-
رابعاً: إلقاء المحاضرات والتدريس:
وكان لها مجلس تلقي فيه المحاضرات الدينية، وكانت تقيم هذه المحاضرات في بيت شقيقها السيد محمد باقر الصدر (رض) حيث تفد إليها كثير من النساء المسلمات، وكانت تجيب على الأسئلة العالقة في أذهانهن حول مختلف قضايا الفكر والعقيدة ومسائل الحلال والحرام(2) وتدرس ايضاً كتاب شرائع الإسلام في كل يوم أربعاء من كل أسبوع
(2) المصدر السابق العدد 80 ص 13.
لعدد من النساء كان يصل إلى الخمسين إمرأة تقريباً(1)
خامساً: القيام بالزيارات المختلفة الحالات والغايات:
فمنها الزيارات التفقدية والكشف عن إحتياجات الأخوات، مما يساعد على شد بعضهن البعض ووجوب تقديم المساعدات المالية أو أي نوع من أنواع المساعدة الأخرى ومنها الزيارات الثقافية، والزيارات لغرض الإطمئنان على صحة مريضة والوقوف على إحتياجاتها وكان تغرس في نفوس المؤمنات روح الإسلام وأخلاقه فتجعل الواحدة تشعر وكأنها جزء من الأخريات فتشاركهن آلامهن وأراحهن وسرورهن (2)
وتواسي العوائل المنكوبة وخصوصاً عوائل الشهداء وتقول بنت الهدى لإحدى زوجات الشهداء عند زيارتها الأولى لها بعد إستشهاد زوجها: إننا نفتخر ونتبرك بك لأنك زوجة شهيد(3)
(1)مجلة الأضواء العدد الثالث السنة الخامسة ص 194 بتصرف
(2) من حياة بنت الهدى ص 27 بتصرف
(3) بنت الهدى مدرسة في الفكر والسلوك ملحق جريدة الجهاد العدد 80 ص 12
سادساً: بنت الهدى والأمور الإجتماعية الكبرى:
لقد تمثلت في حياة بنت الهدى مجموعة من الأدوار الكبيرة التي لها آثار إجتماعية على حياة المرأة المسلمة التي هي في أمس الحاجة إليها الآن وفي المستقبل، ومنها:
1- الأسلوب التغيير الذي يتناسب مع عالم المرأة:
وكانت لا تشغل المرأة بالمفاهيم وخاصة حينما تكون حديثة العهد بالتدين وكان تتبع أسلوب الدعوة(الدعوة العامة، وكانت حينما تستقبل النساء في جلساتها العامة ترتدي حجاباً كاملاً (وتقول كوثر الكوفي صاحبة المقالة) فقلت لها مرة: لماذا ترتدين الحجاب وخاصة الجوارب السميكة وأنت داخل بيتك؟ قالت بنت الهدى( أريد أن أعلم أن الحجاب الشرعي هكذا)(1)
(1) هكذا عرفت الشهيدة بنت الهدى، جريدة الموقف العدد 90 ص 13.
وتقول كوثر الكوفي : حدثتني إحدى الأخوات أنها لم تطلب منها العلوية بنت الهدى إرتداء الحجاب الفضفاض إلا بعد ثلاث سنوات بعد أن أدركت العلوية أنها اصبحت في موضع يؤهلها لذلك فعرضت عليها شروط حجاب الإسلام (1)
(1) هكذا عرفت الشهيدة بنت الهدى جريدة الموقف العدد 90 ض 13.
