رسائل بعد منتصف الليل إلى بغداد .. من مذكرات قلم أربعيني <> طارق الايهمي
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.iraqcenter.net/vb/mwaextraedit2/backgrounds/5.gif');background-color:firebrick;border:10px double orange;"][cell="filter:;"][align=center] [align=center][table1="width:95%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center] سأكتب لكِ يا حبيبتي أحداث آخر المطاف وما يحمل من لوعة ستضع النقاط على الحروف. ليكتمل برج عذاباتي الذي أقمته على ضفاف الكرخ والرصافهة ليشرف على ربوع وطني الحبيب من زاخو إلى الفاو
كانت رحلتي إلى لندن في ذلك اليوم المعبئ بكمٍ من الظنون. تحمل في جعبتها آلام تَوَسَدتْ بؤبؤ عيني وشيء من إرهاصات الزمن ، تختزل زاوية اليمنى من الأهمية ،في حياة كُتِبَ عليها أن تُحلق في فضاء الأسى، لتمتطي غيوم البؤس المحملة بشحنة العذابات وأكسيد المحن . مطرها قطرات حزنٍ تُحدث سيل يجرف بتياراته أشلاء فرحةٍ تناثرت على أطراف سويعات الجفاء الراقدة في أودية الشوق المنحدرة من أطراف بيد غربتي. وبما إنه هي رحلة كنتُ مرغماً عليها لا حيلة لي في التملص منها. كي أنتفض من تحث أنقاض ما سقط فوقي وتراكم على مرور السنين، وأذهب مني المهم وانتزع بمخالبه لاحقا ما هو الأهم. فتوجب عليَّ أن أتدارك ساحل النجاة لأنقذ ما يمكن من إنقاذه. ويجب أن تعلمي ولا أريد أن يبات الأمر مبهم ، حيث إني بتُ على أطراف سواحل الضياع أجرف الليل والنهار بتيارات همومٍ ولدت من رحم ضياعكِ ، ولا تؤاخذيني على همسي لكِ جهرةً . حينما اكتمل الهلال وبات بدراً وأضاء بنورهِ فبانت كل حقائق الأمور . فاعلمي يا سيدتي ما كنت أنظرك من خلاله قد أذهبته دموع الشوق فبات سواده مبيضاُ وبت أراك ببؤبؤ عين بصيرتي ، فلا ضير من ذلك حيث أعطيتك كل ما بجعبتي ولا أسف على ما أعطيتْ . هل لكِ أن تعلمي بهذا...؟؟
طائر الفرات
[/align][/cell][/table1][/align][/align]
[/cell][/table1][/align]
