اسرة ال الدده الموسوية في العراق

سبق وان كتبت مقال عن ال الدده في العراق ولكن تم نقله الى مكان اخر ووضع في مكان للاخ المسعودي وكذا كتب على موضوعي بانه منقول علما انه لم ينقل بل هو لي ولكني مشترك باكثر من موقع الرجاء الانتباه وكلي امتنان لتعاونكم وان سبب اهتمامي بنشر هذه الامور كون وجود اشخاص لايعرفون اي شي عن اسرتنا وليست لديهم مصادر موثوقه تؤكد ما يدعون اردت ان افيد الباحث فهي امانه وانتم اهل للامانه
هذا المقال من اعداد عمي السيد حسين عبد دهش الدده الموسوي
مـــخـــتـــصــر
الـــبـــــيـــــــان
بحث موجز عن الطريقة البكتاشية وآل الدده في العراق
إعداد
السيد حسين عبد دهش الدده الموسوي

الإهـداء :
إلى سيدي ومولاي أسد الله الغالب أبا الحسنين علي بن أبي طالب  روحي فداه أهدي هذا الجهد المتواضع راجياً من الله القبول ...

بسم الله الرحمن الرحيم
– مقدمة الطبعة الثانية –
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
بعد نشر رسالتنا الموسومة بـ (مختصر البيان) والتي تكفلت التعريف بآل (الدده) في العراق . ظهر من خلالها ارتباط كلمة الدده بالطريقة البكتاشية العلية ولعدم معرفة جلّ من اطلع على الرسالة بحقيقة هذه الطريقة طلب مني البعض التعريف بهذه الطريقة إتماماً للفائدة فقمت بإعادة طبع الرسالة بعد إضافة فصول التعريف بهذه الطريقة (عقائدها ، الأدعية والأذكار الخاصة بها ، كيفية الدخول للطريقة ، مراتب المنتسبين إليها) هذا ولا أدعي أن ما كتبته يحيط بشكل تام بهذه الطريقة التي تعد من أكبر الطرق الصوفية في العالم الإسلامي ويقدر عدد المنتسبين إليها اليوم بما يقرب من الخمس والعشرين إلى الثلاثين مليوناً كما ورد في إحصائية ذكرتها مجلة الأصالة العدد (33) الصادرة عن مؤسسة الثقافة الإسلامية ، النجف الأشرف .
ولكن هذا ما وسع به الحال وكما يقال (ما لا يدرك كله لا يترك جله) . سائلاً المولى القدير أن ينفع بما كتبت الأخوة الأعزاء وأطلب من الله – أولا ً – ومنهم العفو عما ورد فيها من أخطاء (فالعصمة لأهلها) وفي الختام أرجو أن يكون هذا العمل خدمة للقارئ الكريم وبالخصوص لمن لقبه الدده في العراق والدول العربية والإسلامية والله من وراء القصد.

السيد
حسين عبد دهش الدده الموسوي
حلة – 13 جمادي الآخرة – 1431هـ
المصادف 28 /5/2010 م

المقدمــة
الحمد لله على ما ألْهَّمَ والشكر له على ما أنْعَّمَ والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله أنوار الهدى ومصابيح الدجى وسادة الورى.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(كل حسب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا حسبي ونسبي).( )
وقال صلى الله عليه وآله وسلم.(الناس أمناء على أنسابهم)( )

وبعد...
يقول المفتقر إلى رحمة ربه الغني السيد حسين بن عبد بن دهش الدده الموسوي (عفا الله عنه وعن والديه).
قد اطلعت في الآونة الأخيرة على كلام بعض الإخوة والأخوات المنشور في إحدى شبكات الاتصال (الانترنت) حول السادة آل الدده في العراق وبقدر ما سرني لما لمست في كلامهم من روح العزيمة والإصرار على معرفة الحقيقة التأريخية لهذه الأسرة والجد منهم في توثيق أنسابهم في زمن أصبحت فيه الناس لا تفقه شيئا" عن أنسابها , ساءني وللأسف الشديد افتقار كلامهم إلى أصول البحث العلمي وافتقارهم إلى أدوات البحث في الأنساب كونهم ليسوا من ذوي الاختصاص في هذا الحقل الخطير خاصة وان البحث في نسب إحدى بيوتات السادة المنتمية إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , فينبغي على من يسبر غور هذا العلم مراعاة أصوله وأدوات البحث فيه من ذكر المصادر وتوثيق الحوادث والرجوع إلى أهل الاختصاص من النسابة حفظهم الله فهم أهل هذا العلم وهم أدرى فيه ، فلا يكفي مجرد دعوى الانتساب إلى أُسرة من الأسر في توثيق النسب كما أن مجرد دعوى وجود شخصية عاشت قبل أكثر من قرن من الآن لا تكفي ما لم توثق وتذكر في المصادر التأريخية وهي كثيرة ولله الحمد. ثم أن ما يدور من سجال لدى الإخوة ناشئ من الجهل وعدم المعرفة في حقيقة تسمية (آل الدده) فقد أدى الجهل في حقيقة التسمية إلى تصور البعض أنهم من السادة (آل الدده الموسوية) لمجرد كونهم يلقبون بهذا اللقب ولكن سيأتي منا في مطاوي هذه الرسالة بيان أن كلمة (الدده)( ) هي لقب في إحدى الطرق الصوفية (البكتاشية) يلقب به كل من ينتسب إليها ويتدرج في مراتبها حتى يصل إلى مرتبة (الدده) ، فليس بالضرورة كل من لقب بهذا اللقب هو ممن ينتسب إلى السادة آل الدده الموسوية الذي يعود نسبهم إلى مؤسس الطريقة البكتاشية (السيد محمد بكتاش ولي) والذي يعود نسبه إلى الإمام السابع من أهل البيت (عليهم السلام) الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) هذا وقد التمس مني بعض الإخوة الأجلاء وضع رسالة تبين الحال وترفع الإيهام عن حقيقة آل الدده الموسوية في العراق . فاستجبت لهم رغم انشغالي بطوارق الحدثان بوضع رسالة سميتها بـ(مختصر البيان في رفع الإيهام).












