موقع براثا .الصدريون والبدريون ... الخبرة والعنفوان يلتقيان
17/10/2009م - 7:27 م | عدد القراء: 70
ابو ميثم الثوري
يحاول بعض المغرضين ان يثير الاحقاد والحساسية ويراهن على ايجاد تباعد وعناد بين الصدريين والبدريين لاعتقاده ان هذين الفصيلين لهما خصوصيات مميزة لو اجتمعت في الواقع والشارع العراقي سوف تحدث تماسكاً امنياً وسياسياً واجتماعياً ايجابياً وتساعد على ترسيخ المعادلة الجديدة في العراق وتمنع كل محاولات اعادة المعادلة السابقة الى العراق الجديد من جديد.
وافتراق وتباعد هذين الفصيلين يؤدي الى نتائج تفرح اعداء العراق وربما تؤدي الى اهتزازات في الواقع العراقي تسهم في تراجع كل النجاحات على المستوى التعبوي الجماهيري والنسيج الاجتماعي.
من الغباء المفرط ان نتصور ان التقاء الصدريين مع البدريين قضية غاية في الصعوبة او غير ممكنة بينما اثبتت التجارب القريبة في كردستان ولبنان خلاف ما يراهن ويعول عليه الاخرون من مثيري العنف والفوضى في العراق.
ففي كردستان عشنا فصولاً مرعبة من الاقتتال الداخلي بين رفاق السلاح واخوة المحنة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي حتى بلغ القتال الشرس بين اهم فصيلين كرديين هما الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بازراني والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال طالباني وحصد المئات من الضحايا من الطرفين بل استعان احد اطراف الصراع الاخوي بقوات صدام سنة 1996 لمحاربة الطرف الثاني وطرده من محافظتي اربيل والسليمانية.
ثم شاءت الاقدار ان يجتمع كلا الفصيلين المتحاربين تحت خيمة اقليم كردستان ويعيشا متحابين منسجمين ثم جاء سقوط النظام ليكون المنعطف الاهم في علاقة الحزبين الكرديين وليشكلا اهم ائتلاف سياسي هو التحالف الكردستاني الذين لا يمكن تفككه او اضعاف تماسكه وهم الان في افضل حالة ولم يجعلا سنوات الصراع الماضوي ذريعة للانقسام والانفصام.
وتجربة لبنان ربما تكون بليغة ومؤثرة فقد اقتتل اخوة المذهب الواحد والوطن الواجد من رجالات المقاومة الاسلامية في لبنان فقد بدأ حزب الله ومنظمة امل في حرب داخلية مرعبة ازهقت فيها ارواح الكثيرين من ابناء هذين الحزبين ولكنهما عادا من جديد اخوة متفاهمين ومنسجمين واليوم نواب حزب الله يعتمدون السيد نبيه بري امين عام منظمة امل وبري وقف مع حزب الله في كل ازماته وحراكه ولن يحيد عنه او يقف متفرجاً او متردداً.
واما في العراق الجديد فان الصدريين والبدريين لم يحصل بينهما ما حصل في كردستان او لبنان وانما حصلت بعض الانفعالات والتصعيدات التي لم تكن قيادة بدر او القيادة الصدرية راغبة فيها وقد كتبنا مقالاً افتتاحياً في حينها بعنوان " الحكيم لا يضرب صدره".
وفي السياسة ليس ثمة زعل دائم وانما متغيرات وتطورات سريعة تقارب المسافات احيانا وتتباعد المواقف والعواطف احياناً ولكن تبقى مصلحة الوطن هي الاهم.
ولما كان المعيار الوطني في الفهم الصدري والبدري منسجماً ومتطابقاً مع رؤية التيارين المذكورين فليس ثمة مانع من التقارب والتحابب والتفاهم والانسجام خاصة ان الذاكرة الصدرية مازالت تحتفظ بمشاهد لا يمكن حرقها او نسيانها وهي الوقفة البدرية اثناء اغتيال السيد الشهيد الصدر الثاني فقد خاض البدريون اشرس العمليات البطولية ضد ازلام السلطة اطلق على بعضها " يالثارات الشهيد الصدر" ومحاولة الاغتيال التي نفذها البدريون ضد المجرم محمد حمزة الزبيدي في النجف الاشرف بالاضافة الى الحب والتعاطف الذي اولاه البدريون مع الشهيد الصدر الثاني والزيارة الميدانية التي قام بها قيادات بدر للسيد الشهيد محمد الصدر بمكتبه في النجف الاشرف ونذكر منهم الشهيد القائد الميداني الحاج ابو ميثم الصادقي(حمزة الدراجي) قائد فرقة الرسول في فيلق بدر السابق وسماحة الشيخ الفقيد ابو شريف العراقي الساعدي اللذين التقيا الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر ونقل لهما تحياته ومحبته للبدريين..
هذا التأريخ لا يمكن لاحد حرقة او غلقه وهو موثق لدى الاخوة الصدريين والبدريين وهو ما أزعج واحرج اعداء العراق
واليوم يلتقي الهمة والعنفوان الصدري مع التجربة والخبرة البدرية ليكونا احد حدي سيف ذي الفقار الذي يقطع رقاب الفتنة.
والشجاعة والحكمة البدرية عندما تعانق التحدي والقوة الصدرية وتهذيب الانفعال والارتجال من اداءاتهما سيتحولان الى ثورة بيضاء لن يوقفها المزايدون والادعياء.
وقد يستطيعا هذان الفصيلان من تحريك الشارع وتعبئته حماسياً وسياسياً وهو ما لا تقدر عليه بقية القوى السياسية مجتمعة او متفرقة لان خصائص الصدريين والبدريين تختلفان عن البقية لاسباب لا حصر لها.