داعش في تاريخ الاسلام
قطع الرؤوس وتعليقها , حرق الاحياء , قتل الناس في المعابد والاسواق, الغارات على المدن والقصبات الامنة, خطف النساء وسبيهم , بيع الاطفال والنساء , السطو على المصارف, الغدر بعد العهد .. الخ وغيرها من افعال يفعلها الدواعش في عهدنا نشاهدها في الواقع او نراها على شاشات الفضائيات والانترنيت , فيالها من وحشية!
يقول المعتدلون من المسلمين أن الاسلام برئ من أفعال الدواعش, وليس في سيرة الصحابة والخلفاء هكذا أعمال يشمئز منها اشرس الوحوش , فأفعال الدواعش لايفعلها حتى المتطرف المسلم !
هل حقا مايقوله المسلمون اليوم ؟ وهل حقا تنظيم داعش هو تنظيم دخيل على المسلمين لايمت للصحابة وللخلفاء بصلة؟؟؟
لننظر في تاريخ الاسلام ونقرأ بعض الروايات المتفق عليها , ونفتح اعيننا على عينات من تاريخ الاسلام وعلى ابطالها من الصحابة ونتأمل هل الدواعش والظاهرة الداعشية ظاهرة دخيلة على المسلمين ؟؟؟
مذبحة مالك بن نويرة وقومه , تاريخ المذبحة السنة 12 هجرية أيام حكم الخليفة الاول ابوبكر
بطل المذبحة الغدار الذباح خالد بن الوليد بن المغيرة
مالك بن نويرة مسلم أسلم في زمن النبي محمد (ص) وامتنع عن دفع ضريبة الزكاة للخليفة الاول ابوبكر لعدم موافقته على بيعة الخليفة, فأرسل الخليفة ابوبكر جيشا بقيادة خالد بن الوليد الى قوم مالك بن نويرة , وهل يرسل الجيش إلا من يبتغي الحرب والقتل! آمن قوم مالك برسالة النبي (ص) وحفظوا أقواله ومنها قوله (ص) : ( أمرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا : لا أله الا الله فإذا قالوها عصموا مني دمائهم واموالهم ...) ( مسند أحمد رقم الحديث 64) فظن القوم أنهم أمنوا دمائهم واموالهم حسب قول النبي الكريم, لكن أنصار حزب ابليس لهم رأي آخر لايعرف الا سل السيوف وقطع الاعناق !
لنقرأ الرواية:
(ثم ضرب خالد عسكره بأرض بني تميم, وبث السرايا في البلاد يمنة ويسرة, قال: فوقفت سرية من تلك السرايا على مالك بن نويرة وإذا هو في حائط له, ومعه أمرأته وجماعة من بني عمه. قال: فلم يعلم مالك إلا والخيل قد أحدقت به, فاخذوه أسيراً , وأخذوا أمرأته معه, وكانت بها مُسحة من جمال. وقال : وأخذوا كل ماكان من بني عمه , فاتوا بهم الى خالد بن الوليد حتى أوقفوه بين يديه. قال : فأمر خالد بضرب أعناق بني عمه بِديَأَ ( أي أولاً), فقال القوم : إنا مسلمون فعلام تضرب أعناقنا؟ قال خالد : والله لأقتلنكم! فقال له شيخ منهم : أليس قد نهاكم أبوبكر أن تقتلوا من صلى إلى القبلة. فقال خالد: بلى قد أمرنا بذلك , ولكنكم لم تصلوا ساعة قط. قال : فوثب أبو قتادة الى خالد بن الوليد وقال: إني أشهد أنه لاسبيل لك عليهم. قال خالد : وكيف ذلك؟ قال : لأني كنت في السرية التي وافتهم , فلما نظروا إلينا قالوا: من أنتم ؟ قلنا : نحن المسلمون, فقالوا : ونحن المسلمون, ثم اذنا وصلينا وصلوا معنا . فقال خالد : صدقت ياقتادة, إن كانوا قد صلّوا معكم فقد منعوا الزكاة التي تجب عليهم, ولابد من قتلهم. قال : فرفع شيخ منهم صوته يقول:يامعشر الاشهاد إن أميركم أمر الغداةَ ببعض مالم يُؤمرحَرُمت عيه دماؤنا بصلاتنا والله يلعم أننا لم نكفرأن تقتلونا تقتلوا أخوانكم والراقصات إلى منى والمشفرياابن المغيرة إن فينا خطة شنعاء فاحشةً فخذها أو ذرقال: فلم يلتفت خالد بن الوليد الى مقالة الشيخ , فقدمهم وضرب أعناقهم على آخرهم.)