المالكي انتزع عدداً لا يمكن تصديقه من التنازلات من إدارة الرئيس بوش
الراي....أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أحد أقرب مساعديه، أنه ساعد الديموقراطي باراك أوباما في الوصول إلى البيت الأبيض، وفقاً لما أوردته صحيفة «دايلي تلغراف» أمس، نقلاً عن ديبلوماسي غربي في بغداد، الذي أوضح أن المالكي قال أنه اهتم خلال زيارة أوباما لبغداد في يوليو الماضي، بعدم طرح موضوع
العراق ضمن المواضيع التي تناولها البحث خلال اللقاء الذي جمعهما.
وتابع الديبلوماسي أن المالكي كان يأمل جداً بفوز أوباما في الانتخابات، وبناء على ذلك تشدد في المفاوضات التي أجراها مع إدارة الرئيس جورج بوش حول الاتفاقية الأمنية التي تحدد شروط الوجود الأميركي في العراق منذ مطلع العام المقبل، وأضاف أن «رئيس الوزراء انتزع عدداً لا يمكن تصديقه من التنازلات من إدارة الرئيس بوش، معتقداً أن أوباما سيكون أكثر سخاءً عندما يحين الوقت لعقد الصفقة».
وكان أوباما كعضو في الكونغرس، قام في يوليو الماضي بجولة تفقدية للقوات الأميركية في أفغانستان والعراق، على أثر الانتقادات الشديدة التي وجهت إليه من الحزب الجمهوري المنافس بسبب دعوته لسحب القوات القتالية من هذين البلدين خلال 16 شهراً من توليه الرئاسة. لكن سرعان ما تراجع موضوع العراق في الحملة الانتخابية بسبب تصاعد الأزمة المالية التي شهدتها الساحة الأميركية والتي اتسعت لتشمل العالم بأسره، بعد ما كانت الحرب على العراق تحتل المرتبة الأولى في قائمة المواضيع التي تشغل بال الرأي العام والناخبين في الولايات المتحدة، منذ عام 2006، وفقاً لاستطلاعات الرأي المختلفة. ووصل التراجع في اهتمام الناخبين بموضوع العراق إلى الحضيض في اليوم الأخير للحملة الانتخابية، حيث بيّنت استطلاعات الرأي، أن العراق كان موضوعاً ملحاً فقط لدى 10 في المئة من الناخبين.
وقال مراسل «دايلي تلغراف» في بغداد، انه لمس مشاعر فرح مكبوتة لفوز أوباما في صفوف الجنود الذين التقاهم في مجمع «قاعدة النصر»، أكبر القواعد الأميركية في بغداد. واضاف أن الرغبة الأميركية التقليدية لدعم انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة كانت في ذروتها بين الجنود، وعدد قليل جداً فقط من الجنود البيض الذين تحدث معهم، اهتموا بحقيقة أن أوباما أسود من أصل أفريقي.
وعبّر ضابط الاحتياط كريس سميث، وهو من ميتشيغن، عن أمله في أن يكون وصول أوباما إلى البيت الأبيض «أمراً إيجابياً»، خصوصا أن «الاقتصاد هناك يتراجع في شدة، فيما نحن هنا نساعد على إنعاش الاقتصاد». وأضاف: «علينا جميعاً أن ندعم رئيسنا. فهذا ما يعنيه كون المرء أميركياً».
ونقل مراسل الصحيفة عن سياسيين عراقيين موالين للعراق، أنهم يرون في انتخاب أوباما، دليل على أن الأميركيين صوّتوا لمصلحة سحب القوات. وقال الشيخ صالح العبيدي، الناطق الرئيسي باسم السيد مقتدى الصدر، «نحن نعتبر فوز أوباما بأنه تعبير عن رغبة الجمهور الأميركي في سحب القوات من العراق».
من جهة أخرى، أبرزت الصحيفة البيان الذي بثته «وكالة الجمهورية الاعلامية الايرانية للأنباء» والذي تضمن تحذيراً إيرانياً بإسقاط المروحيات الأميركية التي تحلق على مقربة من الحدود الإيرانية مع العراق، معتبرة أن هذا البيان تصعيدي ويتناقض مع الأجواء التي رافقت فو