النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    Question القنوات الشيعية إلى أين ؟

    [align=justify]

    [align=center]



    [align=center][mark=99FF00]
    القنوات الشيعية إلى أين ؟
    [/mark][/align]
    [align=center]

    ( 1-3 )[/align]

    وجدي آل مبارك[/align]

    « شبكة والفجر الثقافية » - 16 / 10 / 2007م - 7:10 ص

    يُصنف الإعلام كسلطة رابعة إلى جانب السلطات الثلاث في عدد من دول العالم ، ولعب الإعلام المسيس للحكومات العربية الدور الأكبر في رسم الأفكار والنظم السياسية والاجتماعية لشعوبها ، لكن الطفرة النوعية التي شهدها العالم في وسائل الاتصالات والإعلام وخاصة القنوات الفضائيات أجبرت العالم العربي لدخول معترك الإعلام بشتى صوره وأشكاله .

    فامتلئ الفضاء بمئات القنوات التي كان لها الأثر الكبير في تشكيل قناعات المجتمعات وتحريك الشارع العام تجاه الأحداث السياسية والاجتماعية التي تمثل أولويات اهتماماتهم وتحدد مصيرهم .

    [align=left][frame="1 30"][align=justify] قناة فضائية عرضت حواراً بين الشيعة والسنة -وهو في الأصح حوار سياسي مفبرك سعت من خلاله لإشعال فتيل الفتنة الطائفية بين المسلمين ، واستطاع أن يخلق حالة من التشجنج بينهم ورسم صورة بشعة ومشوهة عن هوية التشيع ، ولكن الظروف السياسية المتغيرة والمتلاحقة كأحداث العراق ولبنان أدت لدخول الطائفة الشيعة المعترك السياسي كأطراف رئيسة في معادلات مصيرية ، وأخرجتهم للواجهات الإعلامية تحت إطار فرض الواقع المفترض . [/align][/frame][/align]


    وفي خضم ذلك واجهت الطائفة الشيعية منذ ِقدم التاريخ حصاراً إعلامياً بدء من عهد بني أمية تمثل في حملة شرسة ضد مذهب أهل البيت، وتلفيق كل ماهو محرف ومشوه لعقائدهم ، وتصفية ومطاردة تطال معتنقيه في كل مكان وزمان.

    الظلم الإعلامي والفرصة السانحة

    عاشت الطائفة الشيعية حالة التهميش والعزلة عن المحافل الإعلامية بسبب الظروف السياسية والاجتماعية التي يعيشها أتباع الطائفة في كثير من دول العالم ، مما أعطى الفرصة لكثير من وسائل الإعلام المتشددة– لاسيما القنوات الفضائية منها في رسم صور مفبركة ومشوهة عنهم وعن عقائدهم وتكريسها في عقول عامة الناس ، وحتى بعد مرور أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، لازالت الطائفة الشيعية التي تمثل شريحة كبيرة من المجتمعات العربية تعاني من حملة التشويه التي تبنتها جماعات ودول ضمن منهج إعلامي مدروس ومقنن ليس على مستوى عربي فحسب - بل على مستوى دولي وعالمي .

    فعلى سبيل المثال أن قناة فضائية عرضت برنامج تحت شعار حوار بين الشيعة والسنة -وهو في الأصح حوار سياسي مفبرك سعت من خلاله لإشعال فتيل الفتنة الطائفية بين المسلمين ، واستطاع أن يخلق حالة من التشجنج لدى شريحة كبيرة منهم ، ورسم صورة بشعة ومشوهة عن هوية التشيع .

    لكن الظروف السياسية المتغيرة والمتلاحقة -وخصوصاً أحداث العراق ولبنان أدت لدخول الطائفة الشيعة المعترك السياسي كأطراف رئيسة في معادلات مصيرية ، وأخرجتهم بالتالي للواجهات الإعلامية تحت إطار فرض الواقع المفترض .


    [align=left][frame="1 30"][align=justify]لم يلمس الشارع الشيعي حتى الآن تفاعلاً حقيقياً بين إعلامه والأحداث و الأزمات التي يواجهوها ، والذي يعبر عنه بفن إدارة الأزمات ، لأنه تارة يعيش حالة الاستجداء للحصول على الإستنكار والعطف من الطرف الآخر ، وتارة يعيش حالة من الفتور الإعلامي مع الأحداث [/align][/frame][/align]


    فأصبحت القناة الفضائية الشيعية مطلباً ملحاً للتعبير عن هويتهم وانتمائهم وتوجهاتهم الدينية والفكرية ، ولعل ظهورها الأول جاء متواكباً مع الصورة السلبية التي رسمها الإعلام العربي عنهم ، فقوبل من الطائفة الشيعية باندفاع من مرحلة الاحتقان إلى حالة الاندفاع اللا مدروس ، والذي جر إليه جهات دينية وثقافية متعددة دون إنفراد جهة معينة بدور ريادي في مواجهة الإعلام المضاد ، إذ لايمكن للإعلام الشيعي أن يخلق صورة عن الشيعة وفي مقابلها صورة أخرى مشوهة تعتريها كثير من الشوائب والعوالق رسمها مناوئوهم ؛ إذا فمن الواجب على الإعلام الشيعي أولاً وقبل كل شيء أن يعمد للإزالة الشوائب التي علقت بصورتهم ؛ كي يشاهد العالم صورة براقة تُلفت وتجذب كل مشاهد ومتابع إليها .

    ومن جهة أخرى لم يلمس الشارع الشيعي حتى الآن تفاعلاً حقيقياً بين إعلامهم والأحداث و الأزمات التي يواجهونها ، الذي يعبر عنه بفن إدارة الأزمات ، لأنه تارة يعيش حالة الاستجداء للحصول على الاستنكار والعطف من الطرف الآخر ، وكأن ذلك هو ما سيعيد الأمور إلى نصابها ويُرجع الحقوق لأصحابها ، وتارة يعيش حالة من الفتور الإعلامي مع الأحداث والمواقف التي تظهرهم بشكل مُشرف في الساحات السياسية والفكرية والثقافية .

    وبالتالي فوت الإعلام الشيعي فرصة سانحة كان من المفترض أن يستغلها ويرقى بها للمستوى المطلوب ، خاصة مع وجود تحديات ومعتركات سياسية جسيمة تعيشها امتنا الإسلامية في الوقت الراهن .

    [align=left][frame="1 30"][align=justify] معظم برامج القنوات الدينية - بما فيها الشيعية - تقوم على توظيف الخطاب الديني القائم على الموروث التاريخي الإسلامي كقاعدة دعائية وجدار ممانعة أمام الثقافة المناوئة لها ، وبقدرات ومهارات متواضعة،ومناهج وأساليب مكررة .[/align][/frame][/align]

    قنوات دينية تصب في قالب واحد

    لعل تجربة القنوات الدينية التي بدأت تطفو على سطح الإعلام العالمي يرجع ظهورها لعدة عوامل فرضتها الظروف الاجتماعية والأحداث العالمية خاصة مابعد أحداث 11 من سبتمبر ، فانتشرت القنوات الدينية بشكل كبير حتى في الدول الغربية والولايات المتحدة وهذا مايؤكده تحقيق لموقع (كولومبيا جورنالزم ريفيو ) المتخصص في الإعلام .

    ويقول الصحفي الأمريكي تيم كرايدل الذي غطى ظاهرة انتشار القنوات الدينية بقوله : « أصبحت هذه القنوات أكثر شبابية للوصول إلى الجمهور ، فالجمهور الجديد لهذه القنوات هم من الشباب واليافعين » ، وهذا ما عرضه المسلسل السعودي المعروف (طاش ماطاش ) في إحدى حلقاته وتناول ظاهرة انتشار القنوات الدينية ورواجها في عالمنا العربي بقالب فكاهي ظريف .

    بالمقابل اتخذت القنوات الفضائية الدينية العربية – بمافيها الشيعية منحى تفارقي عن المنحى الأساسي للإعلام بتبنيها لطابع ديني محافظ يحمل رسالة توعوية وتثقيفية دينية للمسلمين ، ويختزل داخله رسالة تعاطف إعلامية لغير المسلمين مع قضاياهم وشئونهم .

    [align=left][frame="1 30"][align=justify] معظم القنوات الشيعية - وبالخصوص المتقمصة للهوية الشيعية - تنقل الخطاب الإعلامي كما هو ، فتحررها من ثقافة الاتهام الذي عاشته منذ أربعة عشر قرناً أدى بها الى الاندفاع وبكل قوة لبلورة إرثها التاريخي المتأزم وإختزاله في أشكال من المراثي وألاناشيد والنغمات المرسلة للفضاء !! . [/align][/frame][/align]

    ولعل المتتبع للقنوات الدينية يجد أن معظم برامجها بالرغم من اختلاف مناهجها وأساليبها لكنها اجتمعت في توظيف الخطاب الديني كجدار ممانعة أمام الثقافة المناوئة لها ؛ أي أن معظم القنوات الفضائية الدينية بأغلبيتها تدور في نطاق مغلق يصاغ في أُطر دينية تعتمد على قدرات ومهارات متواضعة في بعض الأحيان ، وطرح برامج إعلامية محدودة كندوات ومحاضرات وتلاوة قرآن وأوراد دينية مختلفة .

    وبالنظر للقنوات الشيعية التي لم تبتعد عن هذا المنحنى كثيراً ، نجدها قنوات ذات طابع محافظ ارتكزت على الخطاب الديني كقاعدة دعائية لها منذ ظهورها ، واعتمد بدوره هو الآخر على الموروث التاريخي الإسلامي خاصة فيما يتعلق بسيرة أهل البيت ، مما جعله الركيزة الأولى في برامجها ومنهجها الفكري والثقافي ، فالبرغم من أن البرامج المعروضة تنوعت في الأسلوب والمنهج والطريقة لكنها في نهاية المطاف تصب في قالب ديني مكرر .

    [align=left][frame="1 80"][align=justify]الإعلام الشيعي يعيش حالة من التخبط والفوضى والعشوائية ، وهولايرقى لمستوى الأزمات والتحديات التي تواجهه على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية.[/align][/frame][/align]

    [align=center][frame="1 80"][align=justify]لايمكن الاقتناع بأن ماتعرضه القنوات الشيعية يمثل أفضل الموجود،لاسيما وأنها تمتلك كنزاً من التراث الفكري والعلمي الفريد المتمثل في بنهج العترة الطاهرة المتناول لجميع شؤون الحياة .[/align][/frame][/align]


    [align=right][frame="1 80"][align=justify] لابد للقنوات الشيعية أن تأخذ بمفهوم الحداثة، القائم على توظيف فكر أهل البيت في وجهات نظر مقننة ومدروسة تشمل جميع المستويات وتنسجم مع الأطروحات العملية والعلمية، وبطريقة يتم فيها ابرازه ضمن مواد إعلامية هادفة ، تحاكي كل جانب من جوانب الحياة المختلفة ،وتحقق بواسطتها حالة الانجذاب لدى الآخرين .[/align][/frame][/align]

    هل كل قناة شيعية تمثل طائفتها ؟

    أن معظم القنوات الشيعية لازالت تنقل الخطاب الإعلامي كما هو ، فتحررت من ثقافة الاتهام الذي عاشته منذ أربعة عشر قرناً واندفعت بكل قوتها لبلورة الإرث التاريخي ونشر المراثي والأناشيد بظنها أنه النمط الإعلامي الأجدى نفعاً لمنهج أهل البيت ، خاصة تلك القنوات التي تقمصت الهوية الشيعية ، واتخذت منحى آخر في بلورة إرث تاريخي متأزم اختزلته في شكل مراثي ونغمات ترسلها للفضاء !! .

