دهين أبو علي الشهير..إحذروا التقليد
دهين أبو علي الشهير.. إحذروا التقليد
06-09-2009
بقلم: حسن الخفاجي
شيء غير عادى لاحظه جمعه عليوي في زيارته الاخيرة الى النجف. محلات كبيره وصغيره وعربات تبيع الدهين كلها رفعت يافطات كتب عليها (دهين أبو علي الشهير احذروا التقليد)، وآخرون كتبوا إضافات مثل (ليس لدينا فرع آخر، أو الدهين الأصلي يباع هنا ) تابع جمعه استحصال معلومات عن ظاهرة (دهين أبو علي الشهير)، من اجل ان يكون منصفا في بحثه عن ظاهرة الدهين، تحاشى سؤال أصحاب الشأن،وسأل باعة الشاي، وأصحاب محلات الملابس، والمطاعم، وباعة الطرشي ،كل هؤلاء اجمعوا على:(ان أبو علي هو صاحب المحل الصغير في سوق النجف المسقوف) .
كان جمعه عليوي،وقبله صاحبي المغترب أبو منتظر الذي زار العراق بعد غربة استمرت عقدين ونيف، كانوا يظنون أنهم سيرون بعد الإطاحة بصدام ،تنافس وكالات السيارات من الماركات المشهورة والبضائع ذات الماركات العالمية ،وفروع للجامعات والمصارف العالمية، وشركات التأمين،والشركات العالمية لبناء المساكن ،والشقق، والمجمعات السكنية ،و(مولات) للتبضع، والملاعب الرياضية،وحدائق ومنتزهات، وملاعب أطفال ،وشركات بيع تكنولوجيا الاتصالات والكومبيوترات،والمستشفيات المتطورة. لكنهم أصيبوا بالخيبة ،عندما شاهدوا ان التنافس اقتصر ا منذ 6 سنوات للان على بناء قبور حديثه وتوسيع القبور القديمة، ومقرات أحزاب، ووجدوا التنافس الجدي محصورا بين محلات بيع الدهين والطرشي المدبس!.
ظاهرة التنافس على بيع الدهين،أمتداد لتنافسنا السابق في مطاعم الباجة، والكبة،والكاهي، والكيمر،والكباب،واللبن،وأفران الصمون الحجري وكأننا خلقنا لنأكل فقط!!.
الدهين: لمن لا يعرفه نوع من الحلوى التي تستهلك كميات كبيرة من السكر، والسمن، والطحين،وهي بذلك خسارة كبيرة للاقتصاد الوطني،وللصحة العامة، وهي هدية الأمهات المفضلة لأولادهن بعد أداء مراسم الزيارة !.
ورغم الملاحظات، فان النجف تشهد حركة عمران واستثمار يعد القمة بالنسبة لباقي محافظات القطر وخاصة الجنوبية ،التي تنتج وتصدر النفط ، وينام سكانها على رمال وعود الساسة، وعواصف سرقات مجالس المحافظات، وبعضا من المحافظين.
نفذ في النجف مطار ،وفنادق حديثه، لكن محافظ البصرة السابق محمد مصبح الوائلي وعد بان تنافس البصرة دبي: بناطحات السحاب، والفنادق ،لكنه عجز حتى عن توفير الماء الصالح للشرب ،والخدمات . ولم يتغير الحال عندما جاء المحافظ الجديد !.
ظل سكان الاهوار يحلمون في ان تكون مدنهم مثل مدينة البندقية الايطالية، حين وعدهم الساسة: بمعامل متطوره ،واماكن سياحية، وصناعات تسبق الزمن،ومعامل حلويات مميزة لقرب معمل قصب السكر منهم، لكنهم ظلوا يصنعون ( البواري)* ،ويأكلون (الخرّيط)* بدلا من الموطا والسكاكر، ويتناولون (السياح)* بدل الهمبرغر وشطائر التفاح !، ويدعون للساسة بالخير لان الهور جف مجددا !!!!.
انتشرت جنابر، وبسطات ،ودكاكين الاحزاب السياسية،ومنظمات المجتمع المدني بعد مرحلة حكم الحزب الواحد ،وتحول العراق من شماله لجنوبه ،ومن وشرقه لغربه ، سوق لساسة ينطبق على اغلبهم قول خرتشوف:"الساسة نفسهم في كل مكان، يبنون الجسور حتى وان لم توجد انهار"،عندنا ساسة تزاحموا وتذابحوا ،وأعلنوا أمام الشاشات طائفيتهم البغيضة ،وكان العراقي البسيط هو الضحية دائما ،عملوا كل ذلك لا لمصلحة طائفة ،أو قومية ،وأنما من اجل مصالحهم الخاصة ،ومن اجل الظفر بالغنيمة .
العراقي كان ومازال ضحية: عندما ذبح بسكاكين الطائفيين والقوميين من كل الاتجاهات، ولا يزال العراقي يدفع ثمن نواب وساسه بعضهم قاتل محترف وبعضهم لم يكشف للان وبعضهم ينطبق عليهم المثل "ان حضر لا يعد ،وان غاب لا يفتقد" ، وبعضهم اثر الصمت ،و قلة يحترقون من اجل الوطن لكن ايديهم مكبلة بقيود اكثرية ....قاتل الله من يريد شرا بالعراق! .
فلا غرابة ان سمعتم عن ساسة عراقيين يبكون على مصير سكان مخيم اشرف ،على ارض المخيم، أو من على الفضائيات، ولم نرهم يبكون ضحايا التفجيرات، لم نرهم على جسر الائمة في الفاجعة،ولم نشاهدهم يبكون شهداء تفجيرات مدينة الصدر ,والبطحاء,وقرى الموصل المنكوبة، ولم نرهم في الصالحية، لم نشاهدهم يستنكرون في تلفزيونات العرب اجرام العرب بحقنا، مثلما استنكروا ما سموه "اعتداء الحكومة العراقية على سكان مخيم اشرف".
هب بعض من ساستنا يبحثون في حرائق الوطن وتفجيراته عن مغانم سياسية، وأصوات انتخابيه، وقودها الدماء البريئة .
اخرون يسرقون الوطن باسم القومية، والطائفة ،والمذهب . لم ينتفع احد من هذه المسميات،وانتفخت أوداجهم، وكبرت كروشهم، ودخل بطونهم السحت. واخرون اختاروا مسميات جذابة :كالحوار،والوفاق ، والتوافق، والمصالحة، والوطنية ،والوسطية،والديمقراطية والحرية،.اخرون اختصوا: بالقتل، والذبح، والتفجير، والترحيل، نفذوا جرائمهم وذهب كل الى حاضنته، وظل أهالي الضحايا يندبون ولا من مغيث .منهم من كانوا مخالب تنهش أجسادنا لمصلحة دول جوار، ودول إقليمية عربية، وغير عربية .اخرون اختصوا في إيواء وتهريب القتلة، واخراجهم من السجون ،يرتبون لمؤتمرات تطيح بالتجربة العراقية الفتية وهم داخلها،وهم مصرون على عدم تنفيذ أحكام الإعدام بالمجرمين والإرهابيين لدوافع طائفية بغيضة ولدوافع انتخابية. منهم من ارتضوا أن يكونوا في المعارضة من أجل استعادة السلطة بأي ثمن ،وقفوا مع أعداء العراق وتجربته الديمقراطية!!!!! .
ولا تستغربوا ان عرفتم: ان5 برلمانيين و3 وزراء هربوا من العراق، وهم متهمون بجرائم الإرهاب،والسرقة،والقتل. لا يأخذكم العجب اذا عرفتم ان جل الساسة تسابقوا وتفننوا في توجيه التهم كل الى الجهة المعاكسة، ليبرؤوا ساحة طرف إقليمي ،أو دولة جاره من دم العراقيين ،ولم يقل اغلبهم شيئا عن الضحايا. رفع الساسة على: جنابرهم، وبسطاتهم ودكاكينهم السياسية يافطات تشبه بمضمونها لافتات: (دهين أبو علي الشهير ،احذروا التقليد، ليس لدينا فرع اخر) عنوان لافتاتهم العريض العراق والعراقيون لكنهم مزورون وقحون .العراق بريء منهم .
(أبو علي ابو الدهين) يدعوا الله يوميا من ضريح الإمام علي ان يخسف الارض بالذين يستغلون اسمه ويبيعون الناس حلاوة مغشوشة ،والعراقيون يرددون نفس الدعاء على أصحاب الجنابر والدكاكين السياسية الذين باعونا حلاوة سياسية ووعود انتخابية مغشوشة وقبضوا ثمننا من سوق نخاسة عربي وإقليمي .
"الى الله اشكو ضعف الامين ، وقوة الخائن"الامام علي (ع)
"من طلب عز بظلم وباطل ، أورثه الله ذلا بأنصاف وحق"الامام علي (ع)
[email protected]
(البواري)*: جمع لمفردة (باريه) وهي بساط يحاك من القصب ويستعمل للجلوس ولتغليف السقوف
(الخرّيط )*: حلوى بدائية تصنع من مادة تؤخذ من (عرانيص) البردي وتطبخ بطريقة خاصة يقدم على شكل قوالب وهو معروف في محافظة ميسان والبصرة
(السياح)*: خبز يصنع على صاج مقعر من طحين الرز سريع التحضير وهو الخبز المفضل لسكان الجنوب بشكل عام والاهوار على وجه الخصوص
