رسالة مفتوحة إلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني!
رسالة مفتوحة إلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني!
كاظم حبيب
الحوار المتمدن_ 2005 / 7 / 23
سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني المحترم/ النجف/ العراق
تحية واحتراماً
قرأت في الصحافة العراقية والعربية بأن ناطقاً باسمكم قد أشار إلى الخطأ الذي حصل في تأييدكم لقائمة عراقية دون غيرها من القوائم الكثيرة التي طرحت في انتخابات الجمعية الوطنية الأخيرة وما نجم عن ذلك من حصول قائمة الائتلاف الوطني العراقي الشيعية حصراً على نسبة عالية من الأصوات ومن مقاعد الجمعية الوطنية التي تسمح لهذه القائمة بالتأثير المباشر على اتجاهات وضع الدستور والمسيرة السياسية للبلاد. وهذا الخطأ الذي اعترف به الناطق باسمكم, إن صح ذلك, فقد جاء متأخراً جداً, إذ أن الخطأ المذكور قد أساء, شاء المسؤول عنه أم أبى, إلى الشعب العراقي وساهم في تفتيت الوحدة العراقية التي كان النظام الاستبدادي السابق قد زعزعها, وتساهم بها كل قوى الإسلام السياسي العراقية المتطرفة منها وتلك التي تسمى معتدلة, إذ أنها قد أججت المشاعر الطائفية المقيتة في أوضاع العراق البائسة الراهنة, وسمحت لهذه القوى السياسية الطائفية الوصول إلى السلطة بطريقة غير إنسانية وغير ديمقراطية. وأنتم أيها السيد الفاضل وممثليكم قد ساهمتم بهذا الخطأ الفادح. ليس المذهب الشيعي أو المذاهب السنية في الإسلام هي المسؤولة عن ذلك أو هي المدانة هنا, بل المسؤول والمدان هو من يستخدم هذه المذاهب الإسلامية لأغراض سياسية والذي يوجج التمييز الطائفي المقيت, وهو الذي يلحق أفدح الأضرار بالعراقيات العراقيين وبمستقبلهم ويصب الماء في طاحونة الإرهابيين من سنة وشيعة. إن الخطأ الذي ارتكبته الحوزة العلمية, كما أرى, لا يصحح بالقول بأن خطأ قد ارتكب في هذا الصدد وكفى الله المؤمنين شر القتال, بل من خلال الدعوة إلى إبعاد الدين الإسلامي عن مشاريع الدولة العراقية وإبعاد الشريعة الإسلامية عن أن تكون أساساً للتشريع في العراق.
إنكم إن أردتم تصحيح الخطأ الذي وقعت به الحوزة العلمية بتأييدها غير المعقول وغير المنطقي لقائمة دون غيرها قد كلف وما يزال يكلف الشعب العراقي كثيراً من الضحايا والخسائر, ويصب الماء في طاحونة كل الطائفيين في العراق, أياً كان دينهم ومذهبهم. لهذا فأن تصحيح الموقف يتطلب قدرة عالية في الدعوة الصارمة إلى:
1. إبعاد الدين عن الدولة لضمان احترام كامل وحقيقي ومتواصل لكل الأديان والمذاهب في العراق الجديد, فالدين لله والوطن للجميع.
2. رفض جعل الشريعة الإسلامية أساساً للتشريع وصياغة مضامين القوانين في العراق, ورفض مبدأ المحاصصة الطائفية في توزيع المناصب الحكومية والوزارات والمؤسسات ..الخ.. إذ أن على العراق أن يأخذ بمبدأ المرأة المناسبة أو الرجل المناسب في المكان المناسب استناداً إلى كفاءة الإنسان ومقدرته, وليس على أساس قومي أو ديني أو مذهبي أو سياسي.
3. رفض تبني العراق والشيعة العراقيين لولاية الفقيه, كما يجري العمل بذلك في إيران حالياً, إذ أن ذلك يعيد الاستبداد بصيغة أخرى إلى العراق.
4. الدعوة إلى إقامة مجتمع مدني ديمقراطي يتمتع فيه جميع المواطنات والمواطنين بحقوقهم ويمارسون واجباتهم كاملة غير منقوصة.
5. رفض تقييد المرأة بأي قيود مخلة أو حرمانها من حقوقها المشروعة ومساواتها بأخيها الرجل في الحقوق والواجبات فكلاهما من بني البشر.
6. دعم حق الشعب الكردي في إقامة الفيدرالية كجزء من العملية الديمقراطية المنشودة للعراق الجديد, إضافة إلى ضرورة تمتع جميع القوميات الأخرى بحقوقها المشروعة.
