القيادي في حزب الدعوة الشيخ الربيعي يرد على السيد الفالي وينصحه ان يتق الله فيما يقول

رسالة مفتوحة إلى الخطيب الفالي
((لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم))(النساء:148)
سؤال موجه إلى السيد الفالي: هل السب من أخلاق علي والحسين (ع)؟ أم من أخلاق معاوية ويزيد؟
لا شك أنك تعرف الجواب واضحاً كما في قول رسول الله (ص) لأصحابه عندما جاءه عكرمة بن أبي جهل: ((لا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ)) (بحار الأنوار: 21/145)
وقول علي (ع) لأصحابه في معركة صفين: ((إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به))(نهج البلاغة:خطبة206)
تلك هي أخلاق رسول الله ووصيه، أما أخلاق معاوية ويزيد فسب متواصل لعلي (ع) وشيعته على المنابر لمدة طويلة.
فلماذا يا أيها السيد الفالي تتبع منهج أعداء أهل البيت (ع) من فوق منبر الحسين (ع) ومن جوار الحسين (ع) وهو أقدس ما في حياة شيعة أهل البيت (ع)، فما عذرك عند الله وأنت تسب من حكم عليهم فرعون العراق بالإعدام بأثر رجعي، أتريد أن تكمل مسيرته؟! أم لغفلة منك؟! نسأل الله أن يغفر لك وأن يرجعك إلى رشدك لتحترم هذه الأعواد المقدسة التي ترتزق عليها طيلة عمرك.
فما عذرك عند الله أن تتبع منهج أعداء أهل البيت من جوارهم؟أتريد (أن تحارب الدين بالدين) كما هو مسلك الوهابية اليوم؟ أم تريد أن تثير الفتنة بين الشيعة أنفسهم رغم الجراح التي يعانونها، وساحات الحرب التي يخوضونها في مواجهة المد الوهابي اليوم؟ أو ليس الأحرى بك اليوم أن تدعو إلى جمع الكلمة ورص الصفوف، ولم نسمع منك كلمة واحدة تدافع بها عن ظلامات الشيعة في البحرين , والأحساء , والقطيف , واليمن , ولبنان وهم يخوضون معركتهم الكبرى في مواجهة المد الوهابي الملحد، أو ما تعلم أن أعراب السعودية وقطر هم الذين يمدون الإرهابيين بالعدة والعدد في العراق ليهدموا ضرائح الأئمة الطاهرين، وليسفكوا دماء شيعتهم، فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم، فلماذا تسكت عن ذكر ذلك؟
وبالأمس القريب قتل طغاة السعودية الشيخ النمر (رحمه الله)، وكثير من علمائهم مودعين في زنزانات السعودية والبحرين كالشيخ علي سلمان، والشيخ حسين الراضي، ومحاصرة العالم المجاهد الكبير الشيخ عيسى قاسم في بيته، وقد منع علماء الشيعة أن يقيموا صلاة الجمعة والجماعة في مساجدهم، وهدمت كثير من مساجد وحسينيات البحرين، ومنعت إقامة المجالس الحسينية إلا مجالس المهرجين والمخرفين،واليوم القي القبض على سماحة الشيخ المجاهد محمد صنقور ، وأودع السجن، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
لماذا تغمض عينيك عن كل ذلك، وتسب وتشتم من يقاتل المنهج الوهابي في العراق اليوم، أو ليس أبناء من تشتمهم اليوم هم الذين حفظوا مشاهد الأئمة المعصومين (ع)، أو ليس الأحرى بك أن تتبع منهج المرجعية الرشيدة المتمثلة بالمرجع الأعلى آية الله العظمى السيد السيستاني (حفظه الله) الذي دعا إلى وحدة الكلمة ليس بين الشيعة فقط , بل بين السنة والشيعة, وقال (لا تقولوا أخواننا بل قولوا أنفسنا) وأنت تفرق صف الموالين لأهل البيت (ع)...
فإلى من تنتمي قل لي بربك؟ وماذا تقول لله يوم القيامة إذا قال الله لك: لِمَ أثرت الفتنة بين أبناء ولاية أهل البيت (ع).
اتقِ الله واذكر وقوفك بين يديه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.