من يشاهد موقع هيئة التقاعد الوطنية والبسطات الكثيرة لبيع الأسماك ودكاكين بيع الراشي والعسل والطرشي أمامها وعند سورها ومدخلها لا يظن أنها دائرة حكومية لولا أن يشاهد اللافتة الكبيرة ( هيئة التقاعد الوطنية ) تبالغ في اسمها بين صور غير المألوف في عالم الطبيعة .. لماذا لا تكن بارات لبيع الخمور فما الفرق ؟ لماذا لا تكن مقاهي ؟؟ أو لماذا لا تكن سمسرة على المكشوف .... بائع السمك وسيط ( دلال ) بين موظفي الهيئة والزبون أبو المعاملة الذي يقدم من كربلاء أو النجف أو البصرة أو الموصل بعد أن يقطع المسافات الطويلة يتصور سينهي معاملته حيث الدقة المرجوة في عاصمة اسمها بغداد فلمن تكون الإساءة هل إلى بغداد أم لمؤسسة الدولة ... الدولة التي صار فيها الفساد متفشيا وعلنا .... من لا يدفع سيجد المعاملة والأستقبال السيء وربما يفرط الموظف المعني بكلمات متشنجة وعبوس الوجه تجاه الزبون القادم لكن لا يعبس بوجه بائع السمك !!
هل هي دائرة لبيع السمك أم لترويج المعاملات التقاعدية ؟؟
هذه إساءة لمفهوم الحضارة ولمهنة الوظيفة الرسمية ... فلماذا لا نفتح في باب مراكز الشرطة محلات للقمار ماذا سيصير ؟ لماذا لا نفتح في باب البرلمان العراقي مكاتب للزواج ؟ ماذا سيصير ؟ وماذا سيصير لو فتحنا بباب رئاسة الوزراء محلات لبيع الطرشي وماذا سيصير لو فتحنا في باب مقرات الأحزاب محلات لبيع الملابس القديمة ( البالة ) وحتى لو محلات لبيع لعب الأطفال أو أو موقف لسيارات نقل القمامة ... نعم نقل قمامة الفساد بعيدا عن وزارتنا ودوائرنا !!!!!