هل بسياسة التهميش والأقصاء ودحض الحريات تبنى الأوطان ؟
هل بسياسة التهميش والأقصاء ودحض الحريات تبنى الأوطان ؟ بقلمي \ محمد الربيعي
( محمد الربيعي قلمه له ولا يكتب بقلم غيره)
موضوع طويل وشائك
الحياة الديمقراطية في العراق لم تكن ترى النور لولا مجيء المحتل ولكنها سياسة باطلة حاقدة فكثير من العقليات لاتزال تحمل عقدة الماضي وأنين الماضي أو ربما لتنتقم ولكن مِمَّن : من الشعب, ليَتحَمَّلَ مواطناً بسيطا طيلةَ عُمِره لم يبايع السياسة ولم ينجرف لا لتيار هذا أو ذاك ,بقى عراقيا صميميا قلبا وقالبا ولكن هو الأخر لا ينجو من نيران الأحقاد التي غمرت صدور أهل الساسة والأحزاب . منهم من يريد أن يكون تابعا راغبا لهذه الدولة أو تلك !
فلماذا العراق هويته الوطنية الصحيحة مُبعدة بل تغوص في أوحال الذين حقا لا تهمهم مصلحة البلد .
من أول البديهيات أي فرد , اي مواطن في العالم يفكر في مصلحة بلده أولا من بعدها ربما يفكر في الجوانب الإنسانية كأي بشر ٍ على الأرض جُبل أن يكون إنسانا إلا ساسة العراق عكس التيار وألف دليل يثبت ويعزز صحة الكلام في الواقع المعاش الذي نعيشه يوميا فلا ثروات ولا ميزانيات محافظات توزع بالتساوي ولا إدارة مركزية ناحجة وشعار البوق والكسب هو الشعار السائد والعراق كما هو ( الخروف ) الذبيحة بين هذا وذاك المستشار الأمريكي يوصي بشيء ونقيضه الإيراني يوصي بشيء أخر والكل متدخلون في شأن العراق يذكرني هذا بأحد مسرحيات شكسبير : والمقصود قيصر الرومان :
يقول لولا الرومان نعاجا لما أستأسد عليهم قيصر
أو : لو لم يكن الرومان كالنعاج ما استطاع قيصر أن يسود عليهم
حرفيا هو يقول ذئبا !!
Poor man! I know he would not be a wolf
But that he sees the Romans are but sheep;
He were no lion, were not Romans hinds.
الإعلام الحر هو مدرسة تعبر عن نتاجات ثقافية وأراء متعددة ربما تتضارب أحيانا لكن يجمعها ويوحدها الرابط الفكري العقلاني والإنساني مهما طغت التجارب لكن في العراق العكس , لمجرد أن تنقدك الصفحة الفلانية أو تنقد مسيرتك أو تبين لك أخطائك تعتبرها قاسية ومرفوضة لا بل (عدوة ) كما ألفنا هذا الواقع منذ رجالات صدام ربما تغير لون الشريط من أصفر داكن إلى مائل للإخضرار لكن الفحوى نفسه تتغير الوجوه لكن الأفكار السوداء لا تبرح مكامنها وهكذا اليوم أيضا يوم الغد مشابه له ويوم الأمس ليس بنقيض .
التراث الفكري الأصيل يجب أن لا يحارب فهناك فرق بين الضال والمنحرف والنير الثاقب فلا تخلط هذا مع ذاك أو لترفع من قمامة ذاك لتلقيها بوجه هذا لتفسرها وفق منهجيتك : الكل بعثيون أو أن أهل السنة كلهم بعثيين.
لأضع قليلا من النقاط على تلك الحروف التي لاتزال كليلة ومعوجة المسار فلا بد لأي منا قد مرَّ بظروف واقعية حقيقية فربما من كان شيعيا في ذلك الزمان المنصرم وكان بيده (قدر حبتين من السلطة ) كان يؤذي الناس وأتذكر منهم (صكر النائب الضابط في الأمن العسكري ) عندما كانوا يعذبونني يوما من شدة الألم استغثت صارخا : دخيل الله , دخيل محمد , دخيل آل البيت , دخيل علي , دخيل الحسين , دخيل فاطمة ... إذ كنت أعرف أنه شيعي فزاد من ضربي حتى صحت ( دخيل صدام !! ) فكفَّ عن ضربي .. فأنظر النفوس البغيضة لا تخرج من فوهة الطائفة فحسب بل تخرج حيث المكان والزمان الملائم لها عندما تكون أداة للسلطة.
الآن لا فرق شبيه لتلك الظواهر وأزيد ينتقمون من المواطن البسيط بجرم غيره . هذه الظاهرة لن تبرح عقلية العراقيين حتى لو كانوا أساتذة جامعات فسياسة الإتهام ( إتهام الغير ) حاضرةُ جاهزةٌ على الألسن في كل زمان ومكان وها نراها لا تزال قائمة وتُكرَّس لمجرد أن تختلف معه في كلام يريد أن يلقيك في الزنزانة , وتراه قد لا يحسن الكلام ولا يعرف سوى نغمة واحدة يردها صباح مساء .
اللهم أسترنا
اللهم أسترنا