ، وتشير بعض المصادر انهم كانوا سدنة الكعبة فبل ان يتسلمها الجد الخامس للرسول " صلى الله عله وسلم " وهو :
( قصي بن كلاب بن الحكيم بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن بن الياس بن مضر)
وكان حكام الحج من بني تميم وكانوا قضاة سوق عكاظ وارباب الحكم فيه بين العرب وقد خاصموا ملوك الحيرة والغساسنة ، ولا يفوتنا أن نستشهد بقول ( ابن حزم ) إذ وصفها قائلا ً :
(( بان تميم قاعدة من أكبر قواعد العرب ))
وذكر صعصعة بن ناجية رضي الله عنه بان تميما ً ( هامة مضر وكاهلها )
ووافقه الرسول " صلى الله عليه وسلم " على ذلك ، ويؤكد الباحثون على أن تميما ً بدوية والبدواة تتصف بصمة النسب ، ومن المعلوم أن لتميم ثلاثة من الابناء هم ( عمرو ، الحارث ، زيدمناة ) "
الا أن صاحب كتاب " أعلام تميم " يضيف شخص رابع اسمه ( العفير ) "، وقد انحدرت كافة بطون تميم عن هؤلاء الثلاثة ، ومن بني تميم ( حنظلة ) رضي الله عنه ، كاتب الرسول " صلى الله عليه وسلم " ومنهم الشاعر ( جرير ) ، الذي قال عن تميم :
فإن تميما ً قبل أن يلد الحصى % أقام زمانا ً وهو في الناس واحد ُ
وقد جاء في الأشتقاق أن معنى تميم ( هي الصلابة والشدة )
وقال الشاعر زهير بن ابي سلمى يصف الخيل :
تميم فلوناه ُ فأكمل خلقه % فتمً و عزته يدا وكاهله
والتميمية : هي المعاذة التي تعلق على الأنسان ، ويمكن أن يكون من هذا ايضا ً وقد سمت العرب تميما ً ، وتماما ً ، ومتمما ً ، فأما معنى ( متم ) فهو المتممُ للايسار ، اذا نقصوا عن سبعة اخذ حتى يتهم سهمين يتممهم ، ويقال : امرأة حُبلى متم إذا تمت أيامها .. وولدت
لتم إي لتمام ، ودليلُ التمام : اطول ليلة في السنة بدرُ التمام ،ويعني ذلك إذا تم وأستوى .
ولقد قدس التميميون ماكان يقدسه من الشيم والفضائل والوفاء والشجاعة والكرم وحماية الجار ودفع الظلم والنجدة ،و غيرها من القيم العربية ، التي كان المجتمع في الجاهلية يتمسك بها ، ثم ازداد تمسكهم بها وتعمق في صدر الرسالة الاسلامية ، حتى سرت في عروقهم هذه الخصال والسجايا الحميدة واصبحت الى هذا ملحوظة ،وجاء في كتاب الأنساب ( للسمعاني ) الآتي :
" والى تميم بن مر هذا ينتسب التميميون من الصحابة والتابعين والى زماننا هذا " واستشهد بقول الشاعر ( امرؤ القيس ) :
تميم بن مر وأشياعها # وكنده حولي جميعا ً صبر
وقال شاعر آخر :
فأما تميم تميم بن مر # فألفاهم القوم روبي نياما
( وتقع منازل تميم بارض نجد دائرة من هنالك على البصرة وانتشرت الى العذيب من ارض الكوفة وانتشرت ايضا ً الى البحرين " شرق الجزيرة " )
وقد قال عنهم البسام (( ذو غبطة ومال ، وخيل ورجال ، ومسكنهم المعروف باسم ديالى ذات نعم وارزاق وكرم واخلاق ، اسوة للمتكرم وقدوة للمتعلم ونجدة للمتظلم ، يحمدهم الطارق ويستغيث بهم المفارق , قسمهم أوفى قسم , ومروقهم في الحرب أدهى من ثمود ، واكرم من حاتم طي واحلم قبائل الحي ، سقمانهم ألفان وفرسانهم سبعمائة ))
