حملة في الإتجاه الصحيح

قوات الحرس الوطني تساندها عناصر من قوات التحالف تقتحم مكتب هيئة علماء المسلمين والحزب الاسلامي العراقي في الحلة

بغداد 21 -9 : قال عضو بارز في هيئة علماء المسلمين ان قوات الحرس الوطني تساندها عناصر من قوات التحالف اقتحمت اليوم الثلاثاء مكتب الهيئة والحزب الاسلامي العراقي في جنوب البلاد.

وقال مثني حارث الضاري المسؤول الاعلامي في الهيئة (عناصر من الحرس الوطني العراقي ومن القوات الاوكرانية والبولندية قامت ظهر اليوم بمحاصرة واقتحام مكتب الهيئة ومكتب الحزب الاسلامي العراقي في منطقة جبلة التابعة لمحافظة بابل)

وقال الضاري ان هذه القوات ( اعتقلت ستة من العاملين في المكتب كانوا متواجدين أثناء عملية الاقتحام)

وتضم الهيئة علماء السنة البارزين في العراق أما الحزب الاسلامي فهو من الاحزاب السنية الرئيسية في العراق ويشارك في الحكومة المؤقتة. وتابع ان هذه القوات داهمت ( منزل عضو الهيئة حسين علي منصور في نفس المنطقة والقت القبض على والده لان منصور لم يكن موجودا ساعتها) واكد الضاري ان هذه ( الحملة التي تشن علي الهيئة تاتي في اطار الضغط علي القوي المعارضة للاحتلال وفي مقدمتهم هيئة علماء المسلمين)

و ما هو هذا الإتجاه الصحيح أخي العقيلي ؟

الإحتلال - أي احتلال - يحارب كل أشكال التنظيم الإجتماعي لأنها قد تسير يوما ما عكس أرادته. و لعمري أن تقتحم قوات محتلة تنظيماً عراقياً لأهل البلد و تعتقل أهله و نسمي ذلك "خطوة بالإتجاه الصحيح" لهو تبرير لكل ما يأتي به الإحتلال.

منذ مدة و أنا أقرأ هجوماً لاذعاً على هيئة علماء المسلمين أو ما تسميه هيئة علماء السفاحين و لم أجد لذلك ما يبرره ، هل هم مسؤولون عن جماعات الخطف و القتل ؟ هل من دليل يدعم هذا القول أم أنه ظن صرف .. و الظن كما تعلم أخي العزيز .. لا يغني من الحق شيئاً.

حتى هذه اللحظة تم اغتيال ثلاثة من شيوخ المساجد في بغداد ، واحد في البياع ، و الثاني في الثورة ، و الأخير في حي أور ... وجدوه مذبوحاً يوم أمس أمام نادي النفط ..

هؤلاء من هيئة علماء المسلمين ، و الإغتيال هذا يدخل ضمن التاحضيرات لتفجير الوضع الداخلي للحرب الأهلية السنية الشيعية التي تجري الإعدادات لها بينما يستفرد الأكراد في الشمال ..

هل هذا يدخل ضمن "خطوة في الإتجاه الصحيح" لأنه يستهدف كادر "هيئة علماء المسلمين"؟

لايمكن ان يقوم حرس الاحتلال بخطوة .. اي خطوة في الإتجاه الصحيح لأنه لايملك من نفسه شيئا .. مهمة الحرس الوحيدة هي حماية المحتلين وتحمل الموت بدلا عنهم .. والإتجاه الصحيح هو الدفاع عن المواطنين العراقيين وحمايتهم .. وهذا ما تقوم به كل الجيوش الوطنية في العالم .. قانون الحكومة التي اقامها الاحتلال او مايسمونه بالقانون الانتقالي .. يقول بأنه لايجوز زج الجيش والقوات المسلحة في الأمور السياسية او في قمع الشعب .. ومنذ مهزلة تسليم السلطة واكذوبة السيادة حرس الاحتلال يتحرك من مكان الى آخر للمساهمة مع قوات الاحتلال في العدوان على المواطنين العراقيين .. لماذا لايسير الحرس في الإتجاه الصحيح ليصفي الجريمة واوكار الخطف والدعارة والنهب والسرقة .. بدلا من الإعتداء على المواطنين .. ثم لماذا يقوم حرس الإحتلال بإقتحام مكاتب هيئات دينية .. ولايترك الأمر للشرطة إن كان هناك مايبرره .. مع انه لاشئ يبرر مثل هذا الإعتداء على هيئة دينية تمثل شؤون طائفة إسلامية .. ولا يمكن ان تقوم به جهة عاقلة تريد ان تمنع التطرف من التوسع في العراق .. ثم ماهذا الرهينة الذي يؤخذ نيابة عن ولده .. الم يكن صدام يلام على مثل هذا الفعل الدنئ .. وماذا يختلف عن الاختطاف وأخذ الرهائن المتزايد في العراق .. ام انه لايدان لأنه يقع على عراقيين وليس على أجانب ..