( الردة للواقدي , ومثله في تاريخ الطبري ج 3 ص 224 , الإصابة للعسقلاني ج 5 ص560 , كنز العمال للهندي ج 2 ص 122, وفيات الأعيان لابن خلكان ج 6 ص 14. ) لم يكتف خالد بن الوليد بذلك بل تزوج امرأة مالك بن نويرة ليلة ذبح زوجها على يديه ولم ينتظر وفق شرع الاسلام ثلاثة اشهر وهي عدة زواج المطلقة والارملة, وفي تفصيل الروايات يتبين أنه كان عازما على مضاجعتها قبيل الغزوة لاشتهارها بالجمال , فالقتل والاغتصاب كان مع سبق الاصرار ! وفي ليلة اغتصابه لزوجة المغدور مالك بن نويرة جعل خالد بن الوليد من رأس المذبوح مالك أثفية من أثافي قدر الطعام, فطبخ القوم طعامهم على قدر وقودها من لحم رأس مالك بن نويرة وشعره الكثيف, ويمكنك ايها القارئ مراجعة المصادر لتفاصيل الجريمة وتفاصيل أغتصاب خالد لأرملة مالك بن نويرة.
لقب المسلمون ودولة الخلافة خالد بن الوليد بسيف الله المسلول فاستحق خالد لقب سيف الدواعش بجدارة فصار أمير الدواعش في عصره بمباركة الخليفة الاول ابوبكر المتسمي بالصديق كذبا وزورا, وسارت الاجيال على منواله في الذبح والتقتيل والغدر واغتصاب النساء..
لمحة من حروب كندة في اليمن , تاريخ المذابح 12 هجرية أيام حكم الخليفة الاول
ابطال مذبحة المسلمين الخليفة الاول ابوبكر , الصحابي عكرمة بن أبي جهل ,الصحابي زياد بن لبيد البياضي وغيرهم..
امر الخليفة الاول ابوبكر عكرمة بن أبي جهل بالسيرة بجيشه نحو المسلمين في اليمن وكان اهل اليمن قد امتنعوا عن اداء ضريبة الزكاة للحاكم أبوبكر لعدم الايمان بحق خلافته ويجد الباحث تفصيل ذلك في المصادر المذكورة أدناه ولم نأت بكل النصوص اختصارا. كتب ابوبكر لعكرمة مايلي :
( أما بعد فإن قرأت كتابي هذا فسر إلى أهل دبا على بركة الله فأنزل بهم ماهم أهل له , ولاتقصر فيما كتبت به إليك, فإذا فرغت من أمرهم فابعث إلي بهم أسارى وسر إلى زياد بن لبيد , فعسى الله أن يفتح على يديك بلاد حضرموت!).( الردة للواقدي, الفتوح لابن أعثم الكوفي ج1), وللعلم فأن أهل حضرموت من المسلمين ولكن الخليفة يأبى الا أن يفتحها من جديد!.. فسار اليهم عكرمة حسب أوامر الخليفة حتى : ( قتل منهم زهاء عن مائة رجل ثم سار اليهم عكرمة يريد قتالهم ثانية ودخل القوم مدينتهم فتحصنوا فيها ونزل بهم عكرمة وحاصرهم وضيق عليهم واشتد عليهم الحصار لأنهم لم يكونوا أعتادوا لذلك, فارسلوا الى عاملهم حذيفة بن عمرو يسألونه الصلح على أنهم يؤدون الزكاة ويرجعونه الى محبته , وينصرف عنهم عكرمة . فارسل أليهم عاملهم ( أنه لاصلح بيننا وبينكم, إلا على الإقرار منكم أنا على الحق وأنتم على الباطل وأن قتيلنا في الجنة وقتيلكم في النار , وعلى انا نحكم فيكم بما رأينا) . قال : فأجابوه إلى ذلك , فأرسل أليهم أن أخرجوا الان عن مدينتكم بلا سلاح, ففعلوا ذلك ودخل المسلمون إلى حصنهم فقتلوا أشرافهم, وسبوا نساءهم وأولادهم وأخذوا أموالهم ووجه برجالهم إلى أبي بكر وهم ثلاث مائة رجل من المقاتلة , وأربع مائة من النساء والذراري) (الردة