    وبالرغم أننا نتفق إجمالاً أننا مع كل ما يعزز ثقافتنا وهويتنا الدينية ، أياً كانت صورته وطريقته ، لكن الإشكالية أن معظم مايطرح من مواد إعلامية في بعض القنوات الشيعية لايرقى لمستوى الأزمات والتحديات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تواجهنا سواء على مستوى الطائفة أو الأمة .

    ومن هنا يمكن القول أن الإعلام الشيعي يعيش حالة من التخبط والفوضى وخروجه للفضاء في صورة إعلامية عشوائية ؛ إذ ليس من المعقول أن ماتعرضه القنوات الشيعية في الوقت الحالي هو أفضل ماعندها ، وهي تمتلك كنزاً من التراث الفكري والعلمي الفريد من نوعه يتمثل في نهج العترة الطاهرة للآل محمد ، الذي يتناول جميع شؤون الحياة .

    لذا من الواجب على القنوات الشيعية أن تأخذ بمفهوم الحداثة ، وتوظيف فكر أهل البيت في وجهات نظر مقننة ومدروسة تشمل جميع المستويات والأصعدة وتنسجم مع الأطروحات العملية والعلمية، وتبرز ه للعالم ضمن مواد إعلامية هادفة ، تحاكي كل جانب من جوانب الحياة المختلفة ، فتحقق بواسطتها حالة الانجذاب والرغبة عند الآخرين ؛ كي يغترفوا من هذا المنهل الصافي الذي لا تشوبه شائبة.

    وهذا مايؤكده رضا آل محمد بقوله : ( رحم الله عبداً أحيا أمرنا ، فقلت له : وكيف يُحيي أمركم ؟.. قال : يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس ، فإنّ الناس لو علِموا محاسن كلامنا لاتّبعونا ) .

    ولعل أول ما يتبادر في ذهن المشاهد عند مشاهدته لقناة فضائية يغلب عليها الطابع الشيعي عدة أسئلة منها :

    [mark=CCCCCC]
    -هل كل قناة شيعية تمثل طائفتها ؟ !! .
    -هل استطاعت القناة الشيعية رسم صورة مشرفة عن عقيدتها ؟ . !! .
    -هل كل قناة استطاعت أن تخترق جدار كل منزل شيعي يعتبر نجاحاً إعلامياً متميزاً لها ؟ !! .
    -هل تعتبر الأناشيد والمراثي بصورتها الحالية تخصصاً إعلامياً فريداً من نوعه أمام تخصصات إعلامية رقت إلى أعلى المستويات الفكرية والثقافية واجتذبت معها أكبر عدد من المشاهدين والمتابعين ؟ !! .
    -من يتحمل سلبيات البرامج والخطابات الإعلامية في القناة الشيعية ؟ .
    -ماهي الآلية والمعايير التي تستخدمها القناة الشيعية لتحديد المقبول وألا مقبول من البرامج ؟ .
    -من يحدد ماهو المهم والأهم من برامج القناة الشيعية ؟ .
    -هل هناك رؤى مستقبلية لتطوير القناة الشيعية ؟ . [/mark]

    ومن هنا يتكرر السؤال الأهم : من هو المسئول عن تدني مستوى الإعلام الشيعي الفضائي ؟ .

    لذلك نُنيط بك أيها المشاهد والقارئ الكريم الإجابة على هذه الأسئلة وإبداء رأيك حولها ، وعلى ضوئها نكمل مابدأنا، القنوات الشيعية إلى أين ؟ !! .

    [/align]





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    القنوات الشيعية الى أين ؟
    وجدي آل مبارك
    (2-3)


    [align=left][frame="1 30"][align=justify]تباين الخطاب الديني في هذه القنوات يرجع في أسبابه الى إرتكازه على العاطفة المؤدية للخروج عن دائرة الحياد .. واعتماده على حالة الفرز الطائفي الموجه لشريحة ضيقة من المشاهدين.[/align][/frame][/align]

    [align=justify]
    لاشك أن ظهور القناة الشيعية ارتبط بعوامل وتجاذبات قوية – لسنا في موضع الحديث عنها ، لكن مايهمنا قوله : أن منطلق القناة الشيعية وبلورتها جاء ضمن إطار ديني بحت ، وبالتالي كان الخطاب الديني القاعدة والركيزة الأساسية لمادتها الإعلامية ، الذي خضع بدوره إلى عدة عوامل متفرقة يمكنها أن تضفي شيئاً من التمايز عن الخطاب الديني المألوف عند عامة المسلمين ، فأعطاه أبعاداً رئيسة نستعرضها في هذا المقال بشكل تصاعدي.
    صورة مكررة مَل منها المشاهدون!!
    أول أبعاد الخطاب الديني في القنوات الشيعية هو استخدامه كوسيلة لتمرير أفكار وأطروحات ضمن آلية متباينة ينطلق منها حتى على مستوى القناة الواحدة ، فكلٌ يعرض فكراً يتبناه ويؤمن به في ظل عوامل متضاربة ، وغياب منهجية واضحة في اختيار نوعية البرامج ، بالإضافة إلى عشوائية أو تمازج الفئة العمرية المستهدفة من الخطاب الفضائي ، ولعل تباين الخطاب الديني يرجع لعدة أسباب من أهمها :

    [align=left][frame="1 30"][align=justify]هناك حالة من النفور والضجر لدى المشاهد نتجت من هذه البرامج ومحتواها الإعلامي المكرر المعتمد على رجال الدين في المقام الأول والأخير. [/align][/frame][/align]

    إن العاطفة هي المحرك الرئيس لسياسة القائمين على هذه القنوات مما يخرجها عن دائرة الحياد ، كذلك ضعف الأداء الخطابي وافتقاره للمادة المشوقة التي تجذب المشاهد إليه ، واعتماد الخطاب الديني في معظم أوقاته على حالة الفرز الطائفي الموجه لشريحة ضيقة من المشاهدين في العالم العربي والإسلامي ، إذا ما أخذنا في عين الاعتبار الاختلاف اللغوي والفكري من بلد لآخر ، بالإضافة إلى عوامل أخرى نستعرضها في المقال القادم.

    إن الخطاب الديني في القنوات الشيعية لازال يدور ضمن دائرة عشوائية بسبب معاناته للانغلاق و ضعف التنوع المعرفي في الرسالة الموجه للمخاطب وهو مايعبر عنه بعجز الجانب الفني لكثير من البرامج الدينية المتداولة على القنوات الشيعية.

    فاجتماع هذه العوامل خلق في فكر المشاهدين حالة من الوشوشة والتضارب ، مالبث أن تطور إلى تكدسات فكرية مكررة هنا وهناك ، أنتج في نهاية المطاف حالة من النفور والضجر من هذه البرامج بسبب تكرار محتواها الإعلامي المعتمد على رجال الدين في المقام الأول والأخير .

    [align=left][frame="1 30"][align=justify]نحن بحاجة فيما يعرف بقصائد " الفيديو كليب الديني " الى كلمات قصائد عزائية تخلق آفاقاً من التأمل دون الاكتفاء بنقل المشهد التاريخي المأساوي، بالإضافة الى التدقيق في فحوى الرسالة التي ترسلها كلمات القصائد للطرف الآخر حيث يمكن أن تسيء لهم بطريق عفوي أو حماسي ، مما ينتج عنه آثاراً نفسية تخلق لديهم حالة من البغضاء والتشنج تجاه الطائفة الشيعية.[/align][/frame][/align]

    ومن هنا يمكن القول أن القنوات الشيعية في أغلبها لم تقدم حتى الآن مادة إعلامية جديدة ومميزة ، إنما صاغت قالبها وخطابها الديني بحلة جديدة و تقنيات حديثة طرحتها كإنتاج إعلامي يرى القائمون عليها أنه الأصلح والأجدى نفعاً من وجهة نظرهم.

    الفيديو كليب الشيعي

    أما البعد الثاني الذي خرج به الخطاب الديني في القنوات الشيعية عمِل على توظيف الموروث التاريخي لسيرة أهل البيت بشقيه المأساوي والمفرح في صورة مراثي وأناشيد تأخذ أشكال تقليدية مألوفة في مجتمعاتها ، ثم تطور الحال إلى مايعرف بالفيديو كليب ، الأمر الذي أثار حفيظة الناس في جدواها وتأثيرها على الهوية الشيعية ، ولعل الحديث عن هذا الجانب يستوقفنا عند عدة وقفات وهي :

    [align=left][frame="1 30"]
    [align=justify]يوجد انتقاد لبعض مضامين قصائد "الفيديو كليب الديني " التي تبين منزلة أهل البيت "ع" -على الرغم من الاتفاق على كون مرادها هو إعلاء قدرهم- حيث يعبر عنها بكلمات وجدانية يفسرها البعض على أنها غلواً مفرطاً لمكانتهم .[/align][/frame][/align]

    [mark=CCCCCC]الوقفة الأولى :[/mark] مع كلمات القصائد التي تطلقها حناجر رواديد مشهورين ومبدعين ، فإذا نقبنا في النصوص المتداولة لهذه الإنتاجات -خصوصاً العزائية منها - نجدها متولدة من رحم النصوص القديمة التي وجُدت في الأصل لاستحضار العاطفة والحزن والبكاء ، أو لتجسيد مفهوم الانتماء العقدي لهذه الطائفة ، لكننا بحاجة لقصائد تخلق آفاقاً من التأمل ولايكتفى بنقل المشهد التاريخي المأساوي والمفرح فقط بل نرقى بها إلى سلم يأخذ بدفة الاكتشاف ويحاكي قيم نبيلة تسمو وتضم في جوانبها كل المفاهيم والقيم المستوحاة من الحدث التاريخي ، ولايخلق فينا حالة الانجذاب والتقهقر إلى الخلف الهدف من ورائه تحريك الجرح التاريخي فقط .

    ومن زاوية ثانية توضع دائرة الانتقاد على فحوى الرسالة التي ترسلها كلمات القصائد للطرف الآخر التي يمكن أن تسيء لهم بشكل علني سواء عن طريق عفوي أو حماسي ، تنتج عنها تأثيرات نفسية تخلق لديهم حالة من البغضاء والتشنج تجاه الطائفة الشيعية ، خاصة مع غياب الفرز الواضح للمفردات اللغوية المتداولة في معظم القصائد، التي قد يقصد بها أفراد بعينهم أو عن طريق استخدام لفظ لغوي خاص يفهم بمفهوم عام .

