هذا الموضوع لايحتاج الى صور لاثباته , فجميعنا يعلم ماهو مثلث الموت , فاللطيفية و المحمودية والاسكندرية بلدات بائسة ثلاث تقع على الطريق الرابط بين بغداد و جنوب العراق .
كنت كغيري من العراقيين قبل سنوات ثلاث نموت يوميا الف مرة , من هول سماع قصص القتل و الموت السوداء التي كانت تصل الى اقصى بقاع الارض , فأخبار مثل ( ذبحوا اليوم 100 رجل و امرأة , ذبحوا باصا كاملا , قطعوا الطريق اليوم , احرقوا الجميع اليوم ....) ولكن قتلتني كثيرا حادثتان , اولهما انهم بقروا بطن احدى النساء الحوامل واخرجوا الجنين وذبحوه ثم ذبحوا امه , و الحادثة الثانية أنهم انزلوا الجثة وذبحوها .
كأن ظلام الليل قد قرر أن يحتل أيامنا دوما و الى الابد , كان الكثيرون وربما انا منهم قد فقدوا الامل ,أيعقل أن تتوقف الجرائم ؟ وتجف انهار الدم ؟
وكان الجواب جليا واضحا لايقبل اللبس او التغيير , فالمالكي هو من اعاد الضوء الى الحياة وأجبر النور ان يبزغ من جديد فبفضل خطته خطة فرض القانون عادت الطرق الى سابق عهدها واختفت أو قتلت جرذان الظلام . مررت شخصيا باللطيفية مؤخرا وتعمدت النزول بجانب المسلخة ( كما يسميها الناس هناك ) وهي بناء مهجور كان قد ذبح فيه المئات دون ذنب , أخذت له صورة للذكرى , كانت قد ارتابتني لحظة الم شديد وانا احاول ان اتخيل صرخات الضحايا , ولكن قطعت سلسلة الخيال ضحكات اطفال كالورود يمرون أمامي وامام المسلخة يضحكون ويلعبون , وكأن شيئا لم يكن , فقلت لنفسي فليكن كأن شيئا لم يكن , فها هي الحياة عادت لشعب يأبى الا ان يعيش .
يبقى الفضل لله ثم للمالكي دون سواه , الجميع يعلم ذلك و الجميع متفق على ذلك , ومواكب الزوار التي تنطلق وتمر باللطيفية تعلم ذلك , و سرادقات العزاء التي نصبت في اللطيفية تقول ذلك . فلننصفه رجاء
وسأستمر