-
2- الإهتمام في بث وتوجيه طاقات المرأة:
لقد عملت بنت الهدى على تفجير طاقات المرأة ومنحها الثقة في نفسها من أجل تحمل مسؤولياتها الكاملة في الحياة، وذلك من خلال الدراسة والعمل في المجتمع، وكانت دائماً تحث الفتيات على التفوق العلمي من أجل نيل الشهادات وفي المجتمعات المختلفة، وكانت تقول: ( إننا نعمل من أجل إقامة مجتمع إسلامي وهذا المجتمع يحتاج إلى كل الطاقات، فنحن بحاجة إلى الطبيبة المؤمنة والمهندسة والمعلمة الواعية والعاملة الملتزمة، كل ذلك من أجل أن تشعر المرأة بمسؤولياتها وكانت كذلك تشجع المرأة في أي عمل تقوم به من أجل خدمة الإسلام) (2)
(2) المصدر السابق العدد 90 ص 3
وتقول أيضاً كوثر الكوفي: (أذكر أنها شجعتني وحثتني على أن أقيم جلسات في بيتنا لكي أنمي قابلية التحدث مع النساء، لأنها وجدت عندي قابلية في الحديث، وذلك عندما كنا في زيارة بيت الله الحرام، فإلتقيت معها في مكة المكرمة وحدثتها بشيء من معالم البيت الحرام، والأجواء التي يحصل عليها الإنسان المسلم من خلال مناسك هذا البيت المعظم، وكانت تستمع إلى بكل أدب وكأنها قد تأثرت بكلامي عندما طلبت مني أن أقيم الجلسات في بيتنا، وأجمع بعض الأخوات المؤمنات وأحدثهن عما شاهدته في زيارتي إلى بيت الله الحرام، فإعتذرت منها لكنها أصرت وقالت:( أنت تملكين قدرة على الخطابة وأنت محاسبة أمام الله). وجعلتني من خلال كلامها أدرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقي ولم تكتف بهذا فقط وإنما حاولت أن ترفع مستواي الثقافي، فأوحت إلى إحدى الأخوات أن أدرس عندها المسائل الفقهية وكانت ترشدني دائماً إلى قراءة الكتب الإسلامية، كانت حقاً معلمة ومربية للأسرة ) (1)
(1) هكذا عرفت الشهيدة بنت الهدى جريدة الموقف العدد 90 ص 13.
3- تنمية روح الإحساس بالواجب الشرعي:
لقد أرادت من المرأة أن تعيش هم الإسلام والمسلمين، أرادت منها أن تدرك خطر المسؤولية الملقاة على عاتقها.
وتقول كوثر الكوفي: ( وتحثنا دائماً أن نجعل هدفنا في الحياة هو العمل من أجل الإسلام والمسلمين، ويخطر ببالي آخر لقاء تشرفت به مع العلوية كان قبل إعتقالها بأسابيع، ذهبت إليها فوجهت لي العتاب.... لماذا تركتي الذهاب إلى المسجد لماذا لم تستمري في حضور درس الشيخ؟ لماذا تركتي العمل للإسلام، أليس هذا واجبنا).
وتقول كوثر الكوفي:( أطرقت برأسي إلى الأرض حباءاً من كلامها لكني إستجمعت قواي وقلت لها: علوية أنت تعلمين أن الوضع متأزم وأنا أخاف السجن وأخشى على نفسي أن أثع في مخالب جلاوزة صدام فهم لا يحترمون المرأة عند إعتقالها، تألمت العلوية كثيراً لما سمعت كلامي) وإنطلقت تقول:( هذه مفاهيم خاطئة إن شرفنا هو الإسلام إذا حافظنا على الإسلام نكون قد حافظنا على شرفنا وعزتنا، لماذا لم تترك زينب الجهاد؟ إن لنا فيها أسوة حسنة). لقد كان لكلامها هذا أثر كبير في نفسي ومحفز لي على النهوض بأعباء المسؤولية، وخاصة، عندما وجدتها قد جسدت كلامها هذا عندما رافقت أخاها السيد محمد باقر الصدر(رض) وتحملت معه ضيم الإعتقال حتى نالت شرف الشهادة(1)
(1( المصدر السابق، العدد 90 ص 13
سابعاً: بث الأمل والتفاؤل في النفوس أثر من آثارها الإجتماعية:
إنها كانت تبث الأمل والتفاؤل في نفوس المؤمنات عامة، وعوائل المعتقلين خاصة وتعمل على إثارة الروح الجهادية في نفوسهم فتحثهم على الثبات والصبر ومواجهة المواقف الصعبة دون تردد أو خوف إلى جانب ذلك كانت تبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يفرج عن المعتقلين وبالخصوص الشهداء الخمسة (2) الذين أعدمهم النظام السابق في بغداد.