وتشير المصادر أن لتميم صولات وجولات في الحروب التي خاضها العرب قبل ظهور الاسلام الى الفتح الاسلامي الاول وقد برز منهم مشاهير الفرسان أمثال ( ( القعقاع بن عمرو وأخوه عاصم ، و الحر ين يزيد الرياحي ، و الأقرع بن الحابس , واوس بن حجر , والحارث بن ابي هالة ، وزياد بن حنظلة , وسنان بن يزيد ، وقيس بن خفاف , ومالك بن نويره ، ومسلم بن حارث ، ومصعب بن سلام ، ومعقل بن قيس ، والمنذر بن ساوي , ونائل بن جشعم , واوقد بن عبدالله , ويزيد بن حسان التميمي )) وغيرهم من قادة العرب والمسلمين
وظهر من بني تميم اعلام ارتفعوا في كل مجالات الحياة فمنهم ائمة الفقه والمذاهب وابطال المعارك الخالدين والقضاة والعلماء والادباء والشعراء والامراء والكرماء , وقد دخلت عشائر بني تميم الى العراق قبل الاسلام وكانوا يغيرون على العراق فصالوحهم المناذرة وجعلوهم ردفاء الملوك وكان لهم نصف الخراج في تلك المرحلة ، ومن تميم ( بنو منقر ) فقد كانوا يسكنون المنطقة المحصورة مابين كاظمه والبصرة ةكان يرأسهم ( قيس بن عاصم المنقري ) رضي الله عنه وهو الذي لقبه الرسول
"صلى الله عليه وسلم " بسيد أهل الوبر ( اي سيد اهل البادية )
ومن بنو منقر الاحنف بن القيس الذي اتفق المؤرخون بأنه (( أحلم العرب )) وكان المستشار لدى الخليفة بن الخطاب
"
"رضي الله عنه " ومن بني دارم من تميم (( الحاجب بن زرارة التميمي )) كان ضمن وفود قبائل بني تميم العربية ممثل عن قومه ( بني تميم ) للاكتيال من كسرى ملك الفرس والذي استرهن قوسه عند كسرى مقابل الوفاء فيما بعد ، وقد توفي الحاجب ، عند رجوعه من كسرى وقوسه رهينة , وفي السنة الثانية ترأس ولده ( عطارد ) وفود قبائل تميم الى كسرى فسدد مابذمة
والده الحاجب بن زرارة وأسترجع قوس ابيه بعد ان عجز كسرى باغرائه بالمال لترك قوس ابيه فابى عطارد ذلك واصبح هذا الموقف مثلا ً يقال ( قوس الحاجب ) الذي يعتبر من أوفي العرب
أما فيما يخص هجرة بني تميم الى العراق من منطقة القصيم والرياض والدهناء وحائل لانحباس المطر لمدة ثلاث سنوات متتالية ادت الى ترك منازلهم المذكورة واتجاههم الى اليمامة التي تقع حاليا ً مابين قطر والبحرين وقسم منهم اتجه الى العراق ودخلوا من منطقة السلمان باتجاه ذي قار ثم مدينة الحي ضمن محافظة واسط الحالية , واتجه قسم منهم الى جبل حمرين وتوسعت منازلهم حتى نهر دجلة وقسم منهم سكنوا منطقة الخضيرة التابعة لقضاء بلد حاليا ً وامتدت مساكنهم الى المنطقة المحصورة بين نهر دجلة ومنطقة الكرمة في محافظة الانبار , وهم أصحاب ابل وماشية , وتميم كاهل مضر كما قال الرسول "صلى الله عليه وسلم "وفي كتاب امير المؤمنين علي بن ابي طالب " رضي الله عنه " الى عبدالله بن عباس "رضي الله عنه " قال (( ان بني تميم لم يغب لهم نجم الا طلع لهم آخر ، وانهم لم يسبقوا ابو غم في الجاهلية والاسلام ، وان لهم بنا رحمة ماسة , وقرابة خاصة ، ونحن مأجورون على صلتها ومأزورون على قطيعتها ))