((بسم الله الرحمن الرحيم))
الفصل الأول
الدده :- مصطلح تركي معناه الأب الروحي الكبير وقد أطلقت هذه الكلمة لأول مرة على السيد الحاج (بكتاش ولي) وهو السيد محمد خنكار ولي المولود في مدينة نيسابور من أعمال خراسان والده السيد محمد الملقب إبراهيم الثاني – والدته ختم بنت العالم الشهير أحمد بن عامل النيسابوري ولا يعرف تأريخ ولادته على وجه الدّقة فالبعض يذكر أنه ولد سنة (1209م – 606هـ) والبعض الآخر يقول إنه ولد في سنة (1242م – 639هـ) ويظهر من خلال المخطوطات البكتاشية العلوية وكتاب الولاية والأغاني والقصائد البكتاشية( ) أنه ينتسب إلى الرسول الأكرم (Y).
حيث أن نسبه يعود إلى الإمام السابع من أهل البيت موسى بن جعفر u بطريق يتصل بإبراهيم المجاب – وقد ذكر القاضي زهير كاظم عبود في كتابه (الشبك في العراق) ( ) ما حاصله : الحاج بكتاش ولي الخراساني الأصل النيسابوري المولد كان من السادة الموسوية أي ممن يتصل نسبهم بالإمام موسى الكاظم u.
وقد تتلمذ في خراسان للشيخ لقمان الصوفي الشهير ودرس على أحمد البسوي الشهير ولما كانت خراسان وتركستان وإيران عرضة لهجمات المغول المتكررة بعدما ضعفت سلطة خليفة بغداد على تلك المناطق أضطر الحاج بكتاش ولي للهجرة إلى بلاد الأناضول (تركيا حالياً) لأنه لم يجد وسيلة للنجاة بأهله وأمواله سوى الهجرة وفي طريقه إلى بلاد الروم مرَّ على عدة من المدن منها النجف الأشرف ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس وحلب وحصل على الكثير من المعارف والعلوم في الفلسفة والتاريخ والتصوف والتفسير بالإضافة إلى تضلعه باللغة العربية .

