الحسين في بورما و يزيد في الخضراء والشمر في كربلاء و النجف تعج بالشياطين الخرس
الحسين في بورما و يزيد في الخضراء والشمر في كربلاء و النجف تعج بالشياطين الخرس
safaa-tkd
اذكر ان اول مرة طرحت فيها سؤال ديني عندما كنت طفلاً لا اذكر كم كان عمري بالتحديد و لكن اعتقد انني كنت في عمر خمس او ست سنوات. و كنت قد سئلت والدتي عن الله كيف اصبح الله و من ابوه و من امه و "منو سواه".
فكان الجواب القمعي "استغفر الله يمه استغفر الله قل هو الله احد الله الصمد الخ. الله نور السموات والارض"
بعدها لم اكن يوماً اؤمن بوجود شيء اسمه الاه او الله و لم اقتنع بهذه المسميات.
كبرت قليلاً و سمعت مرة ان فلان سني (كونه اشترى سمك چري) وسمعت ايضاً كلمة (اظن كانت) شيعة.
و طرحت سؤال على والدتي." يمه احنه سنة لو شيوعية؟" (حيث لم اكن اميز بين الشيعة و الشيوعية)
و لا ادري يومها مالذي ارعب امي و قالت لي و هي مرعوبة "يمه اسكت لا تعدمنا" و لم اطرح بعدها اي سؤال ولم اكن اعرف اي شيء عن دين او اسلام او مذاهب بل لم اكن اؤمن بأي من هذه الاشياء و حتى في الامتحان النهائي لصف السادس الابتدائي نجحت في كل الدروس عدا درس الدين او التربية الاسلامية, مع كل هذا الجهل و عدم الايمان بعقيدة دينية إلا ان هناك شيئاً ما كان يربطني بالحسين لم يكن الدين و لا القومية و لا المصيبة التي وقع عليه و على اهل بيته و لا حتى (هريسه الحسين) التي يبكي من اجلها البعض.
انها الحرية و الثورة و الرفض الظلم و الشجاعة و التضحية بالنفس في سبيل تحرير البشرية و الدفاع حقوق الاخرين حتى و ان عرض عليه اخذ حقه و اكثر.
هذا هو الحسين!
الحسين ليس ملك المسلمين و لا الشيعة و لا العرب و لا العراقيين الحسين ارث للبشرية, الحسين ثورة يقتدي بها كل ثائر فالمهاترا غاندي هندوسي لكنه حسيني سار على خطى الحسين لتحرير شعبه و رفع الظلم و الحيف عنهم .
المناضل نيلسون مانديلا شيوعي لكنه حسيني
احد رموز الحرية و اباء في العالم المناضلة أونغ سان سوكي تملك من الشجاعة ما لا يملكه كل الذين يصرخون ليل نهار "يا ليتنا كنا معكم"!
وضع احد الجنود فوهة البندقية في صدرها ليقفها من التقدم بجماهيرها فتبسمت و ازاحة البندقية بكفها الرقيق و مضت تقود الجماهير الى مكان المظاهرة المقرر لها و هي احد اتباع الخط الحسيني و إن كانت بوذية مؤمنة.
مرت على النجف آلاف العمائم و كان فيها مئات كبار المراجع الذين لا يشق لهم غبار بعلمهم إلا انه عمامة واحدة خلدها التاريخ و هي عمامة محمد باقر الصدر لم يصل الصدرالى ما وصل اليه كونه شيعي او معمم فقد كان غيره كذلك لكنه سار على خطى الحسين. حسين الثورة و الشجاعة و الموقف و ليس حسين تمن و قيمة.
و ليس الحسيني هو الذي يبكي الناس في المجالس و لا يخرج من المجلس إلا بعد ان يقبض المقسوم و شن هجوم كاسح على صواني اللحوم.
يتبع