الاختلاف في العيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل النظر الى الهلال في التلسكوب او ناظور
يصح الاعتماد عليه في العيد

اخي العزيز المسلوب حقه سلام عليكم
ابتداءا اقول لكم ان فقهائنا العظام جميعا لم يجيزوا اثبات رؤية الهلال من خلال الناظور او التلسكوب , لان هذه الاجهزة مكبّرة وتعطي الهلال حجما اكبر من واقعه فلربما هو لم يصل في الواقع الى مرحلة الهلال الشرعي , ولا يمكن للعين الطبيعية ان تراه , بينما يعطي التلسكوب للهلال حجما اكبر فيبدو وكأنه هلال شرعي , وهذا خلاف الموازين الشرعية التي اقرتها الشريعة الاسلامية على لسان النبي الاكرم ص حيث قال (( صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته )) فجعل الرؤية هي الطريق للعلم بوجود الهلال في السماء والنبي ص يخاطب الناظرين في زمانه بالعين الاعتيادية ,
نعم يمكن الاستعانة بالناظور او التلسكوب لتحديد مكان وجود هلال قابل للرؤية بالعين الاعتيادية , ثم رؤيته بعد ذلك بالعين المجردة .
وهناك بحث يمكن التحدث به وهو الاعتماد على معلومات المراصد الفلكية العلمية الكبيرة التي يمكنها معرفة سير القمر ومنازلع ومراحل تكامله منذ ولادته كهلال اول الشهر والى صيرورته قمرا كاملا منتصف الشهر ومن ثم تراجعه ليختفي اخر الشهر , وهذه المراصد تحدد حركة الهلال وسائر الكواكب بدقة متناهية تبعث على اليقين والاطمئنان الكامل ,
وفي هذا المجال طور بعض الفقهاء فكرة الرؤية بالعين الاعتيادية بان اعتبر اخبار علماء الفلك بوجود الهلال في السماء وانه بلغ من الكبر مرحلة اصبح قابلا للرؤية بالعين المجردة وسيلة شرعية لاثبات الهلال واعتبروها اقوى من البينة ( الشاهدين العادلين ) في الدلالة الشرعية حتى لو لم نتمكن من رؤيته في الحقيقة بسبب وجود موانع طبيعية كالغيوم وغيرها , لان الرؤية البصرية هي طريق للعلم بوجود الهلال , فما دمنا نعلم بوجوده بهذا الحجم عن طريق المراصد الفلكية فقد تحقق قول الرسول الكريم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته
وهذا طبعا يختلف تمام عن التكبير الحاصل من خلال التلسكوب .
اسالكم الدعاء

بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا للأخ الفراتي على الجواب ولكن فقط انبه على موضوع
وهو ليس كل الفقهاء لا يعتمدون على المسلحة فالسيد الخامنائي مثلا يجوز الرؤية بالمكرسكوب ولذا اعلن ان يوم الاحد عيد

شكرا للاخ الفاضل البطاط على المعلومة المفيدة .
الجهاز اسمه التلسكوب وليس المكرسكوب لان التلسكوب يستخدم للاغراض الفلكية , بينما المكرسكوب يستخدم في الرؤية المختبرية للبكتريا والطفيليات والحيامن وغيرها من الاحياء غير المرئية بشكل اعتيادي :flower:
هذا للملاطفة فقط وشكرا :icon_lol:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا كان عندي تلسكوب او ناظور ووقع بصري من خلال
التلسكوب او الناظور على امرأة عاريه مع العلم انه فاق
مقدار نظر البصر العادي فهل عليه حرام اذا كان
الهلال لا يصدق به من خلال التلسكوب لانه تجاوز
قدرة البصر ارجو الرد

اخي العزيز الموضوع هنا مختلف تماما
فالشريعة تحرم النظر الى المراة العارية في كل الاحوال سواء بالعين المجردة او التلسكوب او في التلفاز او السينما لان الاساس في الحرمة هو التحلل الاخلاقي والانهيار الروحي والفساد الاجتماعي الذي يحصل بسبب النظر المثير للشهوة والمشاعر الغريزية المنحرفة .
اما في موضوع الهلال فالقضية هي اثبات وجود الهلال في السماء وفق المقياس الشرعي وهو العين المجردة او علم الفلك بالطريقة التي اوضحتها لك سابقا ,
وتكبير الهلال اكثر من حجمه الطبيعي بما قد يشكل غشّا للبصر هو غير النظر الى انسان كالذي وصفته وتعلم بوجوده مئة بالمئة وقمت بتكبيره للنظر اليه .

