هل الحج واجب مع وجود ايتام و ارامل و محتاجين ؟؟؟؟

السلام عليكم

منذ اشهر تتخبطني افكار بخصوص الحج ..و وصلت بي الى مرحلة الارق رغم استشارة بعض من اثق برأيهم ..

قررت - اخيرا و بتخوف و تردد -ان احج هذا العام ان سمحت ظروفي ..علما اني واجبة حج منذ اعوام ..لكن دائما و في اللحظات الاخيرة يحدث ظرف خارج عن ارادتي يمنعني من السفر ..مما زاد وساوسي اني لست كفؤا للحج ):

كلنا نعرف ان الحج واجب لمن استطاع اليه سبيلا ..و يكفي اداءه مرة واحدة في العمر ليسقط الوجوب

المبالغ التي ندفعها للحملات - تفوق 2000 جنيه استرليني -
اليس هناك من هم احق بهذه الاموال ..من ايتام و ارامل و ثكالى ممن لا معيل لهم و لا يجدون قوت يومهم ؟؟؟
لاسيما ان هناك رواية تشجعنا على التبرع ..تروى عن شخص وهب ماله الذي خصصه لاداء الحج لارملة صادفها في طريقه الى اداء الحج.. حين رآها تعد دجاجة ميتة لايتامها ..فكتب الله له الحج كل عام الى يوم القيامة..لما قام به

الا يعني هذا ان كفالة الايتام خير من اداء مناسك الحج ؟؟؟
و العراق - كمثال - لا يخلو من هؤلاء الذين لا يجدون من يعيلهم و يسد رمقهم
أليس من الاثوب التبرع بهذا المال لهم ؟؟؟؟؟

و الاسوء.. ان جل هذه المبالغ ستعود لال سعود الذين يعدون العدة و يجندون الارهابيين بهذه الاموال لتشويه عقيدتنا و قتلنا و ابادتنا نحن - شيعة اهل البيت عليهم الصلاة و السلام -

الامر الاخير ..اشعر اني لست كفؤا للحج اصلا ..
فطمعي برحمة الله الواسعة و مغفرته يدفعني للتمادي في بعض الذنوب..حتى بعد عودتي من الحج
كحال اغلب الحجاج - و ربما كلهم لكني لا اريد ان اعمم -
فما اكثر الضجيج و اقل الحجيج !!!!!!
ليس اصرارا على ارتكاب الذنوب ..بل هي طبيعة البشر
اشعر برهبة شديدة كلما افكر بالموقف

ملاحظة :
ارسلت هذا السؤال مختصرا لمكتب السيد فضل الله و وصلني الرد اليوم ..
انتظر آراءكم قبل نشر الرد -

تحياتي

اختي الكريمة سومرية سلام عليكم وطابت اوقاتك
اقتضت حكمة الله في التشريعات ان تكون بعض الاحكام قد اكتسبت درجة الضرورة القطعية والمصلحة الشديدة ما يعني انه يلزم على المكلف وجوبا الاتيان بها وتكون مقدمة من حيث الاداء على احكام اخرى لم تكتسب هذه الدرجة من الضرورة ولكنها مهمة ايضا وينبغي للمكلف الاتيان بها والنوع الاول هو الاعمال الواجبة على المكلف كالصلاة الواجبة والصوم الواجب والحج الواجب وانقاذ النفس المحترمة الواجب , بينما النوع الثاني من الاعمال هو المستحبات وهي ضرورية ولكن ليس بدرجة الالزام , فلو تعارض عندنا عملان احدهما واجب والاخر مستحب فيجب علينا تقديم الاتيان بالواجب على المستحب , ولا يجوز العكس , وهنا في فرض المسالة التي تفضلت بطرحها فان الحج الاول هو واجب بالنسبة لك ولايجوز لك تركه اوتقديم عمل مستحب عليه , بينما اعطاء مال الحج للفقراء والمحرومين رغم اهميته الا انه مستحب
يجوز تركه وتقديم عمل اخر عليه .
نعم قد يتحول المستحب الى واجب في بعض الظروف كما لو ان حياة يتيم اوفقير في خطر ويحتاج الى مال لانقاذ حياته ,فيكون انفاق المال المخصص للحج عليه اهم عند الله من انفاق هذا المال في السفر لاداء فريضة الحج فيجب على المكلف حينئذ تقديم الواجب الاهم وهو انفاق المال على الفقير او اليتيم المهدد بالخطر على عبادة الحج الواجب رغم اهميتها القصوى
ولعل المثال الذي ذكرتيه بخصوص انفاق الامام عليه السلام على تلك المراة الفقيرة واطفالها وتركه للحج ذلك العام بسبب خوفه على حياة المراة واطفالها ,
او لان الحج بالنسبة للامام عليه السلام كان مستحبا في ذلك العام فيكون الانفاق على العائلة الفقبرة وان لم تكن حياتهم في خطر اكثر اهمية واستحبابا
من الحج المستحب .
نصيحتي لك اختي الكريمة ان تبادري للحج في اقرب فرصة ممكنة لك وتؤدي الواجب الشرعي قبل فوات الاوان , ولك في السنين الاخرى ان تهبي مال الحج المستحب لمشاريع الخير والبر والاحسان ودمت للصالحات

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته

لا ادري ما الذي جعلني افكر بهذا الاسلوب ...
هذه اول مرة اجدني محتارة في امر بديهي..
ربما هي الوساوس ..فاعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذي يوسوس في الصدور و دخلني من حيث لا اشعر

ردك اخي الفراتي يشبه كثيرا رد احد الاصدقاء الذين اثق جدا برأيهم
و اعتقد انه سيقرا هذه السطر من خلف الكواليس
فاتقدم له و لك بالشكر الجزيل لما سطرتم من احرف تقيني شر الوسواس الخناس

بوركت اخي الكريم و بوركت مساعيك

[align=center]بإسمه تعالى:

ج) التبرع بالمال المخصص للحج للمحتاجين المعوزين أمر حسن وفيه الثواب الكبير هذا مع كون الحج مستحباً، أما بالنسبة للحج الواجب فلا يجوز صرف المال بعد وجوب الحج على المكلف وتهيؤ الذهاب له، لأن الحج واجب على المستطيع ومن أركان الدين، فهو عبادة واجبة كالصلاة والصيام، ولا يمكن للمكلف أن يقول أنه غير مهيأ له من خلال إرتكابه للذنوب، بل إن الحج كفارة لذنوبه وفتح صفحة بيضاء جديدة في كتاب أعماله، ومن الطبيعي أن بعض المال الذي يصرفه الإنسان سيذهب إلى آخرين بالنفع فهذه دورة الحياة وحركتها في كل التعاملات، فكل هذا لا يمنع من أداء الفرض الواجب على العباد، والحج فيه من العبادة والتأثير الروحي والنفع للإنسان والمجتمع والأمة الشيء الكثير.





والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مكتب الاستفتاءات لسماحة العلامة المرجع

آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

(دام ظله)



25 محرم 1431هـ[/align]