القاضي حداد : إعدام صدام كان قانونياً والحكومة إستثمرته لترسيخ الأمن!
اخبار العراق | 29-12-2009
بغداد / وكالات
قال نائب رئيس محكمة التمييز الجنائية العراقية العليا السابق القاضي منير حداد ان اعدام الرئيس السابق صدام حسين ليلة عيد الاضحى "كان قانونيا" على الرغم من الانتقادات التي وجهت لهذه العملية وتوقيتها ، وأضاف "فالحكومة كان وضعها سيئ جدا وكانت بحاجة الى تصنع نصرا في ذلك اليوم لكي تستثمره في ترسيخ الجانب الامني الذي كان متدهورا" عندئذ
واضاف حداد في تصريح لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء بمناسبة الذكرى الثالثة لاعدام الرئيس العراقي السابق التي تصادف غدا الاربعاء "تكلمت ولاكثر من مرة بهذا الخصوص حيث كلفني رئيس الوزراء نوري المالكي للقيام بهذه المهمة وسألني حينها هل يجوز تنفيذ الحكم في ذلك اليوم من عدمه؟ واجبته بالايجاب".
وأضاف منوها بأن "المادة القانونية بتنفيذ احكام الاعدام كانت معلقة من قبل الحاكم المدني الامريكي السابق في العراق بول برايمر، لذا فقد كان من حقنا تنفيذ الحكم الذي كان يحمل في طياته الجانبين القانوني والسياسي، فالحكومة كان وضعها سيئ جدا وكانت بحاجة الى تصنع نصرا في ذلك اليوم لكي تستثمره في ترسيخ الجانب الامني الذي كان متدهورا"، على حد تعبيره.
وشدد القاضي العراقي على ان "اجراءات المحاكمة تمتعت بالعدالة والشفافية المطلقة، ولم نر رئيس جمهورية في العالم الثالث يحاكم بهذه الطريقة العلنية من قبل، وقد دافع عن نفسه بشكل واف وبعد اصدار الحكم صدق في محكمة التمييز ولم يكن هناك اي تقصير" في الامر.
وردا على الاقاويل التي شاعت حول حضور شخصيات دينية، بينهم مقتدى الصدر، لعملية الاعدام قال نائب رئيس محكمة التمييز الجنائية العليا السابق "انا من كلف رسميا بتنفيذ الاعدام وهذا ما قمت به، أما ما يشاع بغير ذلك فهو يجانب الحقيقة لسبب وجيه جدا هو ان المكان الذي نفذت فيه العملية (مقر الاستخبارات العسكرية السابق ) كان تحت إمرة القوات الامريكية ، ولدى الصدر، كما هو معروف ، مشاكل مع تلك القوات" وقتها.
وقال حداد "صحيح ان هناك بعض الشخصيات التي حضرت تنفيذ الاعدام بصدام مثل بعض مستشاري المالكي ومدير مكتبه فضلا عن موفق الربيعي مستشار الامن الوطني السابق لكن هؤلاء حضروا كضيوف ليس الا حيث كنت المسؤول الاول والاخير عن العملية"، على حد قوله.
وحول ترديد البعض لصيحات وصفت بالطائفية بعد تنفيذ الاعدام قال حداد "انا لم اكن راضيا عن ترديد تلك الصيحات والشعارات، الا انه لم يكن بالامكان السيطرة على مشاعر الفرح التي سادت قاعة التنفيذ، فالمشاعر الانسانية تبقى ذاتها وهي لاتفرق بين صغير او كبير"، على حد وصفه.
وبشأن تأثير غياب صدام على سير المحاكمات الاخرى التي يحاكم فيها أركان نظامه وهو طرف فيها، قال حداد "هذا صحيح الى حد بعيد، فهناك العديد من الادلة التي تدين صدام ووجوده كان ضروريا فيها، لكن الظرف السياسي الذي كان يعيشه البلد كان يحتم علينا تنفيذ الحكم به حيث لم يكن امامنا خيار اخر سوى الاعدام".
وخلص حداد الى القول إن "صدام حوكم بشكل عادل ونال جزاء ما اقترم من جرائم بحق الشعب العراقي"، وهو غير نادم على تنفيذ حكم الاعدام بحقه بعد ان شهدت فترة حكمه مئات الالاف من احكام الاعدام كان يتم معظمها دون محاكمة.
http://www.uragency.net/index.php?aa=news&id22=3632