شيعة الكويت: بس يا بحر
31 يناير 2010
فرج الخضري
يسألنا البعض لماذا هذا التركيز على الحالة الشيعية والدفاع عن الطائفة الجعفرية بالذات..؟
الجواب المختصر هو: إننا يا جماعة تعبنا، ولا نستطيع أن نتحمل المزيد.
أما الجواب المفصل فهو: أنه منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران، وشيعة الكويت يعانون الأمرين، فقالوا إن إيران لديها سياسة (تصدير الثورة) وطبعاً نحن شيعة الكويت (المستوردون)، فبدأ مسلسل الاتهامات الظالمة للشيعة بأنهم خمينيون وطابور خامس وشعوبيون، واستطاع الحكم البعثي العراقي أن يخترق الإعلام الكويتي ليجعل هذه الاتهامات المجرمة كأنها حقيقة مسلم بها، ولذلك نحن الشيعة إلى الآن لا نثق بالإعلام الكويتي ثقة كاملة لأنه ظلمنا سنوات طويلة، وقد عانى شيعة الكويت سنوات عجافاً على جميع المستويات خلال الحرب العراقية الإيرانية، خاصة وأن الحكومة وخوفاً من (التمدد الشيعي الإيراني) فتحت المجال أمام التوجه السلفي الذي كان ضعيفاً جداً وهزيلاً في ذلك الوقت، بل دعمته مادياً ومعنوياً ليقف أمام أوهام الخوف من (التشيع).
وهذا الوضع استمر من سنة 1979 إلى تاريخ 2/8/1990م عندما جاء الغزو البعثي العراقي، واكتسح الكويت فخرج من خرج وصمد من صمد، وإني شخصياً صمدت في الكويت إلى التحرير، وشاهدت (الفضايح والبلاوي)، خاصة فيما يخص هؤلاء الذين كانوا يدافعون عن صدام (وإلى اليوم هناك من يدافع عن صدام)، والذين كانوا يظلمون شيعة الكويت، ولدي أسرار ومعلومات لو تحدثت بها لاهتزت الكويت، لكن الله ستار والكويت لا تتحمل كشف مثل هذه الأمور، وللتاريخ أقول هذه الحقيقة، أن الكويت خلال الغزو وبشكل عام كانت بيد الشيعة، وأكثر الصامدين كانوا من الشيعة، وأكثر المقاومة كانت من الشيعة، وأنا لا أبخس إخواننا السنة حقهم ودورهم وما فعلوه، لكن هذه حقائق ثابتة كانت موجودة على أرض الواقع، وأعرف أبطالاً من المقاومة قتلوا الجنود البعثيين بأيديهم المجردة وهم غير معروفين إعلامياً، وأمور أخرى كثيرة لا يسع المجال لذكرها، وبعد كل هذا الولاء والوطنية والتضحية بالأرواح – وهو واجب على كل مواطن كويتي لا منة – يأتي بعض من كان في الخارج ويتهم الصامدين بأنهم متعاونون مع الغزو البعثي، ليشوش على التضحيات الكبيرة للصامدين، ومن ثم بدأ برنامج الطائفيين والتكفيريين ضمن خطة مدروسة لتحجيم دور شيعة الكويت، والطعن في ولائهم وربطهم بإيران وتكفيرهم، وسخروا كل إمكانياتهم لذلك من جمعيات وتجمعات ولجان ومبرات، ودعاة وخطباء وكتاب زوايا، و(مكتبات حولي) تضخ الكتب التكفيرية أشكالا وألوانا، ومجلة (الفرقان) تسمينا الفرقة الباطنة وأتباع التمدد الصفوي والقبوريين، وصفحات كاملة في الجرائد اليومية متخصصة في تكفير المبتدعة وعباد الأضرحة وهم نحن طبعاً، وكتيبات مجانية منتشرة في كل مكان تحلل أموالنا ودماءنا، ومناهج دراسية تعتبر شعائرنا شركاً أكبر، وفضائيات ليس لها هم إلا الطعن في عقائد الشيعة، وصحيفة يومية تتخصص في إثارة الفتن حول الشيعة مثل فتنة (تأبين مغنية)، ونواب طائفيون يقولون ليرجع الشيعة إلى بلادهم الأصلية بالعبارات والبواخر، ونائب تكفيري يصف علماءنا (بالزنادقة).
ويأتي (الحلو) صاحب مركز (وفرّق) ويقول إن يوم عاشوراء يوم (فرح وسرور وبهجة)، ويتبعه (العريفي) ويقول عن الشيعة والمرجع الأعلى السيد السيستاني حفظه الله إنهم (فجار وزنادقة ومجوس).. وألف طعنة وطعنة.. وألف اتهام واتهام.. وألف ألم وألم.. وبعد كل هذا لا تريدوننا أن ندافع عن هذه الطائفة المظلومة ؟.. وأخيراً نقول للجميع (بس يا بحر)، كافي تخوين.. كافي طائفية.. كافي تكفير.. ترى والله تعبنا وطفحنا..
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين صلوات الله عليهم.
والحمدلله عدد ما حمده الحامدون..
http://www.zoomkw.com/zoom/Article.cfm?ArticleID=64277
