رأي علمائنا عن الأستخاره عند الزواج
السلام عليكم
سؤالي الى السيد حفظه الله هو اننا الشباب عندما نذهب الى خطبة فتاة فان الاهل يمهلونا لحين اخذ الخيره رغم ان كل متطلبات الزواج متوفره ولاخلل يعيب الشاب من ناحية ايمانه واخلاقه واحواله الماديه من مسكن ومعيشه متيسره والحمد لله تعالى المشكله ان الخيره لها انواعها العديده والشخص الذي يستخير في هذا الامر او يطلب منه الاستخاره معرض للخطأ والصواب فيمكن في هذه الحاله ان تكون الخيره مو زينه ويكون الشاب في واقع الحال لا غبار عليه مما يؤدي في هذه الحاله الى عدم تزويج هذا الشاب ومنها منع لحلال احله الله تعالى ونبيه الكريم عندما قال اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير مما ورد لم يأتي الرسول العظيم على ذكر الخيره في الحديث الشريف وكما ورد ذكره في منهاج الصالحين الامر الاخر ان الخيره ممكن تطلع زينه ويكون الشاب في هذه الحاله متظاهرا بحسن الخلق ولكنه في باطن الامر يخفي سوء خلقه وانه في واقع الامر شارب للخمر وعن الصادق عليه السلام من زوج ابنته لشارب الخمر فقد قطع رحمها منهاج الصالحين ايضا نتوجه نحن الشباب المؤمن الغير متزوج بسبب معوقات الخيره الى ائمتنا ومنهم الى اهل الفتاة باجاباتهم الشافيه حول هذا الموضوع فهل تجب الخيره هنا ام يستحب العمل بها ومتى تجب الخيره ومن يتوجب التوجه اليه لاخذ الخيره هل هو الحاكم الشرعي فقط المخول لهذا الامر ام ممكن الاخذ بها من غيره وهل الاخذ بالحديث النبوي وحده كاف لتزويج الفتاة من الشاب الحسن الخلق و الدين ام لايصح الا بكليهما اي الحديث والخيره معا ام الاخذ بالخيره وترك الحديث وماهي مستحباتها وفيم تجب الخيره افتونا أجركم الله وامدكم واطال في اعماركم
شاكر محمود من هولندا
سماحة الامام السستاني
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد رسوله واله الطاهرين
لا تعارض بين الحديث والاستخاره ويعمل بكل منهما في مورده ولا يصح العمل بالاستخاره الا في المباحات دون المستحبات والمكروهات فضلا عن المحرمات والواجبات نعم للمستخير ان يرجح بين مستحبين عند عدم امكان العمل بهما معا والله ولي التوفيق
سماحة الشيخ حبيب الكاظمي
لقد ذكرنا قواعد اخذ الخيره على موقع السراج فلو كان الا نسان قد اتضحت لديه معالم الامر ولم يكن هناك تحير في المقام فلا وجه للاستخاره حينئذ وخاصة فيما لو تقدم الكفؤ الى المؤمنه ولم يكن هناك بديل او خيار اخر فانه لا يرجح الرفض هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة الشيخ محمد الفاضل اللنكراني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الخيره ليست بواجبه ولا مستحبه لكن لابدّ من المشاوره في هذا الامر الخطير واذا علم جوانب الأمر من اخلاق الرجل والمرأه ودينهما وغير ذلك ممّا هو معتبر في الدين والشريعه وجمعها الحديث المذكور في رسالتكم فبعد المشوره ينبغي التسريع في هذا الامر المرضي لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأمّا اذا تحيّر الانسان في أبعاد القضيه فهذا الموقع والموضع موضع الخيره والمشاوره مع الله عزوجل
سماحة الامام الروحاني
شرعت الخيره لمورد الحيره فقد ورد في الحديث الشريف عن امير المؤمنين ع ماحار من استخار الله راضيا بما صنع الله له خارالله له حتما فاذا لم يقع الانسان في حيره من الاقدام على امر فلا موقع للخيره وأما ان كان مترددا ولجأ الى الاستخاره فيستحب له ان يعمل على تطبيق الخيره فليست الخيره واجبه ولا يجب العمل على تطبيقها بل هي مستحبه في موردها
رأي السيد الشيرازي دام ظله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: الخلق الحسن، والتدّين الواعي في الشاب، والحجاب والعفاف في الشابة كافيان في الزواج، والخيرة هي طلب الخير من الله تعالى في الأمر، ويكفي فيها- كما في الروايات الشريفة- أن يصلي الإنسان ركعتين صلاة الاستخارة ويقول بعدها:(استخير الله برحمته خيرة في عافية) ويقدم على الأمر، فان الله سوف يقدّر له ما فيه خيره وصلاحه إنشاء الله تعالى.
