(ع) لا يوم كيوم كربلاء ( في رثاء سيد الشهداء )
ضاقت عيوني ومزقت الحجابا
ونصبت حزنا للحسين مصابا
وذبحت في عرس التأسي قصائدي
وفتحت من فيض المآتم بابا
قد راح يحدوا بالسؤال مكابرٌ
دهراً فصادف بالطفوف جوابا
وعشقت من كثر الرزايا مدامعي
وهدمت صرحاً يمتطيه عتابا
وكنت اذا عند اليتامى مودعٌ
الا وسالت في الخدودِ صبابا
أو كان زهواً بالحتوف وعفّرت
تلك الوجوه من الدماء خضابا
لو كان يوسف بالقميص مسربلاً
ضاقت دهوراً بالبكاء ذئابا
فكيف شلوك ياصريع بتربةٍ
عصر التوسمُ بالنحور رضابا
وفي صمّ الصعاب تشبث خاطري
تيهاً وعاد على السفوح ترابا
أو كاد جرحٌ تستغيث صروفه
بدأ التودد لو يعاد شبابا
مشت النفوس على الطفوف كأنما
تمشي الاسود الى العرين خبابا
وتجلّدت فيهم خفافاً عصبةٌ
مدوا القلوبَ مسالحاً ورقابا
شدّ الغلات بغيّهم فارتابهم
شد الخريفُ على الشتاء نقابا
شقت لكم مولاي كل كريمةٍ
اصلاً وفرعاً بالسماء سحابا
لا ينثني عزم الاُباة فأنما
ضمَّ الحروف من الضياع كتابا
نُملي الصدور محاجري وغليلها
يقم الصلاة وادمعي محرابا
الشاعر
فالح الحاج حميد العبودي