بيان صادر من السيد محمد باقر الحكيم
2003-3-10
بـــيـــان
سماحة آية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم (دام ظلّه)
إلـى أبناء الشعب العراقي المظلوم بمناسبة حلول شهر محرم الحرام ـ لعام 1424هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلّت بفناءك، وأناخت برحلك، عليك منـّي سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد منـّي لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
أيها الأخوة المؤمنون..
أيها العراقيون الحسينيون..
يا أبناء الشعب العراقي البطل..
السلام عليكم ورحـمة الله وبركاته.
عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصاب أبي عبدالله الحسين وأهل بيته الكرام وأصحابه الأبرار.
تمر علينا هذه الأيام ذكرى المصيبة العظمى والفاجعة الكبرى والملحمة الانسانية التاريخية والتي كانت ولا تزال تتجدد مع الأيام والليالي لتمد الانسان فيها بالهداية، والعزيمة، وتقدّم له الدروس، والعبـر. وتربط حاضره بالماضي وتنيـر له طريق المستقبل.
وإننا والمسلمون في الوقت الذي نواجه فيه على مستوى العالم كلّه التحديات الكبيرة، نعيش ظروفاً بالغة الحساسية، حيث تتعرض فيها أمتنا الاسلامية إلى هجوم واسع من قبل قوى الاستكبار العالمي ويتعرّض شعبنا العراقي بصورة خاصة إلى أخطار فادحة في مقدمتها استعدادات النظام بذريعة مواجهة الحرب الأمريكية وقوى التحالف ـ لتدمير العراق وإنزال أكبر قدر من الخسائر في الأرواح والبنـى التحتية للعراق. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تعد الولايات المتحدة الأمريكية العدّة لإحتلال العراق والسيطرة على مقدراته لتقيـم حكماً عسكرياً أمريكياً بذريعة السيطرة على الأوضاع الأمنية ونـزع أسلحة الدمار الشامل ومحاربة الارهاب وبناء الديمقراطية على الطريقة الأمريكية.
كما تتعرض في الوقت نفسه الحقوق المهضومة لعامة أبناء الشعب العراقي إلى الأخطار مرة أخرى سواء في كردستان العراق أو جنوبه أو وسطه.
ولذلك لابد للشعب العراقي والشعوب الاسلامية الأخرى أن يضع أمامه الأهداف الثلاثة التالية:
أولاً: الخلاص من الاستبداد والطغيان الداخلي الذي يمارس من خلال الانتهاك للحرمات ومصادرة الحريات والاضطهاد القومي والطائفي والتمييز الطبقي ومختلف ألوان الفساد في الأرض.
ثانياً: مقاومة الهيمنة الأجنبية والحرب الصليبية الجديدة بثوبها المدني الزاهي والتي تتخفىتحت شعارات محاربة الارهاب والتطرّف ولكنها في الواقع تسعى لتدمير الثقافة الاسلامية والسيطرة على الثروات الطبيعية.
ثالثاً: هضم الحقوق العامة لغالبية أبناء الشعوب وممارسة الظلم والعدوان على الطبقات المستضعفة واستغلالها وإبعادها عن دورها الحقيقي في الحياة الاجتماعية وقمع إرادتها وحركتها باتجاه التطور والنمو والاصلاح.
أيها الأخـوة المؤمنـون..
إنّ هذه الصورة القاتمة السوداء التي تواجهها أمتنا الاسلامية والعربية والتي يمكن أن نجد مصاديق لها واضحة فيما يجري في فلسطين وما يتعرّض له شعبها الممتحن وكذلك فيما يعانيه أبناء الشعب العراقي ويتهددهم من أخطار فادحة.. نرى بازاء هذه الصورة النور الهادي والوجه المشرق للنهضة الحسينية التي كانت ولازالت كالشجرة الطيبة المباركة {أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين باذن ربها} هذه النهضة التي لابد أن نستلهم منها الدروس والعبر في مختلف ميادين حياتنا الاجتماعية والثقافية والروحية، كما اننا بأشد الحاجة إليها.
وبهذا الصدد أود أن أشير إلى بعض معالم هذه المجالات وإلى بعض الدروس القيـّمة مما ينفعنا في حياتنا الحاضرة ومواجهتنا الفعلية.
الأول: انّ النهضة الحسينية هي أفضل سبيل لما نحتاجه من تعبئة روحية ومعنوية في الحرب النفسية التي يمارسها الأعداء ضد إرادتنا واستقامتنا من خلال القمع والقتل والتشريد والارهاب واستعراض العضلات والامكانات العسكرية والتسليحية والضغوط السياسية، حيث تمكنت هذه الثورة أن تحقق النصر للدم والشهادة والصبر والصمود على الجيوش الجرارة للحكم الأموي وقدراته وإمكاناته العظيمة.
الثاني: إنّ النهضة الحسينية خير مورد ومعين لترسيخ القيم والمبادئ التي نحن والعالم كلّه بأشد الحاجة إليها، قيم ومبادئ الحق والعدل والعزّة والكرامة والاستقلال والاصلاح بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفض الظلم والطغيان والاستبداد.
الثالث: إنّ النهضة الحسينية خير مدرسة لتقديم الدروس الأصيلة في الأخلاق الانسانية الربانية في مجال الفرد والمجتمع دروس الاباء والشجاعة والبذل والعطاء والرحـمة بالناس والتراحم والتناصح والتواد في الله والتعاون على البر والتقوى والترفُّع عن شهوات الدنيا الدنية الفانية وطلب الآخرة الباقية، والصبر على الآلام والمحن والتوكل على الله تعالى والرضا بما قضى وقدّر، والوفاء بالعهود والمواثيق من الأخيار ونقض العهود والغدر والخيانة من الأشرار.
الرابع: إنّ النهضة الحسينية تقدّم لنا منهج الاسلام الواضح في السياسة والمجتمع في أهدافها وأساليبها وخططها ووسائلها في عصر تحولت فيه السياسة إلى الكذب والخداع والتضليل وإلى الهيمنة والتسلّط والاستئثار.
الخامس: إنّ النهضة الحسينية لأفضل طريق ومنهج للتربية والتزكية والتطهير للمشاعر والعواطف الانسانية لتتفاعل مع قضايا الحق والعدل ومع قضايا الاصلاح والخير، ومع قضايا الشعوب المستضعفة والتمييز الطبقي والقومي وشراء الضمائر.
إنّ هذه المجالات للتأثير في الواقع المعاش والاستثمار للنهضة الحسينية في حياتنا المعاصرة تفتح أمامنا الآفاق الرحبة في عملية بناء الأمة وتجديد حياتها واصلاح أمرها والوصول بها إلى المستوى العالي من الكمال والتطور، حيث تمكنت هذه النهضة أن تضع ذلك في الصدر الأول للاسلام، وهي قادرة ـ باذن الله ـ على ذلك في هذا العصر وفي كل عصر وزمان.
لقد كشفت قضية الامام الحسين (عليه السلام) ونهضته عن كثير من الحقائق والسنن التاريخية التي نحتاج أن نتعلّمها ونفهمها في مواجهاتنا الواسعة التي نخوضها في العصر الحاضر.
الحقيقة الأولى: إنّ مقاومة الطغيان والاستبداد المطلق واجب شرعي لا يجوز التهاون فيه، وهو في الوقت نفسه أمر ممكن مهما اتسمت الظروف المحيطة بالانسان بالقسوة والشدة أو المحاصرة والعزلة.
الحقيقة الثانية: إنّ البذل والعطاء والشجاعة لابد أن تنتصر ـ باذن الله ـ على القوة المادية مهما اختلّت الموازنة بينهما، إذا اقترن ذلك بالاخلاص لله تعالى والتوكل عليه واستمداد المعونة منه، كما انّ العزّة والكرامة مرهونة بهذا البذل والعطاء.
