اتفاق سلام ام استسلام؟ مجرد سؤال..
هل اتفاق السيد مقتدى الصدر، مع السيد السيستاني اتفاق سلام ام استسلام؟ مجرد سؤال.
يبدو لي من شروط الاتفاق: ومنها ان تتخلى قوات السيد مقتدى عن السلاح، وان يخرج من النجف كل من ليس من اهلها، وغيرها، وان تبقى منها المدينة بلا سلاح (بينما يبقى في بلادنا 160 الف جندي امريكي مدججين بالدبابات والطائرات).. هذه تبدو وكأنها شروط استسلام بصراحة..
وان كنت انتقد كثيراً اخطاء السيد مقتدى، فيحزنني انه هُزم في المعركة مع المحتل.. اقول: صمدتم يا رجال في وجه اقوى دولة في العالم لاسابيع.. اراكم وانتم تحملون سلاح الايمان ومعدات بسيطة تواجهون بها الطائرات والدبابات.. اعرف ان الحب في الدنيا لا يتجسد بالاقوال وكلمات المجاملات، بل بالتضحية.. وانتم قدمتم الكثير للعراق، ولنا جميعاً.. اثبتم للعالم اجمع انه بامكان قلة ان تصمد في وجه جيوش جبارة عتية ما دام لديها الايمان بحقها في ان يكون لها وطنها..
اكثر ما يغضبني هو ذلك الرجل البغيض القابع في مكتبه المكيف في النجف.. اتصوره الأن سعيداً بهذا النصر العظيم الذي حققه .. ولم يحققه الا بمساعدة دول وجيوش اجنبية تكرهها غالبية الناس في بلادنا..وهذه الجيوش تبادل شعبنا الكراهية، بدلالة ما فعلوه بابنائنا في ابو غريب.. وهل هناك ما هو معيب اكثر من ان تحقق نصراً بمعونة من يكرهون شعبك.. انه نصر سيسجله التاريخ وشمة عار على كل من يفرح به.. فهذا ليس ببساطة انتصار دولة على عصابة كما يقول البعض.. القوات التي حاربت في هذه المعركة لم تكن قوات عراقية لحفظ الامن، بل قوات من دولة غازية، لها نوايا حتى المعارضة اليسارية في الغرب تفضحها وتشجبها..
وان كان رجال العراق قد خسروا هذه المعركة، فهناك معارك كثيرة قادمة.. وحتى ان كان في الاتفاقية بنود سرية تقطع اجنحة السيد مقتدى، ففي داخل كل منا الف مقتدى يريد اخراج المحتل الجاثم على صدورنا من البلاد..
واخيراً، ان كانت هذه الدولة (التي تبدو اليوم فاقدة السيادة ، منتهية الصلاحية بعد ان سفكت هذا القدر من دماء ابناء شعبنا علناً جهاراً، امام شاشات التلفاز) تريد ان يحترمها اي انسان في بلادنا ومن الجاليات في الخارج، فلابد وفي خلال ايام من الاعلان عن برنامج جاد وحقيقي لاعادة اعمار النجف.. بحيث نرى دلائل تحسن يومي حقيقي على الارض. والا يبقي الحال كما كان عليه منذ اول ايام الاحتلال.. وعود واقوال، ثم سفك دماء شعبنا، ويبقى الحال هو الحال..
المحجوب