لايمكن للشاة أن تأمن جانب الذئب
[align=justify]
لايمكن للشاة أن تأمن جانب الذئب
بعد أن أنعم الله على شعبنا المظلوم بالتحرر من أعتى نظام استبدادي عرفه التاريخ وبعد معاناة دامت خمسة وثلاثون سنة من ظلم وتغييب لقطاعات واسعة من شعبنا وإيداع لمثقفي وعلماء ونخب كبيرة ومتنوعة منهم في غياهب السجون وفي أحواض السيانيد وبقدر فرحة هذه القطاعات الكبيرة من شعبنا بالتحرر من التعسف والظلم فأن مايقابله هناك فلول من أيتام النظام السابق ومن فرسان المقابر الجماعية وجلادي المعتقلات وما أكثرها ومن أبواق التزويق لصورة النظام البشعة وإظهارها على عكس حقيقتها المسخة ، كل هؤلاء أخذوا ينادون بالمصالحة معهم بعد أفول نجمهم الباغي واستشراء اليأس من عودة نظامهم من جديد ، يدعون أنهم كانوا مغلوبين على أمرهم وعبيداً للمأمور وأنهم ينفذون الأوامر وهذا من صلب واجبهم ، لذلك أواجه هؤلاء الذين يدعون البراءة ببعض ماأقترفوا من جرائم وحشية بحق أبناء شعبنا المضطهد حتى لايكون هناك مبرراً لعدم تقديمهم إلى العدالة وقطع دابر الذين يخططون ويجتمعون لينادوا بالمصالحة الوطنية لتأهيل هؤلاء القتلة لأستلام مناصب في دوائر الدولة من جديد ، أقول لهؤلاء الذين يطلبون لزبانية صدام الصلح والعفو عن ماسلف مايلي :- أنهم قاموا بالأعتقالات المهينة وبالتعذيب الجسدي والنفسي بوسائل مبتكرة ولاأخلاقية كالأغتصاب وقطع الأطراف وكهربة الأعضاء التناسلية للذكور وبقر بطون النساء الحوامل ولم ينجوا حتى الأطفال من قسوتهم ووحشيتهم ، لقد عذبوا وأعدموا علمائنا وشيوخنا ومفكرينا وأساؤا لمعتقداتنا وديننا وبدوافع عنصرية وطائفية . أنهم أستخدموا السلاح الكيمياوي ضد الآمنين في أهوار الناصرية والعمارة وضد مدينة حلبجة الكردية حيث لم ينجوا منها البشر والطير والحيوان ، أحترق الجميع ، أختنق الجميع سحقوا بالدبابات أطفالنا وشبابنا وشيوخنا ونسائنا بحجة مشاركتهم بأنتفاضة آذار عام 1991 ودفنوا الآلاف أحياءاً في مقابر جماعية على عموم أرض العراق ، لقد قطعوا آذان الشباب بحجة الهروب من الجيش الذي تحول إلى أداة للعدوان السافر والظالم على الجيران الآمنين أنهم قطعوا ألسن الشيوخ والشباب والنساء بحجة تجاوزهم على مكانة الرئيس القائد. قطعوا بالسيف رؤوس النساء العفيفات اللواتي لهن أبناء أو أقارب يعملون مع المعارضة العراقية وقطعوا أيدي الأبرياء من تجار بغداد بحجج واهية لاأساس لها ، عذبوا وأعدموا خيرة قادة وضباط ومراتب جيشنا بحجة أنهم شاكوا بعملية أنقلاب عسكري ، ثم نكلوا بعوائلهم وصادروا مساكنهم وأملاكهم ووضعوها بتصرف خدمهم الأذلاء من رجالات الأجهزة الأمنية والحزب الفاشي ، أطلقوا الذئاب والكلاب البرية الجائعة على كثير من كبار المعتقلين المتهمين بمعارضة النظام لتقوم هذه الكواسر بنهش أجسادهم وتمزيقها بكل وحشية وسط ضحكات القائد الفذ وأيتامه طالبي المصالحة والعفو الآن . وضعوا المعتقلين في غرف مظلمة تعج بالأفاعي والعقارب وحصلوا على براءة اختراع لاختراعهم مثرمة كبيرة خاصة لتقطيع العراقيين ورمي أوصالهم لأسود ونمور المقبور عدي . وضعوا الديناميت في جيب المعتقل وتفجيره عن بعد وهو معصوب العينيين ، هذه الجريمة التي هزت مشاعر شعوب العالم أجمع وأثبتت للجميع مدى وحشية وأجرام زبانية الطاغية المهزوم . قتلوا الملايين من شعبنا في حروب ظالمة والتي خلفت مئات الآلاف من المعوقين واليتامى والأرامل. شردوا أبناء شعبنا من أطفال وشباب وشيوخ ونساء إلى مختلف بقاع الأرض مما عرضهم إلى عمليات النصب والأحتيال والغرق في البحار والمحيطات وتقطيع الأوصال وسط حقول الألغام في حدود الدول ، وأذلوا عزيزهم في بلدان الغربة ليشتغلوا عمالاً عند من لايرحم عزيز قوم ذل وسط الإهانات والشتم والسب وعدم استيفاء أجورهم بعد ساعات قاسية من العمل الشاق . أقول بعد هذا الذي أقترفوه ……… أن خمسة وثلاثين سنة كانت كافية لمن يريد التكفير عن ذنوبه برفض الأوامر الظالمة والألتحاق بصفوف الشرفاء في المعارضة العراقية أو الاستقالة أو التقاعد ، أنهم الآن يرمون أنفسهم عبيداً وعملاء مأجورين في أحضان الدول اللئيمة التي لايسرها أن ترى شعب العراق وهو ينعم بالحرية والديمقراطية والعدالة ، ليقوموا بأبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ . أنهم يكذبون عندما يتعهدون بالتوبة وغسل قلوبهم السوداء فهم كالأصبع المصاب بالسرطان لابد من بتره وقتل الجرثومة التي يحملها لئلا ينتشر دائه إلى باقي أعضاء الجسم ولاينفع في حينها أي دواء (( والعاقل يفهم )) .
علي العسكري
[email protected] [/align]