(2) الشهداء الخمسة هم:( عارف البصري، عز الدين القبانجي، عماد الدين التبريزي، نوري طعمة، حسين محمد علي جلوخان) رجال دين أعدمتهم السلطة الفاشية في كانون الأول ديسمبر عام 1974 يراجع كتيب ملف الفاشية في العراق حول إنتهاكات النظام الفاشي العميل لحقوق الإنسان، جمعية الحقوقين العراقيين ص 106.
-
[align=center]الفصل الرابع
بنت الهدى تحت الإقامة الجبرية والإعتقال والإستشهاد[/align]
1- بنت الهدى وعت دورها وتحملت مسؤوليتها الرسالية:
منذ أن وعت بنت الهدى دورها وتحملت مسؤوليتاها الرسالية وقفت إلى جنب أخيها السيد محمد باقر الصدر (رض) وليس حدثاً جديداً عليها حينما هدد النظام حياة الشهيد الصدر (رض) فقد مرت بها حالة مماثلة سنة 1972م إذ حاول النظام في بغداد إعتقال أخيها فأودعه بدل السجن في مستشفى الكوفة مقيداً إلى سريره بسلاسل حديدية ممنوعاً من لقاء الأشخاص، وعاشت سنة 1974 م بداية التصفية الجسدية لعناصر الحركة الإسلامية التي أسفرت عن إعدام خمسة من طليعة الثوريين المجاهدين النجباء، كما عاشت إنتفاضة الجماهير الغاضبة في صفر عام 1977 م التي أعتقل على إثرها السيد الصدر(رض) أيضاً بتهمة التحريض لها وعدم تلبية رغبتهم بشجبها وإستنكارها(1).
(1) عذراء العقيدة والمبدأ الشهيدة بنت الهدى ص 270 بتصرف ، مدرسة في الفكر والسلوك جريدة الجهاد العدد 80 ص 12.
2- بنت الهدى تقود تمرد الشعب ضد النظام وتفجر إنتفاضة رجب المباركة:
في ليلة ظلماء وفي غفلة من الناس النيام وعند إطلالة فجر السادس من شهر رجب عام 1399 هـ طوقت زمر أمن السلطة في العراق منطقة العمارة في محافظة النجف الأشرف وهي الحارة التي يوجد فيها درا السيد الصدر(رض) وأفراد عائلته. ويقدر عدد رجال الأمن مائتي عنصر ومن مختلف الرتب العسكرية يقودهم مدير الأمن (أبو سعد)
بعد أن طرقوا الباب وفتح لهم السيد الصدر الباب وتكلم معهم وطلبوا منه أن يأتي معهم وجرت مشادة كلامية انتهت بإعتقال السيد الصدر، وبعد أن أخذوه خرجت معه أخته وكذا زوجته، فإلتفت مدير الأمن غلى بنت الهدى وقال: إرجعي نحن نريد أبا جعفر فقط/ فوقف السيد الصدر وقال لأخته : إرجعي يا أختاه فأجابته: لا اريد أن أعود يا أخي.
اريد أن ارافقك كما رافقت زينب(ع) أخاها الحسين(ع).