احسنتم مولانا "الفراتي" ..


ومافهمته استنتاجاً من جوابكم الرائع (وصححولي الأمر ان كنت مخطئا في ذلك )هو الاتي..


- لاتكفي ولادة القمرللقول بكونه "هلالا شرعيا" دون خروجه على نحو يختزن فيه الضوء بحيث يمكن رؤيته لمن يراه ، سواء بالعين المجردة ، او بوسائل مختلفة ، كالتلسكوب ، يختلف العلماء وفق ارائهم الفقهية في اجازتها .


هناك من الفقهاء من يطبق حديث الرؤية (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته) بحرفية شديدة من خلال الاصرارعلى كون رؤية الهلال الشرعي تصح وفق النظر له لتعقب وجوده ورصده بالعين المجردة فقط دون اي وسائل أخرى.مما يعني حتمية تحقق كونه هلالا شرعيا اذا ثبتت الرؤية لحتمية اختزانه للضوء حينئذ.


بينما هناك فقهاء يفهمونه من خلال امكانية الاستعانة بوسائل أخرى تثبت كونه "هلالا شرعيا" من خلال قابلية رؤيته بالعين المجردة باختزانه للضوء..ويتحقق ذلك مثلاً لدى من يرى من الفقهاء جواز الاستعانة بالمكبر - كما اتصور- عبر رصده به لتحديد مكانه ثم محاولة رصده بالعين المجردة للتأكد من كونه هلالا شرعيا اي مختزنا للضوء وقابلا للرؤية البصرية العادية..وهنا يتحقق الاخذ لدى هذه الفئة بالرؤية حرفيا والوسائل العلمية معاً.

وهناك فقهاء اخرين يرون حديث الرؤية متجها نحو معنى الوسيلة او الطريقية لا اكثر..اي ان الرؤية بالعين المجردة هي وسيلة اثبات لوجود الهلال الشرعي وتحقق اختزانه للضوء لا هدفا في حد ذاته يقتضي الاعتماد عليها في كل زمان ومكان اذا ماتوفرت الوسيلة الأخرى التي تؤدي لذات نتيجة الاثبات..كمن يقولون من الفقهاء باعتماد قول الفلك كوسيلة اثبات علمية تحدد على نحو حسابي دقيق يفوق في نسبة صحته صحة امكانية النظر بالعين المجردة او حتى المكبر..وبالتالي فهم يأخذون بصحة القول العلمي الدقيق للفلكي الثقة اذا ماحدد وجود الهلال الشرعي بعد ولادته على نحو يمكن فيه رؤيته بالعين المجردة مع حتمية اختزانه للضوء ..وبهذا يكفي لديهم اثبات وجوده على هذا النحو دون الحاجة لرؤيته بالعين المجردة او رؤيته بوسائل مكبرة ..وبالتالي فهم لايرون أثر عدم امكانية رؤيته عمليا اذا ماتحقق ذلك نظريا ، ولانهم لايعدون امتناع صعوبة رؤيته مع وجوده لموانع طقسية كالغيوم نافيا لاصل وجوده الذي اثبته الفلك من خلال وسائل العلم الدقيقة ، بل يرون كل رؤية بصرية بشرية مخالفة لحساباته الدقيقة غير دقيقة على اعتبار كونها ادق من الرؤية بالعين المجردة التي قد تصطدم بموانع طقسية كثيرة حتى مع ادعاء الرؤية ، لكون الفضاء اليوم يمتلأ بالكثير من الاشعاعات الملوثة للفضاء والتي قد توهم بحصول الرؤية وتحققها. وهنا ايضا يتحقق لدى هذهلا الفئة من الفقهاء معنى حديث الرؤية ولكن بمعنى اثبات وجوده بالوسائل العلمية .وهناك فقهاء اخرين ايضا كما تتبعت يدمجون بين الاخذ بقول الفلكي ، فقط، اذا ما اثبت استحالة الرؤية البصرية ، وضرورة الأخذ بالرؤية البصرية المجردة في حالة امكانية الرصد لاثبات وجود الهلال الشرعي.


