█ ▄ السيد و التراث ▄ █ أطروحات المرجع فضـــــل الله عن"التراث عموماً"و"الشيعي خصوصاً"
http://www14.0zz0.com/2016/04/11/23/763705029.jpg
https://scontent-yyz1-1.xx.fbcdn.net...99&oe=57B40635
https://scontent-yyz1-1.xx.fbcdn.net...ba&oe=578855AD
https://scontent-yyz1-1.xx.fbcdn.net...33&oe=57B3AE11
https://scontent-yyz1-1.xx.fbcdn.net...ed&oe=577FF498
https://scontent-yyz1-1.xx.fbcdn.net...17&oe=57C0A25A
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.n...86f2e9d19bca0d
https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.n...eb957be0e5c218
https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.n...98f0608c9cf13a
https://scontent-fra3-1.xx.fbcdn.net...ed&oe=57B78B76
https://scontent-fra3-1.xx.fbcdn.net...75&oe=577229CF
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.n...40e7d3932fc926
https://scontent-fra3-1.xx.fbcdn.net...97&oe=57801640
https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.n...03f561bc37da2a
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.n...315a4e3becd704
https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.n...5a9af147958fe4
https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.n...c543372ce24593
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.n...e9f84fb1398ddc
https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.n...c8c1f72162d584
https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.n...b1d0604054b8d0
سلسلة السيد والتراث – الجزء الأول
1. كل ما تركه الآخرون يمثل تراثا، أما قيمة هذا التراث فإن القِدم لا يصلح أساسا لتقديره إيجابيا، على أساس أن كل قديم يمثل قداسة خاصة في وعينا، ولكن الله علمنا أن ندرس كل شيء، من خلال ما نملكه من المقاييس العقلية والإسلامية، التي تميز بين الصحيح والفاسد.
استفدنا من معلومات هذه السلسلة من كتاب العلامة السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه الموسوم بكتاب حوارات في الفكر والسياسة والاجتماع الصادر عن دار الملاك في طبعته الثانية لسنة2001م. صفحة 477 ومن حوار الصحفية نسرين صادق مع فضل الله في قناة "الآن" الفضائية 29 أبريل 2009.
2. هناك اتجاه متطرف تجاه التراث يدعو إلى مصادرته وإهماله كليا، باعتبار أنه يعطل نمونا وتقدمنا الفكري، لأنه يجعلنا مشدودين إلى فكر الماضي وأسلوبه وآفاقه، بحيث يخلق لنا شخصية تاريخية، تنظر للحاضر بعين الماضي، وتعتبر التاريخ أساسا لكل النظرة العامة للأحداث والمتغيرات. إن الانشداد للتراث يضع شخصيتنا في قالب جامد.
3. إن هؤلاء يقولون إن علينا أن ننطلق إلى جو الحداثة الذي ينفتح على تطورات العصر لينشأ لدينا فكر جديد ينطلق من المعاناة الفكرية المعاصرة وينشأ عندنا أسلوب جديد في ما استحدثه التقدم الفكري في دائرة الأساليب وهكذا تولد لدينا شخصية جديدة تملك الحداثة في قاعدتها الفكرية وفي تطلعاتها الروحية.
4. هناك رأي آخر متطرف يدعو إلى الاستغراق في التراث، وذلك بأن نعتبر الذين تقدمونا من علماء ومفكرين وفلاسفة هم أقرب إلى الحقيقة، باعتبار أنهم أقرب إلى مصادرها ومنابعها في الرموز الروحية والفكرية، التي كانت تجسد لنا الحقيقة، ولاسيما الحقيقة الإسلامية.
5. يقول هذا الاتجاه: كلما كان الصحابة أو العلماء أو المفكرون أقرب إلى العصر الأول أو العصر الثاني للإسلام الذي عاش فيه الأئمة عليهم السلام كلما كانوا أقرب إلى الحقيقة، ولذلك فإن علينا أن ننفتح على التراث، وأن ننظر إلى الواقع من خلال المفاهيم التي يؤكدها، سواء في نظرته الفقهية أو الكلامية أو الفلسفية أو السياسية أو الاجتماعية.
6. يقول الاتجاه المتطرف مع التراث إن علينا أن نرفض كل ما جاءت به المعاصرة والحداثة من أفكار وأساليب؛ لأنها انطلقت من مواقع كافرة تعتبر المادة أساسا وقاعدة فكرية وتتحرك في مفاهيم الضلال التي تغفل دور الحقائق الدينية، ولاسيما الإسلامية.
7. هناك فكرة في تأكيد هذا الاتجاه (أي الاتجاه الأول) تقول: "كم ترك الأول للآخر" في مقابل من يقول: "ما ترك الأول للآخر من شيء". ونحن عندما نواجه هذه المسألة بطريقة علمية واقعية فإننا لا نقف مع الذين يهملون التراث بالكلية، ولسنا مع الذين يؤكدون أن التراث هو كل شيء، بحيث يقف التقدم عنده.
8. إننا ننظر إلى التراث على أساس أنه يمثل الخطوط الفكرية المتنوعة في قواعدها وأساليبها ومضمونها من خلال اجتهادات الذين حركوها، سواء كان ذلك في المجال الكلامي أو الفقهي أو الفلسفي أو السياسي أو في المجالات الأدبية والفنية المتنوعة.
9. التراث جهد الآخرين الذين عاشوا في الماضي، وجهد الآخرين لا يمثل الحقيقة إلا من خلال قناعاتهم، فيما يرونه. إننا كمسلمين، نرى الحقيقة في كتاب الله من خلال أنه النص: "الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" (فصّلت: 42)، فليس هناك شك في أن القرآن كتاب الله، ولكن كلمات القرآن تبقى خاضعة لاجتهاد المفسرين والعلماء، مما لا يسمح لنا التوقف عند ما اجتهد به العلماء وما فسر به المفسّرون القرآن باعتباره يمثل الحقيقة الكاملة.
10. قد نستطيع أن نكتشف كثيرا من الأخطاء في هذا التراث، كما اكتشف الذين عاشوا في داخل حركة هذا التراث في الماضي أخطاء بعضهم البعض، وهكذا فإننا لا نستطيع أن نعتبر الأفكار التي انطلقت من خلال الاجتهاد في أحاديث النبي (ص) تمثل الحقيقة.
11. هناك منطقتان لمعالجة مسألة السنة النبوية الشريفة، هناك منطقة الصدور: هل هي من النبي (ص)؟ والمنطقة الثانية هي منطقة المضمون: كيف نفهم مضمون كلام النبي (ص) من خلال أحاديثه؟ وهكذا بالنسبة إلى الأئمة (عليهم السلام) في دائرة الشيعة الإمامية الذين يرون أن الأئمة (ع) هم خلفاء النبي (ص) وأنهم معصومون عن الخطأ، فإن المسألة هنا هي: هل صدر هذا عن الإمام، أو لم يصدر؟ وكيف يصدر؟ وكيف نفهم ما صدر منه؟
12. نحن نعتقد أن كل ما جاءنا من تراث فقهي وكلامي وفلسفي هو نتاج المجتهدين والفقهاء والفلاسفة والمفكرين، من خلال معطياتهم الفكرية، ولا يمثل الحقيقة إلا بمقدار ما نقتنع به من تجسيده للحقيقة، على أساس ما نملكه من مقاييس الحقيقة.
13. إننا نعتبر أن كل الفكر الإسلامي – ما عدا الحقائق الإسلامية البديهية – هو فكر بشري، وليس فكرا إلهيا، قد يخطئ فيه البشر في ما يفهمونه من كلام الله وكلام رسول الله (ص) وقد يصيبون. إننا ندعو إلى دراسة التراث دراسة ناقدة نعيش فيها شخصيتنا الفكرية ونعيش فيها انفتاحنا الفكري الذي عاشه الأقدمون فيما مارسوه من تجربتهم الفكرية.
14. إننا نعتقد أنه من الضروري جدا أن ننظر إلى التراث المنطلق من اجتهادات المفكرين – أينما كانت مواقع تفكيرهم – نظرة بعيدة عن القداسة في حياتهم ومؤهلاتهم الروحية والعلمية في حياة الناس الآخرين فيمن قد يكونون على مستوى المراجع أو الأولياء في تقواهم لله سبحانه وتعالى؛ لأن ذلك شيء ومسألة الفكر شيء آخر.
15. نعتقد أن إغفال التراث هو خطأ كبير، كما هو الحديث عن الاستغراق في التراث خطأ كبير، فمن الضرور ي أن ننفتح على كل معطيات عصرنا، سواء تلك التي انطلقت في دائرة الفكر المادي أو التي انطلقت في دائرة الفكر الديني أو في أية دائرة من الدوائر الحائرة بين ما هو الدين وما هو الكفر، حتى ندرس كل ركائزها وقواعدها ومعطياتها من موقع الحرية الإنسانية التي تبحث عن الأصالة من موقع القناعات الأصيلة للفكر.
16. لابد من الدخول في المقارنة بين ما لدينا من تراث، استطاع أن يؤثر تأثيرا لا شعوريا في تركيبتنا الذهنية والشعورية والعملية، وبين ما عندنا من معطيات فكرية جديدة في الواقع المعاصر، لنستخلص من خلال هذه المقارنة المنهج الجديد الذي يملك الأصالة في مواقعه الفكرية، ويملك الحداثة في أساليبه وتطلعاته.
17. إننا ننطلق من فكرة حاسمة في هذا المجال، وهي أن القداسة تكون للحقائق التي لا يختلف فيها الناس، وكل شيء يمكن أن يقع فيه فلابد للناس أن يدرسوه من قاعدة الاستقلال الفكري، الذي يبحث عن الحقيقة من خلال قناعته، وبذلك فإن كل شيء قابل للنقد، وكل شيء قابل للدراسة، وكل شيء قابل للانفتاح سواء كان قديما أم حديثا.
18. عندما ندر س القرآن الكريم فإننا نجد فيه دراسة لكل الماضي ونقدا للكثير منه، وتأكيدا على الحقائق الجديدة وتوجيها للإنسان لأن يبقى في حالة انفتاح فكري دائم متحرك، وتأكيدا لكل الناس بأن الجيل الحاضر لا يتحمل مسؤولية الجيل الماضي، كما أن على كل جيل أن يكسب فكره وعمله بنفسه، وذلك ما توحي به الآية الكريمة: "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت، ولكم ما كسبتم، ولا تُسألون عما كانوا يعملون" (البقرة: 134).
19. نحن نعتقد أن الذين يتحدثون عن مصادرة التراث هم المنبهرون بمظاهر الحضارة الحديثة التي هي نتاج حضارات قديمة، استطاعت أن تركز لها قواعدها، حتى أمكنها أن تتحرك وأن تنطلق، وإن الذين يتحركون في دائرة الاستغراق في التراث هم أناس يعيشون قداسة الماضي ويغفلون عما حفل به الحاضر من تطورات إنسانية، وإن كان للماضي دخل فيها، ولكن كان للطاقات الإنسانية المنفتحة على الله وعلى الحياة وعلى الإنسان الدور الكبير في هذا المجال.
يتبع القسم الثاني ...