للواقدي , الفتوح لابن أعثم ج1). هذه الوحشية والغدر بعد الامان ,وهذه الدماء التي أريقت هي نزر من معارك طويلة , و كل ذلك بسبب تسدي أبوبكر للخلافة وتشبثه بها وليس للردة عن الاسلام دورا في ذلك. إن القوم رفضوا منصب ابي بكر كخليفة بعد النبي الكريم (ص) , وعلموا بالبداهة أن الخليفة بعد النبي رجل من اهل بيته وهو أحق بها منه, وليس ابابكر بن أبي قحافة . لقد أمتنع القوم عن الزكاة لعلمهم بأن الخليفة الذي يأخذ اموالهم هو ليس بالرجل المناسب وأنه أغتصب الملك أغتصابا فأطلق عليهم أبوبكر وحكومته تسمية المرتدين , وامر بقتلهم وسبيهم رغما عن قول النبي (ص) أعلاه : من قال لا أله الا الله فقد عصم ماله ودماءه! إن الواقدي يلطف في سرده عندما ذكر: ( ووجه برجالهم الى أبي بكر وهم ثلاث مائة رجل من المقاتلة) , فقد أضاف كلمة المقاتلة لرجالهم ليظهر أن العقوبة وقعت على المقاتلين فقط لكن الجملة التي تلتها ضمت للرجال (.. أربع مائة من النساء والذراري), فهل كانت النساء والذراري من المقاتلة أيضاً؟
أمر الخليفة بحبس القوم الاسرى :( فحبسوا في دار رملة بنت الحارث فلم يزالوا هناك الى أن توفى أبوبكر) ( الردة للواقدي ص 200) . أي أن فترة حبسهم دامت أكثر من سنتين! فلما مات أبوبكر وقام عمر بن الخطاب بالخلافة أطلق سراحهم. فهل حبس القوم المسلمون وقتلهم وقتل ذراريهم من الدين أم من دين داعش؟
قبيل معركة الجمل في البصرة , تاريخ المذبحة سنة 36 هجرية
ابطال غدر المسلمين وذبحهم : الصحابي الزبير بن العوام والصحابي طلحة بن عبيد الله والصحابي مروان بن الحكم وغيرهم وهم تحت إمرة عائشة بنت ابي بكر اميرة الدواعش في زمانها !
هجم جيش عائشة وطلحة والزبير على مدينة البصرة المسلمة وحاكم مدينة البصرة آنذاك هو الصحابي عثمان بن حنيف عامل الخليفة علي بن ابي طالب, أي أن القوم خرجوا من مكة والمدينة متسللين وساروا الى البصرة مصرّين على الحرب فتأمل, ! لنقرأ النصوص حول دخول جيش الدواعش العائشي الى البصرة ومباغتة المواطنين المسلمين وأسر الحاكم الصحابي عثمان بن حنيف وقتلهم لحراس بيت المال:
(ثم إن طلحة والزبير ومروان بن الحكم أتوه نصف الليل في جماعة معهم، في ليلة مظلمة سوداء مطيرة وعثمان بن حنيف نائم، فقتلوا أربعين رجلا من الحرس، فخرج عثمان بن حنيف، فشد عليه مروان فأسره، وقتل أصحابه، فأخذه مروان، فنتف لحيته ورأسه وحاجبيه، فنظر عثمان بن حنيف إلى مروان فقال: أما إنك إن فتني بها في الدنيا، لم تفتني بها في الآخرة) ( الامامة والسياسة للدينوري ج 1 ص 66) وبتفصيل أكثر:
(فخرج طلحة والزبير وأصحابهما حتى أتوا دار الامارة وعثمان بن حنيف غافل عنهم ، وعلى الباب السبابجة يحرسون بيوت الاموال وكانوا قوما من الزط قد استبصروا وأئتمنهم عثمان بن حنيف, على بيت المال ودار الامارة ، فأكب عليهم القوم وأخذوهم من اربع جوانبهم ووضعوا فيهم السيف فقتلوا منهم اربعين رجلا صبرا ! يتولى منهم ذلك الزبير خاصة ، ثم هجموا على عثمان فأوثقوه رباطا وعمدوا الى لحيته ـ وكان شيخا كثّ اللحية ـ فنتفوها حتى لم يبق منها شيء ، وقال طلحة : عذبوا الفاسق وانتفوا شعر حاجبيه واشفار عينيه واوثقوه بالحديد .)
( الجمل لضامن بن شدقم, تحقيق تحسين آل شبيب , ومثله في انساب الاشراف ج 1ص 227 ، اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 181 ، تاريخ الطبري ج 4 ص 468, ابن الاثير في الكامل ج 3 باب معركة الجمل, مروج الذهب ج2 ص 358 للمسعودي ,باب الجمل).
عائشة تحث على قتل الصحابي عثمان بن حنيف
ليس عجباً أن عائشة وصاحبيها الزبير وطلحة لم يقتلوا الوالي عثمان بن حنيف, فهم خافوا من أنتقام أهله وذويه الذين كانوا في العاصمة ( المدينة المنورة), فكان الخوف لاغيره هو رادعهم الوحيد عن قتل الصحابي عثمان بن حنيف وليس الرأفة والرحمة , وعلى ذلك اتفقت مصادر التاريخ. قال ابن الاثير: (وقيل لما أخذ عثمان بن حنيف (والي البصرة) ,أرسلوا إلي عائشة يستشيرونها في أمره فقالت اقتلوه ,فقلت لها امرأة نشدتك الله في عثمان وصحبته لرسول الله فقالت لهم احبسوه ) ( الكامل لابن الاثير ج 3 ص 108, تاريخ الطبري ج3 ص 31 , باب الجمل) , ليس غريبا هذا على عائشة المارقة فقد قالتها قبلا بوجه الخليفة الثالث عثمان حيث صاحت : اقتلوا عثمانا اقتلوا نعثلا فقد كفر!( راجع نص اقتلوا نعثلا في كتاب النهاية لغريب الحديث لابن الاثير الجرزي ج5 ص 80, شرح نهج البلاغة ج2 ص77 وغيرها ) .عائشة لا تتورع عن أهدار دم رجل من المسلمين الاوائل وهو من الاصحاب المخلصين للنبي محمد (ص), ثم تغير رأيها فتسجنه! تأمل تحريضها على قتل الصحابي عثمان بن حنيف وكأنه دجاجة أو طير حيث تقول : أقتلوه!!!عائشة أميرة جيش معركة الجمل المتمردة على خليفة زمانها والتي أججت حربا راح ضحيتها أكثر من خمس وعشرين الف انسان من المسلمين ( راجع معركة الجمل في مصادر التاريخ) الا تستحق عائشة بنت أبي بكر بأن تلقب بأميرة الدواعش في زمانها ! أما الزبير وطلحة أبطال الدواعش في عصرهم فذبحوا بأيديهم حراس بيت المال المساكين ذبحا بلا رأفة ولاشفقة ولا وازع ديني , فهنيئا لذباحي الدواعش في عصرنا هذا الفعل . لقد هجم جيش عائشة وصاحبيها على بيت المال فنهبوه وقتلوا حراسه متفوقين على سراق وناهبي المصارف والبنوك في عصرنا , ولو كانوا في عصرنا لأستحقوا الامتثال أمام محكمة دولية على افعالهم في قتل الناس ونهب الأموال .