وقد قام بخلط الفلسفة بالدين وأسس طريقة صوفية سميت بالطريقة البكتاشية العَّلـِّية وهي طريقة صوفية اثنا عشرية غير أصولية ( ).
وبكتاش عندهم معناه الأمير ( ) و ((البكتاشي (نسبة إلى المنتسب للطريقة العلية) دَّيـِنٌ ورعٌ تقيٌ زاهدٌ منقادٌ لأوامر الله سبحانه وتعالى متأدب بآداب المصطفى (Y) . متخلق بأخلاق سيدنا ومولانا الإمام علي u محب له متفان ٍ بهذا الحب عف اللسان طاهر الذيل معين للضعفاء وخادمٌ للكل)) ( ).
ثم دخل السيد بكتاش ولي تركيا في زمن أورخان واستوطن قرية (قيرشهر) أو (قرشهر) القرية التي سميت باسمه بعد ذلك( ) توفاه الله في سنة 738هـ في عهد السلطان خذاوندكار في القرية نفسها التي نزل بها ودفن في محل سمي باسمه (حاجي بكتاش) وما زال مرقده مزاراً يؤمه أهل التصوف وكان ولياً من أولياء الله الصالحين وصاحب كرامات.
ويبدوا أن أهم ما ارتفع بمقام الحاج بكتاش ولي علويته التي جعلت له مكانة بين معاصريه من الأولياء العلويين كالرفاعي في العراق والدسوقي وأحمد البدوي في مصر وأبناء الشيخ عبد القادر الجيلي في العراق. ومن هنا ذكر أستاذه لقمان برنده أن علة قوته على إظهار الكرامات تكمن في اتصال نسبه بعلي بن أبي طالب ومهما يكن الأمر فيبدو أن شهرة الحاج بكتاش كانت عامة بين الأتراك والتركمان حتى لقد ظهر اسم بكتاش علماً يسمى به المماليك في مصر كبكتاش الفخري من القواد المصريين وبكتاش المنصوري الذي عمَّرَ مائة سنة وكآخرين عاشوا في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) أيضاً. ولم يكن الحاج بكتاش شخصية مثالية أو أسطورية كما قال البعض وإنما هو شخصية حقيقية دون أدنى ريب.
وبما أن السيد بكتاش ولي هو المرجع الروحي الأعلى لهذه الطريقة ومؤسسها سميّ (بالدده)( ) ولم تكن هذه الكلمة معروفة بالدول العربية والإسلامية إلا بعد الفتح العثماني وانتشار الطريقة البكتاشية في أنحاء الإمبراطورية العثمانية وقد اعتنقها الكثيرون وإينما وجدت تكية بكتاشية وجدت هذه الكلمة (الدّده).
عقائد البكتاشية
أصبح من المعلوم لدى كل من اطلع على تاريخ الفرق والمذاهب والطرق الصوفية أن كل طريقة أو مذهب أو فرقة - تنتسب بحبها للرسول الكريم (Y) وأهل بيته النجباء عليهم وعلى أمهم السلام – تـُتهم بالغلو وللأسف الشديد زوراً وبهتاناً . ولرفع هذا الحيف الذي ألـَّـم بهذه الطريقة كان لزاماً علينا ذكر شيئاً من عقائدها وكما يلي :
يؤمن البكتاشيون العلويون بالله وبرسوله ويلفظون كلمة الشهادة بالشكل التالي (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن محمداً رسول الله وأشهدُ أن علياً ولي الله وصي رسول الله) إلا أن خصومهم وأعداءهم لا يذكرون إقرارهم بهذه الشهادة بل يتهمونهم بالإنكار والكفر والزندقة والفسق والفجور وقد حوربوا من قبل العثمانيين وخاصة من السلطان مراد الرابع وما بعده فقتل غالبية هؤلاء السادة عن طريق الحرق بالنار والدفن أحياء وإلقاؤهم في الأنهار والآبار مع سبي نساؤهم !.
ويذكر البكتاشيون الله عز وجل في أشعارهم وأدعيتهم بحب وخضوع عميق كما يستعملون الآيات القرآنية والعبارات الاسلامية – إلا أن أعداءهم يتهمونهم بالاستهزاء بالقرآن وبالشريعة الإسلامية بل أن التجني يصل ببعضهم إلى درجة اتهامهم بأنهم لا يحبون الرسول محمد (Y) - رغم أنهم يذكرونه في أشعارهم وأغانيهم الدينية والاجتماعية بحب شديد ويعتبرونه البادي شاه والمرشد الأكبر وكيف لا يحبونه وهم يعتقدون بأنه جدهم وبأنه نور الأنوار المحمدية الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين أما الجهلاء الذين يزعمون بأن البكتاشيين يعتبرون الإمام علي u أفضل من النبي محمد (Y) فيرد عليهم البكتاشيون ببساطة أننا نعتقد بأن محمد (Y) وعلياً u (نفس واحدة) و (نور واحد) و (روح واحدة) في جسمين فالبكتاشيون يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى خلق نوراً قبل أن يخلق آدم u بآلاف السنين وعندما خلق آدم u جعل هذا النور في آدم ثم انتقل منه إلى أولاده الأنبياء b حتى وصل إلى عبد المطلب وعندئذ قسم النور إلى قسمين قسم مع عبد الله وقسم مع أبي طالب ، فالقسم الأول انتقل من عبد الله إلى الرسول (Y) والقسم الثاني أنتقل من أبي طالب إلى الإمام علي u .
ويعتقد البكتاشيون بأن جميع أجداد محمد (Y) وعلي u الذين حملوا ذلك النور أطهار معصومون ثم انتقل النور الذي كان مع الرسول (Y) إلى فاطمة (عليها السلام) ليجتمع ثانية مع النور الذي كان مع الإمام علي u في أبنائهما الحسن والحسين b والأئمة من أبناء الحسين u فكانوا جميعاً يحملون ذلك النور بشكلٍ كامل .
فكيف يقال إذاً بأن البكتاشيين يقدسون الإمام علي u أو يعظمونه أكثر من الرسول (Y) إن هذه الأقوال ليست إلا أقوال من جَهـِلَ حقيقة هذه الفرقة بل وأكثر من ذلك فإن البكتاشيين عندما يذكرون اسم محمد (Y) وعلي u في أشعارهم وأغانيهم لا يذكرونهما إلا كإسم ٍ واحد (محمد وعلي) – ويظن القارئ أو المستمع أنهم يذكرون شخصاً واحداً أسمه محمد علي – فيقولون بأن الرهبر هو علي u لكن المرشد البير (السيد) هو محمد (Y) وليس بينهما أي فرق بالأصل فهما من نور واحد ونفس واحدة وروح واحدة في جسمين لا غير وأدل دليل على حسن هذا الاعتقاد ما ورد في الذكر الحكيم من آية المباهلة في قوله عز وجل (وأنفسنا)( ) وكذلك أحاديث الرسول (Y) المتواترة كما في قوله (Y) : ((عليٌ مني وأنا من علي لحمه لحمي ودمه دمي وليه وليِّ وعدوه عدوي من كنت مولاه فعليٌ مولاه أللهم وال ِ من والاه وعادِ من عاداه))( ) كما يقول أحد شعرائهم (عليٌ ... الوحي المطلق) ولما كان الرسول لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى حسب النص الإلهي.
لذلك فقوله من كنت مولاه هو أمر إلهي وغاية إلهية ونص إلهي فالوصية هي من قـِبَل الله سبحانه وليست من اختيار الناس والله سبحانه وتعالى اختار محمداً (Y) كرسول وعلياً u كوصي هذا هو اعتقاد البكتاشي العلوي.

النبي (Y) في عقيدة البكتاشيين
هو عبارة عن ملاك نوراني ذو ذكاءٍ خارق وبلاغة فوق العادة وقد كان متمكناً من سبعين لغة كتابة ً كما كان يعلم أسرار الحروف الموجودة في أوائل السور القرآنية مثل (ن ، الم ، كهيعص ، حمعسق ، الر ، ص).
لقد كان بإمكان محمد (Y) أن يعيش حياة صوفية بدون أن يتأذى لأنه كما تقدم ملاك وقادر على التحكم ببدنه في جميع النواحي. وليس مطلوباً من الإنسان العادي أن يعيش مثله ولكن المطلوب أن يمشي في طريق النبي (Y) وأن يحاول الاقتداء بسيرته في جميع صفاته من الصدق والعدل والأمانة وحب الناس والتواضع وحب الخير.

القرآن الكريم في عقيدة البكتاشيين
القرآن في اعتقادهم هو منبع المعتقدات التي ترفع قدر الانسان وقيمته بوصفه خليفة الله على الأرض فهم يقدسون كل رأي يرفع مستوى الإنسان والإنسانية ويعتبرون القرآن منبع لهذه الآراء والعقائد لذلك فهو مقدس والله عز وجل أراده هداية ً للعباد إلى الطريق القويم وينورهم ويرفع درجاتهم .