وكانت ترافق أخاها إلا أن السيد الصدر أشار إليها بالعودة، فتنحت جانباً حتى ركب الإمام بسيارة الأمن وإنطلقت رتل سيارات الأمن، ثارت ثورتها ورحعت بها الأفكار حيث موقف زينب عليها السلام وصاحت بالشارع مكبرة ثلاث مرات الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر وهي تصرخ بوجوه بقايا رجال الأمن الذين لم يذهبوا بالسيارات قائلة لهم: ( أما رجعتم مع أنفسكم؟ أما وقفتم مع أعمالكم؟ متى تستيقظ ضمائركم؟ لماذا هذا الذل الذي تعيشون؟ وعرفتم أنفسهم وفعالهم ولكن لم يحركوا ساكناً ورجعت إلى الدار وهي تشعر وكأنها لم تؤدي كامل مسؤولياتها فخرجت ثانية حيث وصلت السوق في طريقها إلى الحرم العلوي الشريف صاحت بكل صلابة
الله أكبر.... الله أكبر... الله أكبر
ثم مضت داخلة في مرقد الإمام علي(ع) نادت بأعلى صوتها الشجي( الله أكبر الله أكبر الظليمة الظليمة الظليمة !! أيها الناس هذا مرجعكم قد أعتقل... !
وإستنجدت بجدها أمير المؤمنين (ع) قائلة : ( يا جداه يا أبا الحسن إليك نشكو مصابنا من هؤلاء الكفرة. الذين هتكوا الحرمات وها هم قد إعتدوا على إمام الأمة).
وقامت بتحريض الناس الذين اهتزوا لندائها وكلامها وأخذت تثيرهم وتحمسهم للعمل وإستنكار الأعمال الإجرامية للسلطة الحاقدة على الإسلام، لكن خادماً في مرقد الإمام علي (ع) حاول أن يسكتها فصاحت بوجهه تعيب فيه مظهر الرجال (يراد منها حثه على إلتزام الحق) وفي الصباح الباكر وبعد هذا الحدث بساعة ونصف حتى كانت إذاعة طهران تعلم الشعب العراقي كله والعالم الإسلامي أجمع بهذا المصاب.
وفي الساعة العاشرة من صباح نفس اليوم شهدت مدينة النجف الأشرف تظاهرة إشترك فيها الرجال وعدد قلائل من النساء وقد واجه النظام الانتفاضة الجماهيرية بمنتهى الغلظة والقسوة وبشتى أنواع الأسلحة وأعتقل أغلب عناصرها،
وكانت الجماهير تجوب الشوارع منادية الإفراج عن الصدر فوراً وعودته إلى داره بالنجف وقد كان قد تسرب خبر إعتقاله إلى عدد من المدن العراقية وتمكن البعض من التحرك بسرعة في مظاهرات استنكارية غاضبة كما حدث في مدينة الكاظمية (1) في بغداد ومن أخرى مثل: مدينة الخالص والفهود والعمارة والسماوة .
(1) كنت قد رأيت مئات الشباب المؤمن في صحن الإمام الجواد والكاظم عليهما السلام ينادون بشعارات إسلامية وسمعت في نفس الوقت طلقات نارية.
وبلغت اصداء غضبة بنت الهدى إلى خارج العراق أيضاً فأثارت قلل الجماهير لتعبر عن شجبها الشديد في كل من لبنان والبحرين (1)
وتقول(نور الهدى) التي كلفتها بنت الهدى بالإتصال بالجمهورية الإيرانية: ( وعندما سمعت الخبر ذهبت غلى بيت السيد الشهيد حاولوا منعي في البداية( رجال الأمن ) ولكني طرقت الباب فخرجبت بنت الهدى متأثرة محزونة استفسرت عن الخبر وقلت لها ما العمل؟ ماذا علينا أن نفعل؟ قالت: وهل تستطيعون عمل شيء؟ قلت : نعم، هل نقوم بمظاهرة. فقالت: إن كنتم تستطيعون ذلك فأفعلوا إذهبي وأخبري الناي بإن بنت الهدى خرجت وكبرت فليس في ذلك عيب أو عار، بل العار والعيب في السكوت.
(1) من حياة الشهيدة بنت الهدى، ص 46 إلى صفحة 52 بتصرف.
القبانجي- صدر الدرين، الجهاد السياسي للشهيد الصدر/ ط 2 ، 1404 هـ، ص 136 بتصرف.
وتمت المظاهرة فعلاً(1) وقد تدد المؤمنون في كل من لبنان وإيران والباكستان وغيرها من بلدان العالم الإسلامي بشعارات إسلامية وسمعت في نفس الوقت طلقات نارية.
(1) بنت الهدى مدرسة في دور زينب ملحق جريدة الجهاد العدد 80 ص 13
وأجبرت السلطة على إطلاق سراح السيد الصدر(رض) وعاد إلى بيته في النجف الأشرف وفرضت عليه وعلى أفراد أسرته الإقامة الجبرية.
وهكذا وقفت بنت الهدى المجاهدة بجانب أخيها في شدته حيث ألهبت الجماهير وحركتها بخطاب واحد فكانت قدوة حسنة في عملها وجهادها ومواقفها وجرأتها وثقتها بنفسها.
وكانت بنت الهدى قد كلفت آنذاك إحداهن وهي (نور الهدى) بالإتصال بالجمهورية الإسلامية سيما إعلان خبر إعتقال الإمام الثدر من خلال الاذاعة العربية بطهران حيث كان له بالغ الأثر في إشاعته سريعاً في كل ربوع العراق وغير العراق وفعلاً إتصلت هذه الأخت هاتفياً ببعض وكلاء المرجع الصدر في بعض الأقاليم العربية وهذا دور مهم قامت به المرأة المسلمة العراقية الملتزمة بنهج الإسلام في فضح أعمال النظام في العراق.(1)
(1) المصدر السابق العدد 80 ص 13 بتصرف
-
3- بنت الهدى تحت الإقامة الجبرية:
بعد أن أطلق سراح الشهيد الصدر(رض) فرض عليه الإقامة الجبرية مع أفراد عائلته/ فحفلت يومياتها طوال الإقامة الجبرية-عشرة أشهر تقريباً - بالكثير من المعاناة سجلتها بعز في كتاب تحت عنوان (أيام المحنة) كما أخبرت إحدى تلميذاتها (2) ونظمت أشعاراً وقصائد، وبدأت بتفسير القرآن الكريم بصورة مبسطة إلى الفتيات المؤمنات، وكانت قد وصلت به إلى حوالي منتصف سورة البقرة.
(2) عذراء العقيدة والميدأ الشهيدة بنت الهدى ص 277 بتصرف
وتقول(نور الهدى): وكانت الشهيدة تسألني عن المؤمنين وتقول لي أثناء زيارتي لها (حدثيني عن المؤمنين والمعتقلين كيف حالهم؟ أتمنى لو كنت طير فأتخلص من هذا السجن لكي أشاركهم ما يعانونه، ولكي أضمد جراحهم إني أتمنى الوصول لكل إمرأة فقدت عزيزاً أو إبناً أو أخاً أو زوجاً) (1)
(1) بنت الهدى في دور زينب ملحق جريدة الجهاد العدد 80 ص 13
4- إعتقال بنت الهدى مع أخيها الصدر:
أقل من السنة تمر ونظام بغداد يفكر ويخطط في كيفية التخلصص من قائد الثورة الإسلامية في العراق الإمام محمد باقر الصدر وهي سيترك شقيقته هذه المرة أيضاً لتثير الجماهير ضدهم؟
حينذاك قرر النظام على أنه لا مفر من إعتقال الصدر (رض) وأخته بنت الهدى وبالرغم من الإجراءات المتخذة لنجاح عملية الإعتقال فقد قام النظام في بغداد أيضاً بإعتقال عشرات الآلاف من الإسلاميين وإعدام وكلاء المرجع الصدر سواء كانوا شباناً أو كهولا كالسيد قاسم شبر البالغ من العمر 93 عاماً وايضاً قام النظام بإجراء عملية تشريد لعشرات الآلاف من مدنهم وقراهم وإلقائهم على الحدود الإيرانية العراقية(2)
(2) عذراء العقيدة والمبدأ الشهيدة بنت الهدى ص 280 بتصرف.
وفي يوم السبت المصادف العشرين من جمادى الأولى عام 1400 هـ الموافق 5 نيسان سنة 1980م (1) أمرت السلطة في بغداد المخابرات بإعتقال الإمام الصدر وأخته 0رض) بعد أن داهمت المخابرات بيت السيد الصدر صباح ذلك اليوم وطلبوا من السيد الصدر أن يحضر معهم لأمور مهمة، وكانت بنت الهدى واقفة بجانبه وقد أصابها إحساس وكأنها علمت أن أخاها سوف لن يعود بعد الآن، وما إن خرجوا حتى جاء أحد الزبانية ليخبر العلوية بقوله: ( إن السيد ابا جعفر يود أن يراك فتفضلي معنا) وذهبت العلوية مع أخيها الصدر (2) وحاول المخابرات أخذ تعهد منه أن يجوز دهول حزبهم المسمى حزب البعث العربي الإشتراكي فرفض، بل وأكد تحريمه لدخول هذا الحزب العميل (3)
(1) من ملف الفاشية في العراق ص 637
(2) من حياة الشهيدة بنت الهدى ص 53 -54 بتصرف
(3) من حياة الشهيدة بنت الهدى ص 55 بتصرف
5- إستشهاد بنت الهدى مع أخيها الصدر(رض):
فبعد ثلاثة أيام من التعذيب الشديد وبكل أشكاله، نالت بنت الهدى مع أخيها الشهيد الصدر (رض) شرف الشهادة دون محاكمة علنية (1) وذلك في بغداد في 8 نسيان إبريل عام 1980 م (2) وقيل: 9 نسيان 1980 م.
ليسجلوا أكبر جريمة في القرن العشرين حيث وأدوا الفكر والتقى وهكذا استشهدا سوية ودفنت الجثتان الطاهرتان سراً في النجف، وليفوزا بوسام الشهادة التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم وليسجلا أنصع تاريخ للمجاهدين والعاملين وليلتحقا بركب الأنبياء والأئمة الأطهار(ع) والشهداء الصالحين وحسن أولئلك رفيقا(3)
(1) عذراء العقيدة والمبدأ الشهيدة بنت الهدى ص 283 معالم في الطريق الشهيدة بنت الهدى ملحق جريدة كيهان العربي العدد 334 ص 4
(2) من ملف الفاشية في العراق حول إنتهاكات النظام الفاشي العميل لحقوق الإنسان في العراق ص 137.
(3) من حياة الشهيدة بنت الهدى ص 56 بتصرف.
-
[align=center]الفصل الخامس
إمرأتان ورجل
إضغط هنا لقراءة القصة
الفص السادس
لقاء في المستشفى
إضغط هنا لقراء القصة
خاتمة البحث
الشهيدة بنت الهدى داعية إلى الله عز وجل وكرست حياتها من أجل الدعوة إلى الإسلام العظيم.
وكانت الشهيدة كاتبة إسلامية وظفت قلمها في خدمة المبدأ الإسلامي الذي آمنت به وسارت على خطه، حتى وقت نيلها الشهادة.
ووقفت الشهيدة بنت الهدى موقفاً عظيماً في مواجهة الطاغوت في العراق.
وتعتبر الشهيدة نبراساً ونموذجاً للمرأة المسلمة العاملة العالمة، والقدوة الحسنة والتي يجب على نساءنا الإقتداء بها والسير على المنهج نفسه الذي سارت عليه...
والشهيدة بنت الهدى مشروه عمل لكل المسلمات بغض النظر عن إنتماءاتهن المذهبية والطائفية...
رحم الله شهيدتنا الغالية آمنة حيدر الصدر، واسكنها سبحانه وتعالى جنانه الخالدة مع الأنبياء والأئمة والشهداء والصالحين....
والحمد لله رب العالمين [/align]
[blink]إنتهى[/blink]
-
بارك الله فيك أخيتي على مجهودك الرائع
وجعله الله في ميزان حسناتك
-
تسلمين أختي ، الله يتقبل أعمالنا وأعمالكم