هل هذه المعلومات صحيحه ؟؟
النخيل-قبل كتابة الموضوع تربطني علاقة صداقة مهنية مع النائب حيدر الملا تمتد من أيام العمل في مديرية امن البصرة في الثمانينات والتسعينات حيث تعرفت على مفوض الأمن حيدر الملا الرجل البصري الوحيد في قسم مهم جدا حيث كان ينتسب لشعبة [التحقيقات السياسية] وللتاريخ أقول انه رجل يجيد التلون والامتداد والتقرب للمسؤولين.. لذلك اعتمد عليه لواء مهدي مدير امن البصرة كثيرا وبرز اسمه في المديرية بعد الانتفاضة الشعبانية وتولى التحقيق مع عدد من البصريين الذين اعدموا من خلال محاضر التحقيق التي رتبها.
والجميع يعرف طرق انتزاع الاعترافات من المتهمين في مديريات الأمن غير إن تربيتي الريفية تختلف عما رايته في أخلاق رجال سلك الأمن العراقي بصورة عامة فاكتفيت أن استقر بقسم غير واسع تقريبا وهو ( الاقامات في البصرة) غير إن هذا القسم يحتاج بالدرجة الأساس معلومات شخصية عن المقيمين وزوجات بعض البصريين غير العراقيات فكنت اعتمد على صديقي حيدر الملا في البيانات الخاصة عن أولئك هذا وطد العلاقة فيما بيننا إلى درجة إن الرجل استدعاني لوجبة غذاء في داره في شارع 14 تموز.
ويبدو إن طموح الرجل تعدى حدود المهنة والمسؤولية أراد أن يجعل مني دمية بسبب المعلومات التي يمتلكها قسمنا عن العوائل المسفرة خارج العراق في البصرة والمتهمة بالتبعية لابتزازهم ماليا وجنسيا..!! ولما أصبحت الحرب العراقية الإيرانية على أشدها والقوات الإيرانية على أبواب البصرة كان الواجب الأمني حماية المدينة كما نتصور من بعض المواطنين المتدينين المشبوهين( خاصة رجال الدين ووكلاء المراجع ) الذين يحترمهم أهل البصرة كثيرا فكان حيدر الملا مكلفا من قبل لواء مهدي باختيار شخصيات وكلاء للشعبة السياسية لمراقبة الصلاة في الجوامع الشيعية والحسينيات ورفع تقارير عن عدد المصلين ونسبة الشباب ومدى التزامهم الديني.
وبما ان حيدر الملا يعرف أبناء البصرة أكثر من غيره من منتسبي مديرية امن البصرة لذلك اعتمد عليه مدير الأمن في ذلك الحين وقد نجح نجاحا كبيرا في تلك المسؤولية وتمكن من زرع أكثر من شخص في كل مسجد وحسينية وأدت أعماله إلى اعتقال المئات وإعدام البعض منهم حتى النساء اللواتي لهن علاقات بالحزب أو اللاتي لا تتورع من دخول المديرية بحجج وأسباب منهن طالبات وبائعات سمك وموظفات في الدوائر الرسمية والكليات والمدارس والمصانع وللتاريخ لم أرى امرأة منهن تمتلك أدنى مستوى من الورع والخوف من الله فكن ياتين بمعلومات لمديرية الأمن دقيقة جدا تصل إلى معلومة خصام رجل مع زوجته أو أب يضرب ولده أو نكتة عادية تتحول إلى قضية مهمة في قسم التحقيقات السياسية للابتزاز وترويع المجتمع .
بعد احتلال الكويت ودخول القوات العراقية فيها تم نقلي إلى الكويت بتاريخ 10/8/1990 مع مجموعة من ضباط الأمن من مديرية امن بغداد وهناك عملنا خلية أمنية مع القيادي علي حسن المجيد لمدة خمسة أشهر ارتكب فيها رجال الأمن أعمالا إجرامية ضد المواطنين الكويتيين وقاموا بسرقات كبيرة من دوائر الدولة والمخازن والمحلات والشركات الأهلية وكان يساعدنا في ذلك الوقت صهر الرئيس حسين كامل وهيئة التصنيع العسكري التي جلبت أمرا من صدام أن تنقل كل وزارة ما تريد من الوزارات الكويتية وهذا فتح الباب لضباط الأمن والجيش والتصنيع العسكري من سرقة كل الكويت .