7. الدعوة إلى رفض العنف بكل أشكاله ولأي سبب كان وإدانة العمليات الانتحارية باسم الجهاد الإسلامي والتثقيف بثقافة الاعتراف بالآخر والتسامح بين البشر ومعالجة جميع مشكلات العراق بالطرق السلمية والتفاوض بدلاً من استخدام السلاح والقتل.
8. إبعاد التربية الدينية العامة وفي المدارس الدينية عن الإساءة للأديان أو المذاهب الأخرى بل الاعتراف بالآخر وحقه في تبني أو الإيمان بأي دين أو مذهب أو فكر غير عدائي وغير عنصري.
هذه مبادئ عامة يفترض أن يلتزم بها العراق كله, وأنتم كأحد مواطني العراق ومسؤول عن جمهرة كبيرة من أتباع المذهب الشيعي من الناحية الدينية وليس السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية ...الخ, أتمنى أن تشاركونا الدعوة إليها والعمل من أجلها.
الصراحة في الحديث معكم يا سيدي الفاضل ضرورة كبيرة ومهمة في آن واحد, لأننا الآن نتحمل تبعات تأييدكم أو تأييد من تحدث باسمكم لقائمة الائتلاف العراقي الشيعية التي تحاول اليوم الهيمنة على الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية العراقية وتساهم في تعقيد صورة الوضع في العراق أكثر من أي وقت مضى وتصب المزيد من الزيت على النيران التي أشعلها النظام السابق المقبور والمتطرفون من أتباع المذهب الوهابي أو من أتباع القاعدة والزرقاوي وغيرها من الجماعات الإرهابية, إضافة إلى ممارسات هيئة علماء المسلمين والقوى القومية الشوفينية العربية.
أتمنى أن تكون رسائلي السابقة قد وصلتكم, فهي تعبر عن رغبة صادقة في مخاطبتكم لتكونوا عوناً بالاتجاه السليم وبعيداً عن تلك الأجواء الطائفية التي يثيرها أتباع المذاهب المختلفة الذين يتسمون بالطائفية السياسية والتمييز الطائفي.
أملي أن يكون صوتي مسموعاً لديكم, إذ نحن بأمس الحاجة إلى تنوير ديني وإلى عقلانية في ممارسة الدين على أيدي علماء الدين الأفاضل الذين يشعرون بالتغيرات التي طرأت على عصرنا والزمان الذي نحن فيه والحاجة الماسة إلى التغيير والتنوير وتطوير البلاد والاستجابة لحاجات الناس وحل مشكلاتهم وتوفير فرص العمل لهم وتحسين ظروف عملهم ومعيشتهم, إذ بدون هذا التنوير والعقلانية الدينية سيغوص العراق مرة أخرى في ظلمات الصراعات الدينية والطائفية المميتة التي تزيد بلوى العراقيات والعراقيين, وحصدهم الموت يومياً كما يحصل اليوم في العراق, وسيحصد معه الكثير من أتباع المذاهب والمؤمنين أيضاً دون وجه حق, كما يجري اليوم في العراق.
أرجو أن تصل رسالتي إليكم عبر ممثليكم وأملي أن استمع إلى رأيكم, إذ أن موقفكم الراهن والقادم سيلعب دوراً مهماً في جعل الانتخابات أكثر نظافة من السابق ويجعلها أكثر حرية في اختيار من يمثلهم في الجمعية الوطنية القادمة بعيداً عن تأييد أو إدانة هذه القائمة أو تلك, كما يفترض أن يؤثر على مضمون الدستور الذي نريده مدنياً ديمقراطياً حضارياً يفصل بين السلطات وبين الدين والدولة ويحترم المرأة ويعترف بحقوقها كاملة ويعترف بالفيدرالية وحقوق الإنسان كاملة غير منقوصة, ويساهم في بناء العراق الاتحادي الديمقراطي الجديد.
مع خالص احترامي.
ا يه الله العظمى السيد علي السيستاني
بسم الله الرحمن الرحيم
لااعتقد ان هنالك اختلاف ان السيد علي السيستاني دام ظله هو على قمه المرجعيه الشيعيه في العراق ولاقول حتى العالم ويقلده ملايين الشيعه في العراق والعالم وهذه المرجعيه والمكانه العاليه يعترف بها المراجع الاخرين العظام ولا اعتقد ان الذي وصل لهذه المرتبه الدينيه العاليه لايعرف ان يميز بين الصح والخطا وما هي مصلحه الاسلام والشعب العراقي عامه ويبو ان الكثيرين لايعرفون او يجهلون الكثير عن المراجع الشيعيه لياتي اليوم من يقول ان المرجعيه اخطات في تاييدها لقائمه دون غيرها وانها مطالبه بالتصريح اعلاميا عن ذلك وتصحيحه واود ان اوضح النقاط التاليه .
1 . لم يؤيد السيد قائمه معينه بل امر بتشكيل لجنه لاختيار المرشحين المناسبين من عامه الشعب باطيافه تصلح ان تكون ممثله لمصالح الشعب دون تمييز وترك الخيار للشعب باختيار القائمه التي يرغب ومن ضمنها هذه القائمه.
2 .المتتبع لكافه التصريحات الصادره من السيد فانها تصب في الوحده الوطنيه ونبذ العنف واحترام اراده الشعب وتوفير حقوق المواطنين دون تمييز.
3 . يعتبر السيد صمام الامام للعراق ولعب دورا كبيرا في استتاب الامن ووقف الفتنه ولا ادري ماذ ستحل من كوارث لولم يكن السيد موجود وكلنا نتذكر دوره في حل المصادمات التي حصلت بين جيش المهدي وقوات الاحتلال في النجف وغيرها وايقاف حمام الدم وانتهاك المراقد المقدسه .
4 .دوره في ضبط النفس للشارع الشيعي الذي يتعرض للاباده والقتل اليومي وعدم جرهم للحرب الاهليه .
5 .نعم استغل اسم السيد للترويج للانتخابات ولقائمه معينه وكان لذلك تاثير على نتائج الانتخابات .
6 . للسيد الفضل الاول في تحقيق وذهاب الناس للانتخابات رغم الخطر
والموت وهي اهم خطوه في طريق الديمقراطيه .
7 . لااعتقد ان السيد يتصفح الانترنيت او يشاهد التلفاز او يقرا الصحف بل تنقل اليه الامور والحقائق المهمه من مصادر موثوقه لتصدر فتاوي او بيانات بشانها اذا تطلب الامر ذلك .
8 . لبراني السيد والمسؤول عن ادارته اهميه بالغه في وصول المعلومات اوصدورها من السيد وكذلك وكلاء السيد والمتحدثين باسمه .
9.ان تجربه الانتخابات السابقه وما رافقها من بعض الاشكالات يجب ان تدرس ويستفاد منها من المختصين وعامه المواطنين المتعلمين .
10.انا مع الراي الذي يقول انه يجب ان تكون هناك قناه اتصال مباشره بين السيد وعامه الناس حتى لاتلبس الامور على الاخرين وتعرف الحقائق واراءه مباشره ولا يتقول الاخرون عنه بما لايصدر عنه.
وقد يفوتك من الكاذب صدق كثير
المرجعية الشيعية في ورطة وتستنجد بعلاوي.. والنجف على فوهة بركان! - سمير عبيد
سمير عبيد : : 2005-07-24 - 00:02:52
المرجعية الشيعية في ورطة وتستنجد بعلاوي.. والنجف على فوهة بركان!
بقلم: سمير عبيد *
زار مبعوث السيد كوفي عنان في العراق الدبلوماسي السيد ( أشرف قاضي) مدينة النجف الأشرف قبل أكثر من إسبوعين، فحرص أن تكون زيارته ذات مدلولات في غاية الروعة، وكانت زيارته تحمل رسائل لا يفهمها إلا الذين يفقهون في السياسة والدبلوماسية، عندما إنتهى من زيارة السيد (علي السيستاني) في النجف،ليتوجه مباشرة الى حي ــ الحنانة ــ في النجف أيضا من أجل الإجتماع بالسيد ( مقتدى الصدر)...
لقد صرّح لنا مصدر مقرّب جدا من المرجعيّة الشيعية ومن مكتب السيد السيستاني إن هناك مشكلة خطيرة تم تداولها ولا زال التداول من أجلها مستمرا في جلسات خاصة، وإن المتداولين من الوزن الثقيل في الطيف المرجعي، وهي مشكلة ردة فعل الشارع الشيعي في العراق، والذي أصبح يتطاول بشكل علني ولأول مرة على مقام المرجع الأعلى وهو السيد ( علي السيستاني) وعلى المرجعيّة، ويحملونه جميع الإخفاقات والمآسي التي حلّت في العراق ولا زالت جارية بظل حكومة الجعفري، مما قررّ هؤلاء أي المجتمعون إيفاد وكلاء السيستاني الى المحافظات والمدن الكبيرة لتهدئة الأمور وإمتصاص النقمة الشعبية في الشارع الشيعي، ولكن تعرض هؤلاء للإنتقاد والتجريح والطرد من أماكن كثيرة ، مثلما حصل في مدينة (العمارة) حيث طُردوا من المحافظة، حسب قول المصدر.