الارهاب في زمن معاوية ودولة بني أمية
أما الارهاب والقتل في ايام حكم معاوية على بلاد الشام ففاق الاولين والاخرين ,
استعان معاوية لتثبيت حكمه بمجرمين قتلة أمثال زياد بن أبيه وبسر بن أرطأة وسمرة بن جندب والضحاك بن قيس فاستحرت آلة القتل بالناس , واستعمل معاوية كل حيلة من أجل تثبيت حكمه فكانت عنده الوسيلة تبررها الغاية ,وكان مما فعله أن أرسل قواده لأرعاب الناس وتخويفهم .روى الطبري :(وفيها أيضا وجه معاوية الضحاك بن قيس، وأمره أن يمر بأسفل واقصة، وأن يغير على كل من مر به ممن هو في طاعة علي بن أبي طالب من الأعراب، ووجه معه ثلاثة آلاف رجل، فسار فأخذ أموال الناس، وقتل من لقي من الأعراب، ومر بالثعلبية فأغار على مسالح علي (علي ابن أبي طالب)، وأخذ أمتعتهم ) ( تاريخ الطبري ج3 ص183), وأرسل معاوية جلوازه الاخر بسر بن ارطأة الى المدينة والى اليمن ففعل بسر بالمسلمين الاعاجيب من الارهاب والتقتيل وكانت وصية معاوية له : (سر حتى تمر بالمدينة ( المدينة المنورة) فاطرد أهلها ، وأخِفْ من مررت به ، وانهب مال كل من أصبت له مالاً ممن لم يكن دخل في طاعتنا ، وأوهم أهل المدينة أنك تريد أنفسهم ، وأنه لابراءة لهم عندك ولا عذر ، وسر حتى تدخل مكة ولا تعرض فيها لأحد ، وأرهب الناس فيما بين مكة والمدينة ، واجعلهم شرادات ، ثم امض حتى تأتي صنعاء ، فإن لنا بها شيعة ، وقد جاءني كتابهم ! فخرج بسر ، فجعل لا يمر بحي من أحياء العرب إلا فعل ما أمره معاوية ، حتى قدم المدينة.) ( تاريخ اليعقوبي ج2ص 197)هذه النصوص أعلاه حدثت في عهد حكم أمير المؤمنين علي ع, أي ان معاوية حاكم الشام آنذاك كان متمردا على الدولة يقتل وينهب فاستحق هو الاخر لقب ملك الدواعش في عصره , لنقرأ مزيدا من النصوصقام بسر بن أرطأة بسبي نساء اليمن وبيعهن من غير وازع ولاحس أنساني, يقول ابن عبد البر: ( ثم أرسل معاوية بسر بن أرطاة إلى اليمن فسبى نساء مسلمات ، فأقمن في السوق)( الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر ج1ص 161, تاريخ الاسلام للذهبي ج5 ص 369). نساء مسلمات من رعايا الدولة ومواطنيها يسوقهن جيش معاوية بقيادة بسر بن ارطأة ويبيعهن في الاسواق كالجواري , فياله من أرهاب قلما نرى نظيره في تاريخ العالم, فلا تتعجب ايها القارئ بافعال الدواعش في عصرنا فهم استقوا مفاهيمهم ومذهبهم من معاوية وعائشة وابوبكر, ويقولون أنها سنة النبي الكريم محمد (ص) حاشاه عن ذلك , فالمجرم يبرر جرائمه ويضفي عليها الشرعية ليخدع الناس والاجيال من بعده.وروى الاصفهاني : ( إن معاوية بعث إلى بسر بعد تحكيم الحكمين ( الحكمين في معركة صفين ) ، وعلي بن أبي طالب يومئذ حي ، وبعث معه جيشا آخر ، وأمر أن يسيروا في البلاد ، فيقتلوا كل من وجدوه من شيعة علي بن أبي طالب وأصحابه ، وأن يغيروا على سائر أعماله ، ويقتلوا أصحابه ، ولا يكفوا أيديهم عن النساء والصبيان ، فمر بسر لذلك على وجه حتى انتهى إلى المدينة ، فقتل بها ناسا من أصحاب علي ، وأهل هواه ، وهدم بها دورا ، ومضى إلى مكة ، فقتل نفرا من آل أبي لهب ، ثم أتى السراة فقتل بها من أصحابه وأتى نجران فقتل عبد الله بن المدان الحارثي وابنه ، وكانا من أصهار بني العباس عامل علي ، ثم أتى اليمن ، وعليها عبيدالله بن العباس عامل علي ، وكان غائبا وقيل بل هرب لما بلغه خبر بسر ، فلم يصادفه بسر ، ووجد ابنين له صبيين ، فأخذهما بسر لعنه الله وذبحهما بيده بمدية كانت معه ، ثم انكفأ راجعا إلى معاوية, وقالوا : فولهت عليهما أمهما ، وكانت لا تعقل ، ولا تصغي إلا لمن يخبرها بقتلهما ، ولا تزال تنشدهما في المواسم :