الحقيقة الثالثة: إنّ إقامة الحجة على الناس ومنهم الأعداء، وبذل الجهد في الحوار والبلاغ والنصيحة واجب شرعي وأخلاقي، كما انه منهج اسلامي في الدعوة إلى الله تعالى مهما بدت أبواب العقول والقلوب موصدة والمواقف متصلبة وبعيدة عن الحق، أو متصفة بالعناد والانحراف والضلال، لأنّ الحقيقة من أجل أن تتضح وتنكشف للأجيال كلها لابد أن تكون مستندة لهذه الحجة والحوار.
الحقيقة الرابعة: إنّ الوحشية والقسوة والاستهتار بالحرمات والكرامات من الصفات اللازمة للطغيان والاستبداد والانحراف والضلال للمرتدين والمنافقين في كل الأزمنة والعصور، ولابد للدعاة والرساليين أن يضعوا في حسبانهم التعرض لذلك والتصدي بكل قوة لكسر شوكة الطغاة والمستبدين.
الحقيقة الخامسة: إنّ الصبر والصمود والاستقامة على الطريقة والثبات على المبادئ والقيم والحق سوف يحقق الغلبة بالاسناد والتأييد الالهي بقانون {إنّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنـّة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا والآخرة...} وبسنة {وقل جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا}.
وإنّ هذا النصر لابد أن يكون مقروناً بالامتحان والبلاء والتعرّض للبأساء والضراء {أم حسبتم أن تدخلوا الجنـّة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا انّ نصر الله قريب}.
أيها الأخوة المؤمنون الحسينيون...
إنّ الدماء الطاهرة الزكية التي أريقت على أرض العراق في مثل هذه الأيام اختلطت بتراب العراق ومائه وهواءه فأصبح العراق والعراقيون حسينيين في كل عصر وزمان، وتحملوا مسؤولية هذا الدم الزكي الطاهر منذ الأيام الأولى، فبادروا إلى أخذ الثأر من جـميع أولئك الذين شاركوا في هذه الجريمة التاريخية الشنعاء، ولم يكتفوا بذلك حتى حملوا مشعل هذه الثورة إلى مختلف أقطار العالم الاسلامي، والتزموا بمبادئها وقيمها في مواجهة الطغيان الداخلي والهيمنة الخارجية، وتمسّكوا بحبّهم لأهل البيت (عليهم السلام) وللحسين وصحبه الأبـرار وشعائره الحيـّة.
وها هم الآن يواجهون التحدّيات الجديدة في هذا الوقت والزمان ليعبّروا مرة أخرى عن هذا الولاء والالتزام والعهد والميثاق.
فبعد أن صمد العراقيون في وجه الطغيان الداخلي لنظام العفالقة المجرمين الذين لم يشهد تاريخنا المعاصر مثيلاً لحكمهم الاستبدادي العنصري الطائفي، وتمكنوا من أن يحافظوا على هويتهم وانتمائهم إلى الاسلام وأهل البيت (عليهم السلام) وإلى الحق والقيم والمثل يقدّمون مواكب الشهداء واحداً بعد آخر، والتضحيات الغالية تلو الأخرى، يواجه العراقيون الآن تحدياً آخر في هذه الأيام وإمتحاناً آخر عسيراً وهو محاولات الهيمنة التي تبذلها قوى الاستكبار العالمي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ولابد لهم أن يتحملو مسؤولياتهم الشرعية والأخلاقية والانسانية ليعبـّروا مرة أخرى عن عزّتهم وكرامتهم وتمسّكهم بالحرية والاستقلال والعدالة.
(حرية) الايمان بالله تعالى وحده لا شريك له، والتحرر من كل ألوان العبودية والأغلال والضغوط.
و (الاستقلال) من الهيمنة الخارجية والارادة المستقلّة في تقرير المصير واختيار الأصلح والاعتماد على النفس والذات دون وصاية خارجية وهيمنة أجنبية.
و (العدل) في العلاقة مع الله والنفس والانسان الآخر والمجتمع والطبيعة ليحوّلوا العراق إلى عراق الأمن والاستقرار والرفاه والاعمار والأخوّة الاسلامية والوحدة الوطنية التي يشارك فيها الجميع لتحقيق الأهداف الصالحة.
إنّ هذه الأهداف الصالحة لا يمكن أن تتحقق للعراقيين إلاّ من خلال الاخلاص لله في العمل والالتزام بالوظيفة الشرعية والأخلاقية ووحدة الكلمة والصف، والارادة القوية، والتمسّك بالأرض، وتقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة الشخصية أو الفئوية، والوعي للظروف والحذر من الأعداء وخدعهم وأضاليلهم، والثبات على المبادئ، والمقاومة للطغيان والهيمنة والفساد، والالتفاف حول القيادة الصالحة، وتنظيم الصفوف وتوزيع المسؤوليات والأدوار وأخذ زمام المبادرة، وتحمّل المسؤولية كل من موقعه الخاص، وبذل الجهد وتحمّل المصاعب، واستمداد العون والنصر من الله تعالى.
وإني أدعو نفسي وجـميع اخواني العراقيين وجـميع المخلصين والأولياء الصالحين أن يأخذوا بهذا المنهج الاسلامي الأصيل في مواجهة الأحداث والتطورات الحساسة الصعبة التي نواجهها في الأيام القريبة، ومنها أخطار الحرب والصراع الشرس غير الشريف الذي يدور الآن بين النظام المجرم وقوى الهيمنة الخارجية.
وانّ على اخواننا العراقيين جـميعاً عسكريين وإداريين ومدنيين في المدن والأرياف ولاسيما أبناء القوات المسلحة ورؤساء العشائر العراقية و (قوى المقاومة الاسلامية) أن يبذلوا كل جهودهم وما في وسعهم في الفرصة المناسبة، وعندما يفقد النظام قدرته على مسك الأمور وفرض وجوده بالقوة والقهر أن يكونوا هم البديل الصالح ويحافظوا على وحدتهم ويتمسّكوا بأرضهم وبلادهم ويتجنّبوا كل أعمال الانتقام أو الثأر، وأن يكون رائدهم العفو والصفح وتحكيم القانون والشرع بصورة مضبوطة، وأن يأخذوا بنظر الاعتبار انّ الجميع هم أخوة لنا تعرضوا للضغوط والقهر.
ونحتاج في هذه الظروف إلى المحبة والألفة والتعاون ونسيان الماضي وفتح صفحة جديدة في حياتنا نغض فيها الطرف عن الأخطار والاشتباهات ونستوعب الجميع بروح المحبـّة والأخاء مع الحذر من الأعداء والمندسين.
كما انّ من الواجب الشرعي والسياسي الالتزام بالمحافظة على الأموال العامة والمؤسسات الخدمية الضرورية، ويفرضوا الأمر الواقع في قدرتهم وصلاحياتهم لإدارة أمورهم بأنفسهم ولا يتركوا مجالاً للأجانب أن يتولوا شيئاً من شؤونهم أو يفرضوا عليهم الوصاية، وأن يستفيدوا من التجارب الماضية ولاسيما التجربة التي مرّ بها شعبنا في انتفاضة شعبان المجيدة وتضحياتها الغالية.
انّ الشعب العراقي البطل مؤهل ـ باذن الله تعالى ـ لأن يتحمل هذه المسؤولية الشرعية والاخلاقية وأن يثبت ذلك من خلال العمل وضبط النفس وتحمل الصعاب.
أسأل الله تعالى أن يحقق النصر والفرج والحرية والاستقلال والعدل والأمن والطمأنينة والاستقرار لعراقنا الجريح ولشعبنا البطل وأن يدفع عنهم كل سوء ومكروه، وأن يتغمّد شهداءنا الأبـرار ومراجعنا العظام برحـمته الواسعة وينـزل السكينة والنصر على المجاهدين والعاملين، وأن يثبت لهم قدم صدق مع الحسين وأصحاب الحسين يوم الورود، وما النصر إلاّ من عند الله العزيز الحكيم، وهم نعم المولى ونعم النصير، والحمد لله ربّ العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
6 محرم الحرام 1424هـ
محمد باقر الحكيم
مشعان الجبوري كان ضد اميركا في
حلقة الأتجاه المعاكس تاريخ الحلقة 10/08/1999
موفق الربيعي
مشعان الجبوري
فيصل القاسم
د. فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام، على الرغم من أن المعارضة العراقية موجودة منذ عقود إلا أنها أصبحت أكثر حضوراً على الساحة الدولية بعد الغزو العراقي للكويت، وإذا كان النظام العراقي ما زال يجتر آلامه بعد تسعة أعوام
من الغزو، ماذا حققت المعارضة خلال تلك الفترة؟
هل هي في وضع أفضل من وضع النظام؟
ألم تفقد المعارضة بريقها بعد مؤتمرها الشهير في بيروت عام 1991م لتصبح فيما بعد رمزاً للتناحر، والتشرذم، والعمالة، والتبعية، والتآمر على الوطن؟
لماذا أصبح اسم المعارضة العراقية يثير القرف والاشمئزاز لدى الكثير من العرب؟
ألم تقترف المعارضة خطأً فادحاً عندما ارتبطت إما بالأميركان و الإنجليز أو بأنظمة عربية؟
هل يُعقل أن تنسق مع طرف مثل أميركا لا يريد للعراق إلا الدمار بحجة معاداة النظام؟
هل سيكون مصير الذين يتعاملون مع الأميركان أفضل من مصير نوري السعيد وأتباعه؟
هل يختلف الذين يعملون ضد النظام العراقي من عواصم عربية عن الذين يتعاملون مع الأميركان والإنجليز؟ أليس الاثنان عملاء في نهاية المطاف؟!
هل يمكن أن تكون هناك معارضة عميلة ووطنية في آن واحد؟!
ألا تصبح المعارضة السياسية عندما تخرج من بلدها بلا قيمة، وتسقط سريعاً في براثن أجهزة الاستخبارات أو تجلس –على الأقل- في حضن الدول التي تستضيفها؟
هل هناك مشروع أميركي جاد لإسقاط النظام في العراق؟
هل قانون تحرير العراق أكثر من عمليات تخريب وإرهاب داخل العراق؟
هل ترفض المعارضة العراقية المدعومة أميركياً المشروع الأميركي الداعي إلى توطين ثلاثة ملايين فلسطيني في العراق؟ أم أن ما أُشيع عن لقاء المعارضة في واشنطن مع منظمة "إيباك" الصهيونية يدخل في هذا الإطار؟
ما مدى تأثير المعارضة العراقية داخل العراق؟
هل يختلف أسلوب المعارضة عن أسلوب النظام؟
لكن في المقابل، ألم تحصل المعارضة على اعتراف دولي وإقليمي بها يجعلها ممثلاً شرعياً للشعب العراقي في وقت تزداد فيه عزلة النظام؟
ألا يفكر قسم كبير من الشعب العراقي بالمعارضة كبديل حقيقي للنظام القائم؟
ألم تنجح المعارضة في فضح جرائم النظام؟
أليست الآن في طور الالتحام من جديد؟ والدليل على ذلك مؤتمرها الموسع الأخير في لندن؟
لماذا كل هذه الاتهامات للمعارضة بشأن ارتباطها بالأميركان، كما لو أن الأنظمة العربية نظيفة تماماً من التأثير الأميركي؟
أليس التحالف بين قوى التغيير العراقية وأميركا ضرورة لما بعد التغيير في العراق؟
ألا يصبح الدور الأوروبي والأميركي ضرورة للمعارضة العراقية في غياب الدور العربي والإقليمي؟
أليست صلات المعارضة بواشنطن عائدةً إلى حضور العامل الدولي في القضية العراقية؟ ألم تعد الثورة الفلسطينية إلى غزة في القطار الأميركي؟
ألا تسيء القوى والشخصيات المعارضة التي ترفض التعامل مع واشنطن، ألا تسيء للعمل المعارض العراقي وتقدم خدمة مجانية للنظام الحاكم في بغداد؟
هل هناك بديل لدى القوى الرافضة للمشروع الأميركي؟
أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على مشعان الجبوري (رئيس حزب الوطن العراقي المعارض في دمشق)، والمعارض الإسلامي الوطني الدكتور موفق الربيعي من لندن، الذي حضر اجتماعات المعارضة مع المسؤولين الأميركيين في
واشنطن، للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالأرقام التالية: 888840، 888841، 888842، ورقم الفاكس 311652 ..
[فاصل إعلاني]
د. فيصل القاسم: دكتور الربيعي سؤال بسيط: بعد تسعة أعوام من
العمل -نتكلم عن المعارضة العراقية طبعاً- كما قلنا في البداية المعارضة موجودة منذ وقت طويل على ..على الساحة العراقية والعربية، لكن نشاط هذه المعارضة -إذا صح التعبير- برز دولياً وإقليمياً بعد الغزو العراقي للكويت أي قبل تسعة أعوام، ماذا يمكن أن نقول عن إنجازات هذه المعارضة؟
د. موفق الربيعي: الحقيقة الـ.. قبل أن نجيب على إنجازات المعارضة لابد أنه أقول شيء يتعلق بقناة (الجزيرة)، قناة (الجزيرة) متهمة بأنها موالية للنظام العراقي،.. عندما يطلع طارق عزيز على الشاشة في (الجزيرة)، يعُطي كل الوقت في أن يعطي رأيه بشكل.. ودليل دليل على هذا -دكتور فيصل- أنه
المقدمة، مجموعة الأسئلة اللي طرحتها أولاً هي مجموعة اتهامات للمعارضة كأنه أنت منتهي من هذا الموضوع أن هذه المعارضة عميلة، هذه المعارضة..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: الموضوع -كما تعلم دكتور- اليوم هو مطروح، يعني طرح هذا الموضوع يختلف عن كل الطروحات السابقة، في الماضي كان هناك معارضة وشخص موالي للنظام، في هذه الحلقة بالذات الوضع مختلف تماماً كما تري، لدينا معارضان مختلفان حول أسلوب المعارضة، السيد الجبوري معارض وحضرتك معارض، فالنقاش بين المعارضة يعني، ولا يمكن أن نتكلم أي شيء إلا عن المعارضة لأنه هو الموضوع تفضل.
د. موفق الربيعي: صح.. جيد.. جيد.. جيد، أنا أتحدث عن معارضة
الداخل، معارضة الداخل ماذا حققت؟ وما أنجزت؟ أعتقد أنه يعني كل مراقب سياسي إلى معارضة الداخل يعرف –وأقصد معارضة داخل الشعب العراقي- يتحقق أنه الركائز الأساسية للنظام الآن ضعيفة جداً.. ليش الركائز الأساسية؟ لأنه وصلت المعارضة ودليل وصلت.. المعارضة إلى (عدي)، وحاولت أن تغتال عدي، اللي هو الابن الأكبر لصدام حسين..
معناه أن هذه المعارضة تصل إلى الدوائر الداخلية للنظام، إلى الدعائم الأساسية اللي يبُني عليها النظام، كذلك النظام بشكل يعني في السنوات الأخيرة وفي السنتين الأخيرة بدأ رأس النظام -صدام حسين بنفسه- ومسؤولين في النظام يعترفون بنشاطات للمعارضة، حتى أنه بدأ الأمني يعني الترتيبات الأمنية، مرة يسوون شمال وجنوب ووسط، مرة يقسم العراق إلى أربع مناطق أمنية.
معنى هذا أنه قلق أمنياً على وضعه؟ قلق أمنياً من ماذا؟ من معارضة الداخل، من الشعب العراقي، حتى أنه في المدة الأخيرة عين ابنه الثاني (قصي) يعني وكيل عنه أو نائباً له ليش نائب؟ لأنه إذا قُتل صدام أو أنه.. إما بالرصاصة الذهبية أو بانقلاب قصر، معنى هذا إنه يصير فراغ قوة.. فهو يريد بيملى.. فراغ القوة، ويخلي الناس يعتقدون أنه اسمرار الحكم بعده موجود..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب، يعني أنت..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: خلي أكمل، خلي أكمل إنجازات المعارضة.
د. فيصل القاسم: طيب تفضل.
د. موفق الربيعي: من أهم إنجازات المعارضة أفشلت مخططات النظام، شوف النظام طوَّر سلاح رهيب، الناس يتصورون أنه -أو العالم- يصور أن النظام طوَّر أسلحة كيماوية، وبيولوجية، وأسلحة نووية –والعالم يعني متسلط عليه فكرة تطوير الأسلحة- صدام حسين طوَّر سلاح أكثر رهبة .. رهبة من هذه الـ.. من هذه الأسلحة اللي هو سلاح فتاك اللي هي الفتنة الطائفية، صدام حسين رادي يجعل الفتنة الطائفية أكبر سلاح بيه لاستمرار حكمه.
أنا أتصور المعارضة العراقية والشعب العراقي أفشل هذه الخطة، أفشل خطة الفتنة الطائفية اللي رادي فيها صدام حسين، وهاي إنها أنا مصادر كثيرة حقيقة، المعارضة العراقية قدرت تنجز شئ رائع جداً، وهو أنه تمثل كل شرائح الشعب العراقي لاحظ: المعارضة، سنة، شيعة، عرب، أكراد، تركمان، آشوريين، من شتى شرائح الشعب العراقي، وهي تمثل موزائكي موازييك الشعب العربي تمثل موزائيك الشعب العراقي و.. -إذا صح التعبير- فسيفساء الشعب العراقي، وتتفق المعارضة العراقية اتفقت يعني بشكل جداً واضح على قواسم مشتركة وأشياء محددة اللي هي إسقاط الديكتاتورية، وإقامة النظام البرلماني الدستوري.. التعددي التدرجي..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: الديمقراطي.. طيب هناك الكثير من النقاط كي يعني.. لا شك أنه سيكون هناك مجال لطرح المزيد من النقاط في هذا الإطار، باختصار تريد أن تقول إن هذه المعارضة في الداخل -لا شك- كان للمعارضة التي تعمل من الخارج تأثير كبير على عملها، وآلية عملها، ومساعدتها، ودفع بهذا الاتجاه.
د. موفق الربيعي: أنا أقول المعارضة التي في الداخل هي الأداة الحقيقية للتغير الحقيقي.
د. فيصل القاسم: المعارضة في الخارج.
د. موفق الربيعي: المعارضة في الخارج دورها الأساسي هو الدعم الإعلامي والسياسي فقط والدعم المادي إذن يمكن، إذا دعم الداخل، يعني المعارضة في الداخل هي التي تخلق التغيير، أما الخارج فهو يدعم إعلامياً وسياسياً..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: وقد نجح في خطته يمكن القول على هذا.
د. موفق الربيعي: لأ، أنا لا أقول إن المعارضة بالتأكيد فيها قصور وفيها
تقصير، فيها قصور لأنها هي مجموعة من الأفراد ومجموعة الأحزاب التي ليس لها دور..
فيصل القاسم: طيب سنأتي على ذلك لكن..
د. موفق الربيعي: يعني حقيقة مو دولة هي.. ليس لها أي إمكانات الدولة..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب.. مشعان الجبوري سمعت هذا الكلام، كيف ترد؟ أنجزت الكثير.
مشعان الجبوري: أولاً: أنا لا أريد أن أكون محامي الشيطان، أنا أعتقد أن دوري ليس هو الدفاع عن الحكم في العراق، لكن أنا أشعر بمسؤولية أخلاقية أن نسمي الأشياء بأسمائها، وأن لا تأتي فصيل أو مجموعة من الشعب العراقي لتصادر إنجازات الشعب العراقي، أنا لا أختلف مع الدكتور أن للشعب العراقي إنجازات عظيمة لم يذكرها الدكتور أكثر بكثير مما ذكر في مقاومة.. في مقاومة..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: أنا لسه ما أُعطيت الفرصة يعني هناك الكثير من الإنجازات التي كان يمكن أن نذكرها..
مشعان الجبوري: في مقاومة النظام، وهناك أعمال بطولية تتعرض لرأس النظام، أحياناً يقوم بها جندي في الحرس الجمهوري، وأحياناً يقوم بها ضابط، وأحياناً مجموعة من الضباط، ولعل حجم القمع الشديد الذي نسمع به كل يوم من العراق عن حجم الإعدامات والتصفيات في السجون هي أكبر دليل على تصدي الشعب العراقي للنظام الطاغي في بغداد.
لكن بصراحة أن هذه الأعمال لم تكن بفعل المعارضة التي تتخذ من لندن مقراً لها، أو المعارضة التي يمثل وجهة نظرها الدكتور موفق، أو المعارضة التي ذهبت مع الأميركان تتاجر بمحنة الشعب العراقي، بل أستطيع القول إن ما يفعله المعارضة العراقية عندما يكونوا قد اجتمعوا مع (مارتن إنديك) ويُضرب الشعب العراقي بالطائرات والجنود العراق بالطائرات.. أعتقد أن هذا يُسيئ لعمل المعارضة، ويصل الأمر..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: سنأتي.. سنأتي على ذلك الدور الأميركي.. إن شاء الله.
مشعان الجبوري [مستأنفاً]: نعم ليس الدور الأميركي لكن أريد أقول إن هذه المعارضة التي تحدث عنها الدكتور هي ليست.. هي ليست هي التي صاحبة الفعل الحقيقي في العراق..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: أنا تحدثت عن معارضة الداخل.
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: الشعب العراقي..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: أنا لم أتعرض على المعارضة في الخارج لحد الآن..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: الشعب العراقي.. ما أنت قلت سيادتك إن المعارضة بدورها الإعلامي والسياسي في التأثير على الشعب العراقي هي التي جعلت من هذه الأفعال..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: أنا لم أقل ذلك.. أنا لم أقل ذلك.
مشعان الجبوري [مستأنفاً]: والحقيقة لأ قلت.. أن دور المعارضة المحرض..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: لأ يا أخ مشعان أنا ما قلته الآتي: أنه المغير الحقيقي الذي يصنع التغيير هو الشعب العراقي.
مشعان الجبوري: لكنكم عندما يخرجون الناس من مؤسساتكم، تتعاملوا معهم بمزيد من العنف والقسوة، والدليل على ذلك إنه خرجوا ناس من داخل مؤسسات الحكومة خلال التسع سنوات الأخيرة، لم تستطع المعارضة العراقية استقطاب شخصاً واحداً منها!!
أقصد المعارضة العراقية التي تحظى برعاية ودعم المجتمع الغربي وبعض الدول العربية، كل الذين خرجوا من المؤسسة الحاكمة..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: أعتقد.. أعتقد.. أعتقد يا أستاذ مشعان أنه الذين خرجوا كلهم بلا استثناء بدون استثناء، احتضنوا وبما فيهم وأكبر علم من أعلامهم، لعلنا نتذكره في هذه في هذه الندوة هو حسين كامل..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: بس ماذا قالت عنه المعارضة؟ وماذا فعلت به المعارضة؟
د. موفق الربيعي [مستأنفاً]: حينما.. حينما.. حينما احتضنته المعارضة ودعمته.. ودعمته الدول الإقليمية، وحتى الدول الأجنبية، وبما فيها أميركا بالخصوص، دُعم ولكن النتيجة هي بتعرفها أنا وأنت..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: عفواً، عفواً، سيادتك.. سيادتك كنت شاهد على علاقتي مع المرحوم -حسين كامل- وأتصور جرت بيننا بعض الاتصالات الهاتفية في ذلك الوقت، وأنا أعرف أن الأميركان لم يدعموا -حسين كامل- بل أرغموه على العودة، عندما رفض أن يبصم على المشروع الأميركي لتقسيم العراق، أو عندما رفض أن يوافق الأردنيون في مشروع "فدرلة" العراق الذي كان يسوق له معارضة لندن وأميركا.
نحن نريد أن نقول، ما أريد أن أقوله إن سيادتك قلت إن المعارضة أفشلت المشروع -التقسيم الطائفي- الذي عمله صدام حسين، والحقيقة أن المعارضة التي نسمع صوتها يجلجل كل يوم بممارستها اليومية هي مُحرضة على الانقسام الطائفي، ولذلك لم تستطع أن تستوعب أي أحد خرج من مؤسسة الحكم في مؤسساتها بدءاً من -حسين كامل- إلى الفريق نزار الخزرجى الذي.. لأنه رفض أن يكون عميلاً للآخرين، راح انزوى وأصبح لاجئ في إحدى الدول الأوروبية، لأنه رفض أن يمشي في المشروع الذي يثير الفتنة الطائفية، والقتال عند الشعب العراقي، وتقسيم العراق.
فأنا أعتقد أن مؤسسة المعارضة العراقية في الخارج هي -لا أقول- بنفس سوء صدام حسين، لكن.. لكن لن تكون إنجازاتها، أنا أعتقد أن المعارضة مثيرة للطائفية..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: إحنا نتحدث لا إحنا نتحدث، أعتقد .. الحديث.. الحديث.. الحديث أنا تحدثت عن معارضة الداخل، وقلت أن هي الآلة الحقيقية وهي المعول الذي سوف يهدم هذا الحكم، ويقيم حكم برلماني دستوري..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: منْ تقصد بالمعارضة الداخلية، كيف كيف.. نعم.
الشعب العراقي كله.. كله.
موفق الربيعي: أنا أقصد الشعب العراقي.. أنا أقول لك.. أنا أقول لك..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: أنا أقول لك من المعارضة في الداخل، المعارضة اللي في الداخل المجاهد الذي واضع دمه على راحة يده في الجنوب ويقاتل، المعارضة اللي في الداخل اسمح لي من فضلك..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: بس أنا أرى هذا عفواً.. لو سمحت.. ما أنت..
د. موفق الربيعي [مستأنفاً]: المعارضة اللي في الداخل اللي عُصرت ثلاثة أيام في حي (الحيانية) في البصرة، المعارضة اللي في بالداخل عشائر (الرميثة)، اللي قبل بضعة أسابيع ثارت ضد النظام..، المعارضة اللي في الداخل المظاهرات اللي قامت في مدينة الثورة قبل بضعة أسابيع، وفي مدينة (الشوادر) في بغداد، معارضة الداخل هم الثوار، والمقاومة الشعبية المسلحة والعصيانات المدنية، والمظاهرات المستمرة اللي تنتفض يومياً وبشكل مستمر على النظام الحاكم في بغداد، المعارضة في الداخل هي الكتابات على الجدران، المعارضة في الداخل هي البيانات التي توزع في كل أنحاء العراق، المعارضة في الداخل هي الإنسان الذي، هي الأم اللي فقدت ابنها، هو الأرملة اللي فقدت زوجها.. هذا هو المعارضة في الداخل..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: دكتور.. بلا خطب عاطفية.. عفواً، عفواً أنت حضرتك.
د. موفق الربيعي [ مستأنفاً]: أنا لا أتحدث عن معارضة لندن أو.. عن معارضة دمشق..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: لماذا استعرت فقط المعارضة الشيعية؟ لماذا الآن كل الرموز التي ذكرتها هي تتحدث عن معارضة شيعية في جنوب العراق لتغفل دور الآلاف الذين قاموا بجميع محاولات الانقلاب للإطاحة بصدام حسين، بدءاً من التسعين إلى حد اليوم القمع، المذابح التي جرت في (تكريت)، الذبح الذي جرى في (الشلقاط)، في الموصل.
الظباط الحرس الجمهوري الذين يحاولون اغتيال النظام، لماذا لا تشير بهؤلاء؟! لماذا أشرت إلى أولئك الذين يحملون السلاح في وجه الشعب العراقي، الذين يقاتلون في (الأهوار) ويقاتلوا نيابة عن دول.. دول تدعمهم بالمال ليقتلوا الجندي العراقي، الذي يُقتل في الأهوار هو أخويا وأخو خلف، ومحمد، وحسين، هو الجندي العراقي والضابط العراقي.
تقول لي المعارضة العاصية على الأمن في بغداد أنا معك، تقول لي الذي يكتبوا على الجدران أنا معك، تقولي الذين يحاولوا قتل صدام أنا معك، بس الذين يقتلوا الجيش العراقي هؤلاء مرتزقة وليسوا معارضين وطنيين، وأنت استحضرت فقط جانب واحد من الشعب العراقي..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: وهذا يبين على إنه على.. على الفتنة.
مشعان الجبوري [مستأنفاً]: وهذا يؤكد.. يؤكد ما نقول: إن المعارضة
العراقية -للأسف الشديد- الموجودة في لندن والمدعومة أميركياً تحاول أن تصور المعارضة العراقية على أنها معارضة شكل طائفي واحد من أجل أن تدفع الطرف الآخر للتخندق مع النظام ليغرق معه.
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: الحقيقة.. الحقيقة يعني اللي يقوله الأستاذ مشعان جداً خطر ، وأنا آسف جداً أن أقول إن هذا يصب بالضبط بدعم صدام، وبيدعم نظام صدام، لأن هذا ما يريده صدام حسين أن يخلق الفتنة الطائفية في العراق..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: كلامك يثير الفتنة.
د. موفق الربيعي [مستأنفاً]: الفتنة الطائفية اللي يريدها صدام واللي قلنا إنه هذا سلاح فتاك، وسلاح أكثر أقوى أفتك من الكيماوي، وأفتك من النووي هي الفتنة الطائفية، الشعب العراقي اتغلب على الفتنة الطائفية، إذا الفتنة الطائفية هي بالخارج، الشعب العراقي راح يهمل الناس اللي بالخارج، والشعب العراقي والمعارضة اللي في الداخل ما راح تلتفت لهم، إنما الشعب العراقي اتجاوز الفتنة.
أجيب مثل بسيط جداً، في عندما.. في حياة محمد الصادق الصدر اللي قتله النظام قبل بضعة أشهر في الشهر الثاني من هذه السنة، محمد.. محمد صادق أفتى في أن على كل الشيعة، على الشيعة العرب واجب عليهم أن يقيمون صلاة الجمعة في كل أنحاء العراق..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: وهذا اللي قتله بعدين..
د.موفق الربيعي [مستأنفاً]: وهذا شيء لم يسبق له مثيل في تاريخ الشيعة، في الشيعة في العراق، وأيده جميع الشيعة في العراق، وصارت الناس وصارت صلاة الجمعة عادة يومية، وقال في كثير من خطاباته المسجلة ويسمعها النظام: "إنه إذا قُتل محمد الصادق الصدر استمروا في صلاة الجمعة"..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: لأنه كان يتوقع القتل من قِبَل مَنْ؟ من قِبَل المعادين لصلاة الجمعة الذين يفتون بعدم جوزاها!!
د. موفق الربيعي [مستأنفاً]: عندما.. عندما قتل.. عندما قُتل، النظام محمد صادق الصدر، الشيعة العرب الشيعة استمروا في إقامة صلاة الجمعة، بدهم كان أكثر من هذا، أكثر من هذا إذا بدهم يروحون يصلون صلاة الجمعة خلف أئمة السنة، هل في.. في تاريخ العراق المعاصر لم يسبق أنه آلاف من الناس من مدينة (الكاظمية) التي يسكنها غالبية شيعية يعبرون جسر (لام) ويروحون يصلون يوم الجمعة خلف العالم السني، الإمام السني في مسجد أبي حنيفة!! هذا ما.. ما فيه سابقه، هاي صفعة في وجه النظام، هذه لطمة في وجه صدام، هذا يفشل مخططات النظام الطائفية الحقيقية الذي يعني يحرق القلب هو ما.. بعض المعارضين -أنا أربأ- في بعض المعارضين أن يقعوا في فخ النظام..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: والسيد الجبوري.. والسيد الجبوري وقع في هذا الفخ..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: في فخ النظام، في تأجيج الفتنة الطائفية، وبالتالي..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: أنا ضحية الفتنة الطائفية، أنا ضحية اتهاماتكم واتهامات المعارضة التي اعتبرت كل عربي سني خرج من النظام على أنه عميل للمخابرات العراقية، من خرج من النظام واعتبرتموه إنسان وطنيّ؟! وجهتم علينا جميع أنواع الشتائم، اتهمتمونا بالعمال للنظام، طردونا من بريطانيا، وطردونا من الأردن، وتلاحقونا في سوريا في اتهامات المتعددة لسبب واحد فقط هو سبب طائفي.
كل الذين خرجوا من المعارضة العراقية اعطني اسما واحداً تعمل معه إلى الآن اسماً واحداً.. اسما واحداً تعطني اسم واحد الآن من الذين تعتقد أنهم أصبحوا من رموز من رموز المعارضة متاح له العمل في واجهة العمل السياسي (...)..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: هذا تدشيل يعني مع احترامي وتقديري هذا تدشيل وتسطيح؟ وحقيقة اتهامات.
فيصل القاسم : باطلة.
مشعان الجبوري: اتهامات لماذا؟
د. موفق الربيعي: أنا الموقف: اتهامات لي أنا باطلة وكاذبة، وأنا أربأ أنه.. وأقول ما قاله القرآن"وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً"و...
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: أنا يا دكتور أولاً: ألفاظك يجب أن تكون
مهذبة، وأنا لست من الجاهلون، لا تستعين.. لا تستعين بآيات القرآن لخدمة خطابك السياسي..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: أنا.. أنا.. أنا أدعو.. أدعو الدكتور فيصل أن يوقف.. يوقف الأستاذ مشعان، لأنه يستعمل.. لأنه يستعمل.
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: لا تستعمل.. تستعمل القرآن في خطبة في خطابك السياسي، حاول أن تتحاور بلغة مهذبة، وأن كل شخص هنا يواجه الآخر بالحقائق، نحن نرى في مؤسسة المعارضة العراقية التي تتعاون مع الأميركان هي مؤسسة طائفية وتريد..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا سيد.. يا سيد الجبوري.. دقيقة.. دقيقة دقيقة.. سأعطيك المجال.. سأعطيك المجال.
[موجز الأنباء]
د. فيصل القاسم: مشعان الجبوري..
مشعان الجبوري: نعم.. أنا بأكمل إنه أنا متأكد والجميع يعرف أن الشعب العراقي هو بكل مكوناته الطائفية والوثنية هو معارض لنظام صدام
حسين، وأعتقد لم يبق مع صدام حسين إلا الذين قلقين عن مستقبلهم والذين يدافعون عنه من منطلق الدفاع عن النفس، خوفاً من خطاب المعارضة التي رفضت الذين يعرفونهم -فلنقل- والذين ذُبح أهلهم، فإذا رفضت كل هؤلاء فكيف تتعامل مع الناس الذين لازالوا في السلطة، عندما تحدث الدكتور عن إنجازات المعارضة وأعمالها البطولية، لم يقل عن انتفاضة "الرمادي"،لم يتحدث عن كل المحاولات التي جرت في مدن أخرى ذات شكل آخر.
يبدو أنه يخشى أن يغضب البعض من الذين يمثلهم، لأنه يبدو لي أنه يراد أن تكون المعارضة شكلاً طائفياً واحداً كأنها تريد أن تدفع الآخرين للغرق في مركب صدام حسين، بالتأكيد لا نحن نرغب أن نغرق مع صدام حسين، نحن نعتقد أن هذا النظام قد اختصر كل العنف والجرائم التي حدث في تاريخ العراق بدءاً من سلخ الوجوه وإذابة المعارضين في أحواض الأسيد، وأنا أعرف عن جرائم هذا النظام أكثر من غيري..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: عفواً.
مشعان الجبوري [مستأنفاً]: عندما تحدثت عن النظام تقاطعني.. خليني أكمل، ما أعرفه عما ارتكبه النظام من جرائم.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب لكن الموضوع..
مشعان الجبوري [مستأنفاً]: نعم، عفواً لأنه أنا لا أريد أن أظهر محامي
للشيطان، نعم أنا لا أريد أن أظهر محامي الشيطان، أنا أريد أن أعري النظام وأعري هذه المعارضة، هذه المعارضة تعاملت مع كل العراقيين الوطنيين الذين خرجوا من النظام بطريقة سلبية، ووجهت لهم الاتهامات، وحتى من وصل منهم لاجئاً إلى هولندا أو ألمانيا، وإلى أي مكان لحقتهم فاكسات دكاكين المعارضة تتهمهم على أنهم عملاء للنظام، لجريمة واحدة فقط إنه كان يشتغل في الدولة العراقية، كان في المؤسسة العراقية، أو لأنه ذات شكل طائفي آخر لا يُراد له أن يكون في المعارضة العراقية، وأنت سيادتك تعرف يا دكتور موفق.. أنا أُعدم شقيقي وتعرف الطريقة التي أُعدم بها، وأعدم شقيق زوجتي فقط لأنه شقيق زوجتي، وأعدم 95 واحد من أهلي من قِبَل النظام، لكن بقيتم تلاحقوني باتهامات، باتهامات ماذا؟ بأنني مرة عميل للنظام، بأنني مرة مثير للفتنة، لأني كنت أدفع فقط ثمن أنني من منطقة جغرافية في يوم من الأيام تابعة للنظام..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: أنا أعتقد حقيقة.. حقيقة هذا الكلام يعني حقيقة تجني على الشعب العراقي..
مشعان الجبوري: أنا ما بحكي عن الشعب العراقي، أنا أحكي عن المعارضة العراقية التي تمثلها يا دكتور.
د. موفق الربيعي: أنه المعارضة.. المعارضة طائفية حقيقة هذا تجني، وكذلك تجهيل للحقائق، وتسطيح للحقائق، وأنا يعني أريد أن أتحدث عمَّا أنجزته المعارضة العراقية في الخارج..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: هذا هو السؤال، في الخارج هذا السؤال ماذا أنجزت..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: تعطيني اسماً عربياً سنياً واحداً، أو تنظيماً من تنظيماتهم السبعة التي يعمل تسويقها من قِبَل الأميركان، معارضة عبارة عن شيعة وأكراد، هذه التنظيمات السبعة التي تتحدث عنها..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: طيب الشريف عليّ ما هو..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: أولاً عفواً الشريف عليّ هذه قصة.. هذه قصة أنت تعرفها..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: عدنان رافشي..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: عفواً عدنان بشوين وين عدنان؟! نفس الرموز البرجوازية من الزمن التركي اللي قاموا عندما قامت الدولة العراقية، انطيني أهل البلد الحقيقيين، انطيني اسماً عربياً واحداً.
د. موفق الربيعي: سعدون الدليمي.
مشعان الجبوري: مين سعدون الدليمي.
د. موفق الربيعي: سعدون الدليمي في.. في السعودية..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: عفواً.. عفواً سعدون الدليمي ده من.. عفواً.. عفواً شو جاء به؟ عفواً شو جاء به؟ شو.. شو..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: هؤلاء معارضة.
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: معارضة.. عفواً أنا بحكي عن تنظيماتكم
السبعة، على رأسها (محمد البلوشي) شخصية سياسية عراقية، لكن شو عن تنظيماتكم السبعة؟ أنا بأحكي لك عن تنظيماتك السبعة.. تنظيماتك السبعة التي اخترعتها الإدارة الأميركية.
د. موفق الربيعي: أولاً تنظيماتي السبعة هي ليست تنظيماتي، وسوف نأتي على موضوعة المشروع الأميركي، والمشروع الوطني، والمشروع المصالحة الذي يمكن أن هذا يعني النقاش فيه..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: لنبقى في صلب الموضوع.. في صلب الموضوع المعارضة ماذا أنجزت؟
د. موفق الربيعي [مستأنفاً]: ماذا أنجزت؟ أعتقد أنه المعارضة اللي في الخارج أنجزت الكثير وعليها كذلك إنجاز الأكثر، الآن لا شك أي مراقب سياسي يراقب الوضع السياسي العراقي يرى أن هناك اعتراف إقليمي ودولي بهذه المعارضة، عندما يظهر النظام تظهر المعارضة مقابلة، وهناك اعتراف.. اعتراف دولي، وإقليمي يعني دولي، وإقليمي.. إقليمي كذلك بالمعارضة العراقية، ها مسألة.
المسألة الثانية: أنه المعارضة العراقية بالخارج متواجدة إعلامياً، وسياسياً، وأبقت القضايا العراقية ساخنة في كل.. في أغلب المحافل الإعلامية السياسية، في كل.. في كل مسألة المعارضة العراقية وممثل المعارضة العراقية تقريباً موجودة.
المعارضة العراقية –كذلك- لاحقت عناصر النظام عندما يكون طارق عزيز.
[فاصل إعلاني]
د. فيصل القاسم: دكتور ربيعي.
د. موفق الربيعي: يعني كل مرة يكون بها طارق عزيز في الأمم المتحدة أو الصحَّاف في محفل دولي أو عربي، إحنا متواجدين شوكة في عين النظام .. المعارضة العراقية متواجدة شوكة في عين النظام.
مشعان الجبوري: شو ها الإنجاز الجبار.
المعارضة.. المعارضة العراقية يعني متواجدة إعلامياً من خلال صحفها من خلال نشرياتها، من خلال بياناتها، موقف المعارضة العراقية يعكس موقف الشعب العراقي و إلا إذا.. إذا.. إذا ما يوجد حضور، إذا ما فيه حضور للمعارضة العراقية -إعلامي بالخارج- مَنْ يعكس نشاطات المعارضة في الداخل؟ من يعكس نشاطات السياسة اللي في الداخل؟ فالمعارضة –حقيقة- أنجزت كثير، وأهم إنجاز أنه لاحقت النظام في كل.. في كل محفل دولي أو إقليمي، نغصنا عليه وجوده، في المظاهرات، في الاعتصامات، في النشرات، في الاعتراضات على السياسيين العراقيين، فحقيقة اللي اتصدت للنظام في كل المحافل الإقليمية والدولية وفي ذلك يعني كسبت هذا الاعتراف الدولي.. فرضت على العالم .
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:ok نقف.. نقف هنا. دكتور، مشعان الجبوري كيف ترد على هذا الكلام؟ الكثير من الإنجازات..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: عفواً.. عفواً، أنا مع أن هناك إنجازات عظيمة للمعارضة العراقية، لكن المعارضة الوطنية القومية، معارضة المخلصة لتربة العراق وأرض العراق، ليس لعملاء (مارتن إنديك) و (ريتشارد دوني)، هناك معارضة وطنية عراقية عمرها عشرات السنوات، هناك معارضين وطنيين عارضوا صدام حسين قبل أن يكون رئيساً، وهناك معارضة في الداخل مهمة ضد النظام، وهناك معارضة متمثلة في كثير من القوى اليسارية والإسلامية التي رفضت أن تكون دكاناً أميركياً أو أن تروج للمشروع الطائفي، وهذه المعارضة بصوتها وبقدرتها عم توجع النظام، والنظام عم.. عم يتعرض إلى ضربات عنيفة وصلت المعارضة إلى داخل أسرته..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: عندما ذكرت دكتور فيصل عدة مرات، ذكرت قضية الدور الأميركي بالعراق لا أنا أعتقد الآن يعني.. يعني..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب سنأتي.. سنأتي على الدور الأميركي، سنأتي على الدور الأميركي لكن النقطة كي لا تتداخل الموضوعات..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: عفواً، أنا أعرف أن المعارضة لها فرصة كبيرة، بس هي المعارضة المتواجدة الآن في (كردستان)، المعارضة المتواجدة في سوريا، المعارضة المتواجدة داخل العراق، الوطنيين المتواجدين في المنافي والملاجئ، والذين لا يستطيعون أن يعبروا عن أراءهم.. لأن هناك..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: لكن جُل.. لكن جُل المعارضة موجود في
لندن، وهو وهي..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: عفواً المعارضة في لندن أيضاً وطنيين وشرفاء لكنهم مقيدين، هناك واجهة الأحداث والصدارة لتنظيمات سبعة اعترفت بها الإدارة الأميركية وطرحتها علينا بديلاً، ونحن نعتقد إذا ما استثنينا الأكراد، الذين لو كنت محلهم لتعاملت مع الشيطان وليس مع أميركا لما يتعرضون له من ظلم وجور على أيدي جميع الحكام الذين تعاقبوا على العراق، أيضاً مصالحهم القومية تختلف عن مصالح القومية للشعب العراقي، هم شعب بيسعى إلى حق تقرير المصير، إذا استثنينا الأكراد، التنظيمات الأميركية.. التنظيمات التي اعتبرتها الإدارة الأميركية كمشروع بديل في نظر الشعب العراقي وفي نظر الناس في داخل العراق.. هذه التنظيمات لا تمثل حقيقة الشعب العراقي، وليست هي المعارضة..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب كيف ترد على كلام الدكتور الربيعي أن هناك استطاعت هذه المعارضة -التي أنت ترفضها- استطاعت على الحصول على اعتراف؟
مشعان الجبوري [مستأنفاً]: التظاهرة العراقية.. (...).. كان التظاهر العراقيين الشرفاء (...) هما لا حيكونوا في واشنطن، ولا حيكونوا في لندن، أنا لا أنفي أن الشعب العراقي كله معارض لصدام حسين، وكل الناس في داخل العراق.. العراق معارضون..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: لكن ماذا عن المعارضة.. المعارضة ..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: والمعارضة في الخارج هناك معارضة وطنية، وشريفة، ومخلصة، ومجاهدة ولها تاريخ طويل وحافل في مقارعة النظام، لكن ليست دكاكين الارتزاق الأميركي والذين يخرجون لـ..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: أنا أعتقد أنه الأستاذ مشعان قبل أن ندخل للأستوديو قلت أنه أنت تستقبل الأميركان في مكتبك في دمشق، وتلتقي مع السفارة الأميركية في دمشق..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: نعم أنا.. أنا.. أنا قلت هذا.. عفواً.. حتى لا.. عفواً أنا سألتك.. أنا ألتقي يأتيني الأميركان بيحملولي رسالة، أو خبر، أو موضوع، فسأستقبلهم.
د. موفق الربيعي: أستاذ مشعان خلي نركز على الموضوع.
مشعان الجبوري: هناك فرق بين العمل مع الأميركان.. بين العمل مع الأميركان وبين استقبال الأميركان.. أنا أستقبل..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: المعارضة العراقية.. المعارضة العراقية الوطنية لا تستقبل لا تقبل المعلومات..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: دقيقة.. يا جماعة.. يا جماعة..
مشعان الجبوري: عفواً..عفواً أنت بتعمل مع الأميركان أستاذ.. أنت بتغذي (...) .. كم مرة.. وكم مرة زهبت للإدارة الأميركية وكم مرة اتصلت بمعارضين وطنيين عراقيين تطلب منهم.. تطلب منه الانصياع للإدارة الأميركية، ما اتصلت.. ما اتصلت بصلاح عمر تطلب منه منه.. المشروع الأميركي..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: أستاذ مشعان يا مشعان.. حقيقة إذا يستمر مشعان الجبوري بهذه الطريقة ها طريقة غوغائية.. وطريقة يعني.. أعيد الكلام (وإذا مروا باللغو مروا كراماً)..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: أحذرك للمرة الأخيرة، أن تكون مهذب أن تكون مهذب.. كون مهذب أنا عم بعطيك عم أعطيك حقائق كن مهذب أنت تعرف أنت مَنْ هو..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا جماعة..دقيقة.. دقيقة.
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: المشروع الوطني عندما.
د. فيصل القاسم: دقيقة.
د. موفق الربيعي: يا دكتور فيصل اسمح لي.. اسمح لي..
د. فيصل القاسم: دقيقة.
د. موفق الربيعي: عندما كنت أنا في سجون البعث في سجون صدام في 1973م أين كان الأستاذ؟!
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: أنا كان عمري خمسة عشرة سنة..
د. موفق الربيعي: عندما كنت في سجون صدام حسين في.. في 1976م أين كان مشعان؟!
مشعان الجبوري: أنت كنت.. كنت جزء من الدولة العراقية، ولست نادماً.. لست نادماً..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: جزء من جهاز الأمن.. الأمني أصلاً.. جزء من الجهاز الأمني العراقي..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: أنا ما كنت بجهاز الأمن، في حياتي أتحداك..
أتحداك، أنا لم أعمل لم أعمل إلا صحفياً في الدولة العراقية، وأتحداك إني اشتغلت في جهاز الأمن، وهذه الأرهاف تبعك وهذه لغة المافيا.. هذه لغة المافيا، اللي تتحدث بها، أتحداك يكون اسمك موفق الربيعي!!
أنا اسمي مشعان الجبوري أنت اسمك مكرم مأمون! أنت إيراني! ولا تتستر على المعارضة !! أتحداك أن تثبت لي اسمك موفق الربيعي!!
أنا اسمي مشعان الجبوري، أنا أعارض صدام حسين، أنا نص أهلي.. نصف أهلي ذبحهم صدام حسين، أتحداك أن اسمك موفق الربيعي، لأن اسمك موسوي إيراني مش هاشمي، أنت كنت.. كنت عميل للمخابرات الإيرانية.
د. موفق الربيعي: نرجع لهذا.. لهذا الموضوع.
مشعان الجبوري: حاول.. حاول أن تسمي الأشياء بمسمياتها، أنا أشرف منك.. (أهلك)..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا سيد.. يا مشعان.. سيد مشعان.. يا سيد مشعان يا جماعة..يا جماعة.. يا جماعة..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً"..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: الجاهل حضرتك..كن مهذب..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا جماعة..يا جماعة.. يا جماعة طب نحنا خلينا نبقى في الموضوع.. خلينا نبقى في الموضوع..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: أنا اسمي مشعان الجبوري، وجواز عراقي مزور، أنا ما تصنع لي المخابرات البريطانية جواز سفر..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا لنبق في الموضوع.. يا جماعة.. رجاءً.. رجاءً.. رجاءً..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: كن مهذباً.. لا تستعمل آيات القرآن.. أنا أدفع ثمن موقفي السياسي لأني ضد الحساب وضد أفلامكم..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا أخي..دقيقة.. دقيقة.. دقيقة..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: ما.. ما يقوله مشعان الجبوري هو رد فعل..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: حاول أن تكون مهذباً، حاضربك.. إذا استعملت كلمة واحدة غير مهذبة.. حاضربك.. حاضربك..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا سيد.. يا سيد الجبوري.. يا سيد مشعان..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: حاضربك..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا سيد مشعان أنا سألتك سؤال ولم تجب عليه..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: نفس أسلوب صدام.. نفس أسلوب صدام حسين اللي بيستعمله بالداخل، أنا أربأ بنفسي، وأربأ بنفسي على أن..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا جماعة..خلاص أنت لم تتحدث، أنت لم تجب على سؤال مشعان الجبوري لم تجب على السؤال على إنجازات المعارضة في الخارج..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: ... إنجاز المعارضة هو يمثل معارضة أميركية.
د. فيصل القاسم: هو يتحدث عن المعارضة التي يمثلها.
د. موفق الربيعي: أنا لا أمثل إلا نفسي ولا أمثل معارضة.
د. فيصل القاسم: وهو يتحدث عن إنجازات هذه المعارضة..
مشعان الجبوري [مقاطعاً]: هذه المعارضة ما أنْجزَه الشعب العراقي..
د. موفق الربيعي [مقاطعاً]: أنا أتحدث عن المشروع الوطني العراقي.
مشعان الجبوري: هو يتحدث عن المشروع.. الأميركي..
د. موفق الربيعي: إذا سمحت دقيقة من فضلك، أنا أتحدث عن المشروع الوطني العراقي.
د. فيصل القاسم: تفضل.
د. موفق الربيعي: المشروع الوطني العراقي يتلخص في كلمات بسيطة المشروع الوطني العراقي اللي تتبناه القوى الإسلامية، والوطنية، والديمقراطية، واليسارية، كل القوى تتبنى المشروع التالي، أن إسقاط النظام وإقام.. إسقاط
الديكتاتورية، وإقامة النظام البرلماني، الدستوري، التعددي، التداولي، هذا سمة هذه هدف المشروع.
بينما هدف المشروع الأميركي هو تغير وجه النظام تغيير رمز النظام فقط، ها مسألة الوسيلة اللي نستعملها ثورة شعبية مسلحة مدعومة من الجيش العراقي الباسل هذه الوسيلة اللي نستعملها، ما يستعملها المشروع الأميركي يستعمل المشروع الأميركي.. العادية شو اللي نستعملها إما الرصاصة الذهبية أو انقلاب القصر، يعني فقط عملية جراحية تجميل، إحنا هذا لا لا نتبناه، المشروع ما يتبنى هذا؟ المشروع الوطني.. المشروع الوطني العراقي يريد دعم الدول الإقليمية والوضع..