هل حققنا أو بنينا حكومة وحدة وطنية منذ 2003 ؟
هل نضحك على أنفسنا أو نتظاهر بالاقتناع لعدم تحقق ما يرضينا ونصبو إليه نحن العراقيين بعد 2003 ورحيل الدكتاتورية ؟ولماذا كثرة التعليقات وكثرة الانتقادات بين عموم الكتاب الذين ينشدون التكامل الوطني والوحدة الوطنية ؟ هل تولدت من فراغ ؟هل أن كل أؤلئك الناس الذين يكتبون على صفحات الانترنيت ويعبرون عن سخطهم وعدم رضاءهم عن العمل الحكومي, هل هم مخطئون لا يعرفون ماذا يقصدون أم أن الخيبة علت صفحاتهم وأدخلت الوسوسة في أعماقهم ؟ أسئلة كثيرة ربما نطرحها بشكل تلقائي لأنها تولدت فينا تلقائيا حيث نعيش مفاصل المفردات اليومية مفردة مفردة وقد ضجرنا أن نجد الحل المرضي لكل تلك الكتل السياسية التي مارست العمل السياسي بعد 2003 ولما كان عودة البعث ذلك النظام الواحد الذي حافظ على أمن البلد و سلامة البلد وهيبة البلد بين الدول شعارا واحدا موحدا ....قد نكره أن نمر على تلك الفترة أو يكرهها البعض ليخلد منها ومن مرحلة من مراحلها نقطة انطلاق وتبرير له في العمل السياسي لأنه لم يجد غيرها نقطة تجمع جمهوره إذ لم يأت بجديد من المقترحات أو نُمط العمل كمشروع عام أو مخصص فقط إستمكن في شعاراته لا عودة لدولة البعث متخذا قرارات كاجتثاث البعث وغيرها .......لكن لو سألنا مفترضين قد يكون لهذا الفاعل تأثير منطقي ومؤيدين له وداعمين في منطقة محدودة من العراق وإلا لو كان ناجحا في منهجيته وأيدلوجيته لوجد المؤيدين له والداعمين خارج نطاق المنطقة ذات التأثير المباشر على الناس وبكلام واحد فشل في تعبئة الناس كسياسي وإنما كان فقط أداة مبرمجة من خارج كل هذا التعامل الروحي والخلقي والاجتماعي في جمع أبناء هذا البلد ....وجاء فقط ليسد الفراغ ...لذا عندما نعبر ممتعضين خائبين أنه لم تتحقق وحدة وطنية فعلية أو لم تكن هنالك إرادة سياسية حقيقية في تكوين وإنماء هذه الوحدة نكون صادقين إذ حقيقة الوحدة الوطنية غائبة تماما ولم يتحقق منها شيء فعلي وملموس منذ 2003 إذ لا زال البرلمان يشهد تصارعا وتضاربا بين الكتل وكأنما ومن خلال هذا البرلمان وتعدد كتله كأننا قسمنا إلى ثلاث دويلات واحدة للشيعة وأخرى للسنة وثالثة للكرد ....هذه هي الحقيقة ....في ملخص ما أقول أن على من يدحض ويناوئ أي تنظيم فكري أو سياسي عليه أن يأتي بالبديل الناجح لا المختزل فهو عندما يمتلك هذه السلطة يكون قائدا للجميع لا تاركا للذئاب سهلا خصبا فأنه في الحالة هذه يكون قد أضاع العراق ......لو تألمنا وعبرنا عن هذا الألم بشدة ومرارة نكون محقين لأنه الكثير من المتآمرين حال الحاضر بين أروقة الدول يعملون على إضاعة فرصة وحدة العراق لذا وعندما نقول لا عودة لنظام الحزب الشامل والبدء بالديمقراطية وها هي الديمقراطية أكلتنا ولم نأكل منها شيئا فما الخيار ولما كل الإصرار على عدم عودة حزب شامل بعيدا عن الطائفية والعرقية والمذهبية علمانيا وكما نرى ونلمسه واقعا معاشا أنه البديل الناجح لكل هذه العملية التي يقال عنها دستورية ولكنها دستورية خائبة لأنها فشلت ولا زالت تفشل بل مجهضة في داخلها ....إذن إما خيار التضامن الفعلي بين الكتل أو حل كل هذا البرلمان وكل المكونات السياسية وعندما نقول حلها لا نعني إسقاطها أو إسقاط عنصر منها بعينه ومن حقنا كشعب وكمثقفين أن نطالب ونطالب بالصيغ الدستورية المرضية لإقامة حكومة وحدة وطنية وعلى الأقل إبعاد العناصر الفاشلين فيها فها أثنا عشر سنة تمر والعراق من فشل إلى فشل والأمن غائب وحياة المواطن قفر وموحشة ولا تقدم علمي ولا تكنولوجي والأعداء كثر ولم نحرر من أراضينا المغتصبة ومن هنا وحسبما أظنه صحيحا لا يوجد خلل في المؤسسة العسكرية بكل أصنافها وفروعها بل الفشل في الإدارة وفي المؤسسة السياسية التي ترأسها ......
بدون سلطة قوية لا يكون عراق
بدون وحدة وطنية صحيحة لا يكون عراق
بدون تنظيم سياسي موحد لا يكون عراق
بدون وعي ثقافي واجتماعي كامل لا يكون عراق
مع وجود تناحر ديني ومذهبي لا يكون عراق بدون أن نأتي بالبديل الناجح والحضاري لا يكون عراق