وتميم من القبائل المشهورة التي تنتمي اليها أشراف البيوت في مضر وقد كان الشرف في نزار ثم في مضر ثم في تميم ، وقصة المفاخرة معروفة في مجلس النعمان بن منذر لما دعا ببردي محرق ليلبسه اكرم العرب واشارفهم حسبا ً واعزهم قبيلة ، فلبس هذا البردي (( طريف بن تميم العنبري العمروي التميمي ) ونال اعجاب الناس ،
وفي مطلع القرن الماضي اي في 1800ه استوطنت عشائر بني تميم
في منطقة ( عكركوف ) وبدؤا بالتوسع على حساب على حساب
العشائر التي كانت تسكن هذه المنكقة امثال ( بني سعد والبوعامر
والكراغول والمناصير والنعيرات وزوبع والدليم ) ، وحدثني أهل النسب
ان زعامة عشائر بني تميم في العراق قديما ً وما زالت محصورة
في ( المصالحة ) باعتبارهم يمثلون الأغلبية الساحقة من عشائر
بني تميم في العراق وكان شيخ تميم قي وقتها ( اسماعيل الزيني )
الملقب (( ابو خواشيك الذهب )) وبعد وفاته ترك اولاد صغار وبدء الوالي
التركي يبحث عن بديل للشيخ ( اسماعيل الزيني) وبعد عدة أختيارات
غير موفقه ارسل الى ابن عمه الشيخ (( نجم بن سهيل )) وأبلغه
برئاسته لبني تميم وتعاقب على مشيخة بني تميم ولده
( سهيل السهيل ) ثم ( حسن السهيل ) الذي أستطاع ان يثبت
ويركز مكانة بني تميم في العراق كونه من رجال العهد الملكي ومن
السياسين البارزين وكان عضوا ً مزمنا ً في المجالس السياسية
وكان يرأس في نفس الوقت الكتلة العشائرية في العراق وقد اسس
هذا الرجل لنفسه ولقبيلته مكانة متميزة فاكتسب بحق لقب أمير
تميم , وفي عام 1957ه توفي هذا الامير والذي قال عنه جلالة الملك
فيصل الثاني لدى حضوره مجلس الفاتحة بقوله ( لقد كان الشيخ
حسن السهيل ابا ً لي في الصغر وصديقا ً لي في الكبر ) ونستذكر
عند هذه المقولة قول الشاعر الفحل الفرزدف يفتخر على جرير بتميم
العراق مع ان كلاهما من تميم :
اولئك أبائي فجئني بمثلهمُ # اذا جمعتنا ياجرير المجامعُ
وبعد رحيل الشيخ حسن اصبح أخيه الشيخ محمد باقر السهيل
شيخا ً لجميع عشائر بني تميم بالعراق والذي يتصف بالكرم
والشجاعة والقيم العربية الاصيلة وكان كرمه مضرب الامثال لدى
جميع العشائر وبعد وفاته عام 1975 ه آل الامر الى ابنه الشيخ
خميس محمد باقر السهيل الذي أصبح شيخا ً عاما ً لعشائر بني
تميم بالعراق والابن على سمات أبيه .
* انتهى ماذكره المؤلف حول التعريف ببني تميم .
والآن سنذهب الى تفرعات عشائر بني تميم بالعراق .
(( المصالحه )) من بني سعد من تميم :
المصالحه أكبر عشيرة في العراق على الاطلاق و تشكل ثقلا ً كبيرا ً
بين عشائر بنو تميم من حيث الكثافة والمنزلة والمآثر وعلى امتداد
مسارها التاريخي الغائز في العمق برز منها الفطاحل من الرجال في
شتى مضامير الحياة ولقد دون لهم الزمن افضل فخر والجدير بالذكر ان
من هذه العشيرة ( آل سهيل ) شيوخ شمل وعموم عشائر بني تميم
بالعراق وعزوة عشائر المصالحة هي ( اولاد حسن ) او ( دروم ) وتوزعت
مساكن هذه القبيلة في كل من ( بغداد _ التاجي _الكاظمية _
الشعلة _ ابي غريب _ الفلوجة _ واسط _ ذي قار _ المثنى
_الزعفرانية _ العبيدي _ محافظة التأميم _ الشعب _ المشتل _ كربلاء
_ البصرة _ عين التمر _ أم قصر ) .