وزير الشباب والرياضة .... إنَّ الرياضة التي لا تصب في خدمة أبنائها وتطعن بسيادة وطنها لا حاجة لنا بها
وزير الشباب والرياضة العراقي يوّجه رسالة الى رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام
تفاجئت وزارة الشباب والرياضة والاوساط الرياضية عموما بالتمديد ( السري ) لاتحاد الكرة الذي انتهت (ولايته) منذ مايقارب السنتين وتدار اموره من قبل شخص متواجد خارج الوطن بحجة عدم استقرار الوضع الامني في العراق .
ان الحكومة قد اطلعت على فحوى المبررات التي قدمها رئيس الاتحاد حسين سعيد والتي ضمنتها الكثير من المغالطات حول عدم استقرار البلد وتفاقم الوضع الامني واتهامه حكومة الوحدة الوطنية بالطائفية عدا ارساله طلب التمديد بدون علم الهيئة العامة للاتحاد بل انه خاطب الاتحاد الدولي بمراسلات سرية في وقت كانت اللجنة المشرفة على الانتخابات قد شارفت على الانتهاء من اعداد اللوائح الانتخابية.
عليه فاننا والجماهير الرياضية والاعلام الرياضي الحر في العراق نوجه تساؤلاتنا اليكم .. هل تقبلون ان يشذ اتحاد وطني عن توجهات العامة لدولته ؟ واية دولة تغض الطرف عن اشخاص يحاولون النيل من سمعتها ووحدتها الوطنية ؟ .
نعم لقد مر العراق بظروف قاسية لكل مواطنيه اجتازوا الصعاب وعادت الحياة طبيعية الى العاصمة بغداد ومدننا الاخرى ، واستضافت بغداد عدة مؤتمرات دولية بمشاركة وفود اجنبية ، وجرت انتخابات النقابات والمنظمات المهنية . فانتخابات نقابة الصحفيين _على سبيل المثال _ حضرها اكثر من اربعة الاف صحفي من عموم العراق فضلا عن ضيوف اجانب ، والمثال الاقرب انتخابات الاتحادات الرياضية والمكتب التنفيذي للجنة الاولمبية حيث جرت بشفافية وديمقراطية نالت اعجاب الجميع .
واليوم يتعكز اتحاد الكرة على اوهام ( الوضع الامني ) واختلاق مبررات غير واقعية تستهدف وحدة الصف الوطني ، وعجبا ان تثار مثل هذه المواضيع في مجال الرياضي الذي ينبغي ان يكون مشذبا من الشوائب لا سيما وان الحكومة قد جعلت من الرياضة سبيلا لمحاربة الارهاب وقد نجحت في ذلك .
السيد محمد بن همام ..نحن عندما منحناك ثقتنا في الانتخابات الاخيرة كنا نعتقد وما زلنا ان مواقفكم ستكون الى جانب رياضة العراق وحماية مصالحها ، ولكن تبين انكم رجحتم مصلحة حسين سعيد على كل المصالح الوطنية( رياضة وشعبا وحكومة) ، وهنا نتساءل هل تقبل الحكومة القطرية ان يتحداها اتحاد كرة القدم القطري ، وهل ستكون موافقكم مساندة للاتحاد ام لتغليب سيادة الدولة _ وهو الاصح _ على فردية قرار وشخصنة الموقف .
اننا ندعوك الى مراجعة مواقفكم ازاء التعامل مع قضية اتحاد الكرة ونتمنى ان تسمعوا الصوت الآخر ، صوت الهيئة العامة والرياضيين اللذان يمثلان الموقف الشرعي للقضية .
لم ينس الرياضيون ذلك العهد القريب عندما كان ابن ( بطل العروبة) يضرب الرياضيين بالكرة الحديدية وحول اللجنة الاولمبية الوطنية الى زنزانة من زنزانات التعذيب وتحت انظار الفيفا والاتحاد الاسيوي اللذان لم يعتبرا ذلك اضطهاد وتنكيل لرياضيي العراق على الرغم من عدم تدخل الحكومة انذاك لايقاف هذا التمادي على الرياضيين العراقيين .
واليوم عندما بدأت حكومتنا بالدفاع عن حقوق الرياضيين وعن سمعة الرياضة وتامين البنى التحتية الارتكازية لها فضلا عن الدعم المالي غير المحدود لتغطية كافة متطلباتها وفتحت افاق الديمقراطية بشفافية عالية وباطر نالت استحسان الجميع ، اتهمت بالتدخل في الشأن الرياضي ، فاي تناقض هذا ، وتحت طائلة اي قانون ( يشرع ) لاتحاد كرة القدم التمديد لنفسه مرات عديدة ويماطل في اجراء انتخاباته للبقاء اطول مدة ممكنة في المنصب متجاوزا صوت الشرعية الحقيقية المتمثلة بالهيئة العامة ويهرب من الانتخابات التي خاضتها جميع الاتحادات الرياضية العراقية في سابقة خطيرة لم تألفها الاوساط الرياضية في كل دول العالم .
واخير ليعلم الجميع ان الرياضة التي لا تصب في خدمة ابنائها وتطعن بسيادة وطنها لا حاجة لنا بها .
لكننا متفائلون .. ان الساعين الى العمل وفق النهج الصحيح اكثر بكثير من الاصوات النشاز، التي تعمل ضد التوجه العام للدولة الساعية الى ارساء الاسس والقواعد الصحيحة في العمل الرياضي بمساعدة كل الاصوات الخيرة التي ترى الحق حقا فتتبعه وترى الباطل باطلا فتجتنبه .
وتفبلو فائق التقدير
جاسم محمد جعفر
وزير الشباب والرياضة
جمهورية العراق
27/10/2009