الأرقام عن السعوديين في العراق هدفها التضليل او التجنيد
الرياض الحياة 2005/05/16
نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية عن مسؤول سعودي قوله: «ان نشر بعض المواقع على شبكة الانترنت أسماء العشرات من السعوديين الذين تقول انهم قتلوا في العراق، ربما يهدف الى تضليل السلطات التي تلاحق المتطرفين من أعضاء تنظيم «القاعدة»، أو مجرد وسيلة للتجنيد».
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: «هل هناك سعوديون في العراق؟ نعم، ونعرف ذلك بالتأكيد. لكن هل بالحجم الذي يتحدثون عنه؟ نحن لا نعتقد». وتابع ان المتطرفين «يستخدمون مواقع الانترنت لتجنيد الشبان عبر نشر قوائم طويلة من الأسماء، انها وسيلة للتعبئة».
وأوضحت الصحيفة ان بعض خبراء مكافحة الإرهاب الأميركيين يشككون في المعلومات التي تبثها المواقع الأصولية، ويعتبرون ان الهدف الرئيس منها التضليل، لكن متابعين لهذه المواقع يرون في المقابل ان الهدف من المعلومات «داخلي»، أي أنها ليست موجهة إلى الغرب بل لتشجيع الشبان العرب على الالتحاق بالجماعات المقاتلة في العراق. وقال المحلل نواف عبيد للصحيفة، ان معلومات نشرتها الصحف السعودية على فترات أشارت إلى مقتل أو جرح 47 سعودياً في العراق، «لكن تأكيد المواقع الأصولية أن السعوديين في العراق يعدون بالآلاف يهدف إلى جعل أي شاب يقرأ الرقم يتحمس للحاق بهم».
صفحة تضم اسماء الكلاب السائبة من العرب في العراق...تتجدد بصفة مستمرة
عندما يدعو "الكويتب" لعدم عودة السعوديّين و بقاءهم في العراق!
السعوديون... وعودة الموال الافغاني عبر الفلوجة
جميل الذيابي
يوم السبت الماضي كنت في حوار دافئ مع بعض السعوديين المهتمين والقادرين على تحليل اداء الأجهزة الأمنية السعودية، وتقويم قدراتها وسرعتها على اكتساب المهارة والخبرة في اصطياد عناصر تنظيم «القاعدة» الفاعلة، التي كانت تجوب البلاد من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.
اتفق معظم الآراء على ان الأمن السعودي حقق انجازات ملموسة، ونجح في التحول خلال فترة وجيزة من مرحلة الدفاع عن الوطن والمواطن إلى الهجوم وملاحقة رؤوس التنظيم وحصرها، وكشف نياتها العدوانية واحباط مخططاتها التفجيرية.
في منتصف 2003 عندما كانت البلاد تئن من أفعال بعض أبنائها على أرضها، وتنزف جرحاً بعد الأعمال الارهابية التي قتل فيها عرب ومسلمون وأجانب، وظهور فتاوى من عرفوا لاحقاً بجماعة التكفير والتفجير، كان السعوديون والمقيمون يترقبون بحذر، ويتوجسون خوفاً من نيات تلك الجماعات الشريرة، خصوصاً بعد القاء القبض على أطفال لم تبلغ أعمارهم الخامسة عشرة جُنّدوا بعد غسل أدمغتهم لتكفير كل من يختلف معهم، ويحملون مصاحف مفخخة، ثم اعتقال عناصر نسائية تعمل لصالحهم وتسهل حركتهم وتنقلاتهم من مدينة إلى أخرى.
ظلت المواجهات الأمنية في اتجاه واحد ما بين كرّ وفرّ بين المطلوبين والسلطات الأمنية، حتى نجحت الأخيرة في قتل قائد التنظيم في السعودية عبدالعزيز المقرن الذي صادفت، أول من أمس (السبت)، ذكرى مقتله بعد مواجهة حامية الوطيس، صفق السعوديون فيها طويلاً للقائمين والمسؤولين عن أمنهم، وزادت الثقة بقوة رجال الأمن وقدراتهم وخبراتهم.
منذ ذلك اليوم تغيّرت طرق المواجهة وتولت وزارة الداخلية زمام الأمور، والمبادرة بالهجوم وكشف خلايا التنظيم النائمة والمستيقظة، وملاحقة عناصرها أينما حاولوا الاختباء، حتى لم يتبق من قائمة المطلوبين الـ26 المعلن عنها رسمياً سوى ثلاثة أشخاص، يعد أكثرهم خطورة صالح العوفي ان لم يكن قد قتل أو اصيب اصابة تجعله لا يتحرك بالقدرة السابقة نفسها، وربما أصبح دوره تخطيطياً لا ميدانياً مثلما كان المقرن الذي جمع بين الميدان والتخطيط.
الاسئلة المطروحة والمشروعة حالياً في الشارع السعودي، هل ستفصح وزارة الداخلية عن قائمة جديدة تتضمن اسماء مطلوبين جدداً غير معروفين، خصوصاً انها قتلت واعتقلت خلال الفترة الماضية أسماء لم تكن معروفة، ووصفتها بالخطرة والمنتمية للفئة الضالة، وكان آخرها الكاتب في منتدى الساحات الأصولية (أخو من طاع الله) الذي لقي حتفه في القصيم.
وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز أجاب في تصريحات صحافية سابقة حول نية الإعلان عن قائمة جديدة بالمطلوبين، بقوله أنه «لم يتقرر إعلان قائمة عن مطلوبين في الوقت الجاري»! وهي إجابة متوقعة من رجل أمن.
كان السعوديون يخشون عودة الذين ذهبوا إلى افغانستان والشيشان، بعد ان تتلمذوا وتدربوا على أيدي قادة تنظيم «القاعدة»، ولم يعودوا قادرين على الاندماج في المجتمع والعيش في حياة مستقرة آمنة بعيداً عن روائح الدم والرصاص، وعن صلف المعسكرات والرغبة في تفخيخ كل ما يقع تحت ايديهم.
واليوم، اعتقد ان على السعوديين ان يتحسّبوا لعودة الذين ذهبوا إلى القتال في العراق. فهؤلاء، إن عادوا، لن تقنعهم الحياة الهادئة الآمنة بقدر ما يغريهم التحزب في الاستراحات والتخطيط للتدمير والتفجير، بل سيكونون أكثر عنفاً وتكفيراً من الآخرين... وسيعود الموال الافغاني مرة أخرى عن طريق البوابة العراقية.
(وهنا يجمّل الكويتب دعوته)
يفترض أن تحصر وزارة الداخلية أعداد السعوديين الموجودين في العراق بالتنسيق مع السلطات العراقية وتسجيل اسمائهم ومن يساندهم أو يدعمهم، واستدعاء أهلهم وذويهم لتقديم معلومات كاملة عنهم وكيفية ذهابهم، واجراء رقابة على العائدين منهم، لئلا تقع البلاد في فخ الفلوجة والرمادي، بعدما ذاقت مرارة أفعال وأعمال العائدين من معسكرات تورا بورا.
جريدة "الحياة"