المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان
حياكم الله اخي ضد البعثيين وبارك الله بأسمك العزيز الشريف
عندما يخفت النور او عندما يضعف نظر الانسان , فأنه قد لايميز بين الخفاش والعصفور ,فتختلط الامور عليه .. وعند الاخرين قد يخلطوا الامور لاسباب أخرى .
العراق يختلف عن ايران في امور كثيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر :
عند وفاة السيد الخميني لم يستلم ولده اي سلطة أو اي منصب رغما عن ماقدمه والده وما أتي به , ولو كان هذا الامر في العراق لتسدى اولاد الخميني الحكم واسسوا مملكة .. بينما في العراق توفي السيد الصدر شهيدا , وتسنم ابنه منصب خلافته وهو شبه أمي , وكذلك الامر بالنسبة للحكيم ..
العيب في هذا المثل ليس في الدولة ولكن في التقاليد العشائرية وتقديس الافراد الى حد ألغاء الاخرين..
فلماذا نلقي باللوم على ايران عندما كانت الجماهير العراقية هي التي تصيح مقتدى وتركض خلفه ؟ أليس هذا القاء تبعة الاخطاء على الاخرين للتملص من المسؤولية ؟
معممي النجف يعيشون في بلد علماني ولازال , وليس لهم سلطة روحية على الناس وإذا كان هناك من لبى نداء المرجعية العراقية للتطوع بالدفاع عن البلاد فهم قلة لايقارنون بالملايين ..
واذا كان معممي العراق يلتزمون الصمت بعد ان بح صوتهم فهذه مشكلة العراق وليس لها دخل بأيران,
لايمر يوم الا وتبين القيادة الايرانية ( المعممة ) رأيها وتصدر اوامرها وتزيل اللبس عن الامور المشككة عند الجماهير ..
المرجعية العراقية لا تملك المد الجماهيري الذي يخولها لاصدار اوامر وتبيين اللبس في الامور, فهناك جموع ممن يطلقون عليها بالحوزة الصامتة سخرية , وهذه الجموع متواجدة هناك بسلاحها رهينة اشارة من جاهل يعيى عن قراءة نصف صفحة ..
ولاننسى تصدي المرجعية العراقية لولاية الفقيه ومعارضتها له , فكيف يكون المعمم العراقي موالي للولاية وهو يعارضها وكيف تتحمل الجمهورية تبعات تصريحاته وهو من اشد المعارضين لها كالمرجع الباكستاني النجفي صاحب عمار ,,
ليس هناك اعتداء واهانة على النساء والشباب في ايران , هناك قانون ومن يرعى القانون لايهان, والشعب صوت على الدستور وقبل بذلك القانون , والذين لم يصوتوا ولم يقبلوا بالدستور همهم الاول والاخير القصات الحديثة والملابس غير المحتشمة والمطالبة بحرية غربية في مجتمع مسلم دفع ابناءه حياتهم ودمائهم في نضال طويل , لايحق لمطالبي الحرية الغربية الفارغة التجاوز على القانون والمخالف يعاقب , والذي لايعجبه يسافر ويعيش في امريكا ليتمتع بحرية الملابس الفاضحة وحرية المثليين وغيرها ..
هذه الحريات الشكلية هي اخر مايفكر به المواطن المخلص , الامان وحق التعلم وضمان الحياة والكرامة قبل كل شئ وهذه مفقودة في العراق ويحلم بها العراقي وليس لايران دخل بهذا , هم يمنعون الحرية الشكلية الغربية حفظا على المجتمع من التدهور والانفلات ..
تعميم قول ( كل مشاكلنا من ايران ) هي نغمة عراقية تطبق في كل وقت ومكان , فالاسقاط هي حجة الفاشل , والقاء تبعة التعاسة على الاخرين هو منطق المبتلى والغارق في تناقضات حياته وتراثه..
الحشد الشعبي العراقي الذي لايختلف اثنان على نصاعته وعلى شرفه وقد يكون هو الحسنة الوحيدة التي نالها العراق منذ السقوط والى اليوم , انما هو صنيعة الثورة الايرانية , فقادة الحشد وابطاله خريجو مدرسة الخميني الثورية , وهم معروفين وسنين طويلة قضوها في ضيافة الجمهورية قارعوا فيها البعثيين اعداء العراق ومنهم من قضى ومنهم من ينتظر , ولازالوا في طريق الجهاد والمقارعة ..
وعلى ذكر المعممين الذين يقال ان العراق لم يستفاد منهم شئ , ليذهب السائل الى باب الطوسي ويسأل عن جنائز شهداء الحشد التي منها معممين طلاب دراسة دينية التحقوا بصفوف الحشد الشعبي وقدموا انفسهم قرابين لهذا الوطن , اولئك الشهداء المعممين هم اتباع المرجعية واتباع ولاية الفقية , فيا له من فوز عظيم..