وفقكم الله لكل خير
لجنة الاستفتاء في مكتب
آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)
اضافة تحليلية حول موضوع الاستخارة في الزواج
الزواج بين الاستشارة والاستخارة
حسين الماجد
الزواج خيار مشروع وطبيعي لا يحتاج الإنسان في عالمنا الإسلامي إلى حمل الناس على تفضيله على العزوبة التي تكاد تكون خياراً قسرياً.
وعقد الزواج في النصوص الإسلامية لا عقدة فيه تكلف الإنسان جهداً في حلها، ولكن من يتصفح النفوس يجد الكثير من العقد، وهي متوفرة بكل الألوان والمقاييس، ولعل في المحطات المتعددة التي يتوقف فيها المقدمون على "سفر الزواج" شاهداً على ذلك.
وهذه العقد الذاتية ولا أعني الموضوعية التي يستحق بعضنا (براءة اختراع) عليها من الأسباب المهمة في ظهور (مكاتب الزواج) و( الزواج بواسطة الكمبيوتر)، وغيرهما من الطرق والوسائل التي قد يبتغى منها تذليل بعض تلك العقد، أو تلبية حاجة "سوق الزواج".
ولكن التجربة كشفت عن فشل محاولات كثيرة، وأثبتت صلابة تلك العقد، وقدرتها على التوالد والتكاثر غير عابئة بتلك المحاولات، والنصوص الشرعية المرشدة لحسن الاختيار، والمصوبة سهام نقدها نحوها؛ فنحن، ولله الحمد، نضيف في كل يوم إلى جانب انتاجنا المحلي والوطني من تلك العقد عقداً مستوردة، ونحن بارعون في الاستيراد عملاً ب"كل شيء فرنجي برنجي".
وإذا كان بعضنا يُدخل في حساب اختياره شريك أو شريكة حياته قراء الفنجان وأخواتها من أسباب "الكشف" ورفع التردد، وهي لا تنسب للشارع من قريب ولا بعيد، بل بعضها محل رفض شرعي، واستنكار عقلي، فإن الإستخارة، وهي لها ما لها من جذور ضاربة في عمق كثير من الناس، غدت مرجعية سلوك يرجّح بها خيار على خيار، وسلماً تبرر بها مواقف وتتخذ على أساسها.
والاستخارة بعد غض الطرف عن صحة الانتساب للشارع ومعناها عنده لا ذنب لها، ولا نراها عملاً غير صالح على الاطلاق، ولا نريد أن نحسبها عقدة تضاف لقائمة العقد الطويلة، لأنها تقع في دائرة الاختيار إن شاء الإنسان اعتمدها، وإن شاء تركها، فهو غير مجبر عليها لا تكويناً ولا شرعاً، بل لا حرمة في مخالفتها.
وإنما أصبحت الاستخارة محل إذانة وعقدة بسبب الممارسة الخاطئة، فالعيب ليس في القانون، بل في القاضي، فكثير من الناس يغلق على نفسه الأبواب فيحتار ولا يعرف ما يختار، كباب الدعاء، والاستخارة به، والتوكل، والعقل، واستشارة العقلاء ذوي الخبرة والمعرفة؛ فيصبح حينئذٍ لا يعرف إلا لغة واحدة لغة الاستخارة، فهي همزة الوصل بينه وبين العالم، والطريق الوحيد الذي يسلكه في مسألة الزواج وغيرها.
وهناك من الناس من يتجاوز ذلك صورة وظاهراً لا حقيقة، فتراه بعد أن أتعب عقله تفكيراً، ومن حوله استشارة، فاستقرّ على قرار يعود ناكصاً على عقبيه، فاراً من قراره إلى استخارته، وكأن شيئاً لم يكن، لا لسبب وجيه، بل لأن"ضمير الاستخارة" الساكن فيه قد أنبه وقرّعه وهو سميع ولأمره مطيع.
وكأنه لم يسمع الشارع وهو يقول له بصوت لا لبس فيه، "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبيرة".