قبيلة البزون بين الامس واليوم
بسم الله الرحمن الرحيم
( واعتصموا بحبل الله جميعا" ولا تفرقوا)
الحمد لله رب العالمين ؛ الحمدٌ لله الذي تفرد بالِِعز َوالبقاء وقهر عباده بالموت والفناء -
أبدأ الكلام بالقول المعروف ( أهل مكة أدرى بشعابها )
وأني أبدأ بهذا القول لأن أغلب الكتاب إن لم أقل جميعهم الذين تطرقوا إلى تأريخ قبيلة البزون وأصولها وكيف تأسست هم أشخاص بعيدون عن تلك القبيلة ، وإنما استقوا معلوماتهم من هنا وهناك وممن سبقوهم من الكتاب الذين بعضهم ليس من محافظة ميسان والبعض الأخر اخذ المعلومات من طرف واحد ، والبعض الأخر ذكر القبيلة في سطور ،متعمداً تجاهل تاريخ تلك القبيلة – ومن البديهي ان رجال القبيلة أكثر معرفه بقبيلتهم من معرفة الآخرين مهما بلغ أولائك الآخرون من فصاحة أو بلاغه – وان النهج الذي اخترته وجعلته دستوري هو كشف الحقيقة الساطعة عن نشأة وتكون هذه القبيلة العربية الاصيله بنسبها وعاداتها وتقاليدها – وان هذه الحقيقة نابعة من أبنائها وعلى لسان (الآباء والأجداد ) ممن حفظوا تأريخ تلك القبيلة والواقعات التي خاضتها والديار التي سكنتها – إن شاء الله سنبين الحقيقة التي تزيل اللبس عن الكثير من الناس وحتى بعض إفراد القبيلة – وأود إن أقول ليس كل شخص التقى رئيس دوله أو حكومة هو يمثل القبيلة أو العشيرة ، وهذا على مستوى القبائل والعشائر كافه لان أجهزة ألدوله وللأسف الشديد من العهد الصدامي إلى هذا اليوم الذي كتب فيه الكتاب لم ترقَ إلى إعطاء كل ذي حق حقه وإنما تتم كثير من الأمور بالمداهنة وغيرها من الأساليب
نشأتها وأصولها::
إن قبيلة البزون وقبيلة العيسى ينتميان إلى قبيلة واحده هي ( قبيلة العيسى ) وعيسى هذا بن أمهنا بن مانع بن حديثه بن عقبه بن فضل( وال فضل ) بطن من بطون ( ربيعـه )وربيعه هذه بطن من بطون ( قبيلة طي ومساكنهم الشام ومن ثم العراق على ضفاف الفرات (وكان ربيعه أمير العرب في إنحاء الشام ) و تفرع منهُ ال مرا ؛ وال فضل : وقد حدث نزاع بين ال مرا وال فضل على الرئاسه وقد كانت من نصيب ال فضل و تفرع من ال فضل ال مهنا ومن ثم ال عيسى ) كما ذكرهم المحامي عباس العزاوي في كتابه (عشائر العراق المجلد الثاني جزء 3- 4 في الصفحه 118) وعندما نزلوا ال عيسى ألمنطقه ألغربيه من العراق استقر قسم منهم هناك وهم اليوم يمثلون عشيرة البو عيسى في الانبار وغيرها ؛
واما الباقون فهم ثلاثة اشقاء مع عوائلهم وذويهم قدموا من المنطقه الغربيه سائرين على شاطئ الفرات حتى استقروا في قضاء النجف قرب هور ابو دخن ومكثوا هناك عدداً من السنين (كما ذكر المؤرخ محمد باقر الجلالي ) وهناك قتل احد الاخوه من قبل صهره اخ زوجته وهي من ( بني حسن ) وهم اهل المصر في ذلك الحين – مما اضطر الشقيقان( سرداح) وهو جد ال بزون حيث انهم يسمون احيانا بالسرادحه ، واخيه ( سالم)جد ال عيسى في ميسان الى الرحيل من هور ابو دخن في النجف الى لواء المنتفك مع قبيلة خفاجة إما ابناء شقيقهم المقتول في هور ابو دخن فقد بقوا مع اخوالهما هناك وهم اليوم يمثلون عشيرة العيسى في النجف
وخلال الفتره التي سكن فيها ابناء سالم وسرداح مع قبيلة خفاجه حدث نزاع بين (أبناء سرداح وسالم ) الذين هم يمثلون عشيرة العيسى في ذلك الزمن وبين احد امراء السعدون من جراء ضريبة الكوده التي يأخذونها ال سعدون من عامة الناس مما اضطرهم للهجره الى (عشائر بني سعيد ) التابعه الى أمارة المنتفج ، واستجاروا لدى