فيوضح المصدر:
لقد تم إقتراح إجراء إستبيان في الشارع الشيعي لمعرفة ردود الأفعال، ولكنه الإقتراح لم ينل الإجماع وإعتبروه نوعا من الفضيحة، فأقترحوا التغلغل السري داخل الطيف الشيعي العراقي ليعرفوا ردود الأفعال، فظهرت النتائج سلبية ومخيفة، حيث هناك نقد جارح وتخوين بصوت عال الى شخص السيد السيستاني، والى تدخلات المرجعية في السياسة وحمايتها الى المفسدين في الدولة، مما زاد البؤس والموت والإهمال والجوع حتى وصل الأمر الى نقص وتبخر أكثر من نصف الحصة التموينية التي هي الوسيلة الوحيدة لعيش ملايين الناس وخصوصا بين الطبقات الفقيرة، لهذا إقترحوا معالجة الأمر بسرعة.
فقرر السيد السيستاني أخيرا ارسال رسالة شفوية حُملت من قبل المقربين والثقاة الى الدكتور ( أياد علاوي) يؤكد فيها إن المرجعية خُدعت في الإنتخابات التي تم إجراءها في 30/1/2005 ، وإن المرجعية الشيعية لن تتدخل في أي شأن سياسي في المستقبل، ولن ترضى على إستمرار الخدعة، مما دفع المقربين من علاوي الى عقد جلسة سرية طارئة ( حسب مصدر مقرّب جدا من حركة الوفاق الوطني ) لمناقشة الرسالة الشفوية التي جاءت من السيستاني، وكان النقاش حول ( هل يتم إعلان الرسالة خصوصا وإن الذين حملوا الرسالة معروفين جدا) فجاءت التعليمات من الدكتور علاوي ليؤجل إعلان فحوى الرسالة حتى منتصف آب المقبل كي تصادف مع موعد إعلان ( جبهة الدكتور علاوي) و يكون الأمر متزامنا مع إعلان الدستور العراقي في ذلك التاريخ.
ولا ندري هل إن تأجيل الإعلان عن رسالة وندم السيستاني جاء بأوامر أميركية، أم لغرض لفلفة الدستور في حينها، أم لإجبار إستقالة حكومة الجعفري وعودة علاوي أو صعود عادل عبد المهدي؟.
لعبة الجلبي وعادل عبد المهدي:
الدكتور أحمد الجلبي من جانبه لا يريد الإستمرار في حكومة الجعفري ، فهناك معلومات ومن مصادر موثوقة إن الجلبي فتح خطا مع الأكراد، وخطا مع أطراف سنيّة، ولهذا قدّم الجلبي أقتراحا في الأيام القليلة الماضية ــ وحسب مصدر موثوق ــ أن يكون هناك تعديلا وزاريا في العراق ، وقدّم إقتراحا بتبديل وزير الداخلية ــ بيان صولاغ ـ وتبديل وزير شؤون الأمن ــ العنزي ــ لعدم كفاءتهما، وقدّم إنتقادا قويا الى أداء وزارة الخارجية العراقية ،ونعتقد إن الهجوم على أداء وزارة الخارجية إن الجلبي يريد الخارجية الى أحد المقربين له، ولهذا يريد لي ساعد الطرف الكردي من أجل الحصول على بعض التنازلات،ويبدو هو الذي سرّب موضوع الإنتقاد القاسي الى وزير الخارجية السيد هوشيار زيباري ولأداء وزارة الخارجية لوسائل الإعلام أخيرا، كي يحصل على مزيد من التنازلات.
ولهذا هناك خوف كبير بين صفوف الإئتلاف وحكومة الجعفري من إنهيار حكومة الجعفري في اية لحظة، حيث تبين إن حكومة الجعفري تتهرب من التصويت على الثقة بها في الجمعية الوطنية، حيث يؤكد بعض المقربين من الجلبي إن الأخير قال للجعفري ( لن تحصل الحكومة على سبعين صوتا من أصوات الجمعية عند التصويت على طرح الثقة بالحكومة).
السيد عادل عبد المهدي يتحرك هو الآخر لطرح مشروعه الخاص به ، حيث هناك مشروع سياسي على ما يبدو أخذ الضوء الأخضر الأميركي من أجله وهو ( حزب العدالة)، ولهذا تكلم مع أطراف سياسية قديمة في داخل العراق وخارجه، وتحرّك نحو مسقط رأسه في الناصرية، وحرّك أقربائه على بعض شيوخ القبائل في الناصرية والجنوب أخيرا، وإستغل سفر الجعفري وصولاغ ومجموعة الإئتلاف التي توالي إيران ليجتمع بالسيستاني، ولهذا تحرّك صوب الدكتور أياد علاوي كي يطلق أسم مشروعه أو حزبه الجديد، و قبيل إنطلاق مشروع جبهة الدكتور علاوي كي يلتحم مع جبهة علاوي في الإنتخابات القادمة .
ولهذا بدأ بعض المقربين من ( عادل عبد المهدي) تذكير الناس بماضي الأمين العام لمنظمة بدر السيد ــ هادي العامري ــ وإن هذه الحملة تحمل بين طياتها إشارات معينة، ربما يريدون إخراج هادي العامري من آل حكيم وتذكيره بعروبته، أو من أجل تصفية حسابات معينة، حيث يؤكد هؤلاء إن (هادي العامري) عربيا أريحيا وصاحب نكته وجو حميمي، ولكن دفعته الحاجة الى العمل مع ( آل حكيم) ومع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ، وأنه كان من كوادر حزب الدعوة الإسلامية في إيران، ولكن بعد إنشقاقات حزب الدعوة بلعبة إيرانية إلتحق بالمجلس الأعلى ، وكان يشتم وينتقد المجلس الأعلى وآل حكيم بشكل علني حتى مطلع التسعينات من القرن المنصرم، خصوصا والعامري شاعرا ويجيد نظم الشعر الشعبي،و له قصائد كثيرة ينتقد بها آل حكيم وتصرفاتهم، ولكن وضعه المادي الصعب هو الذي دفعه للعمل مع آل حكيم حسب المعلومات التي أصبحت تنتشر أخيرا في الشارع العراقي، ومصدرها المقربين من عادل عبد المهدي وأطراف أخرى .
كما إن العامري يتعرض الى ضغوط كبيرة جدا من قبيلته ــ آل بو عامر ــ وخصوصا في المحمودية وفي ديالى حيث هناك من أهدر دمه، لهذا وضعه صعب جدا، فيبدو إن عادل عبد المهدي يريد أن يرمي له حبل النجاة قبل إغراق السفينة المحتّم كي يكون معه في مشروعه الجديد ، وهناك معلومات يتناقلها بعض الدبلوماسيين العرب ومعهم بعض السياسيين العراقيين إن الولايات المتحدة ماضية في عملية إغراق سفينة الإئتلاف وحكومة الجعفري معا، وأسقاطهم سياسيا أمام الشعب العراقي.
النجف والبركان...!
كما تشير المعلومات القادمة من النجف الأشرف، وخصوصا من الدهاليز الضيقة إن هناك خلافا شديدا، وفجوة تُنذر بالصِدام بين محافظ النجف العربي السيد ( أسعد أبو كَلل) وبين جناح ( صدر الدين القبنجي) وهو العضو البارز في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية والمقرّب من آل الحكيم، والذي يجيد لعبة الكيد وتمزيق الخصوم دعائيا، لهذا يتوقع معظم العاملين في الشأن السياسي في النجف الأشرف أن يكون هناك صِداما قويا بين الطرفين، وقد يتحول الى بركان ثأري يحرق الأخضر واليابس.
لذا نعتقد إن سفينة الإئتلاف والحكومة أصبحت تتآكل، وأصبحت المياه تتسلل الى وسطها، ولهذا قرّر البعض القفز منها نحو الشاطىء وقبل حصول الطوفان الذي أصبح حتميا، ظنا منهم إنهم سيركبون بسفن جديدة، وسيخدعون الناس كي يلوحوا لهم من جديد، ولكن المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين ، وعلى الشعب العراقي الإبتعاد عن العواطف من الآن فصاعدا، وعلى العراقيين إختيار الأصلح، والذي يخدم الناس والشعب ويدافع عن حقوق الناس والوطن، ولا يجب التنازل عن هذه الخِصال مهما كانت المغريات ، خصوصا بعد أن فشلت الحيّل والبرامج الدينية والسياسية وفشل حامليها معها.
ولهذا ننصح هؤلاء ونقول ـــ لن ينفع الترقيع لقميص تالف ومهترىء ــ !.
لذا لن يخدم العراق إلا العراقي الذي يحب العراق وشعب العراق، ويعرف ويفهم قيمة العروبة والإسلام العادل الذي يقر بحقوق الآخرين وإن إختلفوا دينيا ومذهبيا وسياسيا وقوميا.
كاتب ومحلل سياسي عراقي
23.7.2005