هامن أحس بإبني اللذين هما * كالدرتين تشظى عنهما الصدف
هامن أحس بإبني اللذين هما * قلبي وسمعي فقلبي اليوم مختطف
( أحاديث عائشة للعلامة العسكري ج1ص 339 , نقلاً عن الاغاني للأصفهاني)
وقال الطبري: (وفي سنة أربعين بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة في جيش ، فسار حتى دخل المدينة ، وأخاف أهلها ، وبقية الأنصار فيها ، وهدم دورا ، ثم سار وأتى اليمن ، ودخل بيت عبيدالله بن العباس ، وفيه ابنان له صغيران ، فذبحهما ، وقتل في مسيرة ذلك جماعة كثيرة من شيعة علي) (تاريخ الطبري أحداث سنة 40) وروى ابن عساكر: ( ليستعرض الناس ، فيقتل من كان في طاعة علي ، فقتل قوما من بني كعب على مائهم في ما بين مكة والمدينة ، وألقاهم في البئر) ( كتاب أحاديث عائشة للعلامة العسكري, تاريخ دمشق لابن عساكر ج3 ص 222 ، نهاية الارب ص 371 في ترجمة بني كعب, ومثله في تاريخ الاسلام ج5 ص370 للذهبي)ألا يذكرك هذا ايها القارئ بجرائم الدواعش من اهل السنة والجماعة الذين يفخخون اجسادهم ويفجرونها في المناطق الشيعية الاهلة بالسكان الابرياء , ويقولون أن قتل الشيعي الرافضي أجره عند الله الجنة وحور عين وافطار مع النبي (ص) في السماء ! أقرأ ولا تعجب.. لو جمعنا نتائج غارات جيش الملك الاموي معاوية بقيادة بسر بن أرطأة على بلاد المسلمين ومواطني الدولة آنذاك لتجاوز الرقم عشرات الالاف من الضحايا! يقول العلامة الكوراني واصفاً غارات بسر بن أرطأة على المسلمين, واستناداً الى كتب اليعقوبي والطبري وغيرهم من المؤرخين : (وهي أشرس غارات معاوية وأكثرها فتكاً وتخريباً ونهباً وحرقاً وتقتيلاً ، فقد بلغ قتلاها ثلاثون ألفا)( كتاب جواهر التاريخ ج1, للكوراني العاملي). ان ما فعله بسر بن ارطأة لم يفعله غيره, فقد أحرق مسلمين بالنار حرقا لارعاب الناس واجبارهم على الرضا بحكومة بني أمية, وقتل مع الذين حرق في موقعة واحدة مايربو على الثلاثين ألف أنسان, حتى قال الشاعر يزيد بن المفرغ في ذلك شعراً:تعلق من أسماء ماقد تعلقا ومثل الذي لاقى من الشوق أرقا
إلى حيث سار المرء بسر بجيشه فقتل بسر ما استطاع وحرقا( الاغاني للاصفهاني , ترجمة شخصية يزيد بن مفرغ.)فلا تستغرب ايها القارئ عندما ترى حرقا لانسان في عصرنا الحالي فقد فعل ذلك الاوائل وعلى نهجهم سار الدواعش المعاصرين!
قتل الناس وفق المزاج والاهواء!
روى الطبري في عامل معاوية سمرة بن جندب فقال : (حدثني محمد بن سليم قال: سألت أنس بن سيرين: هل كان سمرة قتل أحداً ؟ قال وهل يحصى من قتل سمرة بن جندب؟! استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة ، فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس فقال له: هل تخاف أن تكون قد قتلت أحداً بريئاً ؟ قال: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت ! أو كما قال !... عن أبي سوار العدوي قال: قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلاً قد جمع القرآن !)( تاريخ الطبري ج4 ص 176)
في عهد معاوية صار زياد بن أبيه يحكم البصرة ستة أشهر ثم يسافر الى الكوفة ليحكم ستة أشهر وهكذا ,وفي غيابه كان سمرة بن جندب يقوم بمهامه ،وفي أنساب الأشراف للبلاذري: (وكان يقيم بالبصرة ستة أشهر وبالكوفة ستة أشهر ، وكان سمرة يحدث أحداثاً عظيمة من قتل الناس وظلمهم. كنت واقفاً على رأس سمرة بن جندب فقدم إليه بضعة عشر رجلاً ، فكان يسأل الرجل منهم ما دينك؟ فيقول الإسلام ديني ، ومحمد نبيي ! فيقول: قدماه فاضربا عنقه ، فإن يك صادقاً فهو خير له.!). ضرب الاعناق وفقا للمزاج والاهواء وارعابا للناس فهل هذا فعل جديد أم انه فعل من افاعيل الاوائل ؟
يتبع....