بعد ان تجاوزت اعداد القتلى من الجنود الامريكان الالف، ماذا سيحدث؟؟

بعد 18 شهراً على اسقاط نظام صدام، تجاوزت اعداد القتلى من الجنود الامريكان الالف..
صرح الرئيس بوش ان الالف قتيل ضحوا بحياتهم في سبيل الحرية.. وقدموا التضحية العظمى لوطنهم.
والواقع ان عدد القتلى اقل بكثير مما كان متوقعاً في مثل هذه الحرب الضروس.. يكفي ان القوات الامريكية تعرضت خلال الشهر الماضي فقط الى 2700 هجمة.. وهذه هجمات بالصورايخ والقنابل ... وانا اتذكر هنا ان امريكا كانت طوال حرب فيتنام تدعي ان قتلاها كل يوم لا يتجاوزون واحداً، او اثنين.. ثم اتضح في نهاية المطاف انهم قاربوا ال 50 الف قتيل...

امريكا اعترفت بان عدد الجرحى تجاوز ال 7 الاف... وهؤلاء لم يصابوا بخدوش بسيطة ...ففي تلك الاحوال، لا يتم رفع تقرير بالحادث اساساً... فلا يتم حسابه في تعداد الهجمات.. الجندي الامريكي يتجنب كتابة تقرير عن تعرضه لهجوم.. اولاً، لانه يعلم ان الادارة لا تريد ان تعرف بالخبر السيء.. وكذلك، لان كتابة تقرير عن تعرض احدهم لهجوم يتطلب تحقيقاً روتينياً طويلاً مزعجاً.. وهكذا لا يتم التبليغ الا عن الهجمات الناجحة.. التي يُجرح فيها احدهم، او على الاقل ، يتم اعطاب آليات غالية...

وكيف يتم تبرير عدد القتلى، والمعاناة الامريكية في العراق، ومعاناة الشعب العراقي؟؟ كله يتم على اساس ان العراق جزء من الحرب على الارهاب، وان صداماً كان مرتبطاً بالقاعدة واحداث 11 سبتمبر.. نحن نعرف ان هذا الارتباط غير صحيح، ولكن الشعب الامريكي يعتقد ان صدام (الذي كان يستخدم في خطاباته لغة تكفيرية متطرفة واضحة.. حين تحدث عن الكفار الانجاس الغزاة) كان متطرفاً داعماً للارهاب..
المتوقع حالياً ان تزداد الاوضاع سوءاً.. فلابد من معارك تحسم الوضع في مدينة الصدر، والفلوجة، وسامراء، على الاقل.. فهذه المناطق خارجة تماماً عن سيطرة الدولة.. وبالطبع ، فان الهجوم عليها يؤدي لتزايد الهجمات المضادة..
و بينما يتحدث الاعلام العالمي عن القتلى بين الجنود الامريكان، لا يفكر احد في عدد القتلى بين ابناء شعبنا.. وقد صارت الكلمة الاكثر شيوعاً في نشرات الاخبار: "قُتل اليوم عدد... من العراقيين..." بل ان اليوم الذي لا نسمع فيه هذا الخبر في النشرة يكون يوم فرح وعيد.. قتلى بلادنا عددهم اكثر بكثير جداً من الالف.. رحمهم الله... ولهم الله والجنة والعدالة التي لم يجدوها في هذا العالم الظالم..
المحجوب...