الحاج بكتاش ولي عند البكتاشيين
يعتقد البكتاشيون بأن الحاج بكتاش ولي قد وصل إلى جميع الأبواب والمقامات وهو قطب العارفين ( ).
الخطوط العريضة للطريقة البكتاشية العلوية
للطريقة البكتاشية أربعة تعاليم أساسية وهي :
أ‌. نظرية الصدور.
ب. حب علي u.
ج. رد الشريعة .
د‌. الولاية .
ومعنى الصدور : أنه ليس هناك خالق إلا الله وكل ما تراه هو عبارة عن صدور عن ذات الله وهذا لا يعني بأنه سبحانه يزيد أو ينقص تعالى عن ذلك علواً كبيراً وهم يشتركون في هذه النظرية مع طرق صوفية أخرى ومع بعض العلماء مثل الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي.
وأما حب علي : وهو القاسم المشترك بين جميع الطوائف والطرق الشيعية العلوية وقد يكون البكتاشيون العلويون مبالغين في هذا الحب ولكنهم بخلاف ما يتهمهم به أهل السنة لا يصلون إلى درجة الغلو ولا يخفى أن جذور هذا الحب عندهم ومصدره هي أحاديث الرسول الأعظم (Y) بحق الإمام علي (u) والتي نقلت عن أولاده الأبرار والأئمة الأطهار (b) بل نقلها عامة الفرق والطوائف الإسلامية فحق أن توصف هذه الأخبار بالتواتر( ) .
وأما رد الشريعة : فيقصد بها عندهم رد الشريعة السنية التي غـُيرت وبُدلت من قبل الخلفاء والملوك فالبكتاشيون لا يتمسكون بقواعد الشريعة المروية عن أئمة المذاهب السنية وهم يعتقدون بأن الحكام قد غيروا وبدلوا حتى في القرآن الكريم وبدورهم يعتقد أهل السنة بأن البكتاشيين كفار ملحدون يجب قتلهم جميعاً ومحوهم عن وجه الأرض ولا يخفى أن تسمية البكتاشيون لما يروى عن أئمة المذاهب السنية بالشريعة تسمية صورية وإلا فإنهم يعتقدون بأن الأحق بتسمية الشريعة هو ما ورد عن علي (u) وأهل بيته المعصومين الأطهار.
أما الولاية : فيعتقد البكتاشيون أن الإمام علي (u) هو شاه الولاية وجميع الأولياء يرتبطون به والحاج بكتاش ولي هو عبارة عن تجلي للإمام لكي يُبَلِغ عن الولاية علماً أنها (الولاية) صفة أعطاها الله عز وجل لمن يحب من عباده والولي هو المبلغ والهادي إلى طريق الله الحقيقي كما أنهم يعتقدون بأن روح الولاية تنتقل من شخص إلى آخر وعادة ً ما يكون الآخر هو ابن الولي السابق .
العهد ودخول الطريقة البكتاشية
لتعميد المريد والطالب نظام خاص بالطريقة البكتاشية فعند دخوله إلى ميدان التكية يقرأ الدليل أبياتاً معينة من الشعر ثم يقول (اللهم صلِّ على جمال محمد وكمال علي والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ثم يقول :
جئتُ بباب الحق بالشوق سائلاً
مـقـراً به محمداً وحـيـدرا
وطـالباً بالسر والفيض منهما
ومن الزهراء وشبيراً وشبـرا
ثم يقرأ الشيخ على الطالب آية البيعة ((إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما) – الفتح ، آية 10 – ثم يقول الطالب أبياتاً من الشعر يعلن بها دخوله الطريقة ومن هذه الأبيات :
وبالحب أسلمت الحشا خادماً لآل ِ العبا
(يعني أصحاب الكساء)
وملاذي هو الحاج بكتاش قطب الأولياء
ثم يقام حفل يوزع فيه الطعام ويعلن عن دخول الطالب.
آداب الطريقة عند زيارة التكية
فرض أرباب الطريقة على المريد أن يغتسل قبل زيارة التكية وأن يأخذ معه هدية ولو كانت شيئاً من الملح فإذا دخل الباب سمى ولا يجوز له أن يطأ العتبة برجله لأنها مقدسة ، ثم يلتحق بالخدمة التي تطلب منه ، وبعد ذلك يتقدم المريد فيقبل يد الشيخ. ثم يعود بظهره بضع خطوات ولا يجلس حتى يأذن له الشيخ بالجلوس.
وعند الوقوف أمام الشيخ لابد من مراعاة أمور :
1. أن يضع الواقف إبهام القدم اليمنى فوق اليسرى.
2. أن يضع يداه على صدره فوق السرة.
ثم يجلس حسب مرتبته ولكل شخص مرتبة خاصة والمراتب بالأقدمية.
والمنتسب إلى الطريقة العلية تنتظره واجبات كثيرة يؤديها في منزله وفي التكية عند زيارته لها.
فالواجبات المنزلية هي إقامة الصلوات في أوقاتها وتلاوة الأوراد والأذكار المأذون بتلاوتها وحفظ الأدعية المأثورة.
وواجبات التكية أن يقوم بالخدمة مع الدراويش ثم يخصص بخدمة معينة كسقاية القهوة أو خدمة الضيوف أو إعداد الطعام وتجهيز المائدة أو غسل الأواني أو غيرها فإذا أتم التعاليم بالوجه الكامل كلفه الشيخ بخدمة أرقى.
درجات أو مراتب المنتسبين للطريقة ( )
إن الطريقة العلية البكتاشية بحسب ما يعتقده البكتاشيون قد انحدرت أصولها من سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب u وعن أولاده وأحفاده إلى أن وصلت إلى مشايخنا الكرام يداً بيد وكابر عن كابر وعنهم أخذوا مبادئ هذه الطريقة الجليلة وقد قسم أرباب هذه الطريقة المنتسبين إلى طريقتهم على النحو التالي بحسب درجاتهم :
1. العاشق :- وهو الذي يحب الطريقة ويعتنق مبادئها وتسيطر عليه الروح البكتاشية وله رغبة في الانضمام إلى الطريقة ويكثر من الحضور في التكية ويسمع ما يدور بها ويرشحه الشيخ ليكون في المنزلة التالية وهي درجة الطالب. ولا بد له من ممارسة طقوس خاصة حتى يرشح من قبل الشيخ لدخول الطريقة وهي كما يأتي :
أ‌. أن يمضي وقتاً شاقاً بممارسة الأدعية والأذكار والصلوات استعداداً للدخول.
ب‌. التزي بزي خاص على الرأس.
ت‌. الاعتقاد بالقوى الروحية الخارقة للعادة التي يمن بها الله على المريدين وأصحاب الوجد.
ث‌. احترام المرشد أو الشيخ إلى درجة تقرب من التقديس.
2. الطالب :- وهو الذي يعلن عن رغبته في الانضمام للطريقة ويرشحه الشيخ لذلك ليتقبل الإقرار ويعطي العهد ويقام له حفل بذلك.
3. المحب :- وهو الطالب الذي ينتسب إلى هذه الطريقة بعد حفلة الإقرار والبيعة.
4. الدرويش :- وهو الذي يتبحر في آداب الطريقة وعلومها ويلـّم بأركانها ومبادئها ويهب نفسه للخدمة العامة فيها.
5. البابا :- وهي درجة الشيخية ولا يصل إليها الدرويش إلا بعد مدة طويلة حيث يكون قد عرف الرموز الصوفية وأحاط بها.
6. الدده :- وهو الخليفة ولا يمنح هذه المنزلة إلا شيخ المشايخ ويكون رئيساً لفرع من فروع الطريقة في المدن التي تتواجد فيها هذه الطريقة ولا بد أن يكون من السادة المنتسبين للحاج بكتاش ولي حصراً.
7. الددة بابا :- شيخ مشايخ الطريقة ينتخب من قبل الخلفاء وهو المدير العام لشؤون الطريقة في العالم وهو من يعين البابوات وله الحق في عزل المشايخ.



الأوراد البكتاشية
إن للطريقة البكتاشية بعض الأوراد الخاصة بها والناظر فيها يرى كيف أن الطريقة البكتاشية أسست على عقيدة الشيعة الإمامية الأثني عشرية. وفيما يلي بعض هذه الأوراد :-
1. اللهم صلِ وسلم وزد وبارك على السيد المطهر ، والإمام المظفر ، والشجاع الغضنفر ، أبو شبير وشبر.
2. اللهم صلِ وسلم وزد وبارك على السيدة الجليلة ، الجميلة الكريمة النبيلة ، المكروبة العليلة ، ذات الأحزان الطويلة ، في المدة القليلة ، المعصومة ، المظلومة ، الرضية ، الحليمة ، العفيفة ، السليمة ، المدفونة سراً ، والمغصوبة جهراً ، المجهولة قدراً ، المخفية قبراً ، سيدة النساء ، الأنسية الحوراء ، البتول العذراء ، أم الأئمة النجباء النقباء ، فاطمة التقية ، الزهراء عليها السلام.
3. اللهم صلِ وسلم وزد وبارك على السيد المجتبى ، والإمام المرتجى ، سبط المصطفى ، وابن المرتضى ، علم الهدى ، الشفيع ابن الشفيع ، المقتول بالسم النقيع ، المدفون بأرض البقيع ، الإمام المؤتمن ، والمسموم الممتحن ، الإمام بالحق ، أبي محمد الحسن.
4. اللهم صلِ وسلم وزد وبارك على السيد الزاهد ، والإمام العابد ، الراكع الساجد ، قتيل الكافر الجاحد ، الإمام بالحق ، أبو عبد الله الحسين عليه السلام.
وهكذا تستمر هذه الأوراد على هذا النحو ذاكرة ً إماماً إماماً من الأئمة الأثني عشر إلى أن يأتي الورد الخاص بالمهدي (عج).
5. اللهم صلِ وسلم وزد وبارك على صاحب الدعوة النبوية ، والصولة الحيدرية ، والعصمة الفاطمية ، والحلم الحسنية ، والشجاعة الحسينية ، والعبادة السجادية ، والمآثر الباقرية ، والآثار الجعفرية ، والعلوم الكاظمية ، والحجج الرضوية ، والجود التقوية ، والنقاوة والنقوية ، والهيبة العسكرية ، والغيبة الإلهية ، القائم بالحق ، والداعي إلى الصدق ، المطلق كلمة الله ، وأمان الله ، وحجة الله ، القائم لأمر الله ، المقسط لدين الله ، الذاب عن حرم الله ، إمام السر والعلن ، دافع الكرب والمحن ، صاحب الجود والمنن ، الإمام بالحق ، أبي القاسم محمد بن الحسن ، صاحب العصر والزمان ، وخليفة الرحمن ، ومظهر الإيمان ، وقاطع البرهان ، وسيد الأنس والجان ، المولى الولي ، وسمي النبي ، والوصي ، والصراط السوي ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين. الصلاة والسلام عليك يا وصي الحسن والخلف الصالح يا إمام زماننا أيها القائم المنتظر المهدي يا ابن رسول الله يا بن أمير المؤمنين يا إمام المسلمين يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا في الدنيا والآخرة يا وجيهاً عند الله إشفع لنا عند الله بحقك وبحق جدك وبحق آبائك الطاهرين.
6. ورد التولي والتبري :- بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وما توفيقي واعتصامي إلا بالله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. والصلاة والسلام على رسولنا محمد الذي أرسله بالهدى قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى وعلى آله واصحابه وأزواجه الهدى يا سادتي ويا موالي إني توجهت بكم أنتم أئمتي وعدتي ليوم فقري وفاقتي وحاجتي إلى الله وتوسلت بكم إلى الله واستشفعت بكم إلى الله وبحبكم وبقربكم أرجو النجاة من الله فكونوا عند الله رجائي يا سادتي يا أولياء الله صلى الله عليكم أجمعين اللهم أن هؤلاء أئمتنا وساداتنا وقاداتنا وكبرائنا وشفعائنا بهم نتولى ومن أعدائهم نتبرأ في الدنيا والآخرة والعن من ظلمهم وانصر شيعتهم واغضب على من جحدهم وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والأنس أجمعين من الأولين والآخرين إلى يوم الدين اللهم ارزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم وزدنا محبتهم واحشرنا معهم وفي زمرتهم وتحت لوائهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين . اللهم صل على محمد وآل محمد.
وفي ختام الأوراد على المريد البكتاشي أو السالك أن يشهد بهذه الشهادة فيقول :
وأشهدُ أن الأئمة الأبرار ، والخلفاء الأخيار ، بعد الرسول المختار ، عليٌ قامع الكفار ، ومن بعده سيد أولاده الحسن بن علي ، ثم أخوه السبط التابع لمرضاة الله الحسين ، ثم العابد عليٌ ، ثم الباقر محمد ، ثم الصادق جعفر ، ثم الكاظم موسى ، ثم الرضا علي ، ثم التقي محمد ، ثم النقي علي ، ثم الزكي العسكري الحسن ، ثم الحجة الخلف الصالح القائم ، المنتظر المهدي المرجى الذي ببقائه بقيت الدنيا وبيمنه رزق الورى ، وبوجوده ثبتت الأرض والسماء ، به يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجورا ، وأشهد أن أقوالهم حجة ٌ وامتثالهم فريضة ٌ وطاعتهم مفروضة ومودتهم لازمة مقضية والاقتداء بهم منـْجية ومخالفتهم مردية وهم سادات أهل الجنة أجميعن وشفعاء يوم الدين وأئمة أهل الأرض على اليقين وأفضل الأوصياء المرضيين.








الفصل الثاني
آل الدده في العراق
إن أول شخص قَدِمَ العراق من أحفاد السيد الحاج بكتاش ولي هو الزعيم الديني لهذه الطريقة في وقته المدعو بالسيد عبد المؤمن الدده وذلك في منتصف القرن العاشر الهجري ، هاجر من قرية قير شهر وسكن بجوار قبر جده الحسين بن علي (ع) وأنشأ له تكية عند باب القبلة على يمين الداخل للصحن الحسيني الشريف وتعرف بالتكية البكتاشية( ) وبعد وفاته دُفن فيها وكذلك دُفن فيها الشاعر الصوفي (فضولي) وكان قبر عبد المؤمن دده يُزار من قبل الدراويش الذين يطلق عليهم كلمة (المسراة) الذين يأتون من تركيا ومن البلاد الإسلامية وبعد إنشاء الشارع المحيط بالحضرة الحسينية الشريفة انفصل قبره خارج الصحن وبقي إلى سنة 1968م حيث جُدد بناءه من قبل الحكومة التركية وبقي حتى سنة 1991م حيث هُدم بعد الانتفاضة الشعبانية من قبل النظام البعثي الموجود آنذاك والسيد عبد المؤمن الدده هو الجد الأعلى للسادة آل الدده ومن أعماله المشهورة إيصال الماء إلى مدينة كربلاء في زمن السلطان سليم الأول حيث أن السلطان سليم الأول زاره في خلوته في التكية ولمس منه كرامات وطلب السيد عبد المؤمن دده من السلطان حفر نهر سماه نهر الحسينية وهو موجود إلى الآن وله قصة مشهورة عن كيفية حفر النهر يعرفونها أهالي كربلاء ويعزون (لآل الدده) الفضل في إيصال الماء إلى كربلاء كما وأن لهم عادات وتقاليد خاصة بهم دون غيرهم كإنارة الحضرة الحسينية بالقناديل ( )، حيث كان المتولي منهم وهو الأرشد في العائلة يقوم بإشعال القنديل الموجود داخل الضريح منطلقاً من التكية وبعدها يقوم خدمة الروضة الحسينية الشريفة بإشعال القناديل الأخرى و هناك قصة عن السيد عبد المؤمن دده ينقلها المرحوم السيد عبد الحسين دستغيب في كتابه القصص العجيبة ( ) عن كرامات السيد عبد المؤمن دده والتي يقول فيها انه أثناء ترميم المقبرة في سنة 1946م حيث انهار جزء من الجدار المحيط بالجسد وجد جثمانه على الهيئة التي دفن فيها ووجهه مقابل قبر جده الحسين (ع) علماً أن الميت إذا دفن يكون وجهه مقابل للقبلة وكأن السيد دده أراد أن لا يكون ظهره مقابل قبر جده حيث جعل الحسين (ع) قبلته.
ولا يوجد قبر لأي شخصية من (آل الدده) في كربلاء يزار عدا قبر عبد المؤمن الدده ومعظم أهالي كربلاء يعرفون ذلك ثم لم يكن لعبد المؤمن أخوة قدموا العراق معه ثم انتقلت التولية بعد ذلك إلى حفيده السيد صادق بن جعفر الدده صاحب الوقفية المشهورة والمؤرخة سنة 962هـ ( ) وهي موثقة في بغداد الوقف السني ولدينا نسخة منها وقد نزح شقيقه السيد إسماعيل بن جعفر الدده من كربلاء وسكن جنوب شرق الحلة في أثناء حكومة القاجار وأسس تكية كانت تعرف بتكية (الددوات) في قرية الدولاب واستمرت التولية في أحفاده إلى أن وصلت للسيد راضي الدده وهو الجد الخامس لآل الدده في الحلة وكان يسمى (بسريك صان) وهدمت تكية قرية الدولاب أثناء توسعة شط الحلة عام 1957م.
واستمرت تولية تكية كربلاء في أحفاد السيد صادق بن جعفر الدده إلى أن وصلت إلى السيد أحمد الدده الجد الرابع للأسرة الموجودة في كربلاء وكان يسمى (بسريك صان) حيث قام الرئيس الأعلى للطريقة البكتاشية في تركيا بتنصيبه متولياً( ) وقد توفي سنة 1214هـ بمرض الطاعون الذي حلَّ في مدينة كربلاء ودفن في التكية المذكورة , وبعدها اندمج ابنه السيد محمد تقي المعروف (بالدرويش) في سلك خدمة الروضة الحسينية الشريفة وكذلك السهر على شؤون الدراويش الذين يأتون من خارج العراق واستمر من بعده أحفاده ضمن خدمة الروضة الحسينية .
ومن المعروف عنهم أنهم لم يشاركوا في الانتفاضات ضد الإمبراطورية العثمانية خوفاً من انقطاع الاتصال بالرئيس الأعلى للطريقة البكتاشية في تركيا.
ثم عرف عنهم فيما بعد مقاومتهم للاحتلال البريطاني بعد اشتراك عميدهم السيد عبد الحسين الدده المعروف بالسيد حسين في ثورة العشرين مع ابنه السيد هاشم ومن المواقف المذكورة له أنه حينما هرب السجناء من سجن أبو غريب العسكري البريطاني هو الذي استقبلهم وأخذهم إلى مكان آمن في منطقة العطيشي في كربلاء وبدءوا في مقاومة الاحتلال من ذلك المكان ثم أن البريطانيين كلفوا السيد حسين كمونة بالتفاوض مع السيد حسين الدده على أن يلقوا السلاح ولهم الأمان وفعلاً على أثر هذه الوساطة قاموا بتسليم أسلحتهم , ولكن حكم عليهم بعد ذلك بالسجن وسجنوا في سجن الحلة العسكري البريطاني وحُكِمَ على السيد حسين الدده بالإعدام ثم أفرج عنه بعد ذلك ولم ينفذ فيه حكم الإعدام ( ) .
وبعد تأسيس الحكم الوطني في العراق انتخب السيد حسين الدده نائباً في برلمان العراق ولعدة دورات إلى أن توفي في صيف 1948م في مشهد الإمام الرضا (ع) ودفن في تكية كربلاء.
ملاحظة : إن والد السيد حسين (السيد عباس الدده) كان زعيم الطائفة البكتاشية وله دور كبير في نشر التشيع في ألبانيا ومقدونيا ودول أخرى.
آل الدده في الحلة
(آل الدده) في الحلة هم أحفاد السيد إسماعيل الدده وهم على صلة وثيقة بإخوانهم في كربلاء وعميدهم اليوم السيد حسين بن عبد بن دهش الدده الذي قام بتوثيق المشجر الخاص (بآل الدده) من قبل النسابة سبط أهل البيت الحاج عباس الدجيلي سنة 1998م وهو عضو مجلس السادة الأشرف في كربلاء.
ملاحظة: ورد في كتاب مدينة الحسين للسيد محمد حسن الكليدار آل طعمة أن السيد أحمد الدده رضوي النسب. وفي تحفة العالم في شرح خطبة المعالم - ط2 ، 1401هـ ، ج1 ، ص289 ، للسيد جعفر آل بحر العلوم – جاء ما يلي :
(( والبكتاشية نسبةً إلى الشيخ العارف بالله السيد محمد الرضوي من أولاد الرضا (ع) وقيل من أولاد الإمام الكاظم (ع) من صلب إبراهيم الثاني جاء من بلاد خراسان إلى بلاد الروم )).
بينما الصحيح أنه موسوي ومن أحفاد بكتاش ولي حسب المخطوطات الموجودة والمشجر, كما ورد ذلك في نسب السيد محمد بكتاش ولي المذكور في الرسالة الأحمدية في الطريقة العليّة البكتاشية( ).
الفصل الثالث
لقب الدده عند الأكراد
إن لقب الدده ظهر عند الأكراد بظهور حركة صوفية تعرف بالكاكائية ( ) ويطلق على شيوخهم لقب الددوات, لكن أصل اللقب لغيرهم وأنهم أرادوا التستر بهذا اللقب حذراً من الترك أن يبطشوا بهم لأن الأتراك يحترمون هذا اللقب احتراماً شديداً ومن المحتمل أن يكون لهم أثر بانتشار هذا اللقب في العراق . كما إن لقب الدده ظهر عند الشبك أيضاَ حيث يتلقب به البعض من مشايخهم( ).



تكايا البكتاشية ( )
القسم الأول : التكايا الرئيسية وهي في الوقت نفسه مقامات للخلفاء البكتاشية :
أ‌. تكية أبدال موسى (في مدينة أنطاكيا التركية) منطقة المالي.
ب. تكية فيغوسوز أبدال (في مصر).
ج. تكية السيد علي سلطان في (ريمانوكه).
د. تكية كربلاء (في العراق) .
القسم الثاني : التكايا في العراق( ) :
1- كربلاء في صحن الإمام الحسين (ع) تكية الددوات – توليتها بيد (آل الدده) وهم في الأصل من البكتاشية وتوجد فيها مراقد (لآل الدده) والتولية منحصرة فيهم وهم شيعة إمامية ولا تعرف عنهم البكتاشية ولا اعتناق طريقتها فهم أصولية وهذه التكية من أقدم تكايا البكتاشية في العراق ولم ينقطع اتصالها بالتكية البكتاشية الرئيسية في تركيا إلا بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1914م وزاد الانقطاع بإلغاء التكايا في الجمهورية التركية الحديثة( ) .
2- الحلة في الجنوب الشرقي منها وعلى ضفاف نهر الحلة تكية الددوات - توليتها بيد آل الدده وقد انقطع اتصالها بالبكتاشية بعد انقطاع تكية كربلاء عنها وبقية مشيدة حتى ثورة 1920م عندما قصفتها القوات البريطانية أثناء الثورة بغضاً لآل الدده .
وقد حاول السيد حسين الدده عميد السادة آل الدده في كربلاء إعادة بنائها بعد تأسيس الحكم الوطني وأعطى المبالغ المخصصة لذلك للمتولي عليها عبد الحسين الدده (أبو محسن) وكان مختاراً لقرية الدولاب إلا أن الأخير صرف المبالغ لموارد أخرى وبقية كذلك إلى سنة 1957م حيث هدمت بعد توسعة شط الحلة.
3- في النجف تكية بكتاشية أيضاً ولا شك أنها ترجع في القدم إلى مثل تكية كربلاء وكانت توليتها بيد الحاج السيد أحمد ويراني سلطان وكان معتبراً عند البكتاشية والكاكائية معاً.
4- في بغداد تكية للبكتاشية كانت في محلة الجعيفر في القسم الغربي وتسمى بتكية خضر الياس استولت عليها مياه دجلة ولم يبقى لها أثر.
5- في داقوق (دقوقا) تكية يقال لها تكية دده جعفر ولا تزال.
6- في كركوك تكية يقال لها تكية مردان علي كما أن تلعفر وسنجار فيها الكثير من باباواتهم .