والحمد لله تعرضت لحادث مروري في بغداد أثناء واجبي الأمني بين الكويت والعراق تم نقلي بعدها إلى امن البصرة بعد إجازة مرضية لمدة شهرين فوجدت زميلي حيدر الملا في مديرية امن البصرة وتم تنسيبي إلى القسم الذي يعمل فيه( القسم السياسي) وقد سألني عن أحوال الكويتيين ومدى صمودهم في مقاومة الجيش العراقي وتدخل المملكة العربية السعودية وفتح أراضيها للقوات الدولية واحتضانها للحكومة الكويتية في المهجر وموقف قطر والبحرين والأمارات ولكني فهمت من كلامه إنه يقول هذا كله لا يهم المهم الآن أن نحارب الشيعة ورجال الدين في البصرة لان الضغط خف عنهم بسبب حوادث الكويت وسألته ما علاقة شيعة البصرة بالكويت ..؟.
فقال :ليس لهم علاقة حاليا لان موقف إيران الرسمي الآن الحياد.. ولو أعلن الإيرانيون موقفا ضد العراق سنقوم باعتقال مئات الشخصيات الشيعية في البصرة.. لم اتجرا على سؤاله عن الحقد الذي يضمره لإيران ولأبناء مدينته عامة ولشيعة البصرة خاصة .. غير إن الحسابات انقلبت عندما قامت أمريكا بشن الحرب على العراق قلبت كل الحسابات الأمنية .. لان التعليمات التي وردتنا من بغداد تفيد إن اغلب المقاومين الكويتيين من الشيعة بل ممن لهم أصول إيرانية سابقا وهذا يعني لو تم الاتصال عبر المراجع في النجف الأشرف وقم ووكلائهم في العراق عامة بشيعة البصرة ستكون الطامة الكبرى على الدولة ولا يمكن مقاومتهم ولما حدثت الانتفاضة الشعبانية كانت البصرة الشرارة الأولى التي انطلقت منها إلى باقي المحافظات العراقية وقد استهدف الثوار مديرية امن البصرة واحتلوها خلال ربع ساعة.
وقدر لي أن استغل إحدى السيارات وأتوجه إلى بيت المفوض الرفيق حيدر الملا الذي وجدته مستعدا لترك داره وقد أرسل زوجته لبيت أهلها فركب معي في سيارتي وتوجهنا إلى بيت احد الرفاق في أبي الخصيب بصعوبة بالغة وأخفينا هوياتنا الرسمية وهناك أبعدنا السيارة عن البيت فسرقها الناس بعد ذلك وكان احد أولاد صاحب البيت يؤدي دورا مع الثوار ويجلب لنا أسمائهم وعناوينهم وكنا نسمع إذاعة بغداد علمنا إن صدام لا زال في السلطة.
وبعد انتهاء الانتفاضة ودخول الجيش البصرة رجعنا إلى بيت حيدر الملا بواسطة عربة يجرها حصان لان المدينة فرغت تماما من وسائل النقل بعدها اتصلنا بعدد من الرفاق وضباط الشرطة وتوجهنا إلى القطعات العسكرية حيث كان أمرها رفيقا بدرجة عضو فرقة فامن لنا حماية على مديرية امن البصرة وكنا نداوم نهارا وننسحب منها ليلا إلى مكان مجهول خوفا من الثوار .
كان مقرنا الرئيسي في احد مضايف شيخ عشيرة كبير في الزبير الذي كان أبناء عشيرته يزودوننا بأسماء الثوار ( الغوغائية ) وكذلك نذهب إلى مضيف شيخ عشيرة كبيرة في القرنة حينذاك جاءت الفرصة الذهبية التي ينتظرها رجال الآمن للانقضاض على الشيعة في البصرة واتهام إيران بالمسؤولية...وحدث ما حدث .
قدمت طلبا للنقل الي مدينتي فتمت الموافقة بعد ثلاثة أشهر فودعت البصرة نهائيا ولم أزورها لحد سقوط النظام عام 2003 ولكني كنت اعرف إن أبناءها لا يدافعون عن نظام صدام وسينتقمون من الرفاق ورجال الأمن وقد حدثت اغتيالات لعدد كبير منهم كما سمعنا من أجهزة الإعلام ولكن الغريب الذي أدهشني ولا يمكن أن أتصوره أن ارى مفوض الأمن حيدر الملا نائبا في البرلمان العراقي وناطقا رسميا لكتلة وطنية تسعى لبناء العراق ديمقراطيا هذا ليس حسدا والله الشاهد ولكن اعرف الرجل لا يحب إلا نفسه وجيبه ونفسيته إجرامية ملطخة يده بالدماء لحد الثمالة.