النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    354

    إصلاح ابنك السيئ الخلق

    من الضروري في مسألة إصلاح الوضع الأخلاقي للأطفال أن نتعرف على نوع الأخلاق السيئة وكيفية إيجاد الطرق اللازمة لإصلاحها ,أما الأساليب المهمة في هذا المجال فتتمثل بما يلي:
    1 ـ التعليم: هناك نقطة مهمة يجب أن نذكرها هنا وهي أن الأطفال يجب أن يعرفوا أولاً الضوابط والمقررات والآداب والتقاليد وأساليب السلوك، فالطفل يجب أن يتعلم وبالتدريج ما هو السلوك المحبوب وأي سلوك غير مرغوب، أي الأعمال يجب أن يقوم بها وأي الأعمال يجب أن يتركها ويتجنبها. وهذا الأمر يمثل ألف باء التربية والذي يجب أن يعلِّمه الآباء لأبنائهم.
    إن الطفل يحمل استعدادات والهامات إلهية لتقبل ما هو سيئ وما هو حسن والمهم هو أن يرى القدوة لكي يتعلم منها.
    2 ـ القدوة: إن التربية الأخلاقي يمكن أن تلقى طريقها إلى نفس الطفل بواسطة طريقين:
    الأول: طريق التذكير والنصح وهو أمر عام وعادي، فالوالدان بواسطة الأوامر والنواهي وبلسان يفهمه الطفل يستطيعان إفهام الطفل بما يجب أن يكون عليه في هذا المجال.
    والثاني: هو القدوة، حيث يعتبر أهم الأساليب والطرق لإصلاح وتربية الأطفال، وهذا الطريق مؤثر جداً، وأبلغ تأثيراً من الطريق الأول. فالآباء يجب أن يقدموا للطفل نموذجاً عملياً يقتدي به الطفل في سلوكه وأعماله، وكذلك بواسطة ذكر القصص والأعمال الحسنة لبعض الأبطال الصالحين، هذا الأمر من شأنه أن يخلق رغبة لدى الطفل بتقفي خطى وآثار هؤلاء، فالنموذج أو القدوة له بالغ الأثر وفي موارد مهمة يعتبر عاملاً مؤثراً في طريق إصلاح وتغيير أفكار الطفل النفسية والأخلاقية.
    3 ـ التذكير والإنذار: إن الأب والمربي يعتبران بمثابة المراقب الناظر على سلوك الطفل. فهما يمثلان الظل الذي يتبع صاحبه في حركته، فيجب أن لا يدعونه ينحرف عن الطريق الأصلي الذي تمّ اختياره له من قبلهم، وإذا ما شاهدوا انحرافاً أو تزلزلاً فمن الضروري أن يتدخلا فوراً لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه بواسطة التذكير والإنذار.
    إن النصح والتذكير والإنذار البنّاء يضمن الكثير من السعادة ووسيلة لنيل الكرامة والنقاء. وآثار النصح والتذكير يفوق بدرجات تأثير الفرض والعقوبات، حيث له دوراً مهماً في بناء شخصية الطفل.
    وقد أثبتت التجارب بأن الأطفال في سن الرابعة أو الخامسة يمكن إصلاحهم بسرعة بواسطة التذكر والنصح، وآثار ذلك أفضل من أساليب القوة والجبر والعقوبة، فإذا ما قلنا لهم إن هذا العمل سيئ ويرجى أو من الأفضل تركه بسرعة فإن الطفل سيستجيب أفضل مما لو قمنا بردعه ومعاقبته لإجباره على ترك عمل ما.
    4 ـ ارغام الطفل على التفكير والتعمق: في بعض الأحيان نجعل العمل القبيح يتجسم في فكر الطفل ومن خلال ذلك يُدرك الطفل عمق خطأه، وهذا الأمر يمكن للصغار والأطفال المميزون أن يفهموا هذا الأسلوب. فلقد أثبتت التجارب أن الأطفال في سن 5/3 و 7 و 13 يفكرون في سلوكهم أكثر من الأعمار الأخرى ويتظاهرون بالتعمق والتبحر فيما يصدر منهم. وبالإمكان أن نأتي بدليل أو برهان وبلسان الطفل الذي هو في سن 5/2 إلى 3 سنة كدليل أو برهان رادع يحمل حقائق على حسن وقبح الأعمال كي يتحرك الطفل بوعي لترك القبيح والإتيان بالحسن.
    بالنسبة لمسألة التعمق يجب أن نسعى لخلق أرضية لدى الطفل ليفكر في الأعمال السلبية والإيجابية فيميز بين الجانب السلبي والجانب الإيجابي. يفكر بنفسه ويبحث عن صلاحية عمله وعدمها فمثلاً يجب أن يفكر بالكذب وآثاره أو أذى الناس وإزعاجهم، مع أخذ رأيه في ذلك و ... حيث إن القدرة على الإدراك في هذا المجال أمر مهم ومناسب.
    5 ـ إزالة الأسباب: من الطرق المهمة للتصدي للفساد الأخلاقي هو مكافحة العوامل المسببة لهذا الفساد مثل ترك العلاقات المشبوهة والابتعاد عن الأجواء الموبوءة والفاسدة ومراقبة الذهاب والاياب وإذا لم تؤثر هذه الاحتياطات فإن من الضروري اللجوء إلى الهجرة كطريق مؤثر ومناسب.
    إن الأصل هو إبعاد الطفل عن العوامل البيئية التي تؤثر على سلوكه تأثيراً سلبياً وغير مرغوب فيه، وعندما يشعر الانسان بعدم الفائدة من هذه الإقدامات فإن الهجرة وترك الديار هو الطريق والحل الناجح لهذا الأمر. فالمحيط أو البيئة الفاسدة والملوثة مكان غير صالح للسكن والعيش ولا ينبغي أن نختار أمثال هذه الأماكن لسكن أطفالنا مع القدرة على تغييرها، ولا ينبغي أن نحل في مجلس لا تُراعى فيه الموازين الشرعية ويرتكب فيه الذنب من دون أن نحرك ساكناً أو نستنكر ما يحدث. قال الإمام الصادق (ع): ((لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلساً يعصى الله فيه ولا يقدر على تغييره)).
    6 ـ مخالطة المؤمنين: من الطرق المهمة لإصلاح ذوي الأخلاق السيئة هو حملهم على مخالطة المؤمنين والمحسنين لكي يتعلموا من هؤلاء الأدب والأخلاق بشكل عملي، وهذا الأمر طبيعي وواقعي حيث أن مخالطة الطيبين والصالحين ومصاحبة الكبار تنجم عنه سعادة وتوفيقاً. قال الرسول الأكرم (ص): ((أسعد الناس مَن خالط كرام الناس)) ـ (أمالي الصدوق).
    في بعض الأحيان يقتضي الأمر ويتطلب أن نجد مَن يكون رفيقاً وصاحباً لأطفالنا، يجب أن نعرفهم على الأصدقاء الصالحين وذوي الأخلاق الحسنة من أبناء الجيران. ويجب أن لا نغفل تأثير هذا العامل الذي هو أهم من تأثير نفوذ الأب والأم على نفس الطفل.
    7 ـ الطرق الأخرى: ربما هناك طرق وأساليب أخرى لإصلاح الأطفال ذوي الأخلاق السيئة، وقد توخينا هنا جانب الاختصار فلم نذكرها، وبشكل عام فهي المحبة والنصيحة والملاطفة والعطف على الأطفال وكذلك التشجيع والمداراة والوفاء بالعهد وإشغال الطفل بما هو مفيد، والاستفادة من الخجل والأنس وايجاد البيئة الصالحة والمخالطة السليمة والاستفادة من التفكير الصحيح والنصيحة. والآباء والمربون يجب أن يحسنوا فن كيفية اتخاذ الموقف المناسب في الأمور التي لها علاقة بالأخلاق والسلوك، حيث نرى في بعض الأحيان إن قلة المحبة والاهتمام بالطفل يكون عاملاً لسوء أخلاقه وأحياناً فإن الإفراط في المحبة يكون لها التأثير السلبي على أخلاقه. وفي كل الأحوال يجب أن نعرف كيفية التصرف عند التعرف على أحد هذه العوامل.
    الاجراءات السلبية: من أجل إصلاح النقص الأخلاقي لدى الأطفال أحياناً نستفيد من الاجراءات السلبية، والغرض هو ارغام الطفل على ترك الأخلاق القبيحة. ففي هذا المجال هناك أساليب يجب اتباعها:
    ـ حرمان الطفل من اللعب لفترة قليلة (لخظات معدودة) وكذلك من المحبة والغذاء والأشياء التي له علاقة شديدة بها، وفي هذا العلاج يجب أن نراعي مسألة العمر والجنس.
    ـ عدم الاهتمام بالطفل في المواقع التي نشعر بها بأنه لجأ إلى الدلال ومحبة الوالدين ليستفيد منها كجسر لتحقيق هدف غير مناسب أو غير مشروع.
    ـ توبيخ الطفل وتأنيبه في الحالات التي نرى إنه لا فائدة في النصح والارشاد، فيظهر الطفل أحياناً خلاف ما نطلبه منه من سلوك ولا تفيد النصيحة والوعظ لردعه عن انحرافه، فهنا يجب اللجوء إلى التوبيخ والعقوبة.
    ـ ترك الطفل بشكل تكون معه العلاقة معطلة بحيث يشعر بأن عمله السيئ وعصيانه سبب له الحرمان من محبة أبيه وأمه.
    وبحيث يشعر بمعنى العمل السيئ والعصيان والسلوك الشائن.
    ـ التهديد والإنذار بشكل يشعر معه بأن ناقوس الخطر قد دقّ باقترافه العمل السيئ ويجب أن يتراجع عن فعلته ويضطر إلى إصلاح خطأه.
    ـ وأخيراً فغن العقوبة تعني توجيه ضربة على جسم الطفل، طبعاً هذه الضربة يجب أن لا تحدث أثراً، احمراراً أو زرقة على وجه الطفل بحيث يقتضي دفع الدية. ويجب أن نذكر بأن الأصل في التربية هو المحبة والعقوبة أمر اضطراري واستثنائي.
    إن النسبة بين المحبة والعقوبة كالنسبة بين الغذاء والدواء، فالأصل هو أن نتناول الغذاء، أما الدواء ففي الحالات الاضطرارية، فالتنبيه يجب أن يكون عقلائياً، وطبعاً فإن العقوبة بالنسبة للأحداث تعتبر وسيلة لإجبارهم على ترك الأعمال السيئة.
    الدعم الإيجابي: مسألة إصلاح وترميم أخلاق الطفل تصحبها مشاكل ومصاعب، وفي موارد عديدة بالإمكان الاستفادة من عناصر الدعم والتشجيع لهذا الغرض. وفي هذا المضمار يمكننا الاستفادة من الأمور التالية:
    ـ إيجاد وعي لدى الطفل بشكل يمكن إفهامه بأن منزلته وشأنه أعلى وأكبر من أن يقترف بعض المفاسد ويتلوث بها.
    ـ المحبة والملاطفة ولها وجوه عدة منها اللغة اللطيفة والملاطفة المصحوبة بالقبلة مع ضم الطفل إلى الصدر، كل ذلك يخلق دافعاً لدى الطفل للرجوع إلى الطريق السوي في حياته.
    السياسة والمداراة من العوامل المهمة لإصلاح الأخلاق السيئة للطفل.
    ـ الاستفادة من صفة الحياء التي يتصف بها الطفل، وبالأخص الحياء من الشخص الذي له علاقة به، فإن هذا العامل له أثراً بالغاً على إصلاح أخلاق الطفل.
    ـ المزاج والملاطفة معه يدخل السرور على قلب الطفل وتعلو وجهه الابتسامة والسرور، هذا الأمر يجعل من الطفل مهيئاً لترك العمل القبيح.
    ـ تشجيع وتحسين الأخلاق والسلوك المناسب للطفل يجعله يترك الأخلاق السيئة.
    ـ إعلان الرضا والفرح، عن الوضع الذي يعيش به الطفل في حياته العائلية.
    ـ اللطف والرفق في التعامل بشكل يحس الطفل بالمحبة والعلاقة له أثر مناسب على تغيير الطفل لأخلاقه الغير مقبولة.
    [glint][align=justify]
    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]من جار على شبابه
    جارت عليه شيخوخته[/grade]
    [/align]
    [/glint]

  2. #2

    افتراضي

    شكرا اختي علي هذا الموضوع المفيد و القيم

    بارك الله فيك

  3. #3
    بنت القطيف زينب Guest

    افتراضي

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    مشكورة اخيتي الكريمة العراقية
    على الموضوع القيم والمفيد
    تحياتي لكِ

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني