نقد المقدس ... التشيع والشيعة دعوة للتجديد



كتابات - طالب الشطري



عدا الاخذ بمبدا التقليد بعد مايعده الشيعة الغيبة الكبرى للامام الثاني عشرثم توسيع اختصاصات الفقيه على يد النائيني ومن ثم المنتظري والخميني فيما عرف بولاية الفقيه وايضا افتاء محسن الحكيم بطهارة اهل الكتاب عدا هذه الامور فان الشيعة لم يعرفوا التجديد



سيجد الدارس للفقه الشيعي على سبيل المثال ان احكام العبادات والمعاملات بل وحتى لغة المجتهد في مايعرف بالرسائل العملية وهي الكتب التي يرجع اليها المقلدون متشابهة وتكاد الرسائل العملية تكون نسخة عن بعضها البعض

التوقف في التطور الفقهي والعقيدي تبعه تخلف الشيعة في الاجتماع والثقافة والسياسة وكان لشيعة العراق النصيب الاكبر من الجمود وبالتالي النصيب المماثل من التخلف



المرجعية التي ابتنت على التقليد والذي ابتنى هو على مقدمات ضعيفة استنادا الى رواية واحدة هي مقبولة ابن حنظلة هذه المرجعية بحاجة الى اعادة النظر بدورها المركزي وطريقة عملها في جسد الامة انها دكتاتورية دينية وان جرى الحديث عن حرية الاختيار بالنسبة للمقلدين



النظام المالي عند الشيعة في غاية البدائية سواء فيما يتعلق بتشريعات جمعه او طريقة الجباية او التصرف بالاموال العامة او بيت المال فالخمس الذي هو ليس الا فرعا اصبح اصلا والزكاة التي هي الاصل تم اضعافها علما ان في الخمس اراء كثيرة حتى عند علماء الشيعة



وبقاء عند هذا المطلب فان شيعة العراق هم الاكثر حرمانا من موارد النظام المالي بحدود جغرافيتهم فالاموال تذهب عادة الى الخارج



تعتبر عقيدة الانتظار من اكثر العقائد انعكاسا على الحياة السياسية الشيعة وعقيدة الانتظار عند مدرسة العراق تنتج مجتمع سلبي هروبي بعيد عن تحمل مسؤولية حياته على اعتبار انه ينتظر قيام دولة المعصوم مطلقة العدالة

يجادل علماء الشيعة بان المذهب الشيعي هو مذهب يواكب التطور وحركة الحياة وهذا امر غير صحيح لغياب التجديد والمجددون

في الديانة المسيحية ظهر مارتن لوثر وفي داخل الكاثوليكية تحرك الفاتيكان بشان اعادة صياغة العلاقة مع اليهود وداخل المذاهب الاسلامية نجد اسماء تجديدية لاشخاص او حركات فيما التجديد غائب عن الساحة الشيعية

لازال الشيعة على سبيل المثال يولون اهمية للحديث اكثر من النص القراني ويولون اهمية لمفسر النص اكثر من اهمية التفسير ذاته كما ان تفسير النص اصبح هو المقدس وليس النص نفسه ,كما ان الشيعة يراوحون عند عتبة القدسية فامتد التقديس الى البشر والحجر .



فقه الدولة هو الغائب الكبير في حياة الشيعة اما العقدة الكبيرة فهي عقدة التاريخ , اذ ليس الحاضر والمستقبل هو مايتوجه اليه الشيعي بل الامس البعيد فالعين ليس على الثروة والسلطة الان بل السلطة قبل الف واربعمائة عام



عقدة الاضطهاد او مايسميه الشيعة المظلومية هي تراث يتم توارثه دون النظر باسبابه الحقيقية والصورة التقليدية ان العالم مركب على ظلم الشيعة والامر ليس كذلك طبعا فغياب الشيعة عن المسرح السياسي يتعلق بهم ذاتيا فقد غابوا عن استلام السلطة بعد وفاة النبي وغابوا عن استلامها في مناسبات عديدة كون الشيعي غير واثق من نفسه وهو اميل الى الغوغائية منه الى المواقف المسؤولة اذ كيف يمكن تفسير قتل علي بن ابي طالب وسط الشيعة وهو الذي نقل عاصمته بحثا عن صفاء القاعدة وكيف يمكن تفسير طعن الحسن واخذ الخلافة منه وكذلك مقتل الامام الحسين وسط معقل الشيعة ومقتل الائمة البقية تسليما بالروايات الشيعة حول وفيات الائمة



العقائد والفقه والتاريخ عند الشيعة تحتاج الى مراجعة جدية والمراوحة عند المقولات الجاهزة عن تقدم الشيعة وعدم جمودهم امر لايمكن ان يستقيم مع مانراه من تخلف

للنظر الى النظام المالي عند غيرنا فهو ليس جيب طويل او صندوق خشبي نهب منه مانشاء لمن نشاء وللنظر الى الوضع الاجتماعي لغيرنا ولننظر الى الوضع السياسي



لماذا بقيت مدرسة النجف على جمودها بشان قيام الدولة او صلاة الجمعة ؟

لماذا ظلت مدرسة النجف ترفع شعار ديمومة الحوزة في تخلفها؟

ماعلاقة اقتناء الساعة او الجلوس على مقعد او الدراسة بكتاب ليس مطبوعا بمطبعة حجرية بالخروج على المذهب والبدعة ؟

لماذا يظل البراني هو الوسيلية الاعلامية العامة للمجتهد والمرجع ؟

لماذا هذه المركزية الشديدة في التعليم الديني المحصوربالنجف دون غيرها من المدن بحيث اذا عزلت النجف تم عزل المذهب عن اتباعه ؟