البرزاني لايرى أبعد من أرنبة أنفه
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْل
تاريخ النشر : 20130603
البرزاني لايرى أبعد من أرنبة أنفه
لقد عودنا اقليم كردستان على المراوغة الصريحة بين حين واخر . بل لماذا نخفي الاسرار ونجامل احيانا . دعوني اقول لكم بكل صراحة وأمانة أن اقليم كردستان بقيادة مسعود برزاني يعتبر الاول بين اقاليم العالم كذبا وافتراء وطمس الحقائق !!
لقد جرت العادة كما هو معروف في العالم أن تكون الاقاليم ذات مواصفات . وعلى قدر عال من المسؤولية بحيث تكون قادرة على ادارة نفسها . وتنفذ ماعليها من مسؤوليات اتجاه حكومة المركز التي تنتمي اليها . ولكن كردستان غير ذلك .
مثال على ذلك نجد أحدث استطلاع أجرته مؤسسة متروسكوبيا الاسبانية في أواخر سبتبمر أن 43 في المئة من سكان قطالونيا يريدون الاستقلال الكامل بينما يعارضه 41 في المئة . ومن المفارقات أن قطالونيا الذي يعد من الاقاليم الأكثر ثراء في اسبانيا من حيث نصيب الفرد من الدخل وإن كان يعاني من ارتفاع ديونه يحث مدريد على وضع خطة لانقاذه من الديون في الوقت الذي يطالب فيه بالاستقلال . وقال ارتورو ماس رئيس وزراء الاقليم والذي ينتمي لحزب التقارب والاتحاد المطالب بالاستقلال ويمثل يمين الوسط من دون دولة لن تستطيع قطالونيا البقاء .
وهو يرى أن الاقليم الذي يعد مركزا لصناعات التكنولوجيا المتقدمة والزراعة عالية الانتاجية يمول الحكومة المركزية في مدريد بأكثر مما يستفيد منها وأن بالامكان استخدام الفارق النقدي في تحسين الخدمات الاجتماعية والصحية . وبعد مظاهرة شارك فيها نصف مليون شخص في عيد قطالونيا الوطني . تعهد ماس أنه إذا فاز في الانتخابات الاقليمية فسيجري استفتاء على الاستقلال . وردت مدريد قائلة أن هذا الاستفتاء سيكون غير قانوني . ويقول العديد من المسؤولين في قطالونيا وأسبانيا إنهم لا يتوقعون اجراء استفتاء بل عملية تفاوض تفضي إلى منح الاقليم سلطات أكبر في جمع الضرائب وانفاق الايرادات . وتطبق ترتيبات مماثلة في اقليم الباسك الذي يبدو ان الجماعات ذات النزعة الوطنية ستفوز فيه بالاغلبية في انتخابات اقليمية تجري هذا الشهر . وبعيد عن قطالونيا فإن الساسة الذين يتمتعون بصفات كاريزمية من أمثال اليكس سالموند الوزير الاول في اسكتلندا والزعيم الفلمنكي بارت دو فيفر حولوا حركات انفصالية هامشية إلى قوى سياسية راسخة تتمتع بالاحترام .
وعند هذا الحد نتوقف لكي نسلط الضوء على اقليم كردستان الذي يتخبط من قمة رأسه حتى أخمص قدميه بسياسة أفقدته الكثير من الاصدقاء في الداخل والخارج .
سياسة هوجاء . وغير متزنة سوف توقع البرزاني وأعوانه في مأزق لايمكن أن يخرج منه الا ميتا أكلينيكيا . رغم كل المحاولات لأنعاشه ولكني أشك في ذلك .
ليس هذا فقط . وانما سوء استخدامه السلطة . واحترافه الكذب والتدليس على الحكومة المركزية جعل منه ( قرقوز ) ومثار سخرية في صحف العراق والعرب والعالم . ويبدو أن البرزاني لايعرف بهذه الاخبار لذا عليه بمتابعة الصحف !!
وأما سرقة النفط العلني أصبح ( وصمة عار ) في جبين حكومة اقليم كردستان .
وصحف العالم تصور البرزاني ( حرامي نفط ) وخارج عن القانون وغير نزيه .
والدليل أن اقليم كردستان يقوم بتهريب النفط عبر الاراضي التركية بمساهمة حكومة تركيا . وكانت وسائل اعلام قد كشفت عبر وثائق رسمية تابعة لحكومة اقليم كردستان عن زيادة واضحة في كميات النفط المعلنة مقارنة بالكميات غير المعلنة . وتكشف احدى الوثائق تفاصيل كميات النفط حسب الانتاج الشهري وكميات التصدير والمتبقي من النفط ومبالغ البيع . مبينة ان كميات النفط الخام المنتجة في عام 2010 بلغت 74.2 ألف برميل يوميا وبمعدل سعر بيع بلغ 76.5$ ب/ف . فيما بلغت قيمة النفط غير المسلم في العام ذاته 2.102.6060 مليون دولار اميركي . فيما تشير وثيقة ثانية خاصة بكميات النفط المنتج وغير المسلم لعام 2012 الى زيادة في كميات النفط المنتجة مقارنة بكمياته عام 2010. حيث توضح الوثيقة زيادة معدل الانتاج النفطي اليومي بمعدل 186.6 ألف برميل نفط يوميا (بمعدل 94.4 ألف برميل يوميا، بسعر 106.17 دولار للبرميل الواحد) . فيما بلغت كمية النفط الخام غير المسلمة 92.2 ألف برميل يوميا وبلغت قيمة النفط الخام غير المسلم 3.547.196 مليون دولار اميركي !!
خاصة بعد أن كشف نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني عن استمرار امتناع اقليم كردستان عن تسليم انتاجه من النفط الخام الى الحكومة الاتحادية. يذكر ان مجلس النواب صوت في 7 من شهر اذار الماضي بالاغلبية على مشروع قانون الموازنة العامة للدولة على الرغم من مقاطعة التحالف الكردستاني للجلسة احتجاجاً على عدم تضمنها المستحقات المالية للشركات النفطية الاجنبية العاملة في الاقليم والذي على اثره قرر مقاطعة البرلمان وسحب وزرائه من الحكومة، والذين عادوا بعد زيارة وفد من الاقليم في 29 من نيسان الماضي والاتفاق على عدة نقاط مع بغداد، بينها تعديل الموازنة الاتحادية .
وقال الشهرستاني : هناك اتفاقا جرى نهاية العام الماضي بان يسلم الاقليم انتاجه من النفط الخام الذي كان 175 الف برميل خلال العام الماضي ويرتفع الى 250 الف برميل مقابل دفع مبالغ . والاقليم تسلم المبالغ ولم يسلم النفط . وهذه هي المرة الثالثة الذي نتفق بها مع الاقليم ويستلم المبلغ ولالايسلم النفط .
وأضاف ان الاقليم ما زال ممتنعا بعدم تسليم اي نفط لبغداد . مشيرا الى وجود اتفاق مكتوب مع كردستان وصادق عليه مجلس الوزراء الاتحادي . ولكن لم يسلم الاقليم النفط !!!
لذا نقول متى يعي مسعود البرزاني أن عليه واجبات ومسؤوليات . وعليه أن يتعلم من أقاليم العالم كيف تعيش ضمن القانون وليس بالخروج على القانون كما يفعل البرزاني اليوم . وأن هذا النفط الذي يسرقه من أفواه أبناء العراق سوف يعود عليه بالوباء الذي سوف يشل كردستان . لان مشكلة الزعيم مسعود البرزاني أنه لايقرأ المستقبل ولايرى أبعد من أرنبة أنفه !!
سيد احمد العباسي