    [align=left][frame="1 30"][align=justify]يحتاج " الفيديو كليب الديني " للرادود الواعي والمتفقه الذي يأخذ على عاتقه الإخلاص لمنظومته العقدية وانتمائه لهذه المدرسة دون استغلال لمايلقيه من قصائد عزائية لمحاربة الفكر المغاير عنه ، ودون أن تغيب معه أهمية إبرازها لماجسدته تلك الأحداث من قيم ، وبما يؤمل معه جعل كلماتها منهجاً ومشروعاً يطلق في الفضاء ليشعر الآخر بعظمة المفاهيم والقيم التي نادى بها أهل البيت "ع" فيتعرف عقله ووجدانه على مكانتهم وفضلهم .[/align][/frame][/align]

    ومن زاوية ثالثة تسلط دائرة الانتقاد لبعض القصائد التي تبين منزلة أهل البيت - بالرغم أننا نتفق أن المراد منها هو إعلاء قدر أهل البيت و يعبر عنها بكلمات وجدانية يفسرها البعض أنها غلواً مفرطاً لمكانتهم -خاصة تلك القصائد التي تمدح مكانة الإمام علي ، ويتخذها البعض دليلاً على الغلو ومبرراً لنعتهم بالشرك والبدعة ، و يغيب عن ذهن هؤلاء أن الغلو في النبي والأئمة إنما يكون بالقول أنهم شركاء لله تعالى في الألوهية أو في الخلق والرزق ، أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالى أو بالقول أن الأئمة أنبياء، وهذا مايؤكده عمر بن علي بن الحسين بقوله : المفرط في حبنا كالمفرط في بغضنا ، لنا حقٌّ بقرابتنا من جدنا رسول الله ، وحقٌّ جعله الله لنا ، فمن تركه ترك عظيماً ، أنزِلونا بالمنزل الذي أنزلنا الله به ، ولا تقولوا فينا ما ليس فينا . وقول الإمام الصادق لصاحبيه: اعلما أن لنا ربّاً يكلؤنا بالليل والنهار نعبده ، يا مالك ويا خالد..قولوا فيناما شئتم ، واجعلونا مخلوقين.

    أما[mark=CCCCCC] الوقفة الثانية:[/mark] تختص بالرواديد والمنشدين أنفسهم بعد تنامي أعدادهم بشكل كبير على الساحة الشيعية شأنه شأن الجوانب الفكرية والحياتية الأخرى الذي ظهر في صورة الفيديو كليب ، ولعلهم الصنف الذي استحوذ على الساحة الشيعية وكذلك الإعلام السمعي والمرئي والدليل على ذلك خروج كم هائل من الإنتاجات المتلاحقة التي امتلأت بها القنوات الشيعية ، ولعل في ذلك تعويضاً لحالة الكبت التي عاشتها الطائفة بعيداً عن الساحة الإعلامية لعقود من الزمن .


    [align=left][frame="1 30"][align=justify] يتحفظ البعض على إنتاج "الفيدو كليب الديني" المصنف منه ضمن إطار ملحقات وتشبيهات الغناء، او الذي يعتمد على الموسيقى التي هي موضع خلاف بين علماء الطائفة ، حيث يرونه قد وقع في المحظور الشرعي،فبينما يرى الفريق المتحفظ أن الحكم يأخذ بجوانب العرف الاجتماعي في حلية وحرمة مثل هذه الإنتاجات ، يرى مؤيدوها أنها وعلى النقيض من ذلك قد أدت لبديل مقبول شكل حالة من الإشباع العاطفي وتعميقاً لمفهوم الولاء وبديلاً عن انجرار الناس للغناء والطرب المحرم . [/align][/frame][/align]



    لكن مايهمنا في هذه الوقفة هو حاجتنا إلى الرادود الواعي والمتفقه الذي يأخذ على عاتقه الإخلاص لمنظومته العقدية وانتمائه لهذه المدرسة ، فللأسف الشديد نجد البعض منهم اتخذ من تلك الكلمات فكراً ومنهجاً مضاداً لمحاربة الفكر المغاير وغاب عن ذهنه قيم جسدتها تلك الأحداث ، فالمأمول منهم جعل الكلمات منهجاً ومشروعاً يطلقه في الفضاء يشعر الآخرين بعظمة المفاهيم والقيم التي نادى بها أهل البيت ؛ كي تحرك عقولهم ووجدانهم فيتعرفوا على مكانة و فضل محمد وأهل بيته ، بالإضافة إلى حاجة الرواديد والمنشدين إلى توظيف أصواتهم وتوسيع دائرة ألحانهم وأطوارهم والأخذ بثقافة الإنشاد المتطورة ، حينها تشكل هذه الإنتاجات ثقافة راقية تجسد معنى الانتماء الحقيقي لهذه المدرسة .


    [align=left][frame="1 30"][align=justify]في عالم يضج بالأطروحات المناوئة،ولافتقارها لبرامج متميزة للعرض ..هناك قنوات شيعية لازالت تعتمد في رسالتها الإعلامية على محتويات لأناشيد ومراثي لايتعدى تأثيرها جدران البيت الشيعي . [/align][/frame][/align]

    [mark=CCCCCC]أما الوقفة الثالثة :[/mark] يرى البعض أن الإنتاجات الصوتية والمرئية خرجت من منحاها الصحيح خاصة تلك الإنتاجات التي تبثها بعض القنوات الشيعية ، فأبدت كثير من الفئات تحفظها عليها -بما فيهم بعض الرواديد لأنها من وجهة نظرهم تركز على شخصية الرادود أو المنشد وظهوره بمظهر غير مناسب واستخدام مؤثرات صوتية وجمالية غير مألوفة كالتصفيق الذي لايتناسب مع مناسبة الإنتاج وبعدها بالتالي عن الهدف المنشود .

    والتحفظ الأخطر الذي يراه هؤلاء أن بعض الإنتاجات التلفزيونية ( الفيديو كليب ) تجاوزت الخط الأحمر ووقوعها في منطقة المحظور من الناحية الشرعية ، وتصنيفه ضمن إطار ملحقات وتشبيهات الغناء ، وخاصة تلك الإنتاجات التلفزيونية والصوتية التي وصلت لحالة الإطراب التي تشابه في إطارها العام صورة الأغاني، والاعتماد على الموسيقى التي هي موضع خلاف بين علماء الطائفة من الناحية الشرعية والفقهية ، لأن الحكم يأخذ بجوانب العرف الاجتماعي في حلية وحرمة مثل هذه الإنتاجات ، في حين يرى مؤيدوها أنها تشكل حالة من الإشباع العاطفي وتعميقاً لمفهوم الولاء وبديلاً عن انجرار الناس للغناء والطرب المحرم .

    [align=left][frame="1 30"][align=justify] المواضيع التي تطرح على المنبر مكررة ، لا تتناول إلا السيرة العطرة للمعصومين، أو المواضيع الحساسة المتعلقة بالإرث التاريخي للمسلمين، والذي يُشكل طرحه وغربلته بشكل لامسئول إثارة خطيرة تؤكد ما بدأه وتبناه الإعلام المناوئ !!.[/align][/frame][/align]



    ومع احترامنا للمحتوى الذي تعبر عنه الأناشيد والمراثي في تعزيز روح الانتماء لمذهب أهل البيت ، لكنها رسالة إعلامية متواضعة لاتتعدى جدران البيت الشيعي ، لكن قنوات شيعية اعتمدت عليها كمادة إعلامية أساسية لمعظم برامجها ، لأنها لاتملك خامة إعلامية متميزة تعرضها لمشاهديها ، خاصة مع غياب المرشد الإعلامي والديني لإصدار حُكمٍ على هذه المواد وتقييمها ، وتناست بالمقابل أمور مهمة والعمل بقاعدة المهم والأهم ، وهم في الوقت نفسه يواجهون عالَماً يعج بالأصوات والأطروحات المناوئة لهم .

    لذلك تبقى الحقيقة ماتعبر عنه إجابة هذه الأسئلة :

    [mark=999999]هل صورة الأناشيد والمراثي هي الطريقة الأجدر للتعبير عن فكرنا ؟

    وهل بتلك الكلمات نوصل عقيدتنا للعالم؟

    ولعل الطريف في الأمر أن البعض منا لايفهم معنى تلك الكلمات ثم نطالب من العالم أن يفهمها ؟ !! .

    وكيف يمكن أن نرسم صورة عن هويتنا في الإعلام العالمي ، وهم في الأصل لايعرفون من نحن ومن نكون ؟ !! . [/mark]

    [align=left][frame="1 30"][align=left]طالب علماء من الطائفة برقي الخطاب الديني وتجديده ، وعلى نحو يقوم فيه على مفاهيم التعددية الفكرية والانفتاح على الآخر والتعاطي مع هموم الأمة .والحوار المشترك بعيداً عن أساليب الإلقاء والتلقي ، وذلك حتى لايتهم هذا الفكر المتميز بأنه يعيش حالة من التناقض بين مايتغنى به من قيمة ثقافية وبين مايمارسه عمليا في الواقع .[/align][/frame][/align]


    كيف نرسم صورة للحسين في الفضاء ؟

    أما البعد الثالث والأخير الذي ميز الخطاب الديني في القنوات الشيعية اعتمادها على الخطاب الحسيني كعنصر أساسي الذي نُقل إلى العالم بصورة خطابة منبرية مباشرة أو غير مباشرة ونقل مايحيط بهذه الشعيرة من مراسم عزاء و نشاطات مختلفة ، فمع احترامنا لخطباء المنبر الحسيني الذي يمثل ثقافة أصيلة لازالت المواضيع التي تطرح على هذا الصرح الإعلامي الرائد هي في الأغلب مواضيع مكررة تتناول السيرة العطرة لأهل البيت -وخصوصاً سيد الشهداء ، أو بالتطرق لمواضيع حساسة تثير ردود أفعال متباينة لدى الشارع ، أو بالتطرق لمواضيع تتعلق بالإرث التاريخي للمسلمين، الذي يُشكل طرحه وغربلته بشكل لا مسئول إثارة خطيرة تؤكد ما بدأه وتبناه الإعلام المناوئ ويأتي البعض ليؤكده على لسانه وأمام العالم قاطبة ً ، باعتقادهم أنك إذا أردت أن تبين مكانة أهل البيت لابد أن تقدح وتسقط من قدر الآخرين !! .

    بالمقابل تناست تلك الأصوات همومهم الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والسياسية إلا من بعض الخطابات أو الإشارات السريعة التي تمنينا أن يطول الحديث عنها .

