المعارضة تتفاجأ مرتين بعد ان اخطأت مرتين!
جمال البيدر /المملكة المتحدة
[email protected]
من المسلمات ان الناس معادن , ومن المسلمات ايضا ان هذه المعادن يظهر السليم منها من الشائب في الازمات والايام العصيبة , ولا مصيبة اشد من الايام التي يمر بها العراق هذه الايام , وقد ظهرت الناس على معادنها.
لاحظ : يقف احد المعممين في احدى الندوات في لندن ليعلن للناس قبيل اندلاع الحرب الثالثة في العراق ان الوصاية الامريكية هي الاسلم للعراق ومستقبله , يقولها بالفم المليان دون مراعاة لمشاعر المسلمين بل دون مراعاة لحرمة الخرقة البيضاء التي يلف بها ام رأسه والتي تمنع تولي المسلم غير المسلم وحرمة جعل السبيل لغير المسلم على المسلم.
لاحظ : يقف احد المعممين في احد المجالس الصحفية في الكويت ليفتي بلا دليل , بجواز الاستعانة بالمشركين على المشركين , وهذا المعمم الذي يدير مؤسسته في شمال الكرة الارضية باموال اخماس الامة الكويتية وقع في جهل مركب فهو سحب صفة الشرك على العراقيين وافتى من غير ان يكون مجتهدا او مرجعا , وحتى لو زعم ان ما يعنيه بالمشركين هو السلطة الحاكمة , فانه هو الذي يقع في الشرك لا السلطة او رجال السلطة , لانه يكون قد شارك الله في سلطانه لان من تشهد الشهادتين لا يصح وصفه بالشرك العقيدي , والله سبحانه وتعالى هو العالم بايمان الناس لا انا ولا غيري.
لاحظ: يخرج احد المعممين على شاشة التلفزيون ليعلن وببراءة الاطفال اننا لسنا شركاء في هذه الحرب , وان واشنطن ولندن تتحملان تبعاتها , ولا ندري الم يكن هو وجماعته عرابين لمؤتمر لندن الذي عقد باموال امريكية حسب اعتراف خليل زلماي , والذي اخذ بوش نتائج المؤتمر الى الكونغرس الامريكي كوثيقة مؤيدة ومشجعة على شن الحرب على العراق!
وبالطبع هذا ليس وحده في الساحة فكل الذين حضروا مؤتمر لندن او مثلوا جماعتهم من الافندية او المعممين يشاركونه فيما وقع فيه من التشجيع على الحرب.
لاحظ: ذهبت مجموعة من الافندية العراقيين نساء ورجالا في لندن الى مقر رئيس وزراء بريطانيا توني بلير قبيل الحرب بايام وفي يد كل واحد منهم رسالة من احد المراكز الاعلامية والحزبية والثقافية والدراساتية العائدة للدكاكين العراقية المنتشرة في لندن , يرجون بلير ان يشن الحرب , وقد اخذ بلير هذه الرسائل معه الى البرلمان البريطاني كوثيقة تبرر له الحرب على العراق.
واذا ما وقع المحذور واندلع اوار الحرب وسقط القتلى والجرحى , ولم يقع ما كانت الدكاكين تتمناه , يحاول البعض ان يتنصل من تبعات الحرب التي امضاها بفعله.
وهناك ملاحظات كثيرة , ولكن هذه الاربع مجرد شحذ للذاكرة العراقية في هذه الايام العصيبة.
لقد حذرت المعارضة العراقية قبل نشوب الحرب من الوقوع في الخطأ مرتين , خطأ الوقوف سابقا وراء القوات الايرانية على امل (تحرير) العراق واستلام الحكم , والخطأ الثاني لاحقا , الوقوف وراء القوات الامريكية البريطانية على امل (تحرير) العراق واستلام الحكم , وحذرتها من الوقوع في وهم الانتفاضة الشعبانية.
وهنا اقول: ان انتفاضة شعبان عام 1991 فاجأت المعارضة العراقية حسب اعترافها , واليوم وفي محرم عام 2003 فان المقاومة الشعبية العراقية للغزو فاجأت مرة اخرى المعارضة العراقية , فوقعت المعارضة في وهم الانتصار , واوهمت معها القوات الامريكية والغربية المتورطة في العراق والموغلة بدماء العراقيين تحت ذريعة التحرير.
لقد اخطأت المعارضة العراقية مرتين وتفاجأت مرتين , فماذا سيحصل في الثالثة .. اللهم استرنا من معارضة تخطأ وتتفاجأ مرة واثنين ولا تصارح شعبها بما خصها الله من نجدين!
