السعودية وتصنيف الارهاب: اختراع الأعداء للبقاء في الحكم
نشرت بواسطة: سجاد عبد الامير في أخبار, عربي ودولي11 ساعة مضت128 زيارة
اعتبار جماعة الاخوان منظمة “ارهابية” من قبل السعودية، ولاحقا من قبل دول خليجية اخرى، يعني ضم الدول الداعمة لها الى قائمة الارهاب، لاسيما قطر وتركيا.
http://www.qanon302.net/file/2013/11...ود-300x173.jpg
بعدما استدعت السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة في الخامس من آذار/مارس، سفرائها من قطر، في تأكيد على التوتّر الخليجي الذي تأجّل الاعلان عنه كثيراً، وعجّل من لحظة الاشهار به الموقف من الاخوان، فانّ بوادر حرب خليجية أمر محتمل جداً، بل ولن يكون الامر مفاجِئا، اذا ما اجتاح الجيش السعودي، وقوات درع الجزيرة، قطر.
لكنّ هذا التباين الخليجي المُلفت من قطر والاخوان ليس الخلاف الوحيد، اذ ظهرت بوادر حرب اعلامية “مذهبية” في السعودية ضد المذهب الاباضي في عُمان.
ونَشَرَ داعية سعودي، على “تويتر”، صورة لكتاب ديني للمذهب الاباضي الذي يعتبر “المذهب” الرسمي، في عُمان، “يكفّر” صحابة النبي، في محاولة منه الى التحريض الطائفي ضد السلطنة، في وقت تُوطّد فيه عُمان علاقتها بطهران، تعزّزت بدعوة السلطنة، الرئيس الإيراني لزيارتها.
ولا يرى سايمون هندرسون، وهو زميل في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، رحلة الرئيس الأمريكي القادمة إلى السعودية بمعزل عن هذه التطورات وتدارس الموقف معه حول المتغيرات الجديدة في الخليج، لاسيما العلاقة الامريكية الجديدة مع ايران.
ولا يبدو امراً محتملا أيضا، ان قطر سوف تختلى عن الاخوان وهو ما تسعى اليه السعودية، ناهيك عن صراع النفوذ بين الدوحة والرياض حول مراكز النفوذ بين الجماعات المسلحة والمعارِضة في سوريا.
وأحد أوجه الخلافات الحادة بين الامارات الخليجية التي يشير اليها هندرسون، هو الحكم الذي اصدرته محكمة في دولة الإمارات على طبيب قطري بالسجن لمدة سبع سنوات في وقت سابق من هذا الأسبوع بتهمة دعم “منظمة غير قانونية سرية” هي جماعة الإخوان.
ويُبرز هندرسون ايضا الخلاف بين قطر وسلطنة عُمان من جهة والأعضاء الآخرين من جهة أخرى بشأن سياساتهم حول إيران والثورات التي تجتاح العالم العربي.
لقد خيّب الامير القطري الجديد، الشيخ تميم، الآمال في اتباعه سياسة جديدة تمثل استمراراً لسياسة والده في الموقف من القضايا الاقليمية والخليجية، اذ اثبت منذ توليه الحكم انه مُصِر على السياسات السابقة التي تغضب “الاشقاء” الخليجيين، بل ان هناك من يذهب الى ابعد من ذلك، ويرى انه في ظل التقارب الايراني الامريكي، فان احتمال تقارب ايراني قطري امر محتمل جدا، بل وربما يصل في الفترة المقبلة الى مرحلة التحالف ما يشكل تأثيرا كبيرا على الاوضاع في سوريا والعراق.
ان اعتبار الاخوان منظمة ارهابية من قبل السعودية، ولاحقا من قبل دول خليجية اخرى،
يعني ضم الدول الداعمة لها الى قائمة الارهاب لاسيما قطر وتركيا، وكل من يعتنق فكرها داخل المملكة وخارجها، بحسب الكاتب عبد الباري عطوان.
بل ان ذلك يعني فيما يعنيه تجريم معظم الدعاة السعوديين الذين يعتنقون افكار الاخوان، وابرز هؤلاء الشيوخ محمد العريفي، سلمان العودة، ناصر العمر، محسن العواجي، عايض القرني، عبد الله المحيسني، بحسب عطوان.
وبحسب التعريف السعودي فان اعتبار الاخوان منظمة “ارهابية” يشمل ” كل من يؤمن بأفكار الجماعة ويظهر التعاطف معها، او الترويج لها، او عقد اجتماعات تحت مظلتها، سواء داخل المملكة او خارجها”.
بل ان التعريف الجديد يضم محطة “الجزيرة” القطرية الى قائمة “الارهاب” السعودية.
على ان ذلك كله، لا يضع تفسيراً لازدواجية المعايير السعودية، تجاه الارهاب الذي تحاربه على ارضها خوفا على نظامها السياسي، وتشجّعه وتدعمه في دول اخرى مثل العراق وسوريا، ما يجعلها تكتوي بناره في المستقبل القريب بحسب توقعات مراقبين.