    ولكون الخطاب الديني في الطائفة الشيعية يعد محوراً خطيراً ارتفعت أصوات من علمائها تطالب برقيه وتجديده ، ولا يكتفى بعملية إلقاء وتلقي ، والسعي لخلق جو من التفاعل والتواصل بين الطرفين ، وأن يتبنى بأدبياته مفهوم التعددية الفكرية والانفتاح على الآخر وتبني هموم الأمة ، لأنه المنهج الصحيح الذي تبناه أهل البيت ؛ كي لا يتهم هذا الفكر المتميز بأنه يعيش حالة التناقض بين القيمة والثقافة التي يتغنى بها وبين الممارسة العملية على الواقع ، ويسعى من خلالها لتصحيح المغالطات والمزايدات التي تلصق بمعتقداتهم وشعائرهم .

    ولكي نستطيع أن نرسم صورة للإمام الحسين في الفضاء لابد أن نوصل صوته الرسالي والتوعوي ليشمل جميع سكان العالم باختلاف ألسنتهم وألوانهم وتوجهاتهم ، و يرتقي لمستوى يؤهله ليكون عنصراً وقائياً ضد ثقافة العولمة ، ويعبر عن المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة التي نادى بها نبينا محمد وأهل بيته ، ونشر مفاهيم الثورة الحسينية ، فتصبح ثقافة الحسين ثقافة عالمية يتفاعل معها جميع سكان المعمورة .

    حينئذ يكون الخطاب الديني في فضائياتنا واجهة الإسلام البراقة ، والبوابة الشامخة التي تجسد مفهوم الانتساب الحقيقي لجامعة الإسلام الكبرى التي روادها النبي محمد وأهل بيته .
    [/align]





  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي

    القنوات الشيعية الى اين؟


    الى المزيد من اللطم واللطم واللطم وخصوصا اللطم الاستعراضي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    [align=justify]
    قناة «فورتين» حصن الطفولة الجديد


    ياسر محمد * - « شبكة والفجر الثقافية » - 21 / 11 / 2007م - 4:07 م

    تتنوع رغبات الأطفال واهتماماتهم، فمنهم من يتخذ مشاهدة الأفلام الكارتونية سبيلاً لتكوين صوراً خيالية تظهر على تصرفاته وسلوكه فيتفاعل مع أي فيلم كارتوني بصرف النظر عن اللغة المستخدمة، ومنهم من يبحث عن القصص ودفاتر الرسم والألوان ليعبر عن صورة بداخله على الصفحات الورقية، إلا أن هذا وذاك تم احتواءه في قنوات الأطفال الكارتونية ومثالها الأبرز قناة «سبيس تون» أول ظهورها وإلى سنوات عديدة كانت قناة الطفولة الجامعة حيث يتمدد الطفل ساعات طويلة أمام شاشة التلفاز متنقلاً بين مختلف مواد القناة. وهناك من البيوت من خصصوا أجهزة تلفاز خاصة لأطفالهم ليكفوا من الاستحواذ على جميع برامج العائلة، إذ كانت القناة شبه الوحيدة من خلال الجديد الذي تقدمه في عالم أفلام الكارتون حتى أن عدداً لا يستهان به من الأطفال كون له ثقافة خاصة من خلال ما يتم عرضه.

    اليوم ومع ظهور القنوات الشيعية في الفضاء الحر، برزت قناة المعصومين الأربعة عشر «فورتين» كقناة متخصصة في المجال الفني الإنشادي والرثائي لتخلق بذلك تموجات إيجابية في تطور الفن التصويري للفيديو كليب الشيعي والقصيدة المقدمة بشكل عام.
    كانت القناة مدخلاً مناسباً لاحتواء الطفل الشيعي وإيصال رسالة ربما عجزت الوسائل التبليغية الأخرى عن إيصالها لأفراد المجتمع الصغار مع انشغالات الوالدين في الأمور الحياتية وعدم توجههما للاهتمام بنفسية الابن وثقافته، حيث تمكن عدد من المنشدين من طرح أعمالاً موجهة للطفل بلغة سهلة أحبها الأطفال، فكونت بذلك جمهوراً من الأطفال الذين تقبلوا القصيدة بكلماتها وأطوارها يردونها متى ما عرضت، بل ويسبقون الرادود/المنشد نفسه في تأدية كلمات القصيدة.

    [align=left][frame="1 30"][align=justify] أدعو المهتمين بالطفل وتنمية الفكر لديه من تربويين ورواديد وغيرهم، بالعمل على إنتاج برامج خاصة قصصية كانت أم تمثيلية تعرض جانباً من سيرة المعصومين بأسلوب يجعل من الطفل المتلقي العمل بها في حياته، كأعمال الخير ومساعدة الآخرين وحسن الظن بهم وغيرها من الأبجديات الغائبة عن أذهان الكثيرين في دقائق الحياة اليومية.[/align][/frame][/align]

    ومع اتجاه الرواديد لتقديم الخاص والمميز للطفولة، فإنهم اسقطوا بذلك الحواجز العمرية والاجتماعية ما تعتبر الطفل يعيش السفه حتى يُكلف وأن مكانة الرادود في المجتمع لا تسمح له بالنزول لمستوى تفكير البسطاء من الناس فضلاً عن أطفالهم. وهنا كان للرادود صالح المؤمن في قصيدة «يا حبيبي طه» والرادود نزار القطري في قصيدة «القطار السريع» وقصيدة «فرح ومرح» والرادود صلاح الرمضان في قصيدة «الله ربنا» وقصيدة «لا تلوموني» تأثيراً واضحاً على الأطفال وأكاد أجزم أن 90% مما تعرضه القناة يُحفظ ويُتفاعل معه من قبل الكثيرين منهم سواءً كانت قصائد خاصة بالطفولة أو كليبات وقصائد عزائية متفرقة.

    وبالنظر لجوانب من أسباب نجاح هذه الأعمال وتقبلها نجد عدة عوامل ولكن من أبرزها:

    [mark=CCCCCC]- مشاركة أطفال في سن المشاهدين في تأدية الإنشاد والتمثيل ما يجعل الطفل يرى قرينه خلف الشاشة يقوم بدور يرغب هو في القيام به.
    - استخدام الرسوم و الشخصيات الكارتونية كشخصية «فرح ومرح» ما يجعلها تعلق في أذهان الأطفال وينشدّون لما تقوم به الشخصية وربما محاكاتها أيضاً.
    - الألحان والأسلوب الكلامي المقارب للمسلسلات والأناشيد الكارتونية التي يقصدها الأطفال.
    - تقديم مناهج ووصايا من مدرسة أهل البيت في أناشيد الطفل كسيناريوهات جديدة لم تقدمها مسبقاً أي من قنوات الأطفال، وبالتالي مادة معرفية جديدة.[/mark]

    وهنا رسالة أوجهها للأخوة في إدارة القناة وغيرها من القنوات الشيعية بأن يشرعوا في إعداد ضوابط مرسومة بدقة لبث أو إنتاج أي قصيدة من ناحية رصانة الكلمات والرسالة الموجهة للأطفال قبل عامة المشاهدين، وأذكر بأهمية الاستعانة بمختصين تربويين من أجل العمل على إنتاج وجبة فكرية للطفل المشاهد والذي وضع ثقته بكل براءة فيما تعرضه القناة، فالطفل الموالي اليوم يبدو أوفر حظاً للتعرف على أئمة أهل البيت من خلال ما تقدمه هذه القنوات من رسالة أياً كان شكلها تقبلتها أرضية الطفل الخصبة، وهذه مسؤولية عظمى.

    كما أدعو المهتمين بالطفل وتنمية الفكر لديه من تربويين ورواديد وغيرهم، بالعمل على إنتاج برامج خاصة قصصية كانت أم تمثيلية تعرض جانباً من سيرة المعصومين بأسلوب يجعل من الطفل المتلقي العمل بها في حياته، كأعمال الخير ومساعدة الآخرين وحسن الظن بهم وغيرها من الأبجديات الغائبة عن أذهان الكثيرين في دقائق الحياة اليومية.

    فكل الشكر لكل من ساهم وقدم أعمالاً سرقت أطفالنا منا وعلمتهم ولو فضيلة واحدة من فضائل الإسلام وجعلت ذكر الله سبحانه وتعالى وأهل بيت حبيبه المصطفى يتردد على ألسنتهم، فيكون العمل الإسلامي المقدم للطفولة البريئة درساً تربوياً مشتركاً بين من يقبعون أمام الشاشة وهم الآباء والأمهات الذين ينبغي عليهم شرح تلك المفاهيم والقيم التي تبث بشكل أكثر تفصيلاً وبين من يقومون على إنتاج تلك الأعمال الجليلة حتى تصل الرسالة بكامل معانيها إلى أذهان جيل المستقبل القريب.

    [/align]





  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي استبيان حول أداء القنوات الفضائية






  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    [align=justify]

    [align=center][mark=CCCCCC]القنوات الشيعية وإشكالية الطرح والتلقي[/mark][/align]

    [align=center][overline]صادق العلي [/overline][/align]


    [align=center] - « شبكة والفجر الثقافية » - 1 / 1 / 2008م - 6:30 ص[/align]


    هاهو الحسين " عليه السلام " يحدوا بركبنا من جديد ، وهاهو المحرم يطل على العالم مع كل سنةٍ جديدة ، فيالها من مصيبةٍ عظيمه تُفطر القلوب وتدمي العيون والأكباد ، الإمام الحسين الذي للتجديد قدم ، وللمبادئ قاوم وأعطى ، وللتاريخ سجل أروع أمثولة للتضحية والفداء .

    الإمام الحسين " عليه السلام " الذي أشعل شرارة الاستنهاض للإعلام الشيعي في وجه الظلم والعدوان عن طريق قوة المنطق ، وثقافة الحوار ، وقوة الصلابة ، يجدر بـ " شيعته " الآن السير على خطاه والتبشير بثقافة الولاء والدفاع عن منهجه ومبادئهِ التي قدم لأجلها الغالي والنفيس من أجل المحافظة عليها وبقاء جذوتها عبر العصور والأزمان .

    [align=left][frame="1 30"][align=justify]بين الحين والآخر تطل علينا قناة شيعية جديدة فنسعد ونستبشر بها خيراً ، وكلنا أمل أن تكون أفضل من سابقتها وغيرها ، ولا كننا سرعان ما ننصدم بالواقع نفسه فنحبط من جديد [/align][/frame][/align]



    الإعلام وعنصر الزمن :

    كُلنا نعلم أن الإعلام الهادف إلى بث الأفكار الدينية والشعائر الحسينية عبر الأقمار الصناعية وتكنولوجيا الاتصالات أتخذ شكلاً ومنهجاً جديداً في السنوات الأخيرة ، تم من خلالها بلورة الشعيرة الحسينية والأفكار الدينية بشكل يتماشى مع الواقع الذي نعيش فيه ، ولكي نحافظ على الأصالة الفكرية والتاريخية لهذه الشعيرة وغيرها مما يربطنا بمذهب أهل البيت " عليهم السلام " نسلط الضوء على واقع مجتمعنا في التفاعل مع الإعلام المرئي – المتلفز – وكيفية الاستفادة من تكنلوجيا الإتصال المرئي والسمعي في هذا المجال.


    [align=left][frame="1 30"][align=justify]إن المتتبع للإعلام الشيعي – المتلفز - اليوم وعلى مدى خمس سنوات مضت يرى إفتقار ملحوظ في مستوى الإدراك والوعي لمتطلبات العصر الحاضر وما يجري فيه [/align][/frame][/align]

    فكل من يتابع الأوساط الفكرية اليوم عبر وسائل الإعلام المتعددة الإلكترونية منها والمتلفزة يراها حافلة بالنقاش والسجال حول مضمار مايرتبط بقضايا إجتماعية وسياسية ترمي في الغالب الأعم إلى معالجة التماس الفكري ، والطرح العقائدي ، وواقع المجتمع الإسلامي فيما بينهُ وبين غيرهِ من المجتمعات الدينية والإنسانية .

    هذهِ الوفرة المعلوماتية التي طفت على واقعنا ، وهذا التغير الملحوظ في طرح إشكاليات الاتصال والتأثير عبر وسائل الإعلام والكتب والندوات والحوارات ، وبصرف النظر عن تخمين وتقدير مدى سعة وزخم الرفض والقبول بين الأوساط والشرائح المتعددة لهذهَ الكيفية في الطرح والتلقي ، فإن هذه النقلة وهذا التغير على الساحة لو وجه في الإتجاه الصحيح فإنه سوف يعد عامل قوة للتعريف بالثقافة الإسلامية الأصيلة ، والتبشير بالتأسلم الاجتماعي والدعوي لثقافة أهل البيت " عليهم السلام " .

    وحق لنا القول أن الإعلام الشيعي اليوم يتمتع بموفور ثقافي وإقبال واسع في جميع النواحي العلمية ، ليس على صعيد العالم العربي فقط ، بل على كل الأصعدة والمستويات ، وللأحداث الأخيرة التي كانت في لبنان والعراق والتي حولت مصير العصر الحاضر و خلطت الأوراق السياسية ، وأخلت بموازين التخطيط الغربي من جهة ، ولكنها مثلت صحوة إسلامية جديدة للعالمين العربي والإسلامي ، كمثيلتها التي كانت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني " رحمهُ الله " والتي أشغلت الإعلام سابقاً بشتى الإتجاهات .

    [align=left][frame="1 30"][align=justify]نحن لانفتقر إلى الدعم المادي ، فالكثير من الأموال تصرف لصالح البرامج الحسينية والأعمال الفنية التي أكثرها في الواقع هزيل ، ولا يعالج الحالة الدينية إلا من الناحية المحدودة والخاصة بالحالة العاطفية فقط [/align][/frame][/align]

    الإعلام الشيعي بين اليوم والأمس :

    إن المتتبع للإعلام الشيعي – المتلفز - اليوم وعلى مدى خمس سنوات مضت يرى إفتقار ملحوظ في مستوى الإدراك والوعي لمتطلبات العصر الحاضر وما يجري فيه ، فهذا الإعلام لايزال محدود الكم والكيف ، ولا يتناسب مع التحديات والتأثيرات التي تواجه المجتمع بشرائحه المتعددة ، ولعدم بخس حق البعض فإن هذهِ الموجة المتعددة في بروز الكثير من القنوات الشيعية سلطة الضوء على المجتمع الشيعي ، وإظهار الشعائر الحسينية ، والممارسات الولائية بشكلٍ ممتاز ، إلا أنها أغفلت الستار عن الكثير من الفنيّات والتقنيات و البرامج والحوارات واللقاءات الهادفة التي يحتاجها المذهب الشيعي للتعريف بمبادئ أهل البيت " عليهم السلام " للعالم الإسلامي بشكل خاص ، والعالم الغربي بشكل عام .

    [align=left][frame="1 30"][align=justify] إن عدم وجود مؤسسات تجمع هذه الأموال المبعثرة ( في قنوات اعلامية متفرقة)، لتوجهها في إتجاه واحد (وفي مؤسسة اعلامية مرموقة) يحقق لنا مكانة إعلامية مرموقة نسعد بشهرتها وسعت نطاقها وتأثيرها على العالم أجمع (هو السبب في تواصل هذا الاحباط الذي يخالجنا كلما خرجت لنا قناة جديدة تشبه سابقتها في الامكانات والتأثير المحدود) [/align][/frame][/align]


    لذلك فإننا نرى أن عنصر الإعلام هو المحرّك والمكوّن الأول ، لبروز أي حركة تجديدية تسعى إلى تسويق سلعتها ، والوقوف في وجه أي جهة تطمح إلى إسقاط حقها والنيل من عزتها وكرامتها ، وتشويه سمعتها بين الشعوب والمجتمعات ، ( فهي سلاح ذو حدين ) ولنا في أهل البيت " عليهم السلام " خير طريق في التأسي بهم ، والسير على خطاهم ، عندما شوّهت صورتهم السلطة الأموية ، وسعت إلى إسقاط مكانتهم بين الناس بالإفتراء والشائعات الكاذبة ، و للإمام الحسين " عليه السلام " النصيب الأكبر والأعم في التعريف بمبادئ جدهِ وأبيه ، والدفاع عن الدين ومنهج الإسلام الرصين، والوقوف في وجه الظلم رافضاً لكل صنوف الصمت والإنصياع لأوامر الواقع الذي يسعى يزيد لفرضه عليه وعلى الأمة ، ليخرج أبو عبدالله الحسين " عليه السلام " ويقول بكل صلابة وشجاعة خطابه الشهير والمعروف :( إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ، ولا ظالماً ولا مفسداً ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ) .

    [align=left][frame="1 30"]من الأفضل توجيه الأموال الشرعية، والمساعدات الشخصية من رجال أعمال وتجار بإدارة مؤسسة مالية لصنع قناة جديرةً بالمتابعة بكل المقاييس[/frame][/align]

    ولا ننسى القناة الشيعية والإعلامية المشتركة بين الإمام زين العابدين علي ابن الحسين " عليهما السلام " و أخُتهِ السيدة زينب " عليها السلام " بعد حادثة كربلاء في التعريف بمكانة النبوة ، وصلابة الإمامة ، لفضح المخطط الأموي أمام الناس ، حيث كان لهما الجانب الأكبر في مجلس يزيد عندما وقفا أمام الحاكم الظالم ليُخاطباه بذلك الخطاب اللاذع والأليم للتعريف بمكانتهم ونسبهم الطاهر ، ومدى الظلم والجور الذي وقع عليهم و على أهل بيت النبوه " عليهم السلام " .

    وعبر أمتداد الأيام والتاريخ ودخول عصر التكنلوجيا والإعلام فإن أغلب التهم والإفتراءات التي تكال على مذهب أهل البيت " عليهم السلام " وسوء فهم الآخر لهم من ذو ذلك المنبع وحتى اليوم مع مفارقة بسيطة في الكيف ، راجع إلى عدم بروزهم ودخولهم في مؤسسات إعلامية تحترف الإعلام بحرفية مشتركة ، تسلط الضوء على كل صغيرةٍ وكبيرة . تحترف الإعلام بشكل نموذجي فريد يُركز على كل الإتجاهات الفنية والتقنية ، قناة ناطقة بكل اللغات العربية والعالمية ، وتسعى إلى مخاطبة الآخر بما هو عليه ، مبدئها النبوة والإمامة ، وشعارها التعددية والحرية .

    ومنعاً للالتباس نقول :

    بين الحين والآخر تطل علينا قناة شيعية جديدة فنسعد ونستبشر بها خيراً ، وكلنا أمل أن تكون أفضل من سابقتها وغيرها ، ولا كننا سرعان ما ننصدم بالواقع نفسه فنحبط من جديد . فكم نحن في الواقع بحاجة ماسه إلى إعلام – مرئي متلفز - متميز ومتعدد في ضل هذهِ الطفرة المعلوماتية التي حولت العالم لتجعلة كينونة واحدة - بضغة زر – حسبما يقال ، فنحن لانفتقر إلى الدعم المادي والمعنوي والطاقات الإبداعية ، فالكثير من الأموال تصرف لصالح البرامج الحسينية ، والأعمال الفنية التي أكثرها في الواقع هزيل ولا يعالج الحالة الدينية إلى من الناحية المحدودة والخاصة بالحالة العاطفية فقط ، دون توجيهها في الإتجاه الأشمل الذي يخدم نطاق واسع ومؤثر لكل الأطراف والتوجهات الدينية والإجتماعية .

    وظني أن كل ذلك وغيره راجع لعدم وجود مؤسسات مالية مشتركة توجه الأموال في إتجاه واحد يحقق لنا مكانة إعلامية مرموقة نسعد بشهرتها وسعت نطاقها وتأثيرها على العالم أجمع ، ولو فرضنا أن جزئاً من الخمس الشرعي يقتطع لصالح القنوات الشيعية الموجودة الآن لبثّها على الناس بهذا الشكل الذي نراه اليوم ، فمن الأفضل توجيه الأموال الشرعية ، والمساعدات الشخصية من رجال أعمال وتجار بإدارة مؤسسة مالية لصنع قناة جديرةً بالمتابعة بكل المقاييس ، تتنوع فيها الأدوار وتتوحد فيها الأهداف ، كغيرها من القنوات المتميزة على الساحة .
    [/align]





  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    [align=justify]
    [mark=00FF00]الإعلام الشيعي وترُ تصفيقٍ، وأخر يلطمُ[/mark]

    حسين آل لباد * - 3 / 1 / 2008م - 1:19 م
    هذا الهش البش، وإذا تقمصت دور خطيب المنبر، فليس من الصعوبة أن أسرد رواية عدة تخص ولا تخص ما أتحدث عنه، جاء في الرواية " المؤمن هشٌ بش"، وفي رواية أخرى "شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحونا لفرحنا ويحزنون لحزننا ".


    [align=left][frame="1 30"][align=center] أرتسمت ثقافة الخطاب المنبري الكلاسيكي على كثير مما تقدمه القنوات الشيعية،فهي عبارة عن حسينيات يهبط خطيب ويصعد أخر، ويشدو رادودٌ، وينعق بنشازه آخر!![/align][/frame][/align]

    وهذا هلال المحرم دنى فتدلى، والواقع الشيعي يترنح، رغم الإنجازات التي حققها غيره له في أغلب الأحيان. إذ نالها إما بمكسب زماني أو جغرافي مكاني، أو سياسي تتطلبه اللعب السياسية، و كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يفريكـ ـيبكيا.

    القنوات الشيعية بين الرقي المأمول، والهبوط المتوقع:

    ... ولكي لا أتهم بحمل راية الهدم، فأني أثبت التهمة، ومتأسف أني لا املك معول الهدم، لقلع ما يسيء إلى مذهب أهل البيت ويوهنه، ويخرجه إلى العالم بصورة فقيرة مشوهة مشوشة، ترتكز على طابعين فقط، هما التصفيق واللطم، ذلك الأمر الذي انبرت أحدى القنوات الشيعية على بثه دون تحسب إلى قراءة الغير لما تبثه تلك القناة.

