جمال البيدر/المملكة المتحدة


هناك اوجه شبه كبيرة بين الحكومة الاسلامية التركية الحالية التي اذعنت لواشنطن ووافقت على مشاركتها في احتلال العراق تحت ذريعة التخلص من نظام صدام حسين , وبين الحكومة التركية خلال الحرب العالمية الاولى. في المرة الاولى كانت استانبول عاصمة الدولة الاسلامية التي سارعت دول اوروبية مثل بريطانيا وفرنسا الى اقتسام اجزائها وقضمها بلا رحمة , وهذه المرة فان استنابول بالكاد تريد ان تجد لها موضع قدم في الوحدة الاوروبية , ولكن الاختلاف قائم في مستوى العطاء العراقي في الحالتين.

في الحالة الاولى كان العطاء العراقي للدفاع عن تركيا وعاصمة الدولة الاسلامية في اعلى مراتبه على الرغم من الفضائح والجرائم التي ارتكبتها الحكومة التركية المحلية في العراق ضد عموم الشعب العراقي , وكان بامكان الشعب العراقي وقياداته الدينية والسياسية ان تستفيد من الوضع وتعلن انفصالها كحد ادنى او الانتقام من الحكومة المحلية ومن تركيا نفسها في مديات اوسع , لكن العكس هو الذي حصل رغم ان القوات التركية مارست العنف ضد الشعب العراقي حتى اثناء مقاومة العراقيين للغزو البريطاني , ودعمهم اللامتناهي للاتراك.

واليوم فان العراق مهدد بغزو اجنبي جديد , لكن اتراك اليوم احفاد اتراك الامس يشاركون الغرب غزو العراق لكي تزداد قناعة العراقيين ان تركيا في الامس فشلت في ممارسة قيمومتها كعاصمة للخلافة الاسلامية وتفشل اليوم في اثبات قدرة الاسلاميين على التميز عن الحكومات العلمانية والتمايز عنهم ولو بالوقوف على الحياد.

لكن الحقيقة المرة انه ليس هناك حكومة اسلامية واخرى غير اسلامية , لانه ليست هناك حكومة اسلامية اصلا في الوقت الحاضر بمفهومنا الاسلامي لا اعجمية ولا عربية , فان المصالح هي التي تجر عربة السياسة ولو كانت هذه المصالح على حساب المسلمين انفسهم.