القاسم المشترك كما الحظ هنا لدى جميع الفقهاء هو حتمية كون الهلال شرعيا بمعنى اختزانه للضوء على نحو يمكن رؤيته فيه نظريا على الأقل وان اختلفوا في الوصول لذلك وتحقيقه عملياً عبر وسائل مختلفة ، او ادى لاختلافهم قول بعضهم بما يسمى بالافق الواحد او تعدد الافق .


اخي الفاضل.."الفراتي"..


الاترون وربما يكون هذا موضوع آخر وسؤال يتبادر لي ..

ان القول بحجية الفلك ايضا لايمكنه اذا ماتم الاجماع عليه بين الفقهاء " كوسيلة اثبات" ان يضمن عدم اختلافهم حول مايقرونه من نتائج ..وذلك لكون بعضهم ربما سيرى جواز الاكتفاء باثبات ولادة الهلال فلكيا ليرى عدم الفرق بين الهلال الفلكي والشرعي ، وبالتالي منطلقا لتحديد بداية الشهر الجديد ، بينما سيرى فقيه آخر وجوب اختزانه للضوء ليصدق عليه كونه "هلالا شرعيا " ، بالاضافة الى امكانية اختلافهم في النتيجة ايضا ، حتى مع فرض اتحادهم في ذلك ، وذلك لاختلافهم ربما في مسئلة القول بالافق الواحد او تعدده ، بل ولو حتى اتفقوا في هذه المسئلة..الا يمكن الاختلاف فيما بينهم من حيث اعتماد كل احد فيهم على من يعده اهلا للخبرة في ذلك فلكيا لنرى بعضهم يعتمد على رأي فلان او جهة ما من المراصد الفلكية ، ورأي آخر من مراصد فلكية اخرى.

الا تشاطرونني الرأي في ذلك ..ام ان المسئلة تنحو منحى أخر لا علم لي به..لا ادري ؟..


شخصيا (ولا اعلم ان كان هذا صحيحا بالمطلق) ارى ان امكانية حل ذلك وتوحيد نتائجه كما اتصور وان كان بالطبع لازال حلماً.. هو وجود مجامع فقهية تناقش فيها هذه المسئلة ، بل واي مسائل اخرى حيوية وكبرى تنتمي لنفس الفئة والاهمية لدى الانسان المسلم ، اوتمس حياته الاجتماعية في اطار حياته العملية التي قد تتصل بدائرة حياة المجتمع ككل (مع امكانية غض النظر عن المسائل الفردية التي تتعلق باموره العبادية او حتى حياته في افق اجتماعية خاصة وضيقة به غير محرجه ) فتنصهر فيها الاختلافات الفقهية في رأي فقهي واحد يضمن اندماج تعدد هذه النوعية من أراء المراجع -البارزين- الفقهية ، بعد تأطيرها بعناوين ثانوية يمكن لها ان تعتمد على الخطوط الاسلامية الكبرى ، وحيث تصلح - ربما- ان تكون إطارا شرعيا يمكن له ان يقيد الكثير من الاختلافات الفقهية ، التي تعتمد على مناهج او مباني متعددة ..بل ربما يصلح ذلك لو كنا أكثر انفتاحاً و تفاؤلا لتطبيقه ضمن دوائر اسلامية اكبر يمكن ان ينضوي تحتها مذاهب اسلامية كبرى كاهل السنة مثلا.


لا اعلم ..وانما هي مجرد إضاءة و مناقشة للأمر لا أكثر.

سيدنا الاخ الفاضل السيد المرحوم دام عزك وفضلك وسلام عليكم
ابارك لك فهمك العلمي الدقيق والرصين لهذه القضية الفقهية الحساسة والبالغة الاهمية في حياتنا الاجتماعية وادعوا الله مخلصا ان يزيدك علما وفهما وفقها في الدين وان ينفع بك الاسلام والمسلمين وان نستفيد جميعا من عطاءك وقراءاتك واستنتاجاتك العلمية المختلفة انه هو اللطيف الخبير .
اخي العزيز : استنتاجكم الذي تفضلتم به تعقيبا على ماكتبته انا , كان غاية في الدقة والفهم الموضوعي للمسألة , وهو الذي قصدته في توضيحاتي المختصرة للاخ الكريم المسلوب حقه ( العائد اليه حقه قريبا ان شاء الله ) ,
ولزيادة التوضيح في المسألة لابد من دراسة استقرائية لمسألة الظواهر الكونية - التي ربط المشرّع الاسلامي بينها وبين بعض العبادات - لانتزاع فهم عام في هذا الموضوع يصلح ان يكون مؤيدا شرعيا لبعض الاتجاهات الفقهية الاستنباطية كما سيتبين لاحقا ,
فمن الواضح ان الشريعة المقدسة اشترطت في وجوب بعض العبادات ان يراعي المكلف حصول بعض المظاهر الكونية ليقترن اداء تلك العبادة بهذه الظاهرة الكونية ويكون ذلك شرطا في صحة تلك العبادة او تحقق وجوبها ,

فالصلوات اليومية مثال على ذلك , فصلاة الفجر اقترن اداؤها بطلوع الفجر وصلاة الظهر اقترنت بزوال الشمس عند الظهيرة وصلاة المغرب تجب عند سقوط القرص وتحقق الغروب وهذه كلها ظواهر كونية طبيعية لايمكن للانسان ان يتدخل في ايجادها بل عليه ان يتحقق من حصولها ليباشر باداء العبادة , كما ان صلاة الايات اقترن وجوبها بحصول ظواهر كونية كالزلزال والخسوف والكسوف وغيرها ,
وهكذا اقترن وجوب الصوم ووجوب الحج بحلول شهر رمضان وشهر ذي الحجة وهذا يعني ان على المكلف التحقق من وجود الهلال ليتحقق من بداية الشهر , والهلال ايضا من الظواهر الكونية التي لادخل للانسان بوجودها بل عليه التأكد وتحصيل العلم بوجوده فقط ,
ثم ان فقهائنا العظام لم يلزموا المكلف بالتتبع الدقيق والرؤية المباشرة لحركة الشمس لمعرفة الفجر والزوال والغروب , بل اكتفوا منه باي وسيلة تمنحه الطمأنينة والعلم بحصول هذه الظواهر سواء كان من خلال تتّبعه الشخصي او الرجوع الى اهل الاختصاص في ذلك وهم الفلكيون وما يصدر عنهم من تقاويم موثقة لاوقات الصلاة وتحديد وقت الفجر والزوال والغروب يطمئن من خلالها المكلف الى هذه الاوقات دونما تردد بل ان المراجع العظام يفتون بجواز الاعتماد على المؤذن الثقة العارف باوقات الصلاة لتحصيل الاطمئنان بحصول هذه الظواهر الكونية , وقلما نجد مصليا يخرج لمعاينة الافق لمعرفة حصول زوال الشمس او عدمه مثلا , بل ان مواقع الانترنت التابعة لمراجع الدين العظام عادة ما تصدر تقويما باوقات الصلاة لتسهيل المهمة على المصلين ,
وغالبا ما يعتمد المكلفون على الفلكيين في تحديد زمان وقوع الكسوف او الخسوف ووجوب صلاة الايات ,
فالخلاصة ان الظواهر الكونية فيما لوحصلت لايمكن للانسان التغافل عنها وارجاع عقارب الزمن الى الوراء واعتبار انها غير موجودة بسبب انه لم يرها بعينه المجردة , بل المطلوب منه تحصيل العلم بها باي طريق علمي كان سواء كان البصر الاعتيادي او المراصد الفلكية او اية وسيلة اخرى ,
ولا يمكننا ان نقبل هذه الحقيقة في اوقات الصلاة ونتعبد بها , ونرفضها في هلال شهر رمضان او شهر ذي الحجة , والحال ان كل هذه الظواهر الكونية لها حقيقة واحدة من انها حتمية الوقوع ولايمكن للانسان ان ينفي حصولها , بل عليه اثباتها باي طريق علمي يقيني .
نعم ان الذي دعا الفقهاء الى التشدد في موضوع الهلال هو الحديث الشريف ( صوموا لرؤية الهلال وافطروا لرؤيته ) حيث جمد بعضهم عند الرؤية بالعين المجردة والحال ان التفسير المنطقي والذي ذهب اليه السيد الخوئي قدس سره هو ان الرؤية البصرية هي طريق للعلم بالهلال وليست موضوعا للحكم
وعليه فيمكن اثبات وجود الهلال باي وسيلة علمية قطعية كالمراصد الفلكية الدقيقة النتائج جدا ,
نعم اشرتم الى قضية الخلاف بين الفلكيين احيانا , وهنا يمكن ملاحظة الظروف الموضوعية التي تحيط بعمل كل مرصد من حيث الامكانات والكفاءات العلمية المتوفرة لديه ونتائج بحوثه السابقة ومدى صدقيتها في الواقع للتمييز بين المراصد التي توجد مرجحات موضوعية لقبول نتائج بحوثها عن غيرها , ولربما يكون الحل ايضا بمراجعة مراصد علمية موثوقة متعددة لمعرفة نتائج بحوثها العلمية وتحقيقاتها والاخذ بما اتفقت عليه اغلب هذه المراصد واهمال نتائج المراصد التي اختلفت نتائجها عن المراصد الشهيرة الموثوقة والمعروفة بخبراتها ومصداقيتها العلمية .
نعم ستبقى مشكلة الخلاف الفقهي في القول بوحدة الافق او تعدد الافق قائمة ويصعب توحيد الراي الفقهي بخصوصها , ووجهة نظري ان الحل يكمن في اعتماد حكم الحاكم في الهلال باعتبار ان الهلال ووحدة المسلمين في صوم شهر رمضان وعيد الفطر من الامور الاجتماعية الخطيرة التي يمنحها الشارع المقدس اهمية قصوى لتوحيد كلمة المسلمين وظهورهم بمظهر القوة والوحدة والمنعة امام الامم الاخرى , ولا تقل اهمية عن الامور الحسبية الاجتماعية التي اجمع الفقهاء بنفاذ حكم الحاكم فيها حتى الفقهاء غير القائلين بولاية الفقيه كالسيد الخوئي وتلامذة مدرسته , فيمكن للفقهاء بهذا اللحاظ الاجتماعي الهام والخطير اعتبار حكم الحاكم والرجوع الى فقيه واحد يحكم بالهلال ولزوم اتباع حكمه في ذلك والله العالم .
اما ماتفضلتم بالاشارة اليه من موضوع الخلاف في الولادة الفلكية والولادة الشرعية للهلال واختلاف الفقهاء في ذلك , فالذي اعتقده ان القول بالهلال الشرعي هو الجمع الامثل بين مسالة ولادة الهلال على قول الفلكي والذي يصدق عليه ذلك ولو بعد دقائق من خروجه من المحاق وبين حديث الرؤية النبوي المشهور والذي يعني ان الهلال لكي يرى لابد وان يكون قد اختزن كمية من النور تجعله قابلا للرؤية البصرية وهو ما يحصل عادة بعد خروج الهلال من المحاق ب 12 - 14 ساعة على الاقل , وهو مايسمى حينئذ بالهلال الشرعي الذي يمكن للمكلف رؤيته والتعويل عليه ,
نعم في المباحث الفقهية الاولى لسيدنا الاستاذ المعظم اية الله العظمى السيد فضل الله دام ظله الشريف يعد تصديه للمرجعية فقد رجح سماحته ان يكون الاثبات الفلكي للهلال في لحظاته الاولى كافيا لاعتبار ذلك بداية للشهر , ولكنه دام ظله عدل عنه بعد مدة بعد بحوث وحوارات له مع بعض تلامذته واشكالهم عليه بحديث الرؤية المشهور فطور نظريته في الاثبات الفلكي الى مايطرحه اليوم من ضرورة اكتساب الهلال للنور بالمقدار الذي يصبح قابلا للرؤية البصرية , وهو جمع رائع لعل سماحته كان اول القائلين به حسب علمي ,
ثم تابعه في هذا الرأي المرجع الديني الكبير الشيخ ناصر مكارم الشيرازي واخرين , ويقول بهذا الراي ايضا سماحة المرجع الاعلى في النجف الاشرف السيد السيستاني دام ظله , ولولا قولهم بتعدد الافق لاتحدت ارائهم مع السيد فضل الله تماما .
في الحج قبل سنتين طرات مشكلة في موضوع الهلال ذلك ان علماء السعودية افتوا ببداية شهر ذي الحجة اعتمادا على الولادة الفلكية الابتدائية مما جعل الحجاج امام مشكلة بطلان الحج في صورة العلم ببطلان قول الفقيه المخالف لنا وعدم امكانية متابعته لعدم وجود احتمال لصحة قوله كما هو معروف في مناسك الحج , وكاد بعض الفقهاء ان يفتوا بلزوم اعادة الحج للسنة القادمة للحجاج الصرورة , واتذكر اني اتصلت شخصيا بسماحة السيد فضل الله في لبنان وطلبت منه الحل فاخبرني انه يصحح الحج اعتمادا على الراي الفقهي الذي كان يقول به من صحة الاعتماد على الولادة الفلكية الاولية , وهو وان كان عدل عنه من باب الاحتياط الا انه في الواقع يبقى له احتمال نصيب من الصحة مما يجعل متابعتنا للفقهاء المخالفين لنا صحيحا بناء على هذا الاحتمال , وبذلك صحح السيد لمقلديه حج ذلك العام وانقذهم من مشكلة كبيرة كادت ان تقع .
اعتذر من الاطالة عليكم والاسهاب في التفاصيل وارجوا ان اكون قد ساهمت ولو بشئ يسير في تأصيل الموضوع واغنائه بقدري المتواضع ودت لاخيك
وتقبل الله منا جميعا بقبول حسن ان شاء الله .

السلام عليكم
يا اخوان لماذا لا ناخذ الامور على بساطتها فالنص يقول من راى منكم الشهر فليصمه ولم يقل باية وسيلة ولم يقل بالعين المجردة او بواسطة اخرى وهل يستطيع احد ان يثبت بالدليل القاطع ان القصد بالعين المجردة.
ان منازل القمر معروفة ومن السهل معرفة ساعة الولادة.
مع الشكر

التوضيح في المسائل العبادية يجعل عبادتنا عن بصيرة ووعي وتكسبنا القناعة بالرأي المخالف فشكرا للأخ الفراتي والأخ مرحوم والأخ السائل لأنه كان سببا في توضيح مسألة مهمة في الحياة الاجتماعية.

اشكر من وضح هذه المسأله وهي من المسائل المهمه حيث ان الاغلب الاعم من ابناء المجتمع يستغرب اذا لاحظ هناك اختلاف في رؤية الهلال لجهله بالطرق الشرعيه لذلك وللحديث الوارد(صم لرؤيته وافطر لرؤيته)فهي الرؤية الشرعية في العين المجرده كما عليه فقهاء الخاصه وكذلك ان ضغر الهلال من كبره لايدل على اليوم او اليومين لانه ثبت علميا بانه في بعض الاحيان يهل الهلال ولايرى مطلقا لانه يهل قبل المغرب اي بوجود الشمس وقت غروبها وهذا لم يكن رؤية شرعيه حيث ان الرؤية الشرعية اذا كان مرئيا
عموما ان هناك كثير من الشبهات على عامة الناس فلابد منهم الاستفسار قبل القيل والقال

مع فائق احترامي وتقديري لكل المشاركين

النجفي احمد

شكرا لكل الاخوة المشاركين في الموضوع وشكرا للاخت بنت الشهيد على اهتمامها
الاخ العزيز علي اللامي ارجوا التنبه الى ان الاية الكريمة هي (( فمن شهد منكم الشهر فليصمه )) وليس كما نقلتم (( فمن رأى منكم ...........))
والشهادة للشهر غير رؤيته حيث المقصود بمن شهد الشهر اي من كان حاضرا في وطنه او محل اقامته الذي يصلي فيه تماما اثناء دخول الشهر فعليه وجوب الصوم , ومن كان مريضا او مسافرا فعليه الافطار والقضاء فيما بعد شهر رمضان ,
وشكرا لاهتمامك ومتابعتك للموضوع ومشاركتك فيه وتقبل الله منكم ذلك بقبول حسن ان شاء الله