هي هاي واحة محمد باقر الصدر لو مقتدى الصدر
أريد أفتهم يا جماعة هاي واحة السيد محمد باقر الصدر لو واحة مقتدى الصدر ؟
كنت أتصور واحة بيها عن حياة ومؤلفات وآثار محمد باقر الصدر ... لكن شفتها صارت واحة مقتدى الصدر
هسة إذا ما بيكم خير تكتبون عن محمد باقر الصدر غلقوا هالواحة وخلصونا
فهمونا يا جماعة ؟
مقتدى والسائرون على خطاه ..هم ورثة الشهيدين الصدرين الشرعيين حصراً
مقتدى والسائرون على خطاه ..هم ورثة الشهيدين الصدرين الشرعيين حصراً
راسم المرواني / العراق الجريح
لست بصدد الرد على زيد أو عمر من الناس ، ولكنني بصدد أن أبين صورة قد تبدو ضبابية بالنسبة للبعيدين عن الساحة العراقية لأسباب عديدة كالهجرة أو الرضوخ لآلة الإعلام المأجورة الموجهة ضد التيار الصدري وضد القوى الوطنية في العراق ، أو ربما بسبب الإنزياح النفسي لدى هولاء نحو قبول فكرة ( إشبعني اليوم ...واقتلني غداً ) هؤلاء الذين وجدوا في مقتدى والمقاومة الوطنية الشريف – البعيدة عن الإرهاب – حالة يمكن أن تسبب لهم أضراراً على الصعيد الإقتصادي أو البراغماتي ، كما أن هناك من لا تعنيه فكرة الشعور بالذل نتيجة الوقوع تحت طائلة الإحتلال ، الذين لا يجدون عيباً أو سبّة في أن يلغوا عقولهم ، ويجلسوا كالأحلاس في دورهم – داخل وخارج الوطن الجريح – بانتظار الفتات التي سيرميها لهم العم ( سام ) من فوق الدروع والآليات العسكرية عند مروره ( مستهتراً بالآخرين ) في شوارع بغداد أو المحافظات العراقية .
الصورة تتعلق بالتسميات ، وبالفهم الذي يترتب عليها ، وقبل أن أتناول الموضوع ، أحببت أن أستميح السيد مقتدى عذراً على استخدامي لتسمية التيار الصدري ، أو الخط الصدري ، أو الصدريين ، ...فقد ورد في توجيهات سماحته ضرورة تجاوز هذه المصطلحات ، والتعامل مع المصطلح الأعم والأشمل ، وهو مصطلح الحوزة الناطقة بالحق .
إن توجيه مقتدى والتفاته الى هذه النقطة يشكل جواباً شافياً على الذين يريدون أن يسلخوا أنصار وأتباع مقتدى من منهج الصدرين الشريفين ، أو عزل الشرفاء والطيبين من أتباع ومقلدي بقية المراجع عن هذا المنهج الرائع .
والحقيقة أن ليس كل أتباع مقتدى هم من مقلدي الشهيدين الأول والثاني (صلوات الله وسلامه عليهما) فقد وجدنا بين أتباعه فتية من الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدىً ، من مقلدي سماحة السيد السيستاني ( أعلى الله مقامه ) ومن مقلدي بقية المراجع ، ومن مختلف الأديان والقوميات والطوائف ، كلهم جمعتهم الروح الوطنية ، والغيرة على مستقبل الوطن ، والحرص على كرامة العراق .
كل هؤلاء جمعتهم خيمة العراق الأشكل ، وخيمة الإنسانية الأكمل ، دون النظر الى مسألة التقليد ، وهذا ما ورد – كتوجيه تنبؤي – في كتاب منهج الصدر /الصفحة 117 / الأسطر الأخيرة من الصفحة ، عندما أشار السيد الشهيد الى ظرورة الفصل بين التقليد – فقهياً- والتقليد عسكرياً في الساحة السياسية ، كأن يكون الإنسان مقلّداً لفلان ، ويكون تحت قيادة آخر بعنوان الوكالة أو ( بعنوان آخر ) .
ولو تتبعنا ما جاء به الصدران من فكر لوجدناه يمتد في أفقه الى أطروحات أهل البيت عليهم السلام ، ولعرفنا أنه من وحي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والسعي نحو صلاح المجتمع الإنساني ، ولم يأتوا بشئ جديد من أمهات أفكارهم بالنسبة للفكر والمواقف ، فهم ينهلون من النبع الصافي لوحي الرسالة المحمدية ومن منهل أهل البيت .
ولو دققنا في سيرتهما لوجدنا أنهما قد استخدما تطبيق نفس الآلية التي استخدمها أهل البيت في التعامل مع الحدث والسياق ، وذلك عبر استخدام اسلوب الثورة تارة ، أو أسلوب الحث على الثورة ، أو أسلوب التوعية الفكرية ، أو أسلوب لم شمل شتات الشيعة ، أو أسلوب التقية التي لا تؤثر على البناء العقائدي والنفسي لمجتمع الشيعة خصوصاً ومجتمع الإنسانية عموماً ، وبالصورة التي لا تخدش قيمة وكرامة الإنسان .
فهما – أعني الصدرين – يمثلان الإمتداد الطبيعي للحوزة الناطقة الشريف المتمثلة بالمعصومين وأتباعهم ، من الذين عملوا بتكليفهم في مناهضة الظلم والطواغيت ، على عكس ما فعله الغير من الوقوف على ابواب الولاة ولحس أقدام السلطة ، والنباح حول قصورهم على الجياع الزاحفين نحو أفق الخلاص .
فالصدران يمثلان الحوزة الناطقة الشريفة ، ويمثلان البعد الحقيقي للرؤية الإسلامية – الشيعية – الإنسانية – الثورية لمستقبل وكرامة الإنسان ، وما زالت آذاننا تستعيد – بين الحين والحين – هتاف السيد الشهيد الثاني في مسجد الكوفة مردداً :- كلا كلا أمريكا ...كلا كلا إسرائيل ....كلا كلا للشيطان .
ولست أعرف باضبط ، هل أن أمريكا قد تغيرت بين ليلة وضحاها ، وأصبحت أم الديمقراطية والحرية والإنسانية في العالم ؟؟ أم أن الشهيد الثاني كان من النزق والعبثية بحيث أنه يقول كلا كلا لراعية الحرية أمريكا ؟؟؟ أم أن اسرائيل اليوم هي غير اسرائيل الأمس ؟؟؟ أم أن الآيات التي وردت بشأن اليهود في القرآن قد نُسخَت من قبل دوائر الـ C.I.A , والموساد الإسرائيلي ، وبعض دوائر الفقه الإرهابي ، والفقه التوافقي مع الأجندة الأمريكية الصهيونية ؟؟؟
ولنا أن نتخيل موقف أحد المعصومين – لوكان حياً بجسده حالياً - وموقفه من الإحتلال الأمريكي الصهيوني للعراق ، وكيف يتعامل معه ، وكيف يوجه شيعته في التعامل مع المحتل ، ولنا أن نستذكر مواقف أهل البيت عليهم السلام من الحفاظ على الثغور الإسلامية ودفع الناس لحمل السلاح دفاعاً عن بيضة الإسلام ، دون النظر الى توافه الأمور التي من شأنها أن تثبط من عزيمة الرجال وتخلق لديهم روح التخاذل عبر مسميات عديدة .
نعم .. مقتدى وأتباعه ما زالوا ينادون بنفس الهتاف ، ويسيرون على نفس المنهج ، ويخاطبون العقل الوطني العراقي العربي الإسلامي الشريف والفاعل بأن أمريكا هي أمريكا ، ولم يتغير بها شئ سوى أنها توسع الآن من مشاريعها في العالم ، وأن اسرائيل هي نفس إسرائيل التي ما زالت يدها ملطخة بدماء البشر ، ولئن كان الإحتلال أمراً واقعاً ، فإن الشيطان أيضاً هو أمر واقع ، ولكن لا ينبغي الركون إليه ، ولئن كانت أمريكا قد أسقطت الطاغوت في العراق ، فإن مثلها مثل الذي يربي في حديقته كلباً ، فيقوم الكلب بنهش المارّة ، ويصيب البعض بالكَلَب ، ثم يقوم بعد حين بقتل الكلب لأسباب قد تتعلق بعدم صلاحية الكلب في إنجاز ما ملقى عليه من الأدوار ، أفيكون هذا الرجل قد تفضل على جيرانه بقتل الكلب ؟؟؟ أبداً ..بل ينبغي عليه تعويض الآخرين ، والنظر في مظالمهم التي كان هو السبب المباشر في خلقها بدعمه لكلبه ، وهذا حال أمريكا والصهيونية مع العراق والعراقيين ، وليس المهم أن نستذكر الماضي وندور في فراغه المعتم ، بل المهم أن نعرف كيف نتعامل مع هذا الرجل الذي يحاول أن يستبدل كلبه بكلاب مسعورة أخرى .
مقتدى وأتباعه والذي يؤيدون مواقفه داخل وخارج العراق هم الورثة الشرعيون – ليس للصدرين فقط – بل للحوزة الناطقة الشريفة المتمثلة بأهل البيت وأتباعه ، أما الذين انفصلوا عن الخط أو التيار الصدري ، فهم قد وجدوا لأنفسهم أسلوباً للتملص من المسؤولية التي ألقاها الله على بني الإنسان في مقارعة الظلم وبناء صرح العدل ، وغرتهم وسائل الإعلام ، وغرهم بالله الغرور ، ولا نريد أن نكون سلبيين في التعامل معآراء الآخرين ، ولكن ينبغي علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها ، وأن نعطيها حجمها الحقيقي ، ولئن كان البعض ممن شطوا أو شتوا عن الخط الصدري لأسباب تتعلق بالحالة النفسية ، أو كتعويض عن ظلم وحيف وقع عليهم أثناء حكم الطاغية الهدام ، ولأنهم تصوروا – للحظة – أنهم يمكن أن يعوضوا عن حيفهم بمهادنة المحتل ، فقد أخذ الله بيد أغلبهم ، وعادوا ليضعوا أيديهم بيد أخيهم مقتدى ، وهم الآن أكثر التصاقاً بمصلحة الوطن ، وهذا ليس عيباً عليهم أبداً ، فمن حق الإنسان أن يستخدم مداركه ، وأن يكون صاحب رأي ، ولا ينبغي على الإنسان أن يكون ( نعجة) يقودها جزارها – من أذنها - الى المسلخ ، أو يعلفها بانتظار موسم الأضحية ليذبحها ..... وما أكثر النعاج الذي ثغت في العراق خلف جزارها ، وتراقصت عند بدء الإحتلال لكميات العلف التي منحها لها الجزار ، ولكنها الآن تعض إصبع الندم بعد أن نكل بها جزارها ، وأغلق زرائبها ، واعتقل بعضها ، وأهان أكباشها .
وشكراً لله ، ولمقتدى الذي حفظ لنا ماء وجهنا ، ورفع رؤوسنا ورؤوس غيرنا ، واستطاع- بتسديد من الله - أن يحفظ نهج الصدرين ، ونهج أهل البيت ، ويري العالم أن الحوزة الناطقة لم تزل على أرض الواقع ، وليست خرافة من الخرافات الواردة في كتاب ألف ليلة وليلة .
.
marwanyauthor@yahoo.com
marwanypoet@hotmail.com