آية الله المؤيد: مشروع طهران قومي وليس مذهبيا
مصر تستضيف مرجعا شيعيا عراقيا معارضا "لمواجهة نفوذ إيران"
أول دعوة رسمية
مشروع قومي إيراني
آية الله حسين المؤيد
دبي- حيان نيوف
عقد مرجع شيعي عراقي بارز، ومعروف بمعارضته للحكومة العراقية، سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وديوان الرئاسة المصرية، خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك في أول زيارة رسمية له من نوعها إلى مصر - حسب قوله- بحثت سبل مواجهة النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة، وتعزيز الدور العربي في بلاده.
ويقيم المرجع العراقي آية الله حسين المؤيد في الأردن، حيث أسس التيار الوطني المعارض، ويوجه انتقادات دائمة لما يعتبره التدخل الإيراني في بلاده.
ويعتبر المؤيد من أبرز المراجع الشيعية في العراق، وهو ينحدر من عائلة شيعية عريقة، ودرس العلوم الدينية في الكاظمية ببغداد، وتتلمذ في قم الإيرانية عام 1982 على يد كبار علماء الشيعة، ونال درجة الاجتهاد المطلق التي تعتبر أرفع الدرجات العلمية في الحوزة.
أول دعوة رسمية
الزيارة استغرقت 3 أيام، وكانت بدعوة رسمية من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وهي الأولى من نوعها
وقال المرجع آية الله حسين المؤيد، في اتصال مع "العربية.نت" من العاصمة الأردنية، إن زيارته إلى مصر، التي بدأت في 14-10-2008 واستغرقت 3 أيام، كانت بدعوة رسمية من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وهي الأولى من نوعها.
وأشار إلى أنه التقى، إضافة إلى وزير الخارجية ومسؤولين آخرين في الوزارة، كبار المسؤولين في ديوان رئاسة الجمهورية، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وبخصوص الموضوعات التي بحثها مع المسؤولين المصريين، قال المؤيد "بحثنا تفعيل الدور العربي في العراق، ومخاطر النفوذ الإيراني وسبل مواجهته ، وكانت زيارة مركزة على الجانب السياسي، ولم يكن على جدول الأعمال أي لقاءات دينية خاصة أني التقيت في زيارات سابقة شيخ الأزهر ومفتي مصر ووزير الأوقاف".
وتأتي هذه الزيارة في أجواء من التوتر العربي الإيراني، وحديث دول عربية عن قلقها المتنامي من نفوذ إيران المتزايد بالمنطقة عبر دعم حركات شيعية وخلايا نائمة، وهذا ما تنفيه إيران باستمرار.
يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران قطعت عقب الثورة الإيرانية وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 ثم استؤنفت عام 1991 على مستوى مكاتب لرعاية المصالح.
ويعتبر إطلاق اسم خالد الاسلامبولي، احد افراد المجموعة التي اغتالت السادات اثناء عرض عسكري عام 1981 على شارع في طهران، من بين الاسباب التي تعرقل استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين.
وعرفت العلاقات المزيد من التوتر أيضا على خلفية الفيلم الوثائقي الإيراني "اعدام فرعون" وهو يعرض حسب منتجيه "الاغتيال الثوري للرئيس المصري الخائن بأيدي الشهيد خالد الإسلامبولي".
مشروع قومي إيراني
وعن أبرز ما دار بين آية الله المؤيد والمسؤولين المصريين بخصوص الملف الإيراني، قال المؤيد إنه تحدث عن المشروع الإيراني القومي، موضحا "تحدثت عن الدور الإيراني، وهو الموضوع الذي كنت أول من حذر منه، وهو أن مشروع إيران قومي وليس مشروعا إسلاميا ومذهبيا، وإنما يحاول أن يتخذ من الاسلام والمذهب أدوات للنفوذ، وفي ظل عدم وجود استراتيجية عربية فاعلة لمواجهته اختل التوازن وأصبحت المنطقة تعاني من هذا النفوذ".
وقال "تأتي زيارتي إلى مصر في سياق انفتاح السياسة المصرية على كل القوى الموجودة على الخارطة السياسية العراقية، ولا سيما القوى الوطنية المعارضة للواقع السياسي الموجود في العراق ونحن من جملة هؤلاء المعارضين.. ونحتاج دعما سياسيا وإعلاميا من مصر".
ويرفض المؤيد وصفه بالمرجع الشيعي، قائلا إنه ينشط "كرئيس للتيار الوطني العراقي، وكذلك كمرجع ديني وليس مرجع شيعي، لأني أرفض الصاق الصفة الطائفية بوضعي، وأعمل خارج الإطار الطائفي الضيق".