بسم الله الرحمن الرحيم
استيقظ يا شعب القطيف
البيان الثاني لجماعة التجديد والتنمية في القطيف... نحو غد واعد
بينما يرتفع سقف إيرادات الدولة السعودية عاليا نظرا لزيادة أسعار البترول، المصدر الوحيد للدخل في المملكة، ليس لشعبنا منها سوى الأحلام الزائفة والآمال الضائعة على خلفية الوعود الخادعة والكاذبة ، حيث تذهب إيرادات النفط والغاز إلى جيوب العائلة المالكة ومن حولها من أصحاب المصالح وأرباب المال والنفع الأناني الجشع ، جميع الدول من حولنا تسعى إلى خير شعوبها وتقيم المشاريع العملاقة في شتى المجالات كدولة الإمارات العربية المجاورة التي كان النفط يشكل 70% من دخلها القومي في بداية تأسيسها بينما أصبح اليوم لا يتجاوز ال40% ، إلا أن دولة أل سعود لا يعنيها من هذا الذهب سوى المزيد من الدخل الجنوني ليودع في مصاريف ضخمة في سويسرا وأمريكا ،ادخاراَ لذلك اليوم الذي تغادر فيه أرجاء الجزيرة العربية بعد تحويلها إلى سيرتها الأولى ، صحراء قاحلة لا تصلح لنبت أو حجر، بعد أن كانت تحوي ذهبا اسود ومعادن نفيسة وأراضي خصبة ، وإمعانا في إذلال الشعب والاستهانة به ، تآمرت حفنة من أمراء العائلة المالكة على سرقة إدخارات الآلاف من شعب الجزيرة العربية ومنها شعبنا في القطيف عبر سوق الأوراق المالية ، فكان الاستنزاف المريع لأموال الناس واكلها بالباطل، فمات من مات وسقم من سقم وأصابت العلة القاضية من أصابت ، هذا وشعبنا ماضيا في غيه ، غير مدرك لما يدور حوله في السر والعلن، فقد دأب أل سعود على سرقة أموال الشعب تحت عباءة الدولة ومؤسساتها، واليوم يسرقون أموال المواطنين بعناوين لا تنطلي على احد من خلال بورصة سوق المال، مثلما كانوا يردمون شواطئ القطيف تحت عنوان "المنحة الملكية !" ثم يبيعونها علينا بأسعار خيالية ، إننا ندفع لهم الآلاف الريالات التي لا حق لهم فيها ونحن صامتون، صاغرون، مما شجعهم على الاستمرار في ردم الشواطئ وتدمير البيئة البحرية لبلادنا، أين الرجال، أين الغيارى، أين أصحاب الضمائر الحية ؟ كيف نسمح لحفنة ليس لها في ثروتنا من نصيب أن تتحكم بمواردنا التي حبانا الخالق بها، ليرهن حاضرنا ومستقبلنا وأجيالنا القادمة تحت سياط سياساتها المتغطرسة ؟ استيقظ يا شعبنا ، فالنفط والغاز والمعادن الأخرى على وشك النفاد ، وأنت يا من تعتبر أغنى شعب على وجه البسيطة يقترب مستواك من مستويات بعض المدن الإفريقية في الدخل والتنمية المستديمة ،وليس من دليل على ذلك ما تعانيه القطيف من تخلف في الخدمات والمرافق العامة وضعف البنى التحتية، وبؤس الهالة العمرانية ، حتى أن الزائر للبلاد يتصورها محافظة فقيرة لا تمتلك أي موارد طبيعية وهي التي تمد العالم اجمع بالطاقة ! إن علينا في هذه المرحلة أن ننتزع الخوف من قلوبنا ، وان نجاهر بالمطالبة بحقوقنا، إن خط التوسل السياسي الذي ينتهجه رجال الدين لن يجدي نفعا ولن يحقق غاية ولن يصل إلى تحقيق ما تصبوا إليه طموحات وآمال الشعب ، إن العديد من رجال الدين ليسو سوى شريحة منتفعة تعيش على الأوهام والثقافة الاستعبادية التي يسخرونها من اجل تحقيق أهدافهم، فإذا كان أل سعود يستولون على النفط فان هؤلاء يستولون على أموال الخمس والحقوق الشرعية لتودع هي الأخرى في المصارف والبنوك ، بينما يضج الشعب عوزا وحاجة ، إننا في هذه المرحلة الحاسمة من حياة مجتمعنا نشد على عقول وقلوب الشجعان والخيريين من أبناءه ، إن يهبوا لتحويل حياتهم الرتيبة الكئيبة إلى كفاح ذؤوب دودا عن الدين والوطن والشعب، ضد ناهبي قوت الكادحين ومنتهكي إنسانية أصحاب الضمائر الحية التواقة للانعتاق من حياة الاستعباد التي يمارسها آل سعود على شعب الجزيرة العربية عموما وشعب القطيف على وجه الخصوص، وننادي بما يلي:
1- العمل على تأسيس حركة نضال شعبي عارم ، تكافح من اجل حقوق الشعب المهتضمة وتقوم على قواعد راسخة من البني الفكرية والثقافية بعيدا عن الأفكار والثقافات الاستعبادية السائدة.
2- دعمها من كافة قطاعات الشعب، سيما شرائح الطبقة البرجوازية لتعمل بكفاءة واقتدار في سبيل تحقيق أهدافها المشروعة .
شعبنا في القطيف .. لقد أن الأوان لكي تستيقظ من سباتك الذي طال، لقد حان الوقت لتتحرر من القيم والمثل المزيفة ، حانت الساعة لتنعتق من استعباد الثقافة الاستبدادية ، آن لك أن تبني حياتك الجديدة على قيم إنسانية نبيلة تقوم على مبادئ الحرية والعدل والمساواة ، فلتعلموا العالم أنكم أحرار وأنكم تناضلون وتكافحون كبقية الشعوب من اجل صون آدميتكم من الانحدار ولكي تبقى ما بقي الإنسان على وجه الأرض كافة المبادئ والقيم العظيمة التي أهدرت لأجلها الدماء البريئة والأرواح الزكية على مر تاريخ الإنسانية .
جماعة التجديد والتنمية في القطيف ... حرر في 28 مايو 2006م
لمراسلة الجماعة* [email protected]