البلد الوحيد الذي لم يتضرر بالاضطرابات المالية هو العراق
البلد الوحيد الذي لم يتضرر بالاضطرابات المالية هو العراق
الخوف وعدم اليقين كانت السلع الساخنة الأساسية في الأسواق العالمية يوم الاثنين.
فقد انخفضت اسعار العملات والاسهم على اثر الصدمة من انهيار وول ستريت حتى وصل صداها عبر العواصم المالية.
البيزو المكسيكي انخفض إلى أدنى مستوى له خلال سنوات. وسعر الاسهم انخفض 5.4 في المئة.
البرازيل وروسيا أوقفت بشكل مؤقت تجارتها بعد سلسلة من الانخفاضات الحادة في اسعار البورصة.
وفى الوقت نفسه ، السويد ، الدنمارك والنمسا انضمت الى ايرلندا وألمانيا على قائمة متزايدة من الدول الاوروبية التي تعهدت بتقديم الضمان للودائع المصرفية لاخماد مخاوف المستهلكين.
"هذا هو الفرارالجماعي،" وقالت فاليري بلاكنول ، كبيرة الاستراتيجيين في سوق الأوراق المالية في باريس.
وفي اليوم ذاته كشفت واشنطن عن مبلغ 700 مليار في عملية انقاذ اقتصادية مهمة ، اما الحكومات الأجنبية والمستثمرين استسلمو لفترة طويلة من الاضطراب وضيق الائتمان.
روسيا علقت مؤشر بورصة مرتين يوم الاثنين ، حيث انخفض 19.1 في المئة انخفاض في يوم واحد اسوأ من اي وقت مضى كما أنها كانت قد توقفت ثلاث مرات يوم الجمعة الماضي ، على أمل الحد من نزول سعر أسهم السوق وهو اسوأ اسبوع ما يقرب من عشر سنوات.
روسيا قامت يوم الاثنين أيضا باغلاق السوق الرئيسية الثانية ، Micex ، ثلاث مرات. حيث انخفضت نحو 19 في المئة.
ان أزمة الائتمان العالمية قد يضاعف من هموم روسيا المالية. انها تعاني بالفعل من مشكلتين احدهما هبوط أسعار النفط ، والثانية فقدان المليارات في الاستثمارات الأجنبية في آب / أغسطس بعد الحرب مع جورجيا.
في أمريكا اللاتينية ، الأزمة المالية في الولايات المتحدة اثرت على تجارة البرازيل في البورصة وتوقفها مرتين في يوم واحد عندما انخفضت قيمة الواردات بنسبة 8 ٪.
في الأرجنتين ، وانخفضت الاسهم 10 في المئة ، وكذلك العملات في أنحاء المنطقة تراجعت مقابل الدولار.
"الاضطرابات بدأت حقا تصل إلى أمريكا اللاتينية ،" جين ايدي احد كبار المتخصصين ، لتقديرات وكالة ستاندرد أند بورز. "لقد تراجع سوق الأسهم ، و ضعفت العملات وقروض الائتمان تقلصت. الجميع ينتظر لنرى ما سيحدث خلال الاسبوعين القادمين."
الغموض يأتي في وقت كانت فيه أمريكا اللاتينية قد شهدت أقوى نمو أقتصادي منذ 25 عاما. المنطقة نمت بنسبة 5.7 في المئة في عام 2007 وكان المتوقع أن ينمو بنحو 4.5 في المئة في عام 2008.
توماس تيكسيرا ، وهو محلل الأسهم في Socopa Corretora في ساو باولو ،قال ان المستثمرين ليسوا بالضرورة في حالة "الذعر".
واضاف "لكنهم يبيعون من اجل البيع مهما كان الثمن". "ومع الوقت ، على الرغم من ذلك ، نعتقد أن السوق سوف يتحسن".
واما جنوب أفريقيا ، في سوق الأسهم بلغت أدنى مؤشرمنذ أكثر من ثماني سنوات. كما نفدت العملة النقدية لدى البنوك في زيمبابوي بعدما حاول المودعين سحب أموالهم.
في باكستان ، والتي كانت مُعدة على الجبهة السياسية ، الروبية بلغت اقل مستوى انخفاض مقابل الدولارفي عملتها بعد أن فقدت 21 في المئة من قيمتها هذا العام ، ستاندرد أند بورز حذر من ان البلاد كانت على وشك الافلاس.
وعلى مقربة منها ، في الهند ، انخفضت اسعار الاسهم الى ما يقرب من 5.8 في المئة ، ليسجل أدنى مستوى اغلاق في عامين. المؤشرانخفض أكثر من 42 في المئة من قيمتها هذا العام ، مع الاستثمار الاجنبي الذي يقود الى التراجع.
وردا على ذلك ، فإن منظم سوق رأس المال يوم الاثنين رفع القيود عن المستثمرين الاجانب لوقف سجل المبيعات من قبل الأموال القادمة من الخارج.
في الشرق الأوسط ، الكويت ضخ 374.3 مليون دولار في النظم المصرفية الاثنين والمملكة العربية السعودية ضخت أكثر من 26 مليون دولار في سوق الاسهم ،كما ذكرت الصحف المحلية.
الذي بدى في مأمن من كل الاضطرابات كان العراق. فالحكومة قد وجدت القليل من الاستثمارات في المؤسسات التي تضررت من الأزمة ، وبالكاد اثرت على أداء سوق الأوراق المالية. فمعظم العراقيين يحتفظون بأموالهم في منازلهم بدلا من المصارف.
"نحن لا نعتقد أنه سوف يؤثر على الرصيد المصرفي ،" قال وزير الصناعة فوزي الحريري. "في الفترة القريبة المقبلة سنكون واحدة من أقل الدول المتضررة."
الحكومة العراقية تمتلك أكثر من 25 بليون دولار احتياطيات نقدية. حتى مع انخفاض أسعار النفط دون 90 دولارا للبرميل الواحد ، ويتوقع العراقيين ان عائدات النفط ستكون في حدود 80 مليار دولار.