بينما زعاطيط (ايران برة برة) مكبسلين وحشاشة ودايحين, وشيابهم صابغين شعورهم ولحاياهم يحلمون بعودة صديم واشباهه ..
فما هي صنيعة العراق التي يفتخر بها ؟
الحشد الوطني اعداد واخراج النجيفي وشلة متحدون وليس غير .. أم بيشمركة البرزاني الذي سلم سنجار لداعش في اقل من 24 ساعة ؟
من الذي قدم التدريب والسلاح والخبرة للحشد وقادته ؟
من الذي يعالج الجرحى والحالات الصعبة لابطال الحشد ؟
من الذي يصرف بسخاء منقطع النظير على المراقد المقدسة ؟
من الذي طوى عشر سنين من حرب شعواء شنها نظام داعش الصدامي على الجمهورية وشرد الملايين من خوزستان وديزفول وقصر شيرين وغيرها , واقام بدل ذلك علاقة حسن جوار وتعاون..
من الذي غض الطرف عن اكبر منظمة ارهابية تهدد دولته ونظامه ( منافقي خلق) ولم يتدخل وانتظر اجراءات الحكومة العراقية للتخلص من معسكر خلق الذي اذاق العراقيين قبل الايرانيين الشرور والتخريب ..
شلة الاطفال الذي صاحوا ايران برة برة يمثلون العراقي الفاشل الفارغ الذي لا حل لمشاكله سوى اسقاطها على الاخرين ومن تلك المشاكل المشكلة العشائرية وتقديس اولاد الزعماء التي نتجت لهذا الشعب مقتدى وعمار!
وليست هذه مشكلة ايران وهي متحررة من هذه العقلية العشائرية الضيقة , فلماذا نلوم الجمهورية على تقليد عشائري لازال قائما في مجتمعنا , السيد الصدر رحل رحمه الله ولازال الناس يصيحون التيار الصدري , بينما هو تيار مقتدائي لا اكثر ولا اقل والعيب في ذلك فينا وفي مجتمعنا وفي طبائعنا وليس للاخرين اي دخل ..
أما تحطيم مستقبل الشباب فليذهب الذي لايعرف ويرى كيف هي مدارس وجامعات الجمهورية وصناعاتها الوطنية والعسكرية والغذائية والخدمات والسفر .. الخ في بلد يعيش حصارا اقتصاديا عالميا قاسيا لسنين طويلة ,وليتفكر كيف استطاع هذا الجيل ان ينهض بدولته لتصبح في مصاف الدول المتقدمة , بينما شيوخنا اجيال القادسية لازالوا يلعبون الطاولي والدومينا ويتابعون برشلونة وريال مدريد لاعلم ولافهم واولادهم
شباب فيسبوكي نتاج تدمير مقنن من حرب القادسية وتبعاتها وتفكير سلفي متحجر وطائفي فارغ..
تحطيم الشباب العراقي هو ذنب العراقيين انفسهم وذنب سياسيهم وذنب تبعات تدمير مقنن منذ ايام صديم الذي كان البعثي خريج القسم الادبي يدخل قسم هندسة الاتصالات لانه نصير متقدم اورفيق , والذي معدله خمسين بالكاد يدخل كلية التربية ليصبح مدرسا وليعد د جيل فاشل ضائع ..
تعلم الشعب على الغش والتزوير وهؤلاء الذين يستنمون مراكز قيادية في العراق الان بين حين واخر يخرج منهم الكثير ممن زور شهادة وغيرها ..
يجب القاء اللوم على انفسنا وعلى حالنا البائس وليس على الاخرين بتعميمية متعمدة وتعالي فارغ لايقدم ولايؤخر ..
وبمناسبة المعممين في العراق فهم المعمم العراقي ( خلا قلة منهم) هو معارضة ولاية الفقيه عندما تحتدم الامور , وليس لمعممي العراق اي صلة بالنظام في الجمهورية , فالمعمم لايريد تدخل الجمهورية حاله حال المواطن العراقي ولكنه في نفس الوقت لايقدم شيئا ..
انما يشد العمامة متفاخرا بها ويركب ارقى السيارات والجموع تركض وراءه وتقبل تايرات سيارته , اويذهب المعم العراقي معتذرا لنائبة دأبها كان اطلاق سراح مجرم قاتل .. هذا حال المعمم العراقي مع الاسف ( خلا قلة منهم ) ولاتجد هكذا نماذج في بلد ولاية الفقيه..
ليذهب المواطن العراق المسكين ويرى بيوت العلماء والفقهاء في ايران وبساطة عيشهم ووجبات طعامهم , وليقارن ذلك باصحاب الجيكسارات وممتلكات الكرادة وغيرها في العراق.. ليعرف الفرق وليفكر مائة مرة قبل ان يلوم الجمهورية التي تنظر على المواطن العراقي بعين العطف والشفقة..