اوضاع الجالية الفلسطينية في العراق.. اللجوء الى اين هذه المرة؟
حين سقطت بغداد، سقطت كذلك مساكن الجالية الفلسطينية في العراق.. فقد هاجم اصحاب المنازل السكان وطردوهم بقوة السلاح.
هناك خلاف بين افراد الجالية عن اسباب غضب الشعب العراقي عليها: يقول البعض: العراق ساعدنا اكثر من اي شعب عربي، فلماذا يعاملوننا اليوم بهذه الطريقة الفضة؟ اليسوا عرباً مسلمين مثلنا؟ وهم يخضعون للاحتلال تماماً مثل ما يجثم المحتل على بلادنا " ..
البعض يلاحظ ان القضية اقتصادية، لا علاقة لها بالكراهية او العنصرية.. فصدام كان قد خفض اسعار الايجارات لدرجة ان اصحاب البيوت العراقية فضلوا طرد المستأجر بعد ان انهار نظامه...
وقد كان صدام الرئيس العربي الوحيد الذي قصف تل ابيب عام 1991.. وذكر بوش اكثر من مرة ان مساعدات صدام المالية لاسر الشهداء الفلسطينيين كانت من الاسباب الاساسية للغزو.. ولكن هذا التصرف قلل من شعبية صدام في العراق، حيث قال الناس: الاقربون اولى بالمعروف.. وبينما نعاني من الحصار القاسي، لا يجدر بالدولة مساعدة شعوب اخرى..
وقد قلت اعداد الجالية الفلسطينية في العراق الى النصف خلال التسعينات بسبب الحصار.. فلم يبق منها سوى 35 الف فرد من اصل 75 الفاً كانوا في العراق خلال السبعينات والثمانينات.
وقد تحول ملعب الكرة في نادي حيفا الصحي في ضواحي بغداد الى مخيم للاجئين. سكن فيه يوماً اكثر من 2000 شخص، لم يبق منهم اليوم سوى 350 . منهم الكهل صبري يونس.. وعمره 67 عاماً. وقدهاجر هذا الرجل الى المانيا بعد 48 ، وعاش فيها طوال الستينات حتى منتصف السبعينات. ثم قرأ عرضاً في مجلة المانية يدعوا العرب للمجيء الى العراق للمساعدة في اعمار البلاد، ويحوي راتباً جيداً، وسكن.. فقرر المجيء.. يقول الرجل: "كنت افتقد في اوربا الحضارة العربية والطعام والناس.." ولكن قرار المجيء الى العراق كان اسوء قرار اتخذته في حياتي." ومع ذلك فقد سكن الرجل في بغداد وتزوج وانجب وسارت الامور بخير حتى جاء الامريكان..
"بعد دخولهم، جاء صاحب المنزل مع مجموعة من الاقارب مسلحين بالعصى والمسدسات.. قالوا: انهم يريدون رفع الايجار من 30 دولاراً الى 200 او ان نغادر.. لم يكن لدينا المال فغادرنا..
وقد خسر الرجل كذلك استثمارات كانت لديه مع شركة عراقية.. فحين ذهب لزيارتها، هدده المدير بالقتل ان جاء ثانية..
ومع ذلك فالسيد صبري يونس لا يشعر بالمرارة تجاه الشعب العراقي بل يلقي اللوم على الفوضى التي صاحبت مجيء الاحتلال. ولكن اطفاله يتذكرون بحزن ان البعض كان يقول لهم غادروا العراق حتى في ايام صدام.
وبعد التحرير اشتدت حدة الكراهية وظهرت عصابات في الجامعات تطارد اللاجئين ولكن الاوضاع تحسنت الان.
مدير المخيم الذي يسكن فيه السيد صبري ينفي وجود اي كراهية عراقية للشعب الفلسطيني. وهو متفائل بشأن ايجاد مسكن لمن تبقي من هذه الاسر المشردة..
تعليق: الحق يقال، تعرضنا لشيء من العنصرية حين تركنا العراق.. الدول المجاورة كان بين اهلها من اساء معاملة شعبنا..
ومع ذلك، اتمنى ان نكون افضل منهم.. وان يعيش الشعب الفلسطيني في بلادنا بكرامة.. حتى اليوم الذي يستطيع فيه العودة لفلسطين الحبيبة السليبة..
المحجوب.