فهرست بالمصادر لمن أراد زيادة
المعرفة عن آل الدده والطريقة
البكتاشية
1- كربلاء في الذاكرة للسيد سلمان هادي آل طعمة ، ط1 – 1988.
2- عشائر كربلاء وأسرها للسيد سلمان هادي آل طعمة.
3- مدينة الحسين أو مختصر تاريخ كربلاء السلسلة الأولى للسيد محمد حسن الكليدار آل طعمة – ط1 – 1947م.
4- الفكر الشيعي والنزعات الصوفية – الأستاذ كامل مصطفى الشيبي.
5- لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث – د . علي الوردي.
6- العراق بين احتلالين – المحامي عباس العزاوي.
7- الكاكائية في التاريخ – المحامي عباس العزاوي.
8- جريدة الجمهورية العراقية – سنة 1965م.
9- الرسالة الأحمدية في الطريقة البكتاشية – أحمد سري دده بابا.
10- الأنجم الزاهرة في انساب العترة الطاهرة – النسابة عباس الدجيلي .
11- معجم الفرق الإسلامية – شريف يحيى الأمين.
12- مطالع السعود – عثمان بن سند البصري.
13- القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق – يونس الشيخ إبراهيم السامرائي.
14- تاريخ وبيوتات أهل البيت في وادي الرافدين – فتحي عبد القادر سلطان- دراسة ميدانية.
15- تحفة العالم في شرح خطبة المعالم- العلامة للسيد جعفر آل بحر العلوم.
16- مراقد المعارف – الشيخ محمد حرز الدين.
17- علويوا الأناضول – الدكتور بسيم صبحي الأنطاكي.
18. الشبك في العراق – القاضي زهير كاظم عبود.





الـملاحق








































































































































محتويات البحث
1. الإهداء .................................................. ........3
2. مقدمة الطبعة الثانية........................................... ..5
3. المقدمة .................................................. ........7
* الفصل الأول :
1. مدخل في تفسير لقب الدده ...............................11
2. نبذة عن الحاج بكتاش ولي ...............................11
3.عقائد البكتاشية .............................................18
4.النبي في عقيدة البكتاشية ..................................23
5. القرآن في عقيدة البكتاشية ................................24
6. الحاج بكتاش ولي عند البكتاشيين .......................25
7. الخطوط العريضة للطريقة البكتاشية ....................25
8. العهد ودخول الطريقة ....................................28
9. آداب الطريقة عند زيارة التكية ..........................29
10. درجات ومراتب المنتسبيين للطريقة ...................30
11. الأوراد البكتاشية ........................................34
12. ورد التولي والتبري ....................................37
* الفصل الثاني :
1. آل الدده في العراق .......................................41
2.أول من سكن كربلاء من آل الدده ........................41
3. آل الدده في الحلة .........................................47

* الفصل الثالث :
1.لقب الدده عند الأكراد......................................49
2. التكايا البكتاشية ...........................................50
* فهرست المصادر لمن أراد زيادة المعرفة عن آل الدده والطريقة البكتاشية......................................... .......................54
* الملاحق :
1.الملحق الأول ...............................................57
2. الملحق الثاني .............................................58
3. الملحق الثالث .............................................60
4. الملحق الرابع .............................................61
5. الملحق الخامس ...........................................62
6. الملحق السادس ...........................................63
* محتويات البحث ...............................................64