كعادتي في كل ليلة اجلس ماسكا ( الريموت كونترول ) الخاص بالتلفاز .. اغير من قناة لاخرى .. لفت نظري قناة سورية الفضائية .. ملعب كبير مليء بالجماهير .. اعتقدت للوهلة الاولى انها تنقل مباراة اوروبية .. بسبب كبر وحداثة الملعب .. مرت ثوان قليلة فظهر بشار الاسد ورجب طيب اردوغان على الشاشة في المنصة الرئيسية .. فهمت حينها انه افتتاح لملعب حلب الجديد واحتفالية بمناسبة مرور 100 عام على تاسيس نادي كروي تركي .. مرت الدقائق وانا اشاهد مجريات اللقاء .. لا ادري لماذا تمثلت امامي صورة غريبة وهي ان المسؤولين يتابعون مباراة كرة قدم اقليمية دولية فيها الكرة هو العراق تتقاذفه اقدام اللاعبين وهم رؤساء وملوك دول الجوار وغيرهم .. احتفلوا بافتتاح ملعب يتسع ل 75000 متفرج .. فيما سنحتفل قريبا بافتتاح مقبرة تتسع ل 7,500,000 ميت بجهود نفس القادة ومؤامراتهم وتحالفاتهم واجنداتهم ..
صبرا ابناء شعبي العزيز .. فوالله حرمات هذه الدماء التي تسيل ليست بهينة عند الباري وهو المنتقم ..
ان ظلم ذوي القربى لهو من اشد انواع الظلم ايلاما .. هؤلاء فقراء العراق في النجف وكربلاء وغيرها والمهجرين من منازلهم يعانون اشد انواع الظلم والاجحاف والحرمان وتخلي الدولة عن تحمل مسؤولياتها تجاههم بل على العكس تزيد في كربتهم وشدتهم وقساوة الزمن الاغبر عليهم فتهجرهم من الاكواخ التي لاذوا فيها من ظلم التكفيريين والبعثيين والمحتلين لتعيدهم مرة اخرى الى المجهول الذي اتوا منه ليلاقوا سوء المصير ويذوقوا مر العذاب وببساطة لانهم فقراء .
للاسف فشلت الحكومة فشلا ذريعا في قيادة العباد والبلاد .. والحجج دائما جاهزة .. الارهاب .. التكفيريين .. البعثيين ,, كربلاء والنجف ومحافظات الجنوب تنعم بنسبة لاباس بها من الامن .. اين التزام الحكومة تجاه فقراء ومسحوقي الطبقة في هذه المدن .. اين تذهب خيرات البلد .. اين المشاريع .. نفط العراق وخيراته لاميركا وحلفاؤها وازلامها .. اما الناس فلهم القهر والضنك والظلم وبما انهم معتادون عليه منذ عقود فلامانع من الاستمرار ..
كم اتمنى ان يتم انشاء حزب او تكتل او حالة جماهيرية تنتفض على كل ما له علاقة بالواقع الذي نعيشه .. والله ما هي بمستحيله لو توفرت الارادة الصلبة فقط ..
للاسف الكل خذلونا بلا استثناء .. القيادات والاحزاب والتيارات والتكتلات .. والمشتكى لله . [/b]