ظهور مخلب الشر في بلاد العرب
كانت غابات (بنغلادش) هي الأوكار الأولى التي انبعث منها هذا المخلب الشيطاني الخبيث, وتوافق ظهوره وقتذاك مع تقلبات المرحلة القلقة, التي عصفت بالقارة الهندية, ففصلت بنغلادش عن جسد الباكستان.
نتحدث عن برنار ليفي .. الصهيوني الذي يقود خراب العالم وخادم الصهيونية...
عرفه الناس هناك مراسلا حربيا, لكنه لعب في الخفاء دورا كبيرا في تعزيز الانفصال والتجزئة, وفي إعلان القطيعة بين البلدين, عاد للظهور من جديد في أفغانستان بصفته مبعوثا خاصا للرئيس الفرنسي (جاك شيراك), وكانت له علاقات مشبوهة بوزير الدفاع الأسبق (عبد الرشيد دوستم), و(أحمد شاه مسعود), ثم ظهر بوجه آخر في (استونيا الجنوبية), وكان حينها قريبا من رئيس جورجيا (ميخائيل سكاشفيلي), وهو الذي حرضه على قرع طبول الحرب الاستفزازية ضد روسيا الأم, انتقل بعد تلك الأحداث ليتخندق في الخطوط الأمامية مع ثوار البوسنة والهرسك في معاركهم العرقية والطائفية.
تكرر ظهوره في الجزائر مع (سعيد سعدي) زعيم حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية, وظهر في مراعي (دارفور) شمال السودان, وكانت تربطه صداقة حميمة بالانفصالي المغدور (جون قرنق) جنوب السودان, وله مكامن وأوكار في الصومال وأرتيريا, ولهذا المخلب الخبيث علاقات قديمة بالفاسق المرتد (سليمان رشدي), ووقع معه بيانا معاديا للإسلام للرد على الاحتجاجات العارمة, التي اجتاحت العالم الإسلامي على خلفية الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية المسيئة للإسلام والمسلمين, وقاد في حينها حملته المعادية للإسلام, وكانت بعنوان: ((معا لمواجهة الشمولية الجديدة)).
يستمد هذا المخلب الخبيث قوته الشيطانية من المنظمات السرية الغامضة, وفي مقدمتها: المحافل الماسونية, والجماعات التنويرية, وتعاليم (الويكا), و(الكابالا), ووصايا منظمة (الجمجمة والعظام), ويرتبط بعلاقات عقائدية بفرسان المعبد, ودولة فرسان مالطا (سموم), وتوفر له حكومة (تل أبيب) ما يحتاجه من الدعم المادي والحربي والمعنوي, ناهيك عن تزويده بالمعلومات الاستخباراتية, ويكاد يكون هو الأقرب لمعظم رؤساء الوزراء في إسرائيل, ويتمتع عندهم بنفوذ واسع, ويتلقى منهم الرعاية والحفاوة والترحيب الكامل, وباستطاعته أن يدخل على مكاتبهم, ويتحدث معهم على انفراد متى يشاء, ومن دون مواعيد مسبقة, فهو الفتى المدلل عند مناحيم بيغن, والابن البار لشمعون بيريز, والصديق الحميم ليهودا أولمرت, والمستشار العقائدي لوزير الدفاع الأسبق (باراك), ويرتبط بعلاقات وطيدة مع (أريل شارون), و(بنيامين نتنياهو), وهو فوق ذلك كله المرشح الحالي الأوفر حظا للتربع على سدة الرئاسة في إسرائيل.
بيد ان ما بشغل البال, ويبعث على الحيرة والريبة, ويثير الدهشة والقلق, هو ظهوره العلني أمام عدسات المصورين, ومشاركاته الميدانية اليومية في التظاهرات, التي اجتاحت شوارع تونس قبل سقوط زين الهاربين بن علي, وظهوره المتكرر في ميدان التحرير وسط القاهرة, والانكى من ذلك كله انه قام بتوزيع الطعام على المحتجين في ميدان التحرير من دون ان يتعرف عليه أحد, واشترك معهم في اقتحام مقر (أمن الدولة), وهو الذي رشح (وائل غنيم) لنيل الجوائز الدولية.
أجرت معه الفضائيات الأجنبية سلسة من اللقاءات وسط القاهرة, وشاهده الناس في جميع أقطار الأرض, كان يتحدث مع المراسلين بصلافته المعهودة عن دوره (الثوري) التآمري في إشعال فتيل البراكين الانقلابية في بلاد العرب, في حين تعمدت الفضائيات العربية إخفاء الأمر على المشاهدين, وتجاهلت ظهور هذا الرجل المدسوس المندس حتى لا تثير حوله الشكوك, وحتى لا تفضح أمره, وتكشف خبايا مؤامراته ودسائسه الخطيرة, التي ستطيح بعروش الأقطار العربية كلها من دون استثناء, تمهيدا لتفكيكها وتجزئتها وبعثرتها, ومن ثم تحويلها إلى كيانات ضعيفة مهزوزة ممزقة خاضعة بالكامل لهيمنة القوى الاستعلائية الشريرة.