    [align=left][frame="1 30"][align=center]بث في قناة الأنوار، برنامج يقوم فيه سماحة الشيخ بإلقاء محاضرته، يقوم بعدها جمع من الحضور بإلقاء بعض الأسئلة المعدة سلفاً من مقدم البرنامج بالاتفاق مع شيخه، وذلك ليظهرالبرنامج متناسق الديكور والأداء والإضاءة والسؤال والجواب أيضاً[/align][/frame][/align]

    داعمة وجودها الفني الهابط بدردشات في أغلبها لا تغني ولا تمسن من جوع، وتصور الواقع الشيعي عند المتلقي أنه واقع جاهليٌ يعتمد على العاطفة، موكلاً لتلك العاطفة إلغاء العقل.

    وليس الحديث عن الكليبات التي تذكرنا في بعضها ببعض المغنين والمغنيات، وبسخيف الكلمات كأنها حفلات طربية في عرسٍ صعيدي الملامح!

    بل الحديث هنا كيف نطمس هذا النتاج المراهق، بنتاج واعي وسامي، نطمئن لما يأتينا من بعده؟

    لم تهتم وسائل الإعلام الشيعية بالبرامج الحوارية والثقافية العلمية المنهجية، بل وأشتكى كثير من مقدمي هذه البرامج تهميش عملهم، وعدم تقديمه في الأوقات المناسبة! رغم انه يصل القنوات على طبق من فضة، وفي بعض الأحيان على ذهب!

    إذ ارتسمت ثقافة الخطاب المنبري الكلاسيكي على كثير مما تقدمه تلك القنوات، وباختصار العبارة، وتقريب الصورة أكثر، هي عبارة عن حسينيات يهبط خطيب ويصعد أخر، ويشدو رادودٌ، وينعق بنشازه آخر!!
    وإذا تحدثنا في هذا المجال، صرخ المدافعين بـ " تسكير الأفواه " قائلين بأن هذا هو المطلوب وذا عمل جبار.

    [align=left][frame="1 30"][align=center]لكي لا أتهم بالهدم فأني أثبت التهمة،وأتأسف لعدم امتلاكي معولاً لقلع ما يسيء إلى مذهب أهل البيت ويوهنه، ويخرجه إلى العالم بصورة فقيرة مشوهة مشوشة، ترتكز على طابعين فقط، هما التصفيق واللطم! [/align][/frame][/align]


    العمل الجبار يا سادة هو أن يزعجنا أحدهم بحديث مكرر ممل لمدة زمنية، بل ويعاد ثلاث مرات أو أكثر في الـ 24 ساعة، ونمنع من نقده!

    بل ويقال في كثير من الأحيان "مو عاجبك!! عنك ستين ألف قناة " هكذا تجيء كثير من الردود، إذ لم يتعود القائمين على المشاريع الدينية بالذات على النقد، فهي مشاريع سماوية منزهة مباركة حسب الاعتقاد والعرف السائد.

    أنا هنا أكثر التصاقاً، لأقول نعم "مو عاجبني " وسأتحدث حتى وإن لم يعجبكم حديثي.

    [align=left][frame="1 30"][align=center] أشتكى كثير من مقدمي هذه البرامج تهميش عملهم، وعدم تقديمه في الأوقات المناسبة! رغم انه يصل القنوات على طبق من فضة، وفي بعض الأحيان على ذهب![/align][/frame][/align]

    نحتاج إلى شيء من الحيوية في العمل التلفزيوني، نحتاج إلى برامج تلامس الواقع، وتوصلنا إلى نتائج مستقبلية طيبة.

    لا نحتاج إلى حديث من طرف واحد، فبهذا النوع من الحديث القاصر على طرف مرسل دون الاستماع لردة فعل المتلقي أو ما يسمى المرسل إليه، فالمتلقي لم نعرف ردة فعله، إذ هو متلقٍ أصمٌ وأبكم، ولا يملك حتى يدين يبلغنا رأيه بلغة الإشارة.

    أيرضيكم متلقٍ أصم وأبكم ولا يقدر على لغة الإشارة؟

    والحديث عن القنوات الشيعية يطول، أختمه بشر البلية ومثاله، ما بث قبل حين في قناة الأنوار، برنامج يقوم فيه سماحة الشيخ بإلقاء محاضرته، يقوم بعدها جمع من الحضور بإلقاء بعض الأسئلة، والبلية أن تلك الأسئلة معدة سلفاً من مقدم البرنامج باتفاق مع شيخه، ليظهر البرنامج متناسق الديكور والأداء والإضاءة والسؤال والجواب أيضاً.

    الخطاب المنبري متفائل حد السراب هذه المرة:

    متفائلٌ جداً بخطبائنا الأعزاء هذا العام وكما عودونا في الأعوام السابقة، من طرح جميل يعالج ما يطرقوه في بحوثهم الخطابية.

    • يجاهدوا كعادتهم في تحضير خطابهم، ويعززوه بالمصادر والأرقام، بل ويكملوه متنقلين من الأسباب، إلى النتائج والأهداف.

    • كعادتهم لا يكرروا ما يطرحوه كل عام، مواضيعهم متجددة بثوب عصري.

    • لا يكثرون من جلد الذات، وتحطيم المجتمع، يسعون دائماً كما عودونا إلى ذكر الحسن قبل القبيح، وشد الهمم، وتشجيع الأعمال الرائعة المفيدة.

    • يساهموا بشكل قوي في تحرير الفتاة من قيود الجاهلية، ويفهموها أنها كل المجتمع لا نصفه فقط.

    • يعلمونا أن الحسين حياةٌ قبل الممات، وخلود حتى في الممات، دون أن يشبعوا ذكر الحسين على انه قتيل عبرة فقط، وأنه عاطفة تستوجب الدمع قبل التفكير، فأكثر خطبائنا يفتحوا أبواب ثورة الحسين بعوالم تخفى على الناس، فيتعلم الناس أن الحسين ليس للطم والحزن والنياح فقط، بل الحسين لغة ثانية يجب قراءتها ونقاشها وتحليله من جوانب لا تنتهي .

    • لا يصيحون برجم القنوات الغنائية الهابطة، وتلك المسيئة لمذهب آل بيت النبوة، إلا ويعرجون بالنقد على تلك القنوات الشيعية الهابطة أيضاً.

    • صدورهم دائماً رحبة تتقبل النقد، وسماع الرأي، بل وعمل استفتاء واستطلاع رأي حول مدى القدرة الخطابية، ونوعية المواضيع المطلوبة،"ممنهجين وعلميين جداً خطبائنا"!.

    • مما سنشهده في محرمنا القادم في بعض الأحيان، أن يصعد المنبر خطيبين، الأول يملك القدرة الخطابية ولا يملك القدرة على النعي إذ لا يسعفه صوته، وبمجرد أن ينتهي من بحثه، ينزل تاركاً المنبر لزميله ليكمل مشوار النعي والمقتل وإذابة القلوب والعيون على مصاب أبي عبد الله الحسين .

    • أخيراً وكعادة كثير منهم، يكتفي بمنبر واحد، يشبعه عطاءً، ولا يهدر صوته ووقته في أكثر من مجلس واحد، مقتنعٌ بما يجنيه مادياً من ذلك المنبر.


    رعاكم الله وسدد خطاكم لعمل كل خير يا خطبائنا العزاء.

    !!!!!!؟

    دمتم
    [/align]





  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    [align=justify]

    [align=center][mark=CCCCCC]الفضائيات الدينية والإعلام الناجح[/mark]
    بقلم : الباحث لطيف القصاب [/align]

    لا شك في ان الاعلام ظاهرة لا يمكن اغفال ما احدثته وتحدثه من اثر واضح على مجمل حركة تطور الانسان.., ولكن مع كل الحسنات التي احتلت حيزا مهما من سجل الاعلام تاريخيا فقد كان لبعض وسائل الاعلام وما يزال قرار حاسم على صعيد خلق المنازعات وافتعال الازمات وتفجير بؤر الصراع وتزييف الحقائق والحط او الاعلاء من قيمة الاشياء انصياعا لمتطلبات الحرب النفسية وجريا على قانون العرض والطلب السياسي...

    وقد امتازت النظم السياسية المعاصرة سيما القمعية منها باتقان ممارسات التضييق على افق الجماهير ووضعهم في اطار بعينه يتناسب مع رغبات السلطة الحاكمة وذلك من خلال انتهاج ما يعرف بالاعلام المركزي الموجه، الا ان ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة احدثت كما يبدو خروجا عن مألوف السير التاريخي لحركة الاعلام الموجه على وجه التحديد، فبالرغم من مساعدتها في تضخيم دور الإعلام وتنويع وظائفه الا انها سهلت من ناحية اخرى عمليات اعادة صياغة الرأي العام لامركزيا بواسطة الانتشار الواسع للمحطات الفضائيات السمعية منها والبصرية من جهة ومن خلال ما تعرضه من صيغ متعددة للبرامج الاعلامية التفاعلية.

    وقد آلت حصة الاسد من تلك البرامج الى نصيب متصفحي شبكة الانترنت العالمية على وجه التحديد، وبحسب بعض الدراسات فان الراديو استغرق اكثر من ثلاثة عقود للوصول إلى 50 مليون مستخدم بينما لم يحتج الانترنت لأكثر من 4 سنوات للوصول إلى نفس العدد من المستخدمين, ولعل احد الاسباب في تجاوز الانترنت لزميله الراديو بهذه الفجوة الرقمية الهائلة يكمن في ما ذُكر من تفوق الاول في مضمار الفن التفاعلي وقدرته غير المحدودة نسبيا على ان يكون وسيلة لبث اراء المتلقين انفسهم وتحويلهم الى منتجين للرسالة الاعلامية اكثر منهم مستهلكين.. وبالتالي تشكيله لمجتمعات إعلامية لا تتبع سياسات رؤساء التحرير او مصادر التمويل, الى درجة يمكن ان نعد ثورة المعلومات تلك ثورة مضادة لقيم الاستبداد والتسلط يقود مشاعلها مرتادو الشبكة العنكبوتية في المواقع الالكترونية العامة او حتى في المدونات الخاصة.

    ان أي وسيلة اعلامية بغض النظر عن تصنيفها الى مقروءة او مرئية او مسموعة يمكن ان تحقق رواجا منقطع النظير كما هو الحال بالنسبة للانترنت اذا ما توخت تبني المنهج التفاعلي في تعاملاتها مع المتلقين وابتعدت عن مناهج الاملاء والتلقين والتوجيه المباشر الخارجة من ميدان الفلسفة الشمولية التي مابرحت تعّرف الصحافة على أساس أنها أداة للتوجيه و التعبئة والدعاية الإيديولوجية من غير اكتراث بروح العصر وطبيعة المرحلة التاريخية.

    لكن هل ان ما اجملناه في الطرح المتقدم ينفي بقاء الحاجة او الضرورة لانشاء وسائل اعلام ذات طابع توجيهي صرف ام ان ذلك يظل في نطاق الفرضية الذهنية القابلة للنقض والابرام..؟

    اعتقد ان أي متابع للقنوات التلفزيونية الفضائية على سبيل المثال يمكنه ملاحظة صور شتى من انشطة وديناميكية الفكر الموجه واستحواذه على نسبة لا بأس بها من عدد سكان العالم حين يقوم بعمليات استعراض سريعة لباقة عشوائية من الفضائيات ذات الطابع الديني والحزبي على وجه الخصوص، وهو سواء كان متقفا مع هذه الحقيقة او مخالفا لها لابد له من الاقرار بان سوق الاعلام الموجه لما تزل سوقا رائجة، والادلة على ذلك هو هذا الوجود الفعلي والمتنامي لتلك القنوات الفضائية الموجهة والتي يُمول بعضها من قبل دول كبرى, منها دول ذات تراث ديمقراطي عريق مثل بعض القنوات التي تُبث من اراضي فرنسا وبريطانيا وامريكا الى شعوب العالم العربي على سبيل المثال، وعليه فان القول الذي يّدعي ان درجة الوعي الانساني التي اقصت فكرة ان يكون الاعلام تحت سيطرة الحكومة او الدولة يمكن تعميمه ليشمل الحزب او العرق او الطائفة او المنطقة مايزال قولا مشكوكا بواقعيته عند ملاحظة تواجد عشرات وسائل الاعلام المحلية والعالمية التي تخاطب شرائح محدودة من المواطنين حتى في بعض البلدان المتقدمة ومنها الولايات المتحدة الامريكية، فبالرغم من وضوح الاجندة الرامية الى جعل الجمهور المستهدف ينصهر في بوتقة واحدة من حيث التفكير والرؤية والسلوك.. فانها تلقى قبولا طيبا يصل احيانا الى حد الانبهار من قبل ذلك الجمهور نفسه او بعض منه.

    وبقدر ما يتعلق الامر بالفضائيات الدينية فان وجودها سيظل ماثلا ما بقيت حاجة الانسان الى التدين وما بقيت جماعة دينية على وجه البسيطة, لكن على تلك الفضائيات خاصة الاسلامية منها لكي تتخطى عوامل الاخفاق الاعلامي التي اصابت وتصيب عددا منها ان تعمد الى اجراء اصلاحات جذرية على مستوى المضمون والخطاب تتجاوز الآليات التقليدية الى نوع من الحوارات التي تحذو حذو المنهج العلمي الرصين، وحكم كهذا يستند الى قراءة اولية تتمثل في كون ان الوسيلة التي تتبع خطابا موجها تمتاز بثبوتها على منحى واحد نادرا ما يتخلله شيء من التجديد على عكس المتلقي المتجدد بطبعه والباحث عن التغيير والمقيم في صميم ساحة اعلامية شديدة التنافس حتى على المستوى الديني....

    ومما لايخفى على المشتغلين في الحقل الاعلامي ان القناة اذا ما ارادت تحقيق نسب مقبولة من النجاح ان تعمل ولو ظاهريا على عزل رغبات وسياسات جهات التمويل عن الخط التحريري, وتحقيق غاية كهذه لا تعد امرا مستحيلا اذا اخذنا بنظر الاعتبار حقيقة ان سائر المؤسسات الاعلامية.... الموجهة منها وغير الموجهة لا تستطيع ان تفصل تماما ما بين ارادة الممول والسياسة العامة للمؤسسة, بيد ان لها اساليب عمل معينة تتمكن بواسطتها من تمرير حكاية انها مؤسسات مستقلة...وذلك من خلال اعتماد اليات التوازن والموضوعية والابتعاد عن المباشرة والسطحية في التعامل مع المتلقي, الامر الذي يبدو صالحا للتطبيق ايضا في القنوات الموجهة مع توفر عنصري الكفاءة والمهنية.

    ان من اهم عوامل النجاح بالنسبة للوسيلة الاعلامية يتمثل في غموض الاجندة التي تجتهد هذه الوسيلة الاعلامية او تلك في توصيل رسائلها وجداول اعمالها..., فكلما كانت الاجندة على مستوى عال من الخفاء والغموض كانت اكثر قدرة على التاثير في اوساط المتابعين, ورغم ان طبيعة القناة الدينية تستلزم العلنية اكثر من غيرها الا انه ينبغي ان تظل بعض الاسرار عصية على الاعلان والتخمين. وعلى اية حال لابد للقناة الدينية من متطلبات نجاح عديدة فضلا عما ذُكر وقد يكون من بين تلك المتطلبات ما يأتي:

    ** فيما يتعلق بالشكل الفني العام المطلوب للفضائيات الدينية فانه بحاجة الى ان يكون نسخة طبق الاصل عن الفضائيات المنوعة من حيث الاستعمال الامثل لاحدث تقنيات الصورة والصوت... مع مراعاة الضوابط الدينية بطبيعة الحال كما هو المعمول في قنوات فضائية دينية ناجحة....

    ** تحسين بيئة العمل للموظفين والعاملين في تلك القنوات عن طريق اقامة دورات تطوير للكوادر العاملة بغية الاطلاع على اخر المستجدات في عالم الاعلام وتكنولوجيا الاتصال الجماهيري.

    ** ضرورة الاكثار من انتاج البرامج المباشرة وعدم الاقتصار على البرامج المسجلة، او البرامج المباشرة في مناسبات دينية معينة... ومنح المتابع فرصة كافية للاستراحة والترفيه تتناسب مع معدلات المرونة ولا تتجاوزها الى الخطوط الحمراء.

    ** تضمين البرنامج العام للفضائية الدينية نشرات اخبار وبرامج سياسية تحليلية تحاول بقدر الامكان فتح الملفات المغلقة امام متابعيها لما لهذه البرامج من جمهور واسع تصل نسبته في العالم العربي بحسب بعض الاحصائيات الى حوالي 40 %, ولوجود حقيقة تتمثل في ان السياسة لها حضور دائم في ساحة الايدلوجية مهما كانت الظروف.

    ** التنسيق بين القنوات الدينية بصورة عامة وبخاصة تلك التي تجمعها مشتركات كثيرة ومحاولة الخروج بخطاب اعلامي موحد يؤكد في المقام الاول على اشاعة مبادئ المحبة والسلام والاخاء بين سائر الامم والشعوب ومواجهة افكار الالحاد والفساد سيما الاخلاقي منه ومحاربة نزعات التطرف والدعوة الى اليأس والانتحار...

    ** تناول المواضيع والقضايا الحساسة دينيا بروح موضوعية بعيدا عن التشنج والتزمت واساليب احتكار الحقيقة لئلا تبقى ساحة الخوض في نقاش تلك المواضيع حكرا على الفضائيات ذات الطابع العلماني.

    ** استحداث او زيادة برامج المناقشات الأكاديمية الرصينة لطرح قضايا الدين بما يصب في فكرة دحض مقولة... دأب البعض على تسويقها جزافا على انها من قبيل المسلمات وتفيد بان الدين والعلم امران متناقضان.

    ** اعطاء دور مهم للمرأة في ادارة المقابلات وصناعة البرامج الميدانية, والاعتماد على كوادر اعلامية رجالية ونسائية تمتاز بقابلية عقد روابط الفة ومحبة مع المشاهدين او ما يصطلح عليه بمفهوم (الكارزما) او الحضور.

    ** اعتماد اللغة العربية المعاصرة التي تمتاز بالبساطة وتخلو من اللكنة واللحن والتعقيدات اللغوية غير المناسبة عند مخاطبة المتابع العربي... وترك حيز معقول للغات الأجنبية سيما اللغة الانكليزية للتعريف بحقيقة الثقافة والقيم الحضارية العربية والإسلامية من جهة والرد على حملات التشويه الاجنبية المستمرة ضد الدين الاسلامي من جهة اخرى.

    ** قياس مدى التأثير الذي تحدثه الفضائية الدينية على الجمهور من خلال اتباع طرق استطلاع الراي والاستبيانات والتقارير الاستقصائية الخاصة، ذلك ان اهم مؤشرات النجاح بالنسبة للوسيلة الاعلامية يتجلى في مدى القدرة على تشكيل التفكير والسلوك وتغيير مسارات الوعي الجماهيري او المحافظة عليها او كما يقول عالم الاجتماع الألماني نيكلاس لومان بأن "نجاح الإعلام قائم أولا وأخيرا على قدرته على فرض أجندة جديدة المحتوى والأسلوب على المجتمع". كما ان من اهم مؤشرات الفشل والاخفاق يكمن في الاصابة بمرض التوهم باحراز مستويات كافية من النجاح خاصة لدى القيّمين على ادارة تلك الفضائيات..

    مركز المستقبل للدراسات والبحوث
    [/align]





  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    بقلم : نضال البيابي
    شات القنوات الفضائية والحب المحرم[line]-[/line]في كل ثقافة مجتمع، ثمة نماذج مثالية، تتضمن المعارف والعقائد والفن والأخلاق والقانون والأعراف، يتشربها أفراد المجتمع عن طريق الامتثال أو الاتباع أو التكيف التلقائي. وإذا تمرد الفرد على هذه النماذج يكون عرضة للجزاءات والعقاب وفقاً للمنظومة الأخلاقية والعرفية لمجتمعه.

    وهذه النماذج وظيفتها بالضرورة إشباع حاجات الفرد البيولوجية والسيكولوجية والروحية،ويستمر التفاعل الجمعي مع هذه النماذج أو"الأنا الأعلى" مادامت قادرة على تحقيق الإشباع.بمعنى أن الإشباع يدعم بقاءها ويقويها وقلة الإشباع تحفز التمرد السلوكي لدى المتلقين.أي أن حالة عدم الإشباع لدى الفرد المتلقي تولد تمردا على شكل رفض لاشعوري للتكيف والامتثال للمنظومة الأخلاقية والعرفية.

    ودائما مانسمع في هذا السياق عن هوس الشباب في تجربة كل شيء جديد بصرف النظر عن مواءمة هذا الجديد للنظم الأخلاقية والعرفية،والأمر ليس كذلك،بقدر ماهو محاولة فطرية للبحث عن وسائل للإشباع لم تتوافر في النظم الأخلاقية والعرفية للمجتمع وليس ذلك انفلاتا أخلاقيا غير مبرر كما يصوره البعض.بعبارة أخرى، هو إفراز طبيعي لحالة الكبت التي تفرزها المناخات السياسية والدينية والاجتماعية ومايصاحب ذلك من نظم أخلاقية متعسفة تطوق الأعناق باللاءات ولاتقدم بدائل موضوعية للباحث عن الإشباع.

    فعندما تتقلص مساحة الحرية على المستويات المعنوية وتسيج ساحة النقد بسياج شائك على المستويين الديني والسياسي، ويفصل فصلا تاما بين الجنسين درءاً للمفاسد، وبالتضاد يواكب ذلك انفلات في الحرية المادية التقنية مما يعرف بـظاهرة"التخلف الثقافي" أي التغير البطئ للعناصر المعنوية إزاء التغير السريع للعناصر المادية. فضلا عن النماء المطّرد للبطالة والفقر في النسيج الاجتماعي،ومايترتب على ذلك من تفشي العزوبية والعنوسة بين أفراد المجتمع،فلاغرو أن تكون هذه الأرض خصبة لإنبات الانحرافات السلوكية كالتطرف الديني من جهة والانحلال الأخلاقي من جهة أخرى. وكلاهما يدوران في دائرة البحث عن الإشباع التي لم توفره المنظومة الأخلاقية والعرفية للأفراد.

    وإذا استقرأنا الرسائل "sms" التي ترسل للفضائيات الدينية والغنائية من شريحتين متقاطعتين في التوجه ومتوازيتين في الغاية، سنجد أنها محاولة للتنفيس والهروب من ضغوطات الواقع ومشكلاته العصية على الحل لفضاءات اللذة الوهمية إن كانت حسية أو روحية.

    وهوس الشباب العربي من الجنسين للتهافت لإرسال وتفريغ مايختلج في صدورهم للفضائيات هو نتيجة منطقية لأسباب عديدة على رأسها البطالة التي يعاني من الشباب وعدم وجود متنفس حقيقي يمتص طاقاتهم كما أن يأسهم في إيجاد مساحة لحرية حقيقية في مجتمعاتهم جعلهم لاشعوريا يتماهون مع كل جديد قد يوفر لهم الإشباع الممنوع عرفا . والمسؤول الحقيقي عن هذه المشكلة المجتمع وليس الشباب وفقا للدكتور أحمد مجدوب.

    وإشكالية الثقافة السائدة في مجتمعنا وخصوصية الوضع المناط بالمرأة وعزل النشء عن متطلبات الحياة الواقعية والارتباك بين التمسك بالموروث التقليدي من جهة ومواكبة التطور التقني الذي قفز على رؤوسنا بسرعة هائلة من جهة أخرى أفقد ذلك كله المجتمع توازنه،وولد فجوة واسعة بين تراث موروث متراكم وبين قفزة علمية لم يهيأ لها الجيل بشكل صحيح.

    ولاشك أن مسئولي الفضائيات استغلوا حالة الكبت المتفجرة عند الشباب خير استغلال بطرق ابتزازية رخيصة من خلال التلاعب من قبل القائمين على هذه الدردشات، حيث يتقمص الكنترول شخصية أنثى ويبتز غرائز المراهقين وجيوبهم من خلال إرساله لرسائل طافحة بالإيحاءات الجنسية من مثل:" أنا قشطة وعسل وألبس عدسات وشعري طويل ولوحدي بالبيت..والرقم بالطريق.." فيتهافت المراهقون على إرسال عشرات الرسائل بقصد التعارف،أوابتزازهم من خلال مطربات العصر من "فتيات الليل "الماجنات العاريات اللائي يحشدن كل"أسلحة دمارهن الشامل" لقنص الشباب المنهك بِطُعم السيليكون ..! وما أدراك ماالسيليكون وفعله الذري المدمر. وكم هي من وسيلة مربحة لشركات الاتصال وللفضائيات التي تبث في الفضاء العربي ومصائب قوم عند قوم فوائد.

    فإن كانت فضائيات الأغاني تبتز الشباب من خلال العزف على وتر الممنوع والمحظور اجتماعيا وعرفيا،فإن الفضائيات الدينية لاتقل دجلا ونصبا من الصنف الأول،وكلاهما يمارس عملية تخدير وتمييع وتدجين للشباب بوسائل مختلفة تصب في قالب واحد في النهاية.فالفضائيات الدينية تستخدم النصوص المقدسة في عمليات النصب والدجل تحت عنوان"سارعوا إلى الخيرات" ومن ثم يظهر في الشريط العابر أسفل الشاشة دعاء ما، ومن بعده مباشرة نص ديني مفاده"من كرر هذا الدعاء فله كذا من الحسنات "كلها ثوان حتى يتهافت الشباب والشابات على الخيرات من خلال تكرار الدعاء عشرات المرات .ومن عمليات النصب الأخرى التي تمارسها الفضائيات الدينية فتح الباب على مصراعيه للمهاترات الطائفية بين شباب من مذهبين إسلاميين مختلفين.والمحصلة النهائية المبالغ الطائلة التي يجنيها مسؤولو الفضائيات على حساب المهمشين والمقموعين اقتصاديا وثقافيا من شباب الأمة العربية الباحثين عن بدائل للإشباع لم تتوافر في محيطهم الاجتماعي.

    وإذا كانت الشكوى نوع من العيب في المجتمعات العربية المتحفظة،فإن الشباب سيمارسون التبتل ظاهريا للحفاظ على أمنهم النفسي الاجتماعي وعندما يخلون بأنفسهم بعيدا عن عين الرقيب سيطلقون العنان لما يختلج في دواخلهم من احتباسات وجدانية بكل السبل التي تتيحها التقانة الحديثة بحثا عن الإشباع.

    ويقول الدكتور محمد آل جعفر:"أن طبيعية المجتمع فرضت على أبنائه نوعاً من البحث الدائم عن مكان لتفريغ الشحنات النفسية فيه،بعيدا عن كل تعقيداته".





  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي



    بقلم : قاسم حسين
    الفضائيات المذهبية"الشيعية"تحت المجهر


    قبل عدة أعوام، وصف أحد الكتّاب من المنطقة الشرقية السيد حسن نصر الله بـ «الضرّة» للفضائيات الدينية، لأنه كان يلقي كل ليلةٍ خطاباً عن عاشوراء فيستبقي جمهور المآتم الحسينية في البيوت.


    بعد حرب تموز (يوليو) توقّفت خطابات نصر الله العاشورائية، ولكن لم يعد الشباب للمأتم كما كانوا. ولعل من المفارقات أن أحد أسباب تراجع الحضور الشبابي في المأتم... هو وجود هذا الكمّ من الفضائيات!
    [line]-[/line]الإعلام يتعامل مع بشر، والبشر يخضع لقوانين يتحدّث عنها علم الاجتماع باستفاضة، ومن شأن تكرار البرامج أن يوصل الجماعات البشرية إلى حالةٍ من التشبّع، فالكائن البشري حين يمتلئ من الأكل ينتهي بالتخمة والتقيؤ، والمثال نفسه يتكرّر في حال التلقي من الخطباء ..فالدواء حين تزداد الجرعة يتحوّل مفعوله إلى نتيجة عكسية!.[line]-[/line]
    هذه الفضائيات تبثّ برامجها الدينية على مدار العام، وأكثرها مجالس حسينية، وعزاء وكليبات حديثة تصبّ في المجال نفسه. ولا يُخفي بعض القائمين عليها أملهم بتحويل الفضاء إلى مأتمٍ دائم.

    في مؤتمر عاشوراء العام الماضي، وصف أحد المداخلين هذه الفضائيات بـ «الإغراق»، فواجه اعتراضاً شديداً من بعض الحاضرين. هذا العام استخدم أحد مقدّمي الأوراق المصطلح ذاته، دون أن يلقى معارضةً، ما ينبئ بوجود قابليةٍ لدى الرأي العام لمناقشة هذا الدور وإخضاعه للتقييم، فالفضائية التي تكرّس 90 في المئة من ساعات بثها للمجالس الحسينية ليست فوق المراجعة والنقد والتقويم.
    [line]-[/line]ان تراجع إقبال الجيل الجديد على المنبر الحسيني، وميله للأشرطة و «الكليبات» التي لا تُعطي ثقافةً ولا تاريخاً ولا فكراً للمتلقي من الظواهر اللصيقة بالعصر الحديث الباحث عن «النجوم» في مختلف المجالات، من السياسة والرياضة والإعلام والفن... انتهاءً بنجوم الفضائيات الدينية.[line]-[/line]
    ليس من بين منتقدي هذه الفضائيات من أهل الدار مَنْ يشكّك في حسن نوايا أصحابها ونوازعهم الدينية الطيبة، لكن هذا لا يمنع من مناقشة نتائج هذا التكريس التام لجانب البكاء والرثاء. وإذا كان هذا الطرح مناسباً لأزمنةٍ سابقة، فهو لم يعد صالحاً بالضرورة لهذه الفترة من التاريخ التي تسود فيها العولمة وتسقط الحواجز بين الشعوب وتمتزج فيها الثقافات وتتصارع الأفكار. وما كان يقبله جيل الآباء في الخمسينيات والستينيات، لم يعد يتقبله جيل الأبناء الذي يعيش مطلع الألفية الثالثة.

    الإعلام يتعامل مع بشر، والبشر يخضع لقوانين يتحدّث عنها علم الاجتماع باستفاضة، ومن شأن تكرار البرامج أن يوصل الجماعات البشرية إلى حالةٍ من التشبّع، كما يحدث تماماً من الناحية البيولوجية. فالكائن البشري حين يمتلئ من الأكل ينتهي بالتخمة والتقيؤ، والمثال نفسه يتكرّر في حال التلقي من الخطباء، إلا ما ندر. حتى الدواء حين تزداد الجرعة يتحوّل مفعوله إلى نتيجة عكسية، وهي حالةٌ معروفةٌ في الطبيعة.
    [line]-[/line]الفضائية التي تكرّس 90 في المئة من ساعات بثها للمجالس الحسينية ليست فوق المراجعة والنقد والتقويم.[line]-[/line]
    الأمر ليس تنظيراً، وإنّما استكمال لمناقشات مؤتمر عاشوراء الخامس، الذي دعا فيه العلامة السيد عبدالله الغريفي إلى مناقشة سلبيات وظواهر وأخطاء الواقع الديني دون قلق أو انزعاج. وهو واقعٌ معاشٌ، بدأت دلالاته بالظهور، مع تراجع إقبال الجيل الجديد على المنبر الحسيني، وميله للأشرطة و «الكليبات» التي لا تُعطي ثقافةً ولا تاريخاً ولا فكراً للمتلقي. وهي من الظواهر اللصيقة بالعصر الحديث الباحث عن «النجوم» في مختلف المجالات، من السياسة والرياضة والإعلام والفن... انتهاءً بنجوم الفضائيات الدينية.

    في نهاية العام 2003، زارنا أحد الإعلاميين الخليجيين يحمل معه مشروع إطلاق أول قناة فضائية دينية، كانت ستنطلق في غضون ستة أشهر. وكمادةٍ خبريةٍ جديدة، نشرنا عنه تقريراً حينها في صفحة «جسور». الآن وبعد سبعة أعوام من حقّ الجمهور أن يراجع ماذا قدّمت هذه الفضائيات، ولا يبخل عليها بالنقد والتقويم وإعطاء الرأي، وخصوصاً أن كثيراً منها لايزال دون الطموح في التعبير عن أعرق مذهبٍ إسلامي في التاريخ.
    كلمة شكرٍ أخيرة لمنظّمي المؤتمر، على هذا المنتدى الذي يشارك فيه عددٌ من المهتمين بالشأن الديني العام، والذي يظل بحاجةٍ إلى استقطاب أطيافٍ أخرى لتعمّ الفائدة وتتوسع دائرة المشاركة في الحوار.





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني