متى أسلم عمر ؟
يؤمن جمهور المسلمين بأن الخليفةالثاني عمر من أوائل المسلمين ويبنون وفق ذلك مزاعم عديدة ,ولكن لاتجد مني حدد بالضبط متى أسلم الرجل؟ فهل حقا كان عمر من المسلمين الاوائل في مكة؟
إسلامه
تضاربت الروايات في تاريخ إسلام عمر وأوقعت تلك الروايات المحققين في مشكل حول معرفة تاريخ يوم اسلامه في مكة , ومن ذلك مانقله المؤرخ ابن هشام مهذب كتاب السيرة لابن أسحاق حيث يذكر رأي ابن اسحاق في تاريخ اسلام عمر بقوله : (والله اعلم أي ذلك كان!), أي أنه (ابن اسحاق) لايعلم أي الروايات أصح لأختلافها في تاريخ إسلام عمر, وسيأتي تفصيل ذلك. كان ذلك التضارب في الروايات ملاذاً للمدافعين عن عمر والمبيضين لسيرته, فأشهروا الروايات التي تظهره بأنه من أوائل المسلمين, وأضاف كثير منهم بطولات لم تكن أصلاموجودة في الروايات الاصلية. إن الباحث عن الحقيقة لاتهمه تحريفات المحرفين فالغاية هي هي معرفة تاريخ اسلام الرجل وبمعرفة ذلك ستنهار أختلاقات كثيرة . قبل الدخول في بحث تاريخ اسلام عمر, لنقرأ شيئاً حول مواقفه من المسلمين الاوائل وتعذيبه لهم ,ثم نقرأ روايات اسلامه وتاريخها ,وسيتبين من مقارنة ذلك مكمن الادعاء والزيف في بعض الروايات.
عمر يعذب المسلمين جسدياً , ويحاول أغتيال النبي(ص) بتكليف من قريش :
عن سعيد بن زيد قال :(لقد رأيتني و إنّ عمر لموثقي على الإسلام وأخته ( أخت عمر) (صحيح بخاري ج8 ص56, وعن سير أعلام النبلاء للذهبي ج1 ص136).
سعيد بن زيد العدوي هو زوج أخت عمر بن الخطاب , ولما علم عمر بن الخطاب بأسلامهما كان يأتي يوثقهما بحبل ويضربهما آملاً تركهما للدين الجديد وعودتهما الى دين قريش , لنتذكر هذه الرواية جيدا لأننا سنعود اليها بتفصيل أكثر .
(عن عون بن أبي شداد قال: كان لعمر بن الخطاب أمة أسلمت قبله , كان اسمها زنيرة فكان عمريضربها على إسلامها , حتى إذا ملّ (أي من كثرة ضربها) , قال: إني لم أترككِ إلا ملالة.) (السيرة النبوية لابن كثير ج1 ص 354,الدر المنثور للسيوطي ج6ص 40)
(لُبينةجارية بني مؤمل بن حبيب بن عدي بن كعب أسلمت قبل إسلام عمر بن الخطاب وكانعمر يعذبها حتى تفتن ثم يدعها ويقول إني لم أدعك إلا سآمة فتقول كذلك يفعل الله بك إن لم تسلم فاشتراها أبو بكر فأعتقها , ومنهم زنيرة وكانت لبني عدي وكان عمر يعذبها) ( الكامل لابن الاثير, ج2 ص 138, أو ج1 ص 591 في نسخة آخرى)
ظن المسلمون أن عمرا لن يسلم أبداً لقسوته الشديدة على المستضعفين من المسلمين كأمته زنيرة والجارية لُبينة وأخته , وتحكي ليلى بنت أبي حثمة وهي من المسلمات الاوئل فتقول
( كان عمر أشد الناس علينا في أسلامه ) ( أسد الغابةلابن الأثير ج 7 ص256) .
وفيما يلي رواية عن هجرة المسلمين الاولى من مكة الىالحبشة وفيها يتبينيأس المسلمين من اسلام عمر, وقد رفع السند للاختصار :
( عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أمه أم عبدالله بنت أبي حثمة قالت : والله إنا لنترحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر ( زوجها) في بعض حاجاتنا إذأقبل عمر بن الخطاب حتى وقف علي وهو على شركه ( لم يزل مشركاُ) ( - قالت: وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشدة علينا - قالت : فقال :إنه للانطلاق يا أم عبدالله . قالت : فقلت : نعم والله لنخرجن في أرض الله آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله مخرجا . قالت : فقال: صحبكم الله . ورأيت له رقة لم أكن أراها ثم انصرف وقد أحزنه - فيماأرى - خروجنا . قالت : فجاء عامر ( زوجها) بحاجته تلك فقلت له :يا أبا عبدالله لو رأيت عمر آنفا ورقته وحزنه علينا . قال : أطمعت في إسلامه ؟ قالت : قلت : نعم ؛ قال : فلا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب ؛ قالت : يأسا منه لما كان يرى من غلظته وقسوته عن الإسلام .)( السيرة النبوية لابن هشام ج2 باب إسلام عمر, مجمع الزوائد للهيثمي ج 6 ص 23,سيرة ابن كثير ج2 ص 32 , الكامل لابن الاثير ج1 ص 602 وفي طبعة النت ج2 ص 146) .
الراوية أم عبد الله وزوجها كانا حلفاء لآل الخطاب في الجاهلية , وظهر عمر بمظهر الشفوق الرؤوف بهم للاصرة القبليةالتي تجمعهم فهو أيضا من آل الخطاب ولو كان شفوقا لشفق على الجارية زنيرةوعلى الجارية لبينة. ثم تأمل يأس الرجل من أسلام عمر حتى يقول أن احتمال اسلام حماره أكبر من احتمال اسلام عمر نفسه . الرواية الاخيرة أعلاه حدثت والمسلمون في طريقهم للهجرة الاولى الى الحبشة ,وقد تمت الهجرة بعد منتصف السنة الخامسة لدعوة الاسلام بأتفاق المؤرخين , ويعني هذا أن عمرا لم يزل مشركا وقد مضى على الدعوة خمس سنين , فلايقول قائل ان عمراً من اوائا المسلمين, لأن الرواية تصفعه لتفيقه من أكذوبة اسلام عمر في بداية الدعوة.
بعد هذه الهجرة الاولية للحبشة هناك هجرة ثانية للحبشة حدثت بعد فترة يسيرة أيضا وفي تلك الهجرة الثانية لم يكن عمر مسلما بعد, أي أن دعوة الدين مضى عليها ست سنوات على الأقل وعمر لايزال مشركاً, وهذا مايتفق عليه المؤرخون فقالوا أن عمرا بن الخطاب أسلم بعد هجرة المسلمين الى الحبشة, لكنهم لم يحددوا متى أسلم, فما بين هجرة الحبشة الثانية والهجرة الى المدينة أكثر من ست سنوات أخرى , ففي أي سنة بين تلك السنين أسلم عمر ؟
سيأتي جوابه بعد قليل .
عمر يوعد المشركين بأنه سيقتل النبي محمد(ص)
لشخصية عمر خصائص شهيرة بينتها كتب السيرة والتاريخ ومن أهم تلك الخصائص صياحه وبطولاته القائمة على التهديد والوعيد ,وقد عرف المعاصرون لعمر تلك الخصيصة لتكررها في سلوكه ,ومنهم قيس بن سعد بن عبادة في احداث السقيفة حيث وصم عمر بالجبن وكما يلي : (فوثب قيس بن سعد وأخذ بلحية عمر وقال له : يابن صهاك الجبان في الحرب والليث في الملأ والأمن ! )(تاريخ الطبري ج2 أحداث السقيفة , ومثله في مروج الذهب وتاريخ اليعقوبي), فعمركان شجاعاً بين جماهير الناس لكنه عند النزال يختفي ويهرب وتشهد له بذلك حروب المسلمين التي أشترك فيها , فهذه كتب السيرة والتاريخ تتفق بأجمعهاعلى أن عمرا قتل رجلاً واحداً فقط في كل حروب المسلمين مع المشركين وقتله لذلك الرجل كان بمساعدة مسلم آخر , فأين البطولات والشجاعة التي ألفها الكتاب وصاغوها بأسلوب قصصي شيق؟
كان عمر كما يبدو شجاع في تعذيب النساءوالمستضعفين أما غير ذلك فلا , إن هذه الخصلة كان يعرفها عمر في نفسه فهو لذلك يروي قصة اسلامه مضيفاً عليها هالة من البطولة . كانت قريش قد كلفت عمر أكثر من مرة بأغتيال النبي ويعترف عمر بذلك في أكثر من رواية فيقول: (كنت من اشد الناس على رسول الله) ( اسد الغابة لابن الاثير ج4 ص 162) , وفي رواية أخرى يُروى أن قريشاً بعثته لاغتيال النبي (ص) وكما يلي:
يُحدث الراوي على لسان عمر فيقول:
(قال لنا عمر بن الخطاب أتحبون أن أعلمكم كيف كان بدء إسلامي ؟ قلنا نعم قال كنت من أشد الناس على رسول الله فبينا أنا يوما في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طرق مكة إذ لقيني رجل من قريش فقال أين تذهب يا ابن الخطاب أنت تزعم أنك هكذا وقد دخل عليك هذا الأمر في بيتك, قال : قلت وما ذاك؟قال :أختك قد صبأت ( صارت مسلمة)! قال :فرجعت مغضبا وقد كان رسول الله يجمع الرجل والرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوة فيكونان معه ويصيبان من طعامه وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين, قال : فجئت حتى قرعت الباب فقيل من هذا قلت ابن الخطاب قال :وكان القوم جلوسا يقرأون القرآن في صحيفة معهم فلما سمعوا صوتي تبادروا واختفوا وتركوا أو نسوا الصحيفة من أيديهم. قال: فقامت اللمرأة ( أخته) ففتحت لي, فقلت : يا عدوة نفسها قد بلغني أنك صبوت ,قال: فأرفع شيئا في يدي فأضربها به فسال الدم ,قال: فلما رأت المرأة الدم بكت ثم قالت يا ابن الخطاب ما كنت فاعلا فافعل فقد أسلمت! قال: فدخلت وأنا مغضب فجلست على السرير فنظرت فإذا بكتاب في ناحية البيت فقلت ما هذا الكتاب أعطينيه فقالت لا أعطيك لست من أهله أنت لا تغتسل من الجنابة ولا تطهر وهذالا يمسه إلا المطهرون. قال: فلم أزل بها حتى أعطتنيه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم فلما مررت ب الرحمن الرحيم ذعرت ورميت بالصحيفة من يدي ثم رجعت إلي نفسي فإذا فيها سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ,قال: فكلما مررت باسم من أسماء الله عز وجل ذعرت ثم ترجع إلي نفسي حتى بلغت آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه حتى بلغت إلى قوله إن كنتم مؤمنين فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله, فخرج القوم يتبادرون بالتكبير استبشارا بما سمعوه مني وحمدوا الله عز وجل ثم قالوا يا ابن الخطاب أبشر فإن رسول الله دعا يوم الاثنين فقال اللهم أعزالإسلام بأحد الرجلين إما عمرو ابن هشام وإما عمر بن الخطاب وإنا نرجو أنت كون دعوة رسول الله لك )
(اسد الغابة لابن الاثيرج 4 ص162).
إذا كان الرسول حقا قد دعا الله أن يعز الاسلام بأحد الرجلين فلماذا لم يدعوالله أن يعز الاسلام بكليهما معاً وهو خاتم الانبياء (ص) ودعوته مستجابة؟أما عمرو بن هشام فقد اطلق عليه النبي والمسلمون لقب اباجهل فماذا يُرتجى من رجل كأبي جهل. وماهي العزة التي سيضيفها أبوجهل الى الدين , ومثله عمركذلك ؟ إن الدين عزيز بذاته ولن يحتاج الى رجل معين, فعباد الله سواسية , ولانرى أن النبي (ص) يدعو هكذا دعوة سخيفة مفضلاً رجل على غيره من الرجال والنساء وكأنه يريد أن يفاضل بين الناس وحاشاه عن ذلك , فدعوة الاسلام لكل البشر ولن تحتاج الى أبي جهل ولا الى عمر وغيرهما.
في الروايةأعلاه عمر يعترف بقوله أنه كان من أشد الناس على رسول الله, ثم يفاجأه الرجل بخبر أسلام أخته وزوجها فيندهش عمر,ثم نرى شجاعته كما يصورها وهي بضرب أخته حتى يسيل دمها! ثم لاينسى أن يضيف في آخر قصته أن النبي دعا أني عز الاسلام بأحدر الرجلين وهو أحدهما.
هناك روايةأخرى يرويها ابن الاثير أيضا في أسد الغابة وهي عن ابن اسحاق صاحب السيرة تبين أن عمراً كان عازما على قتل النبي , وهي باختصار
(عن ابن إسحاق قال ثم إن قريشا بعثت عمر بن الخطاب وهو يومئذ مشرك في طلب رسول الله, ورسول الله في دار في أصل الصفا فلقيه (لقي عمر) النحام وهو نعيم بن عبدالله بن أسيد وعمر متقلد سيفه, فقال يا عمر أين تريد فقال أعمد إلى محمد الذي سفه أحلام قريش وشتم آلهتهم وخالف جماعتهم( تأمل أيها القارئ أن عمراً متقلدا سيفه يريد قتل محمد كما يزعم), فقال النحام والله لبئس الممشى مشيتي ا عمر ولقد فرطت وأردت هلكة عدي ابن كعب أو تراك تفلت من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا ,فتحاورا حتى ارتفعت أصواتهما ,فقال له عمر إني لأظنك قد صبوت ( صرت مسلماً) ولو أعلم ذلك لبدأت بك, فلما رأى النحام أنه غيرمنته قال فإني أخبرك أن أهلك وأهل ختنك قد أسلموا وتركوك وما أنت عليه من ضلالتك, فلما سمع عمر تلك يقولها قال وأيهم قال ختنك وابن عمك وأختك فانطلق عمر حتى أتى أخته ) ( اسد الغابة لابن الاثيرج 4, ص162.كنز العمال للمتقي الهنديج 12 ص 605,تاريخ دمشق لابن عساكر ج 44 ص 36 .)
إذن عمر كان حازماً على قتل النبي بأمر قريش وتأمل قول عمر للرجل : ولوأعلم ذلك لبدأت بك ! يعني لو أعلم أنك صرت مسلما لقتلتك ,ثم بعد ثواني قليلة يقول له الرجل أن اخته وختنه قد اسلموا وتركوك وما أنت على ضلالتك ,ويعني هذا أن الرجل يعترف بأسلامه امام عمر فلماذا لم يبدأ به عمر كما قال ويقتله ؟ هذه شخصية عمر وعود وتهديدات فقط ! بعد زيارته لبيت أخته ينطلقعمر لرؤية النبي وفي نيته الاسلام كما يدعي لكن ياترى هل الحقيقة هي هذه ؟
رويداَ, لنكمل الرواية
قال عمر : (فأتيت الدار وحمزة وأصحابه جلوس فيها ورسول الله في البيت فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة (عم النبي ص): مالكم؟ , قالوا: عمر بن الخطاب، قال حمزة: وعمر بن الخطاب؟ إفتحوا له الباب فإن كان يريد خيراً بذلناه له وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه فإن قتله علينا هيّن !فقال رسول الله: مالكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب،: فخرج رسول الله فأخذ بمجامع ثيابه ثم شدّهمن ثيابه ثم نتره فما تمالك إلا أن وقع عمر على ركبتيه في الأرض، فقال رسول الله: ما أنت منتهٍ يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزلبـ الوليد بن المغيرة، فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله) ( السيرةالنبوية لابن إسحاق ج2 ص160, باب أسلام عمر , تاريخ دمشق لابن عساكر ج18ص62 , الطبقات لابن سعد ج 3 ص 191).
تأمل قول حمزة عم النبي ساخراَ : وعمر بن الخطاب! ثم يكمل أنه سيقتله بسيفه وأن قتله هين , وهذا دليل على شهرة عمر بجبنه فهو لايُرعب ولايتعدى الا على النساء والضعفاء والمساكين, ولم تشهد له معارك المسلمين نزالا واحدا أو مبارزة واحدة.
يتفق المؤرخون على أن عمر لم يكن مسلماً في السنين السبعة الاولى من الدعوة والنصوص التي تقدم ذكرهابينت ذلك وهذا كفيل لكل متحمس لعمر أن يعرف أن عمر لم يكن من المسلمين الاوائل كما يدعي كثير من الكتاب المعاصرين , بل هو آخر من أسلم
في مكة وسيأتي أثبات ذلك ! لنعود الى النص الذي تقدم ذكره وهو على لسان سعيد بن زيد زوج أخت عمر (ختن عمر) ,حين يقول :
(عن سعيد بن زيد بن نفيل العدوي قال: لقد رأيتني و إنّ عمر لموثقي على الإسلام وأخته ( أخت عمر) . ( صحيح البخاري ج8 ص56, وعن سير أعلام النبلاء للذهبي ج1ص136).
هذا النص لا غبارعليه وهو نص موثق, ويعني هذا أن عمرا بعد علمه بأسلام أخته وزوج أخته سعيدبن زيدصار يعذبهما ويشدهما بوثاق. إذن لماذا يتفاجأ عمر ذلك اليوم عندما يبلغه رجل بأسلام أخته وزوجها كما مر حيث يقول له ( فإني أخبرك أن أهلك وأهل ختنك قد أسلموا وتركوك وما أنت عليه من ضلالتك فلما سمع عمر قال وأيهم قال ختنك وابن عمك وأختك فانطلق عمر حتى أتى أخته )( اسد الغابة لابن الاثيرج 4, ص162.كنز العمال للمتقي الهندي ج 12 ص 605,تاريخ دمشق لابن عساكر ج 44 ص 36)
يتبع بإذنه تعالى...